عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 20 ذو الحجة 1439هـ/31-08-2018م, 07:11 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وإنه لفي زبر الأولين أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين}
الضمير في "إنه" للقرآن، أي: إنه ليس بكهانة ولا سحر، وإنما هو من عند الله تبارك وتعالى). [المحرر الوجيز: 6/504]
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وذكر الطبري أن الضمير في قوله: {وإنه لتنزيل رب العالمين} عائد على "الذكر" في قوله تعالى: {وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث} ). [المحرر الوجيز: 6/507]

تفسير قوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و{الروح الأمين}: جبريل عليه السلام بإجماع، ونزل باللفظ العربي والمعاني الثابتة في الصدر والمصاحف، والضمير على ذلك كله عائد في "به". و"اللسان" عبارة عن اللغة، وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وعاصم -في رواية حفص -: "نزل" خفيفة الزاي "الروح" بالرفع. وقرأ ابن عامر، وأبو بكر عن عاصم، وحمزة، والكسائي بشد الزاي "الروح" نصبا، ورجحها أبو حاتم بقوله تعالى: {فإنه نزله على قلبك}،
[المحرر الوجيز: 6/504]
وبقوله: {لتنزيل رب العالمين}. وقوله: "به" في موضع الحال، كقوله تعالى: {وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به} ). [المحرر الوجيز: 6/505]

تفسير قوله تعالى: {عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {على قلبك} إشارة إلى حفظه إياه، وعلل النزول على قلبه بكونه من المنذرين؛ لأنه لا يمكن أن ينذر به إلا بعد حفظه). [المحرر الوجيز: 6/505]

تفسير قوله تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: "بلسان" يمكن أن يتعلق الباء بـ "نزل به"، وهذا على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يسمع من جبريل عليه السلام حروفا عربية، وهو القول الصحيح، وتكون صلصلة الجرس صفة لشدة الصوت وتداخل حروفه وعجلة مورده وإغلاظه، ويمكن أن يتعلق بقوله: "لتكون"، وتمسك بهذا من رأى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمع مثل صلصلة الجرس يتفهم له منه القرآن.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا قول ضعيف يقتضي أن بعض ألفاظ القرآن من لدن النبي عليه صلى الله عليه وسلم، وهذا مردود). [المحرر الوجيز: 6/505]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وإنه لفي زبر الأولين} أي في كتبهم، يريد أن القرآن مذكور في الكتب المنزلة القديمة منبه عليه مشار إليه، وقرأ الجمهور: "زبر" بضم الباء، وقرأ الأعمش بسكونها). [المحرر الوجيز: 6/505]

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم احتج عليهم بأنهم كان ينبغي أن يصحح عندهم أمره، كان علماء بني إسرائيل يعلمونه، كعبد الله بن سلام ونحوه، قاله ابن عباس ومجاهد، وقال ابن عباس رضي الله عنهما أيضا -فيما حكى عنه الثعلبي -: إن أهل مكة بعثوا إلى أحبار يثرب يسألونهم عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: هذا زمانه، ووصفوا بعثه، ثم خلطوا في أمر محمد صلى الله عليه وسلم، فنزلت الآية في ذلك.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويؤيد هذا كون الآية مكية، وقال مقاتل: هذه الآية مدنية، فمن قال: إنها مكية، ذهب إلى أن علماء بني إسرائيل ذكروا أن في التوراة صفة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذه الإشارة إلى
[المحرر الوجيز: 6/505]
ذلك. وكلهم قرأ: "يكن" بالياء "آية" نصبا، غير ابن عامر فإنه قرأ: "تكن" بالتاء من فوق: "آية" رفعا، وهي قراءة عاصم الجحدري، وقرأ جمهور الناس: "أن يعلمه" بالياء من تحت، وقرأ الجحدري: "أن تعلمه" بالتاء من فوق). [المحرر الوجيز: 6/506]
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور
[المحرر الوجيز: 6/506]
الناس: "أو لم يكن" بالياء "لهم آية" بالنصب، وقرأ: "أو ليس لكم آية" ابن مسعود، والأعمش، وفي مصحف أبي "أليس" بغير واو أو فاء، وقرأت فرقة: "تكن" بالتاء من فوق "آية" رفعا، وقرأ بعض من قرأ بالتاء "آية" بالنصب، وسائرهم بالرفع، وقد مضى ذكر ما في السبع). [المحرر الوجيز: 6/507]

رد مع اقتباس