عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 09:50 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) )

قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني محمد بن عمرو، عن سفيان الثوري، عن الأعمش عن سعيد بن جبير في قول الله: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر}، قال: التوراة والإنجيل والفرقان من بعد الذكر؛ قال: الذكر الذي في السماء، {أن الأرض}، قال: أرض الجنة، {يرثها عبادي الصالحون}). [الجامع في علوم القرآن: 1/142-143]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الكلبي في قوله تعالى ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر قال في الزبور من بعد التوراة أن الأرض يرثها عبادي الصالحون قال معمر وقال غير الكلبي في الزبور في الكتاب من بعد الذكر قال الأصل الذي عند الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/30]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن الأعمش عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر} قال: الزبور التوراة والإنجيل والقرآن {من بعد الذّكر} قال: الذّكر الّذي في السّماء [الآية: 105].
سفيان [الثوري] عن الأعمش عن سعيد بن جبير {من بعد الذكر} الذي في السماء). [تفسير الثوري: 206]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] {إن الأرض يرثها عبادي الصالحون} قال: أرض الجنة [الآية: 105]). [تفسير الثوري: 207]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون}.
اختلف أهل التّأويل في المعنيّ بالزّبور والذّكر في هذا الموضع، فقال بعضهم: عنى بالزّبور: كتب الأنبياء كلّها الّتي أنزلها اللّه عليهم، وعنى بالذّكر: أمّ الكتاب الّتي عنده في السّماء.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرّمليّ، قال: حدّثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، قال: " سألت سعيدًا، عن قول اللّه: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر} قال: الذّكر: الّذي في السّماء ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {ولقد كتبنا في الزّبور} قال: قرأها الأعمش " الزّبر " قال: " الزّبور، والتّوراة، والإنجيل، والقرآن {من بعد الذّكر} قال: الذّكر الّذي في السّماء ".
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {الزّبور} قال: " الكتاب. {من بعد الذّكر} قال: أمّ الكتاب عند اللّه ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {الزّبور} قال: " الكتب " {بعد الذّكر} قال: " أمّ الكتاب عند اللّه ".
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولقد كتبنا في الزّبور} قال: " الزّبور: الكتب الّتي أنزلت على الأنبياء. والذّكر: أمّ الكتاب الّذي تكتب فيه الأشياء قبل ذلك ".
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن سعيدٍ، في قوله: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر} قال: " كتبنا في القرآن من بعد التّوراة ".
وقال آخرون: بل عني بالزّبور: الكتب الّتي أنزلها اللّه على من بعد موسى من الأنبياء، وبالذّكر: التّوراة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر} الآية، قال: " الذّكر: التّوراة، والزّبور: الكتب ".
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول، في قوله: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر} الآية، قال: " الذّكر: التّوراة، ويعني بالزّبور من بعد التّوراة: الكتب ".
وقال آخرون: بل عني بالزّبور زبور داود، وبالذّكر توراة موسى صلّى اللّه عليهما.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الوهّاب، قال: حدّثنا داود، عن عامرٍ، أنّه قال في هذه الآية: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر} قال: " زبور داود من بعد الذّكر: ذكر موسى: التّوراة ".
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن داود، عن الشّعبيّ أنّه قال في هذه الآية: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر} قال: " في زبور داود، من بعد ذكر موسى.
وأولى هذه الأقوال عندي بالصّواب في ذلك ما قاله سعيد بن جبيرٍ، ومجاهدٌ، ومن قال بقولهما في ذلك، من أنّ معناه: ولقد كتبنا في الكتب من بعد أمّ الكتاب الّذي كتب اللّه كلّ ما هو كائنٌ فيه قبل خلق السّماوات والأرض. وذلك أنّ الزّبور هو الكتاب، يقال منه: زبرت الكتاب وذبرته: إذا كتبته، وأنّ كلّ كتابٍ أنزله اللّه إلى نبيٍّ من أنبيائه، فهو ذكرٌ. فإذ كان ذلك كذلك، فإنّ في إدخاله الألف واللاّم في الذّكر، الدّلالة البيّنة أنّه معنيّ به ذكرٌ بعينه معلومٍ عند المخاطبين بالآية، ولو كان ذلك غير أمّ الكتاب الّتي ذكرنا لم تكن التّوراة بأولى من أن تكون المعنيّة بذلك من صحف إبراهيم، فقد كانت قبل زبور داود.
فتأويل الكلام إذن، إذ كان ذلك كما وصفنا: ولقد قضينا، فأثبتنا قضاءنا في الكتب من بعد أمّ الكتاب، أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون، يعني بذلك: أنّ أرض الجنّة يرثها عبادي، العاملون بطاعته، المنتهون إلى أمره ونهيه من عباده، دون العاملين بمعصيته منهم، المؤثرين طاعة الشّيطان على طاعته
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الهلاليّ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي يحيى القتّات، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أنّ الأرض، يرثها عبادي الصّالحون} قال: " أرض الجنّة ".
- حدّثني عليّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون} قال: " أخبر سبحانه في التّوراة والزّبور وسابق علمه قبل أن تكون السّماوات والأرض، أن يورّث أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم الأرض، ويدخلهم الجنّة، وهم الصّالحون ".
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون} قال: " كتبنا في القرآن بعد التّوراة، والأرض: أرض الجنّة ".
- حدّثني عليّ بن سهلٍ، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية: {أنّ الأرض، يرثها عبادي الصّالحون} قال: " الأرض: الجنّة ".
- حدّثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرّمليّ قال: حدّثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش قال: سألت سعيدًا عن قول اللّه: {أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون} قال: " أرض الجنّة ".
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {أنّ الأرض} قال: " أرض الجنّة، {يرثها عبادي الصّالحون} ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون} قال: " الجنّة. وقرأ قول اللّه جلّ ثناؤه: {وقالوا الحمد للّه الّذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوّأ من الجنّة حيث نشاء فنعم أجر العاملين}، قال: فالجنّة مبتدؤها في الأرض، ثمّ تذهب درجا علوًّا، والنّار مبتدؤها في الأرض، وبينهما حجاب سورٍ، ما يدري أحدٌ ما ذاك السّور، وقرأ: {بابٌ باطنه فيه الرّحمة وظاهره من قبله العذاب}، قال: ودرجها تذهب سفالاً في الأرض، ودرج الجنّة تذهب علوًّا في السّماوات ".
- حدّثنا محمّد بن عوفٍ، قال: حدّثنا أبو المغيرة، قال: حدّثنا صفوان، سألت عامر بن عبد اللّه أبا اليمان: هل أنفس المؤمنين تجتمعٌ؟ قال: فقال: " إنّ الأرض الّتي يقول اللّه: {ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون} قال: هي الأرض الّتي تجتمع إليها أرواح المؤمنين حتّى يكون البعث ".
وقال آخرون: هي الأرض يورّثها اللّه المؤمنين في الدّنيا.
وقال آخرون: عني بذلك بنو إسرائيل، وذلك أنّ اللّه وعدهم ذلك، فوفى لهم به. واستشهد لقوله ذلك بقول اللّه: {وأورثنا القوم الّذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها الّتي باركنا فيها}.
وقد ذكرنا قول من قال: {أنّ الأرض يرثها عبادي الصّالحون} أنّها أرض الأمم الكافرة، ترثها أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم. وهو قول ابن عبّاسٍ الّذي روى عنه عليّ بن أبي طلحة). [جامع البيان: 16/431-437]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد الذكر أم الكتاب عند الله والأرض أرض الجنة يرثها عبادي الصالحون). [تفسير مجاهد: 417]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 105 - 108
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر} القرآن {إن الأرض} قال: أرض الجنة). [الدر المنثور: 10/399]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر} قال: يعني بالذكر كتبنا في القرآن من بعد التوراة و{الأرض} أرض الجنة). [الدر المنثور: 10/399]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر} يعني بالذكر التوراة ويعني بالزبور الكتب من بعد التوراة). [الدر المنثور: 10/400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {ولقد كتبنا في الزبور} قال: الكتب، {من بعد الذكر} قال: التوراة). [الدر المنثور: 10/400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن مردويه عن ابن عباس في الآية قال: الزبور التوراة والإنجيل والقرآن والذكر الأصل الذي نسخت منه هذه الكتب الذي في السماء والأرض أرض الجنة). [الدر المنثور: 10/400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد، وعبد بن حميد، وابن جريرعن سعيد بن جبير في قوله: {ولقد كتبنا في الزبور} قال: الزبور التوراة والإنجيل والقرآن {من بعد الذكر} قال: الذكر الذي في السماء). [الدر المنثور: 10/400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في الآية قال: الزبور الكتب والذكر أم الكتاب عند الله والأرض الجنة). [الدر المنثور: 10/400]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال: الزبور الكتب التي أنزلت على الأنبياء والذكر أم الكتاب الذي يكتب فيه الأشياء قبل ذلك). [الدر المنثور: 10/401]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} قال: أرض الجنة). [الدر المنثور: 10/401]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ولقد كتبنا في الزبور} الآية، قال: أخبر الله سبحانه في التوراة والزبور وسابق علمه قبل أن تكون السموات والأرض أن يورث أمة محمد الأرض ويدخلهم الجنة وهم {الصالحون} وفي قوله: {لبلاغا لقوم عابدين} قال: عالمين). [الدر المنثور: 10/401]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} قال: أرض الجنة يرثها الذين يصلون الصلوات الخمس في الجماعات). [الدر المنثور: 10/401]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم عن الشعبي في قوله: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر} قال: في زبور داود {من بعد} ذكر موسى التوراة {أن الأرض يرثها} قال: الجنة.
وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن عكرمة مثله). [الدر المنثور: 10/401-402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال: كتب الله في زبور داود بعد التوراة). [الدر المنثور: 10/402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله: {أن الأرض يرثها} قال: الجنة). [الدر المنثور: 10/402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: {أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} قال: الجنة وقرأ (وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء) (الزمر آية 74) قال: فالجنة مبتدؤها في الأرض ثم تذهب درجا علوا، والنار مبتدؤها في الأرض وبينهما حجاب سور ما يدري أحد ما ذاك السور، وقرأ (باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب) (الحديد آية 13) قال: ودرجها تذهب سفالا في الأرض ودرج الجنة تذهب علوا في السماء). [الدر المنثور: 10/402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن صفوان قال: سألت عامر بن عبد الله أبا اليمان هل لأنفس المؤمنين مجتمع فقال: يقول الله: {ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} قال: هي الأرض التي تجمع إليها أرواح المؤمنين حتى يكون البعث). [الدر المنثور: 10/402-403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه، وابن أبي حاتم عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: {أن الأرض يرثها عبادي الصالحون} فنحن الصالحون). [الدر المنثور: 10/403]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني أيضًا من سمع عقيل بن خالدٍ أيضًا أنّ أبا هريرة كان يقول في هذه الآية: {إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين}، قال: هم الّذين يصلّون الصّلوات الخمس في المسجد). [الجامع في علوم القرآن: 1/70]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين (106) وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين}.
يقول تعالى ذكره: إنّ في هذا القرآن الّذي أنزلناه على نبيّنا محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، لبلاغًا لمن عبد اللّه بما فيه من الفرائض الّتي فرضها اللّه إلى رضوانه، وإدراك الطّلبة عنده.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن الجريريّ، عن أبي الورد بن ثمامة، عن أبي محمّدٍ الحضرميّ، قال: حدّثنا كعبٌ، في هذا المسجد قال: والّذي نفس كعبٍ بيده {إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين} " إنّهم لأهل أو أصحاب الصّلوات الخمس، سمّاهم اللّه عابدين ".
- حدّثنا الحسين بن يزيد الطّحّان، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن سعيد بن إياسٍ الجريريّ، عن أبي الورد، عن كعبٍ، في قوله: {إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين} قال: " صوم شهر رمضان، وصلاة الخمس، قال: هي ملء اليدين والنحر عبادةً ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين، عن الجريريّ، قال: قال كعب الأحبار: " {إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين} لأمّة محمّدٍ ".
- حدّثني عليّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين} يقول: " عالمين ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: " {إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين} قال: يقولون إن في هذه السّورة: لبلاغًا " ويقول آخرون: في القرآن تنزيلٌ لفرائض الصّلوات الخمس، من أدّاها كان بلاغًا لقومٍ عابدين قال: عالمين.
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّ في هذا لبلاغًا لقومٍ عابدين} قال: " إنّ في هذا لمنفعةً وعلمًا لقومٍ عابدين، ذاك البلاغ "). [جامع البيان: 16/437-439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {ولقد كتبنا في الزبور} الآية، قال: أخبر الله سبحانه في التوراة والزبور وسابق علمه قبل أن تكون السموات والأرض أن يورث أمة محمد الأرض ويدخلهم الجنة وهم {الصالحون} وفي قوله: {لبلاغا لقوم عابدين} قال: عالمين). [الدر المنثور: 10/401] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن جريج في قوله: {إن في هذا لبلاغا} قال: كل ذلك يقال: إن في هذه السورة وفي هذا القرآن لبلاغا). [الدر المنثور: 10/403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله: {إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين} قال: إن في هذا لمنفعة وعلما {لقوم عابدين} ذلك البلاغ). [الدر المنثور: 10/403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن كعب الأحبار {إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين} قال: لأمة محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 10/403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن كعب في قوله: {إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين} قال: صوم شهر رمضان والصلوات الخمس). [الدر المنثور: 10/403-404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن أبي هريرة {إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين} قال: في الصلوات الخمس شغلا للعبادة). [الدر المنثور: 10/404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس: أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية {لبلاغا لقوم عابدين} قال: هي الصلوات الخمس في المسجد الحرام جماعة). [الدر المنثور: 10/404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن محمد بن كعب {إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين} قال: الصلوات الخمس). [الدر المنثور: 10/404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه {لقوم عابدين} قال: الذين يحافظون على الصلوات الخمس في الجماعة). [الدر المنثور: 10/404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عن قتادة رضي الله عنه {لقوم عابدين} قال: عاملين). [الدر المنثور: 10/405]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عبد الله بن يزيد عن المسعوديّ عن رجلٍ عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ في قول اللّه: {وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين}، قال: من آمن باللّه ورسوله تمّت له الرّحمة في الدّنيا والآخرة، ومن لم يؤمن باللّه ولا رسوله عوفي من أن يصيبه ما كان يصيب الأمم قبل ذلك). [الجامع في علوم القرآن: 1/33]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: وما أرسلناك يا محمّد إلى خلقنا إلاّ رحمةً لمن أرسلناك إليه من خلقي.
ثمّ اختلف أهل التّأويل في معنى هذه الآية، أجميع العالم الّذين أرسل إليهم محمّدٌ أريد بها مؤمنهم وكافرهم؟ أم أريد بها أهل الإيمان خاصّةً دون أهل الكفر؟ فقال بعضهم: عني بها جميع العالم: المؤمن والكافر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني إسحاق بن شاهين، قال: حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن المسعوديّ، عن رجلٍ يقال له سعيدٌ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قول اللّه في كتابه: {وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين} قال: " من آمن باللّه واليوم الآخر كتب له الرّحمة في الدّنيا والآخرة، ومن لم يؤمن باللّه ورسوله عوفي ممّا أصاب الأمم من الخسف والقذف ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثنا عيسى بن يونس عن المسعوديّ، عن أبي سعيدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين} قال: " تمّت الرّحمة لمن آمن به في الدّنيا والآخرة، ومن لم يؤمن به عوفي ممّا أصاب الأمم قبل ".
وقال آخرون: بل أريد بها أهل الإيمان دون أهل الكفر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وما أرسلناك إلاّ رحمةً للعالمين} قال: " العالمون: من آمن به وصدّقه. قال: {وإن أدري لعلّه فتنةٌ لكم ومتاعٌ إلى حينٍ} قال: فهو لهؤلاء فتنةٌ، ولهؤلاء رحمةٌ، وقد جاء الأمر مجملاً {رحمةً للعالمين}. والعالمون ههنا: من آمن به وصدّقه وأطاعه ".
وأولى القولين في ذلك بالصّواب القول الّذي روي عن ابن عبّاسٍ، وهو أنّ اللّه أرسل نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم رحمةً لجميع العالمين، مؤمنهم، وكافرهم. فأمّا مؤمنهم فإنّ اللّه هداه به، وأدخله بالإيمان به، وبالعمل بما جاء به من عند اللّه الجنّة. وأمّا كافرهم فإنّه دفع به عنه عاجل البلاء الّذي كان ينزل بالأمم المكذّبة رسلها من قبله). [جامع البيان: 16/439-441]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا المسعودي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين قال من آمن بالله ورسوله تمت له الرحمة في الدنيا والآخرة ومن لم يؤمن بالله ورسوله عوفي مما كان يصيب الأمم في عاجل الدنيا من العذاب من الخسف والقذف فذلك الرحمة في الدنيا). [تفسير مجاهد: 417-418]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {وما أرسلناك إلّا رحمةً للعالمين} [الأنبياء: 107].
- عن ابن عبّاسٍ {وما أرسلناك إلّا رحمةً للعالمين} [الأنبياء: 107] قال: من تبعه كان له رحمةً في الدّنيا والآخرة، ومن لم يتبعه عوفي ممّا كان يبلى به سائر الأمم من الخسف والمسخ والقذف.
رواه الطّبرانيّ، وفيه أيّوب بن سويدٍ وهو ضعيفٌ جدًّا وقد وثّقه ابن حبّان بشروطٍ فيمن يروي عنه، وقال: إنّه كثير الخطأ، والمسعوديّ قد اختلط). [مجمع الزوائد: 7/69]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والطبراني والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} قال: من آمن تمت له الرحمة في الدنيا والآخرة ومن لم يؤمن عوفي مما كان يصيب الأمم في عاجل الدنيا من العذاب من المسخ والخسف والقذف). [الدر المنثور: 10/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله ادع على المشركين، قال: إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة). [الدر المنثور: 10/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم في الدلائل عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله بعثني رحمة للعالمين وهدى للمتقين). [الدر المنثور: 10/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وأبو داود والطبراني عن سلمان: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما رجل من أمتي سببته سبة في غضبي أو لعنته لعنة فإنما أنا رجل من ولد آدم أغضب كما تغضبون وإنما بعثني رحمة للعالمين وأجعلها عليه صلاة يوم القيامة). [الدر المنثور: 10/405-406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما أنا رحمة مهداة). [الدر المنثور: 10/406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة رضي الله عنه قال: قيل يا رسول الله ألا تلعن قريشا بما أتوا إليك فقال: لم أبعث لعانا إنما بعثت رحمة يقول الله: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} ). [الدر المنثور: 10/406]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل إنّما يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ فهل أنتم مسلمون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد: ما يوحي إليّ ربّي إلاّ أنّه لا إله لكم يجوز أن يعبد إلاّ إلهٌ واحدٌ لا تصلح العبادة إلاّ له، ولا ينبغي ذلك لغيره {فهل أنتم مسلمون} يقول: فهل أنتم مذعنون له أيّها المشركون العابدون الأوثان والأصنام بالخضوع بذلك، ومتبرّئون من عبادة ما دونه من آلهتكم؟). [جامع البيان: 16/441]

تفسير قوله تعالى: (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ آَذَنْتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ (109) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({آذنّاك} [فصلت: 47] : «أعلمناك» ، {آذنتكم} [الأنبياء: 109] : «إذا أعلمته، فأنت وهو على سواءٍ لم تغدر»). [صحيح البخاري: 6/97]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله آذنّاك أعلمناك آذنتكم إذا أعلمته فأنت وهو على سواءٍ لم تغدر قال أبو عبيدة في قوله آذنتكم على سواء إذا أنذرت عدوّك وأعلمته ذلك ونبذت إليه الحرب حتّى تكون أنت وهو على سواءٍ فقد آذنته وقد تقدّم في تفسير سورة إبراهيم عليه السّلام وقوله آذنّاك هو في سورة حم فصّلت ذكره هنا استطرادًا). [فتح الباري: 8/437]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (آذنّاك أعلمناك آذنتكم إذا أعلمته فأنت وهو على سواء لم تغدر
أشار به إلى قوله تعالى: {قالوا آذناك ما منا من شهيد} (فصلت: 47) وفسره بقوله: (أعلمناك) ولكن هذا ليس في هذه السّورة بل هو في سورة حم فصلت وإنّما ذكره استطرادًا لمناسبة. قوله: (آذنتكم) ، في قوله تعالى: {فإن تولّوا فقل آذنتكم على سواء} (الأنبياء: 109) وقد فسره بقوله: (إذا أعلمته)
إلى آخره. قوله: (على سواء) ، مستوين في الإعلام به ظاهرين بذلك فلا غدر ولا خداع لأحد). [عمدة القاري: 19/64]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({آذناك}) {ما منا من شهيد} [فصلت: 47] بفصلت معناه (أعلمناك) وذكره مناسبة لقوله: فإن تولوا فقل: ({آذنتكم}) قال أبو عبيدة: (إذا) أنذرت عدوّك و (أعلمته) بالحرب (فأنت وهو على سواء لم تغدر) ومعنى الآية أعلمتكم بالحرب وأنه لا صلح بيننا على سواء لتتأهبوا لما يراد بكم فلا غدر ولا خداع). [إرشاد الساري: 7/241]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإن تولّوا فقل آذنتكم على سواءٍ وإن أدري أقريبٌ أم بعيدٌ ما توعدون}.
يقول تعالى ذكره: فإن أدبر هؤلاء المشركون يا محمّد عن الإقرار بالإيمان، بأن لا إله لهم إلاّ إلهٌ واحدٌ، فأعرضوا عنه، وأبوا الإجابة إليه، {فقل} لهم: قد {آذنتكم على سواءٍ} يقول: أعلمهم أنّك وهم على علمٍ من أنّ بعضكم لبعضٍ حربٌ، لا صلح بينكم، ولا سلم.
وإنّما عني بذلك قوم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من قريشٍ، كما؛
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: " {فإن تولّوا فقل آذنتكم على سواءٍ} فإن تولّوا: يعني قريشًا ".
وقوله: {وإن أدري أقريبٌ أم بعيدٌ ما توعدون} يقول تعالى ذكره لنبيّه: قل: وما أدري متى الوقت الّذي يحلّ بكم عقاب اللّه الّذي وعدكم، فينتقم به منكم أقريبٌ نزوله بكم؟ أم بعيدٌ؟.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {وإن أدري أقريبٌ أم بعيدٌ ما توعدون} قال: " الأجل "). [جامع البيان: 16/441-442]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 109 - 110.
أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {على سواء} قال: على مهل). [الدر المنثور: 10/406]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ (110) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون (110) وإن أدري لعلّه فتنةٌ لكم ومتاعٌ إلى حينٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهؤلاء المشركين: إنّ اللّه يعلم الجهر الّذي يجهرون به من القول، ويعلم ما تخفونه فلا تجهرون به، سواءٌ عنده خفّيّه وظاهره، وسرّه وعلانيته، إنّه لا يخفى عليه منه شيءٌ، فإن أخّر عنكم عقابه على ما تخفون من الشّرك به، أو تجهرون به، فما أدري ما السّبب الّذي من أجله يؤخّر ذلك عنكم؟ لعلّ تأخيره ذلك عنكم مع وعده إيّاكم لفتنةٍ يريدها بكم، ولتتمتّعوا بحياتكم إلى أجلٍ قد جعله لكم تبلغونه، ثمّ ينزل بكم حينئذٍ نقمته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ: {وإن أدري لعلّه فتنةٌ لكم ومتاعٌ إلى حينٍ} يقول: " لعلّ ما أقرّب لكم من العذاب والسّاعة، أن يؤخّر عنكم لمدّتكم، ومتاعٌ إلى حينٍ، فيصير قولي ذلك لكم فتنةً "). [جامع البيان: 16/442-443]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (111) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون (110) وإن أدري لعلّه فتنةٌ لكم ومتاعٌ إلى حينٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهؤلاء المشركين: إنّ اللّه يعلم الجهر الّذي يجهرون به من القول، ويعلم ما تخفونه فلا تجهرون به، سواءٌ عنده خفّيّه وظاهره، وسرّه وعلانيته، إنّه لا يخفى عليه منه شيءٌ، فإن أخّر عنكم عقابه على ما تخفون من الشّرك به، أو تجهرون به، فما أدري ما السّبب الّذي من أجله يؤخّر ذلك عنكم؟ لعلّ تأخيره ذلك عنكم مع وعده إيّاكم لفتنةٍ يريدها بكم، ولتتمتّعوا بحياتكم إلى أجلٍ قد جعله لكم تبلغونه، ثمّ ينزل بكم حينئذٍ نقمته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ: {وإن أدري لعلّه فتنةٌ لكم ومتاعٌ إلى حينٍ} يقول: " لعلّ ما أقرّب لكم من العذاب والسّاعة، أن يؤخّر عنكم لمدّتكم، ومتاعٌ إلى حينٍ، فيصير قولي ذلك لكم فتنةً "). [جامع البيان: 16/442-443] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 111 - 112.
أخرج ابن أبي شيبة، وابن عساكر عن الربيع بن أنس رضي الله عنه قال: لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله {وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين} يقول: هذا الملك). [الدر المنثور: 10/406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة والبيهقي في الدلائل عن الشعبي قال: لما سلم الحسن بن علي - رضي الله عنه - الأمر إلى معاوية قال له معاوية: قم فتكلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن هذا الأمر تركته لمعاوية، إرادة إصلاح المسلمين وحقن دمائهم {وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين} ثم استغفر ونزل). [الدر المنثور: 10/407]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن الزهري قال: خطب الحسن رضي الله عنه فقال: أما بعد: أيها الناس إن الله هداكم بأولنا وحقن دمائكم بآخرنا وإن لهذا الأمر مدة والدنيا دول وإن الله تعالى قال لنبيه: {وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون} إلى قوله: {ومتاع إلى حين} الدهر كله، وقوله: (هل أتى على الإنسان حين من الدهر) (الإنسان آية 1) الدهر: الدهر كله، وقوله: (تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها) (إبراهيم آية 25) قال: هي النخلة من حين تثمر إلى أن تصرم، وقوله: (ليسجننه حتى حين) (يوسف آية 35) ). [الدر المنثور: 10/407]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {وإن أدري لعله فتنة لكم} يقول: ما أخبركم به من العذاب والساعة أن يؤخر عنكم لمدتكم). [الدر المنثور: 10/408]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (112) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة أن النبي كان إذا شهد قتالا قال رب احكم بالحق). [تفسير عبد الرزاق: 2/30]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال ربّ احكم بالحقّ وربّنا الرّحمن المستعان على ما تصفون}.
يقول تعالى ذكره: قل يا محمّد: يا ربّ افصل بيني وبين من كذّبني من مشركي قومي، وكفر بك، وعبد غيرك، بإحلال عذابك، ونقمتك بهم، وذلك هو الحقّ الّذي أمر اللّه تعالى نبيّه أن يسأل ربّه الحكم به، وهو نظير قوله جلّ ثناؤه: {ربّنا افتح بيننا وبين قومنا بالحقّ وأنت خير الفاتحين}.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {قال ربّ احكم بالحقّ} قال: " لا يحكم بالحقّ إلاّ اللّه، ولكن إنّما استعجل بذلك في الدّنيا، يسأل ربّه على قومه ".
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: " أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا شهد قتالاً قال: " ربّ احكم بالحقّ ".
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الأمصار: {قال ربّ احكم} بكسر الباء، ووصل الألف: ألف {احكم}، على وجه الدّعاء والمسألة، سوى أبي جعفرٍ، فإنّه ضمّ الباء من الرّبّ، على وجه نداء المفرد، وغير الضّحّاك بن مزاحمٍ، فإنّه روي عنه أنّه كان يقرأ ذلك: " ربّي أحكم " على وجه الخبر بأنّ اللّه أحكم بالحقّ من كلّ حاكمٍ، فيثبت الياء في الرّبّ، ويهمز الألف من " أحكم "، ويرفع " أحكم "، على أنّه خبرٌ للرّبّ تبارك وتعالى.
والصّواب من القراءة عندنا في ذلك: وصل الباء من الرّبّ وكسرها بـ {" احكم "}، وترك قطع الألف من {" احكم "}، على ما عليه قرّاء الأمصار، لإجماع الحجّة من القرّاء عليه، وشذوذ ما خالفه.
وأمّا الضّحّاك فإنّ في القراءة الّتي ذكرت عنه زيادة حرفٍ على خطّ المصاحف، ولا ينبغي أن يزاد ذلك فيها، مع صحّة معنى القراءة بترك زيادته. وقد زعم بعضهم أنّ معنى قوله: {" ربّ احكم بالحق "} قل: ربّ احكم بحكمك الحقّ، ثمّ حذف الحكم الّذي الحقّ نعتٌ له، وأقيم الحقّ مقامه. ولذلك وجهٌ، غير أنّ الّذي قلناه أوضح وأشبه بما قاله أهل التّأويل، فلذلك اخترناه.
وقوله: {وربّنا الرّحمن المستعان على ما تصفون} يقول جلّ ثناؤه: وقل يا محمّد: وربّنا الّذي يرحم عباده، ويعمّهم بنعمه، الّذي أستعينه عليكم فيما تقولون، وتصفون من قولكم لي فيما أتيتكم به من عند اللّه {هل هذا إلاّ بشرٌ مثلكم أفتأتون السّحر وأنتم تبصرون}،، وقولكم: {بل افتراه بل هو شاعرٌ}، وفي كذبكم على اللّه جلّ ثناؤه وقيلكم: {اتّخذ الرّحمن ولدًا}، فإنّه هيّنٌ عليه تغيير ذلك، وفصل ما بيني وبينكم بتعجيل العقوبة لكم على ما تصفون من ذلك). [جامع البيان: 16/443-445]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله: {قال رب احكم بالحق} قال: لا يحكم الله إلا بالحق ولكن إنما يستعجل بذلك في الدنيا يسأل ربه على قومه). [الدر المنثور: 10/408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة: أن النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان إذا شهد قتالا قال: {رب احكم بالحق} ). [الدر المنثور: 10/408]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: كانت الأنبياء تقول: (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين) (الأعراف آية 89) فأمر الله نبيه أن يقول: {رب احكم بالحق} أي اقض بالحق، وكان رسول الله - صلى عليه وسلم - يعلم أنه على الحق وأن عدوه على الباطل وكان إذا لقي العدو قال: {رب احكم بالحق} والله أعلم). [الدر المنثور: 10/408]


رد مع اقتباس