عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 رجب 1434هـ/2-06-2013م, 10:36 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وتفقّد الطّير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين} [النمل: 20] أم هو غائبٌ.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّ سليمان أراد أن يأخذ مفازةً، فدعا بالهدهد، وكان سيّد الهداهد، ليعلم له مسافة الماء، وكان قد أعطي من البصر بذلك شيئًا
[تفسير القرآن العظيم: 2/537]
لم يعطه غيره من الطّير.
وقال الكلبيّ: كان يدلّه على الماء إذا نزل النّاس وكان ينقر بمنقاره في الأرض فيخبر سليمان كم بينه وبين الماء من قامةٍ.
- قال يحيى: وحدّثني محمّد بن راشدٍ التّيميّ، أنّ نافع بن الأزرق سأل ابن عبّاسٍ: لم تفقّد سليمان الهدهد؟ قال: إنّهم كانوا إذا سافروا نقر لهم الهدهد عن أقرب الماء في الأرض، فقال نافع بن الأزرق: وكيف يعلم أقرب الماء في الأرض، ولا يعلم بالفخّ حتّى يأخذ بعنقه؟ قال ابن عبّاسٍ: أما علمت أنّ الحذر لا يغني مع القدر شيئًا؟.
وقال الحسن: كان سليمان إذا أراد أن يركب جاءت الرّيح، فوضع سرير مملكته عليها، ووضعت الكراسيّ والمجالس على الرّيح، وجلس سليمان على سريره، وجلس وجوه أصحابه على منازلهم في الدّين عنده من الجنّ والإنس، والجنّ يومئذٍ ظاهرةٌ للإنس، رجالٌ أمثال الإنس إلا أنّهم أدمٌ، يحجّون جميعًا ويصلّون جميعًا، ويعتمرون جميعًا، والطّير ترفرف على رأسه ورءوسهم، والشّياطين
حرسه لا يتركون أحدًا يتقدّم بين يديه وهو قوله: {فهم يوزعون} [النمل: 17] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/538]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {وتفقّد الطّير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين}

بفتح الياء ، وإسكانها في مالي، والفتح أجود، وقد فسرنا ذلك.
وقوله {أم كان من الغائبين}: معناه: بل كان من الغائبين.
وجاء في التفسير : أن سليمان صلى الله عليه وسلم تفقد الهدهد ؛ لأنه كان مهندس الماء، وكان سليمان عليه السلام، إذا نزل بفلاة من الأرض ، عرف مقدار مسافة الماء من الهدهد.
وقيل : إنّ الهدهد يرى الماء في الأرض ، كما يرى الماء في الزّجاجة.). [معاني القرآن: 4/113]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد}
قال أبو مجلز : قال ابن عباس لعبد الله بن سلام : أريد أن أسألك عن ثلاث مسائل ؟.
قال : أتسألني ، وأنت تقرأ القرآن ؟!.
قال : نعم ، ثلاث مرات
قال : لم تفقد سليمان الهدهد دون سائر الطير؟.
قال:أحتاج إلى الماء ، ولم يعرف عمقه ، أو قال: مسافته ، وكان الهدهد يعرف ذلك دون الطير ، فتفقده .
وفي غير هذا عن ابن عباس ،’ أن نافع بن الأزرق قال له:كيف هذا ، والصبي يصيده ؟!، فقال له ابن عباس : إذا وقع القضاء عمي البصر .
وقال عطاء : حدثنا مجاهد ، عن ابن عباس قال: كان سليمان يجلس ، وتجعل السرر بين يديه ، ويأمر الإنس فيجلسون عليها ، ثم يأمر الجن فيجلسون من ورائهم ، ثم يأمر الشياطين فيجلسون من ورائهم ، ثم يظلهم الطير ، وتقلهم الريح مسيرة شهر ، ورواحها شهر ، فتفقد الهدهد من الطير فقال: {لأعذبنه عذابا شديدا} ). [معاني القرآن: 5/122-124]

تفسير قوله تعالى:{لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {لأعذّبنّه عذابًا شديدًا أو لأذبحنّه} [النمل: 21] قال قتادة: وعذابه أن ينتف ريشه وأن يذره في المنزل حتّى تأكله الدّود والنّمل.
قوله عزّ وجلّ: {أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ} [النمل: 21]، أي: بعذرٍ بيّنٍ، في تفسير قتادة.
[تفسير القرآن العظيم: 2/538]
قال: وحدّثني قباث بن رزينٍ اللّخميّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: بحجّةٍ بيّنةٍ.
وقال السّدّيّ: بحجّةٍ بيّنةٍ أعذره بها). [تفسير القرآن العظيم: 2/539]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {لأعذّبنّه عذاباً شديداً} ، يقال: نتف الرّيش، {أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ}: أي: بعذر بين).
[تفسير غريب القرآن: 323]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {لأعذّبنّه عذابا شديدا أو لأذبحنّه أو ليأتينّي بسلطان مبين}
روي : أن عذاب سليمان - كان للطير - : أن ينتف ريش جناح الطائر ، ويلقى في الشمس.
{أو ليأتينّي بسلطان مبين}:أي : ليأتيني بحجة في غيبته.). [معاني القرآن: 4/113]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( {فتفقد الهدهد من الطير فقال: لأعذبنه عذابا شديدا}
وكان تعذيبه إياه : نتفه ، وإلقاءه إياه في الأرض ، لا يمتنع من نملة ، ولا هامة.
قال عبد الله بن شداد : كان تعذيبه إياه : أن ينتفه ، ويلقيه في الشمس .
ثم قال جل وعز: {أو ليأتيني بسلطان مبين} : أي: بحجة بينة.). [معاني القرآن: 5/124]


تفسير قوله تعالى: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فمكث غير بعيدٍ} [النمل: 22] رجع من ساعته.
{فقال أحطت بما لم تحط به} [النمل: 22]، أي: بلغت ما لم تبلغ أنت ولا جنودك في تفسير قتادة.
وقال الحسن: علمت ما لم تعلم.
{وجئتك من سبإٍ بنبإٍ يقينٍ} [النمل: 22] قال قتادة: أي: بخبرٍ حقٍّ يقينٍ.
وسبأٌ في تفسير الحسن وقتادة، أرضٌ.
وقال قتادة: أرضٌ باليمن يقال لها مأربٌ، بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث ليالٍ.
- قال: وحدّثني ابن لهيعة، عن عبد اللّه بن هبيرة، عن علقمة بن وعلة، أنّه سمع ابن عبّاسٍ يقول: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن سبإٍ، أرجلٌ أم امرأةٌ، أم أرضٌ؟ فقال: بل هو رجلٌ ولد عشرةً، فباليمن منهم ستّةٌ، وبالشّام أربعةٌ، فأمّا اليمانيّون: فمذحجٌ، وحمير، وكندة، وأنمارٌ، والأزد، والأشعريّون، وبالشّام: لخمٌ، وجذامٌ، وعاملة، وغسّان). [تفسير القرآن العظيم: 2/539]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فمكث غير بعيدٍ...}

قرأها الناس بالضمّ، وقرأها عاصم بالفتح: فمكث، وهي في قراءة عبد الله :{فتمكّث} ، ومعنى {غير بعيدٍ} غير طويل من الإقامة، والبعيد ، والطويل مقاربان.
وقوله: {فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك} ، قال بعض العرب: أحطّ ، فأدخل الطاء مكان التاء، والعرب إذا لقيت الطاء التاء ، فسكنت الطاء قبلها ، صيّروا الطاء تاء، فيقولون: أحتّ، كما يحوّلون الظاء تاءً في قوله: {أوعتّ أم لم تكن من الواعظين} ، والذال والدال تاء مثل : {أختّم} ، ورأيتها في بعض مصاحف عبد الله : {وأختّم}، ومن العرب من يحول التاء إذا كانت بعد الطاء طاءً ، فيقول: أحط.
وقوله: {وجئتك من سبأ بنبإٍ يقينٍ} : القراء على إجراء {سبأ} ؛ لأنه فيما ذكروا رجل ، وكذلك فأجره إن كان اسماً لجبل، ولم يجره أبو عمرو بن العلاء، وزعم الرؤاسيّ : أنه سأل أبا عمرو عنه فقال: ليس أدري ما هو، وقد ذهب مذهباً إذ لم يدر ما هو؛ لأنّ العرب إذا سمّت بالاسم المجهول تركوا إجراءه ، كما قال الأعشى:
وتدفن منه الصّالحات وإن يسئ = يكن ما أساء النار في رأس كبكبا
فكأنه جهل الكبكب، وسمعت أبا السفّاح السّلولي يقول: هذا أبو صعرور قد جاء، فلم يجره لأنه ليس من عادتهم في التسمية.
... الصعرور شبيه بالصمغ.
وقال الشاعر في إجرائه:
الواردون وتيم في ذرا سبأٍ = قد عضّ أعناقهم جلد الجواميس
ولو جعلته اسماً للقبيلة أن كان رجلاً ، أو جعلته اسماً لما حوله إن كان جبلاً لم تجره أيضاً). [معاني القرآن: 2/290]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" فمكث غير بعيدٍ " أي غير طويل، كاف " مكث " مفتوحة، وبعضهم يضمها). [مجاز القرآن: 2/93]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين)
ويقرأ فمكث بضم الكاف وفتحها، أي غير وقت بعيد.
وقوله: (فقال أحطت بما لم تحط به).
المعنى فجاء الهدهد فسأله سليمان عن غيبته، فقال أحطت بما لم تحط به، وحذف هذا لأن في الكلام دليلا عليه، ومعنى أحطت علمت شيئا من جميع جهاته، تقول: أحطت بهذا علما، أي علمته كلّه لم يبق عليّ منه شيء.
وقوله: (وجئتك من سبإ بنبإ يقين).
يقرأ بالصرف والتنوين، ويقرأ من سبأ - بفتح سبأ وحذف التنوين، فأمّا من لم يصرف فيجعله اسم مدينة، وأما من صرف، فذكر قوم من النحويين أنه اسم رجل واحد، وذكر آخرون أن الاسم إذا لم يدر ما هو لم يصرف، وأحد هذين القولين خطأ لأن " الأسماء حقها الصرف، فإذا لم يعلم الاسم للمذكر هو أو للمؤنث فحقه الصرف حتّى يعلم أنه لا ينصرف، لأن أصل الأسماء الصرف، وكل ما لا ينصرف فهو يصرف في الشعر.
وأما الذين قالوا إن سبأ اسم رجل فغلط أيضا لأن سبأ هي مدينة تعرف بمأرب من اليمن بينها وبين صنعاء ثلاثة أيام.
قال الشاعر:
من سبأ الحاضرين مأرب إذ= يبنون من دون سيلها العرما
فمن لم يصرف لأنه اسم مدينة، ومن صرفه - والصرف فيه أكثر في القراءة - فلأنه يكون اسما للبلد فيكون مذكرا سمّي به مذكّر فإن صحت فيه رواية، فإنما هو أن المدينة سميت باسم رجل). [معاني القرآن: 4/114-113]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فمكث غير بعيد}
أي غير وقت بعيد
والتقدير فمكث سليمان غير طويل من حين سأل عن الهدهد حتى جاء الهدهد فقال؛ أي فقال الهدهد حين سأله سليمان عن تخلفه أحطت بما لم تحط به
في الكلام حذف والمعنى ثم جاء فسأله سليمان عن غيبته {فقال أحطت بما لم تحط به}
ومعنى أحطت بالشيء علمته من جميع جهاته.
وقوله جل وعز: {وجئتك من سبأ بنبأ يقين}
قيل سبأ اسم رجل
وقيل هي مدينة قرب اليمن). [معاني القرآن: 5/124-125]

تفسير قوله تعالى: (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّي وجدت امرأةً تملكهم وأوتيت من كلّ شيءٍ} [النمل: 23]، أي: من كلّ شيءٍ أوتيت منه.
[تفسير القرآن العظيم: 2/539]
{ولها عرشٌ عظيمٌ} [النمل: 23] قال قتادة: وعرشها سريرها، وكان سريرًا حسنًا، كان من ذهبٍ وقوائمه لؤلؤٌ وجوهرٌ، وكان مسترًا بالدّيباج والحرير، وكانت عليه سبعة مغاليق، وكانت دونه سبعة أبياتٍ بالبيت الّذي هو فيه، مغلّقةٌ مقفلةٌ، في تفسير سعيدٍ، عن قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 2/540]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {ولها عرشٌ عظيمٌ} أي سرير).
[تفسير غريب القرآن: 323]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقالوا للكبير: (جلل)، وللصغير: (جلل)، لأنّ الصغير قد يكون كبيرا عند ما هو أصغر منه، والكبير يكون صغيرا عند ما هو أكبر منه، فكلّ واحد منهما صغير كبير.
ولهذا جعلت (بعض) بمعنى (كلّ)، لأنّ الشيء يكون كلّه بعضا لشيء، فهو بعض وكلّ.
وقال عز وجل: {وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ} (وكلّ) بمعنى (بعض)، كقوله: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} ، و{يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ}،
وقال: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا}). [تأويل مشكل القرآن: 189-190] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والسلطان: الحجّة، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ}أي حجة.
وقال: {مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا} أي: حجّة في كتاب الله وقال: {أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ} أي حجّة.
وقال: {أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ}، أي: حجة وعذر). [تأويل مشكل القرآن: 504] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (إنّي وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كلّ شيء ولها عرش عظيم )
معناه وأوتيت من كل شيء تعطاه الملوك ويؤتاه الناس، والعرش سرير عظيم). [معاني القرآن: 4/115]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إني وجدت امرأة تملكهم}
قال قتادة هي امرأة يقال لها بلقيس ابنة شراحيل وكان أحد أبويها من الجن ومؤخر قدمها كحافر الحمار
ثم قال جل وعز: {وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم}
أي من كل شيء يؤتاه مثلها
ولها عرش عظيم أي سرير كبير عظيم الخطر). [معاني القرآن: 5/125]

تفسير قوله تعالى: {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وجدتها وقومها يسجدون للشّمس من دون اللّه} [النمل: 24] قال الحسن: كانوا قومًا مجوسًا.
{وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل فهم لا يهتدون {24} ألا يسجدوا للّه} [النمل: 24-25] وفيها تقديمٌ، أي: وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل ألا يسجدوا للّه، فصدّهم عن الطّريق بتركهم السّجود فهم لا يهتدون.
وفي بعض كلام العرب: ألا تسجدوا ألا فاسجدوا). [تفسير القرآن العظيم: 2/540]

تفسير قوله تعالى: (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) )

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل فهم لا يهتدون {24} ألا يسجدوا للّه} [النمل: 24-25] وفيها تقديمٌ، أي: وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل ألا يسجدوا للّه، فصدّهم عن الطّريق بتركهم السّجود فهم لا يهتدون.
وفي بعض كلام العرب: ألا تسجدوا ألا فاسجدوا.
قوله عزّ وجلّ: {الّذي يخرج الخبء في السّموات والأرض} [النمل: 25] قال قتادة: أي: يعلم السّرّ في السّماوات والأرض، والخبء من الخبيئة.
وقال مجاهدٌ: الخبء، والغيب.
قال يحيى: وهو واحدٌ.
ويعلم ما يخفون في صدورهم.
وما يعلنون). [تفسير القرآن العظيم: 2/540]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ألاّ يسجدوا للّه...}

تقرأ {ألاّ يسجدوا} ويكون {يسجدوا} في موضع نصب، كذلك قرأها حمزة. وقرأها أبو عبد الرحمن السّلمي والحسن وحميد الأعرج مخفّفة (ألا يسجدوا) على معنى ألا يا هؤلاء اسجدوا فيضمر هؤلاء، ويكتفى منها بقوله (يا) قال: وسمعت بعض العرب يقول: ألا يا ارحمانا، ألا يا تصدّقا علينا قال: يعنيني وزميلي.
وقال الشاعر - وهو الأخطل -
ألا يا اسلمى يا هند هند بني بدر=وإن كان حيّانا عديً آخر الدهر
... حدثني بعض المشيخة - وهو الكسائي - عن عيسى الهمداني قال: ما كنت أسمع المشيخة يقرءونها إلاّ بالتخفيف على نيّة الأمر. وهي في قراءة عبد الله (هلاّ تسجدون لله) بالتاء فهذه حجّة لمن خفّف. وفي قراءة أبيّ (ألا تسجدون لله الذي يعلم سرّكم وما تعلنون) وهو وجه الكلام لأنها سجدة ومن قرأ {ألاّ يسجدوا} فشدّد فلا ينبغي لها أن تكون سجدة؛ لأن المعنى: زين لهم الشيطان ألاّ يسجدوا والله أعلم بذلك.
وقوله: {يخرج الخبء} مهموز. وهو الغيب غيب السّموات وغيب الأرض. ويقال: هو الماء الذي ينزل من السّماء والنبت من الأرض وهي في قراءة عبد الله (يخرج الخبء من السّموات) وصلحت (في) مكان (من) لأنك تقول: لأستخرجنّ العلم الذي فيكم منكم، ثم تحذف أيّهما شئت أعني (من) و(في) فيكون المعنى قائماً على حاله). [معاني القرآن: 2/291]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" ألا يسجدوا لله " مجازه الأمر، وهذه الياء التي قبل الألف " اسجدوا " تزيدها العرب للتنبيه إذا كانت ألف الأمر التي فيها من ألفات الوصل نحو قولك: اضرب يا فتى، واسجد واسلم ونحو ذلك قال العجاج:
يا دار سلمى يا سلمى ثم اسلمى
فالياء زائدة في قوله: " يا سلمى "، وقال ذو الرمة:
ألا يا سلمى يا دار مّيٍ على البلى=ولا زال منهلاً بجرعائك القطر
وقال الأخطل:
ألا يا سلمى يا هند بني بدر= وإن كان حيّاناً عدى آخر الدهر
" الّذي يخرج الخبء في السّموات والأرض " ما خبأت في نفسك أي ما أسررت). [مجاز القرآن: 2/94-93]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ألاّ يسجدوا للّه الّذي يخرج الخبء في السّماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون}
وقال: {ألاّ يسجدوا} يقول {وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم} لـ"أن لاّ يسجدوا". وقال بعضهم {ألا يسجدوا} فجعله أمراً كأنه قال لهم "ألا اسجدوا" وزاد بينهما "يا" التي تكون للتنبيه ثم اذهب ألف الوصل التي في "اسجدوا" وأذهب الألف التي في "يا" لأنها "ساكنة لقيت السين فصارت {ألا يسجدوا}. وفي الشعر:
ألا يا سلمى يا دارمّيٍ على البلى = [ولا زال منهلاً بجرعائك القطر]
وإنّما هي: ألا يا اسلمى). [معاني القرآن: 3/20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الخبء}: ما خبأته). [غريب القرآن وتفسيره: 287]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الّذي يخرج الخبء في السّماوات والأرض} أي المستتر فيهما.
وهو من «خبأت الشيء»: إذا أخفيته. وقالوا: «خبء السماء: المطر وخبء الأرض: النبات»). [تفسير غريب القرآن:323-324]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله سبحانه: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ} أراد: ألا يا هؤلاء اسجدوا لله.
وقال الشاعر:
يا دار سلمى يا اسلَمِي ثم اسلَمِي). [تأويل مشكل القرآن: 223]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكذلك يحذفون من الكلمة الحرف والشّطر والأكثر، ويبقون البعض والشطر والحرف، يوحون به ويومئون.
يقولون: «لم يك»، فيحذفون النون مع حذفهم الواو لاجتماع الساكنين. ويقولون: «لم أبل» يريدون: لم أبال. ويقولون: ولاك افعل كذا، يريدون: ولكن، قال الشاعر:
ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل
ويحذفون في الترخيم، فيقولون: يا صاح، يريدون: يا صاحب، ويا حار، يريدون: يا حارث.
وقرأ بعض المتقدمين: (وَنَادَوْا يَا مَالِ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ)، أي يا مالك.
وقال الله تعالى: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ}، أي ألا يا هؤلاء اسجدوا لله.
ويقولون: عِمْ صباحا، أي أَنْعِمْ). [تأويل مشكل القرآن: 306-305] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (ألّا يسجدوا للّه الّذي يخرج الخبء في السّماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون)
ويقرأ ألا يسجدوا، فمن قرأ بالتشديد، فالمعنى وزيّن لهم الشيطان أعمالهم فصدهم ألّا يسجدوا، أي فصدهم لئلا يسجدوا لله.
وموضع (أن) نصب بقوله فصدهم، ويجوز أن يكون موضعها جرّا وإن حذفت اللام.
ومن قرأ بالتخفيف فـ ألا لابتداء الكلام والتنبيه، والوقوف عليه ألا يا - ثم يستأنف فيقول: اسجدوا للّه، ومن قرأ بالتخفيف فهو موضع سجدة من القرآن ومن قرأ آلّا يسجدوا - بالتشديد – فليس بموضع سجدة، ومثل قوله ألا ياسجدوا بالتخفيف قول ذي الرّمّة.
ألا يا أسلمي يا دار ميّ على البلى=ولا زال منهلاّ بجرعائك القطر
وقال الأخطل:
ألا يا اسلمي يا هند هند بني بدر=تحيّة من صلّى فؤادك بالجمر
وقال العجاج:
يا دار سلمى يا اسلمي ثم اسلمي =بسمسم أو عن يمين سمسم
وإنما أكثرنا الشاهد في هذا الحرف كما فعل من قبلنا، وإنما فعلوا ذلك لقلة اعتياد العامّة لدخول " يا " إلّا في النداء، لا تكاد العامة تقول: يا قد قدم زيد، ولا يا اذهب بسلام.
وقوله: (للّه الّذي يخرج الخبء في السّماوات والأرض).
كل ما خبأته فهو خبء، وجاء في التفسير أن الخبء ههنا القطر من السماء، والنبات من الأرض.
ويجوز وهو الوجه أن يكون الخبء كل ما غاب، فيكون المعنى يعلم الغيب في السّماوات والأرض.
ودليل هذا قوله تعالى: (ويعلم ما تخفون وما تعلنون) ). [معاني القرآن: 4/116-115]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ألا يسجدوا لله}
هي أن دخلت عليها لا
والمعنى لئلا يسجدوا لله
ويجوز أن يكون أن بدلا من أعمالهم
وقرأ ابن عباس وعبد الرحمن السلمي والحسن وأبو جعفر وحميد الأعرج ألا يا اسجدوا لله
والمعنى على هذه القراءة ألا يا هؤلاء اسجدوا لله كما قال الشاعر:
يا لعنة الله والأقوام كلهم =والصالحين على سمعان من جار
فالمعنى يا هؤلاء لعنة الله وعلى هذه القراءة هي سجدة وعلى القراءة الأولى ليست بسجدة لأن المعنى وزين لهم الشيطان أن لا يسجدوا لله
والكلام على القراءة الأولى متسق وعلى القراءة الثانية قد اعترض في الكلام شيء ليس منه
ثم قال جل وعز: {الذي يخرج الخبء في السموات والأرض}
روى ابن نجيح عن مجاهد قال الخبء ما غاب
وروى معمر عن قتادة قال الخبء السر
وقيل الخبء في السموات المطر وفي الأرض النبات والأول أولى أي ما غاب في السموات والأرض ويدل عليه قوله: {ويعلم ما يخفون وما يعلنون}
وفي قراءة عبد الله (يخرج الخبء من السموات والأرض)). [معاني القرآن: 5/126-128]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ}: أي: المستتر فيها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 179]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {الْخَبْءَ}: ماء السماء ونبات الأرض). [العمدة في غريب القرآن: 230]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({اللّه لا إله إلا هو ربّ العرش العظيم} [النمل: 26]
[تفسير القرآن العظيم: 2/540]
- المعلّى بن هلالٍ، عن عمّارٍ الذّهنيّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: لا يعلم قدر العرش إلا الّذي خلقه.
- قال: وحدّثني إبراهيم بن محمّدٍ عن محمّد بن المنكدر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أذن لي أن أحدّث عن ملكٍ من حملة العرش، رجلاه في الأرض السّفلى، وعلى قرنه العرش، وبين شحمة أذنه إلى عاتقه خفقان الطّير مسيرة سبع مائة سنةٍ يقول: سبحانك حيث كنت). [تفسير القرآن العظيم: 2/541]

رد مع اقتباس