عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 1 ذو الحجة 1431هـ/7-11-2010م, 10:42 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 32 إلى آخر السورة]


{كَلَّا وَالْقَمَرِ (32) وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33) وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34) إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36) لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37) كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38) إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39) فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ (40) عَنِ الْمُجْرِمِينَ (41) مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48) فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52) كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ (53) كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (55) وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)}

تفسير قوله تعالى: (كَلَّا وَالْقَمَرِ (32) )

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ (33)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {واللّيل إذ أدبر...}. قرأها ابن عباس: (والليل إذا دبر) ومجاهد وبعض أهل المدينة كذلك، وقرأها كثير من الناس (واللّيل إذ أدبر)...
- حدثني بذلك محمد بن الفضل عن عطاء عن أبي عبد الرحمن عن زيد أنه قرأها (والليل إذ أدبر)، وهي في قراءة عبد الله: (والليل إذا أدبر).
وقرأها الحسن كذلك: (إذا أدبر) كقول عبد الله...
- وحدثني قيس عن علي بن الأقمر عن رجل -لا أعلمه إلاّ الأغر- عن ابن عباس أنه قرأ: (والليل إذا دبر)، وقال: إنما أدبر ظهر البعير...
- وحدثنا قيس عن علي بن الأقمر عن أبي عطية عن عبد الله بن مسعود أنه قرأ "أدبر" ... [ما أرى أبا عطية إلاّ الوادعي بل هو هو... ليس في حديث قيس "إذ"، ولا أراهما إلا لغتين].
يقال: دبر النساء والشتاء والصيف أدبر. وكذلك: قبل وأقبل، فإذا قالوا: أقبل الراكب وأدبر لم يقولوه إلا بألف، وإنهما في المعنى عندي لواحد، لا أبعد أن يأتي في الرجل ما أتى في الأزمنة). [معاني القرآن: 3/204]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({والليل إذ أدبر} إذ أدبر النهار فكان في آخره، يقال: دبرني جاء خلفي وإذا أدبر إذا ولى. قالت أم بني زياد الربيع وقيس وعمارة وأنس لقيس بن زهير وقد أخذ بخطام جملها ليذهب بها: أين ضل حلمك يا قيس والله لئن دبرت بي هذه الأكمة لا يكون بينك وبين بني زياد صلح أبداً وحسبك من شر سماعه، فردها إلى موضعها وعرف ما فيها). [مجاز القرآن: 2/275-276]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({واللّيل إذ أدبر} وقال: {واللّيل إذ أدبر} و"دبر" في معنى "أدبر" يقولون: "قبّح الله ما قبل منه وما دبر" وقالوا "عامٌ قابلٌ" ولم يقولوا "مقبلٌ"). [معاني القرآن: 4/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({والليل إذا دبر}: أي تبع النهار. يقال جاء دبري من إذا جاء خلفي. ومن قرأ {إذا أ دبر} فمعناه إذا أولى). [غريب القرآن وتفسيره: 399-400]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({واللّيل إذ أدبر} أي جاء بعد النهار، كما تقول: خلفه. يقال: دبرني فلان وخلفني، إذا جاء بعدي). [تفسير غريب القرآن: 497]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {واللّيل إذ أدبر (33)} ويقرأ (إذ دبر)، وكلاهما جيّد في العربية. يقال: دبر الليل وأدبر، وكذلك قبل الليل وأقبل.
وقد قرئت أيضا (إذا أدبر) (والصّبح إذا أسفر)؛ بإثبات الألف فيهما). [معاني القرآن: 5/248]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إِذْ أَدْبَرَ}: تبع النهار {إِذْ دْبَرَ}: إذا ولى). [العمدة في غريب القرآن: 323]

تفسير قوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والصّبح إذا أسفر} أي أضاء). [تفسير غريب القرآن: 497]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ (35) نَذِيرًا لِلْبَشَرِ (36)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {نذيراً لّلبشر...} كان بعض النحويين يقول: إن نصبت قوله: "نذيراً" من أول السورة يا محمد قم نذيراً للبشر، وليس ذلك بشيء والله أعلم؛ لأنّ الكلام قد حدث بينهما شيء منه كثير، ورفعه في قراءة أبيّ ينفي هذا المعنى.
ونصبه من قوله: {إنّها لإحدى الكبر نذيراً} تقطعه من المعرفة؛ لأن {إحدى الكبر} معرفةٌ فقطعته منه، ويكون نصبه على أن تجعل النذير إنذاراً من قوله: {لا تبقي ولا تذر} لواحة [تخبر بهذا عن جهنم إنذاراً] للبشر، والنذير قد يكون بمعنى: الإنذار. قال الله تبارك وتعالى: {كيف نذير} و{فكيف كان نكير} يريد: إنذاري، وإنكاري). [معاني القرآن: 3/205]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّها لإحدى الكبر...} الهاء كناية عن جهنم). [معاني القرآن: 3/205]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إنّها لإحدى الكبر * نذيراً لّلبشر} وقال: {إنّها لإحدى الكبر} {نذيراً لّلبشر} فانتصب {نذيراً} لأنه خبر لـ{إحدى الكبر} فانتصب {نذيراً} لأنه خبر للمعرفة. وقد حسن عليه السكوت فصار حالا وهي "النذير" كما تقول "إنّه لعبد الله قائماً". وقال بعضهم: "إنّما هو" "قم نذيراً فأنذر"). [معاني القرآن: 4/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({إنّها لإحدى الكبر}: جمع «كبرى». مثل الأولى ولأول، والصّغرى والصّغر. وهذا كما تقول: إنها لإحدى العظائم والعظم). [تفسير غريب القرآن: 497]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {إنّها لإحدى الكبر (35) نذيرا للبشر (36)} هذه الهاء كناية عن النّار، أي إنّها لكبيرة في حال الإنذار.
ونصب (نذيرا) على الحال، وذكّر (نذيرا) لأنّ معناه معنى العذاب.
ويجوز أن يكون التذكير على قولهم امرأة طاهر وطالق، أي ذات طلاق وكذلك نذير ذات إنذار.
ويجوز أن يكون (نذيرا) منصوبا معلّقا بأول السورة على معنى قم نذيرا للبشر). [معاني القرآن: 5/249]

تفسير قوله تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (37)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {لمن شاء منكم أن يتقدّم أو يتأخّر (37)} أي أن يتقدم فيما أمر به أو يتأخر، فقد أنذرتم). [معاني القرآن: 5/249]

تفسير قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ (38)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كلّ نفس بما كسبت رهينة (38) إلّا أصحاب اليمين (39)} قيل أصحاب اليمين الأطفال لأنهم لا يسألون، تفضل اللّه عليهم بأن أعطاهم الجنّة، وكل نفس رهينة بعملها إما خلّصها وإما أوبقها. والتخليص مع عملها بتفضل اللّه). [معاني القرآن: 5/249]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إلاّ أصحاب اليمين...}
قال الكلبي: هم أهل الجنة...
- وحدثني الفضيل بن عياض عن منصور بن المعتمر عن المنهال رفعه إلى علي قال: {إلاّ أصحاب اليمين} قال: هم الولدان، وهو شبيه بالصواب؛ لأن الولدان لم يكتسبوا ما يرتهنون به وفي قوله: {يتساءلون... عن المجرمين... ما سلككم في سقر...} ما يقوى أنهم الولدان؛ لأنهم لم يعرفوا الذنوب، فسألوا: {ما سلككم في سقر}). [معاني القرآن: 3/205]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كلّ نفس بما كسبت رهينة (38) إلّا أصحاب اليمين (39)} قيل أصحاب اليمين الأطفال لأنهم لا يسألون، تفضل اللّه عليهم بأن أعطاهم الجنّة، وكل نفس رهينة بعملها إما خلّصها وإما أوبقها. والتخليص مع عملها بتفضل اللّه). [معاني القرآن: 5/249](م)

تفسير قوله تعالى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ما سلككم في سقر}؟ أي ما أدخلكم النار؟). [تفسير غريب القرآن: 498]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({سَلَكَكُمْ} أي أدخلكم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 285]

تفسير قوله تعالى: {وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وكنّا نخوض مع الخائضين (45)} أي نتبع الغاوين). [معاني القرآن: 5/249]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فما تنفعهم شفاعة الشّافعين (48)} يعني الكفار وفي هذا دليل أن المؤمنين تنفعهم شفاعة بعضهم لبعض). [معاني القرآن: 5/249]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فما لهم عن التّذكرة معرضين (49)} منصوب على الحال). [معاني القرآن: 5/249]

تفسير قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كأنّهم حمرٌ مّستنفرةٌ...} قرأها عاصم والأعمش: "مستنفرة" بالكسر، وقرأها أهل الحجاز "مستنفرة" بفتح الفاء وهما جميعاً كثيرتان في كلام العرب، قال الشاعر:
أمسك حمارك إنّه مستنفرٌ = في إثر أحمرةٍ عمدن لغرّب
والقسورة يقال: إنها الرماة، وقال الكلبي بإسناده: هو الأسد...
- حدثني أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق أبي سفيانّ الثوري عن عكرمة قال: قيل له: القسورة، الأسد بلسان الحبشة، فقال: القسورة: الرماة، والأسد بلسان الحبشة: عنبسة). [معاني القرآن: 3/206]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({حمرٌ مستنفرةٌ} مذعورة، مستنفرة نافرة). [مجاز القرآن: 2/276]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({مستنفرة}: نافرة ومستنفرة مذعورة). [غريب القرآن وتفسيره: 400]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({كأنّهم حمرٌ مستنفرةٌ}: مذعورة، استنفرت فنفرت.
ومن قرأ: {مستنفرةٌ} بكسر الفاء، أراد: نافرة. قال الشاعر:
اربط حمارك، إنه مستنفر = في إثر أحمرة عمدن لغرب).
[تفسير غريب القرآن: 498]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({كأنّهم حمر مستنفرة (50)} وقرئت مستنفرة.
قال الشاعر:
أمسك حمارك إنّه مستنفر = في إثر أحمرة عمدن لغرّب).
[معاني القرآن: 5/249-250]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُّسْتَنفِرَةٌ} مذْعورة. ومن كسر فمعناه نافرة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 285]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مستنفَرة}: مذعورة.{مُّسْتَنفِرَةٌ}: نافرة). [العمدة في غريب القرآن: 323]

تفسير قوله تعالى: {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({قسورةٌ} الأسد). [مجاز القرآن: 2/276]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({من قسورة}: من الأسد، وقال القسورة: قناص الرماة، وقال بعضهم: عصب الرجال). [غريب القرآن وتفسيره: 400]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({فرّت من قسورةٍ} قال أبو عبيدة: هو الأسد، وكأنه من «القسر» وهو: القهر. والأسد يقهر السّباع.
وفي بعض التفسير: «أنهم الرّماة».
وروي ابن عيينة أن ابن عباس قال: «هو ركز الناس»، يعني: حسّهم وأصواتهم). [تفسير غريب القرآن: 498]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فرّت من قسورة (51)} القسورة: الأسد، وقيل أيضا القسورة: الرّماة الذين يتصيدونها). [معاني القرآن: 5/250]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({من قسورة} قال ثعلب: اختلف الناس فيه، فقالت طائفة: القسورة هاهنا: الأسد، وقالت طائفة: الرماة، وقالت طائفة: سواد أول الليل، ولا يقال لسواد آخر الليل: قسورة). [ياقوتة الصراط: 542]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قَسْوَرَةٍ} قيل: هو الأسد. وقيل: هم الرّماة. وقيل: هو حسّ الناس وأصواتهم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 285]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قَسْوَرَةٍ}: الأسد). [العمدة في غريب القرآن: 324]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {بل يريد كلّ امرئٍ مّنهم أن يؤتى صحفاً مّنشّرةً...} قالت كفار قريش للنبي صلى الله عليه: كان الرجل يذنب في بني إسرائيل، فيصبح ذنبه مكتوباً في رقعة، فما بالنا لا نرى ذلك؟ فقال الله عز وجل: {بل يريد كلّ امرئٍ مّنهم أن يؤتى صحفاً مّنشّرةً}). [معاني القرآن: 3/206]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({بل يريد كلّ امرئٍ منهم أن يؤتى صحفاً منشّرةً} قالت كفار قريش: «إن كان الرجل يذنب، فيكتب ذنبه في رقعه: - فما بالنار لا نرى ذلك؟!»). [تفسير غريب القرآن: 498]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {بل يريد كلّ امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشّرة (52)} قيل كانوا يقولون: كان من أذنب من بني إسرائيل يجد ذنبه مكتوبا من غد على بابه فما بالنا لا نكون كذلك.
وقد جاء في القرآن تفسير طلبهم في سورة بني إسرائيل في قوله: {ولن نؤمن لرقيّك حتّى تنزّل علينا كتابا نقرؤه}). [معاني القرآن: 5/250]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ (53)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كَلَّا..}: ردع وزجر...، قال: {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً (52) كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ}). [تأويل مشكل القرآن: 558]

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ (54)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّه تذكرةٌ...} يعني هذا القرآن، ولو قيل: "إنها تذكرةٌ" لكان صوابا، كما قال في عبس، فمن قال: (إنها) أراد السورة، ومن قال: (إنه) أراد القرآن). [معاني القرآن: 3/206]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({كلاّ إنّه تذكرةٌ} وقال: {كلاّ إنّه تذكرةٌ} أي: إنّ القرآن تذكرةٌ). [معاني القرآن: 4/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({كلّا إنّه تذكرةٌ} يعني: القرآن). [تفسير غريب القرآن: 498]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ (56)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {هو أهل التّقوى وأهل المغفرة (56)} أي هو أهل أن يتقى عقابه، وأهل أن يعمل بما يؤدي إلى مغفرته). [معاني القرآن: 5/250]


رد مع اقتباس