عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 25 ربيع الثاني 1434هـ/7-03-2013م, 11:13 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي جمهرة تفاسير السلف


جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (116) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من اللّه شيئًا وأولئك أصحاب النّار هم فيها خالدون}.
وهذا وعيدٌ من اللّه عزّ وجلّ للأمّة الأخرى الفاسقة من أهل الكتاب، الّذين أخبر عنهم بأنّهم فاسقون وأنّهم قد باءوا بغضبٍ منه، ولمن كان من نظرائهم من أهل الكفر باللّه ورسوله، وما جاء به محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم من عند اللّه، يقول تعالى ذكره: {إنّ الّذين كفروا} يعني الّذين جحدوا نبوّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وكذّبوا به، وبما جاءهم به من عند اللّه؛ {لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من اللّه شيئًا} يعني: لن تدفع أمواله الّتي جمعها في الدّنيا وأولاده الّذين ربّاهم فيها شيئًا من عقوبة اللّه يوم القيامة إن أخّرها لهم إلى يوم القيامة، ولا في الدّنيا إن عجّلها لهم فيها
وإنّما خصّ أولاده وأمواله؛ لأنّ أولاد الرّجل أقرب أنسبائه إليه، وهو على ماله أقدر منه على مال غيره، وأمره فيه أجوز من أمره في مال غيره، فإذا لم يغن عنه ولده لصلبه وماله الّذي هو نافذ الأمر فيه، فغير ذلك من أقربائه وسائر أنسبائه وأموالهم أبعد من أن تغني عنه من اللّه شيئًا.
ثمّ أخبر جلّ ثناؤه أنّهم هم أهل النّار الّذين هم أهلها بقوله: {وأولئك أصحاب النّار}؛ وإنّما جعلهم أصحابها؛ لأنّهم أهلها الّذين لا يخرجون منها ولا يفارقونها، كصاحب الرّجل الّذي لا يفارقه وقرينه الّذي لا يزايله، ثمّ وكّد ذلك بإخباره عنهم أنّهم فيها خالدون، صحبتهم إيّاها صحبةٌ لا انقطاع لها، إذ كان من الأشياء ما يفارق صاحبه في بعض الأحوال ويزايله في بعض الأوقات، وليس كذلك صحبة الّذين كفروا النّار الّتي أصلوها، ولكنّها صحبةٌ دائمةٌ لا نهاية لها ولا انقطاع، نعوذ باللّه منها وممّا قرّب منها من قولٍ وعملٍ). [جامع البيان: 5/702-703]

تفسير قوله تعالى: (مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (117) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] في قوله: {ريحٍ فيها صرٌّ} قال: برد [الآية: 117]). [تفسير الثوري: 80]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( [قوله تعالى: {مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدّنيا كمثل ريحٍ فيها صرٌّ أصابت حرث قومٍ ظلموا أنفسهم فأهلكته} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا خلف بن خليفة، عن أبي حميد الرّؤاسي، عن عنترة، عن ابن عبّاسٍ - في قوله عزّ وجلّ: {ريحٍ فيها صرٌّ} - قال: برد). [سنن سعيد بن منصور: 3/1085]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {صرٌّ} [آل عمران: 117] : بردٌ). [صحيح البخاري: 6/33]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): ( (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم)
كذا لأبي ذرٍّ ولم أر البسملة لغيره قوله صرٌّ بردٌ هو تفسير أبي عبيدة قال في قوله تعالى كمثل ريحٍ فيها صر الصّرّ شدّة البرد قوله شفا حفرةٍ مثل شفا الرّكيّة بفتح الرّاء وكسر الكاف وتشديد التّحتانيّة وهو حرفها كذا للأكثر بفتح المهملة وسكون الرّاء وللنّسفيّ بضمّ الجيم والرّاء والأوّل أصوب). [فتح الباري: 8/207-208]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (صرٌّ بردٌ
أشار به إلى ما في قوله تعالى: {مثل ما ينفقون في هذه الحيواة الدّنيا كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا} (آل عمران: 117) الآية وفسّر الصّبر بقوله برد، والصر بكسر الصّاد وتشديد الرّاء وهو الرّيح الباردة نحو الصرصر). [عمدة القاري: 18/136]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({صر}) أي (برد) يريد قوله تعالى: {مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا مثل ريح فيها صر} [آل عمران: 117] وسقط لأبي ذر قوله: {تقاة} إلى هنا). [إرشاد الساري: 7/49]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا} قال: نفقة الكافر في الدّنيا). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 77]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {فيها صرٌّ} قال: برد). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 102]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدّنيا كمثل ريحٍ فيها صرٌّ أصابت حرث قومٍ ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم اللّه ولكن أنفسهم يظلمون}
يعني بذلك جلّ ثناؤه: شبه ما ينفق الّذين كفروا: أي شبه ما يتصدّق به الكافر من ماله، فيعطيه من يعطيه على وجه القربة إلى ربّه، وهو لوحدانيّة اللّه جاحدٌ ولمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم مكذّبٌ في أنّ ذلك غير نافعه مع كفره، وأنّه مضمحلٌّ عند حاجته إليه ذاهبٌ بعد الّذي كان يرجو من عائدة نفعه عليه، كشبه ريحٍ فيها صريعنى فيها بردٌ شديدٌ {أصابت} هذه الرّيح الّتي فيها البرد الشّديد {حرث قومٍ} يعني زرع قومٍ، قد أمّلوا إدراكه، ورجوا ريعه وعائدة نفعه، {ظلموا أنفسهم} يعني أصحاب الزّرع، عصوا اللّه، وتعدّوا حدوده {فأهلكته} يعني فأهلكت الرّيح الّتي فيها الصّرّ زرعهم ذلك، بعد الّذي كانوا عليه من الأمل، ورجاء عائدة نفعه عليهم.
يقول تعالى ذكره: فكذلك فعل اللّه بنفقة الكافر وصدقته في حياته حين يلقاه يبطل ثوابها، ويخيّب رجاءه منها.
وخرج المثل للنّفقة، والمراد بالمثل صنيع اللّه بالنّفقة، فبيّن ذلك قوله: {كمثل ريحٍ فيها صرٌّ} فهو كما قد بيّنّا في مثله من قوله: {مثلهم كمثل الّذي استوقد نارًا} وما أشبه ذلك.
فتأويل الكلام: مثل إبطال اللّه أجر ما ينفقون في هذه الحياة الدّنيا، كمثل ريحٍ صرٍّ. وإنّما جاز ترك ذكر إبطال اللّه أجر ذلك لدلالة آخر الكلام عليه، وهو قوله: {كمثل ريحٍ فيها صرٌّ} ولمعرفة السّامع ذلك معناه.
واختلف أهل التّأويل في معنى النّفقة الّتي ذكرها في هذه الآية، فقال بعضهم: هي النّفقة المعروفة في النّاس.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال حدّثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه عزّ وجلّ: {مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدّنيا} قال: نفقة الكافر في الدّنيا
وقال آخرون: بل ذلك قوله الّذي يقوله بلسانه ممّا لا يصدّقه بقلبه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثني أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدّنيا كمثل ريحٍ فيها صرٌّ أصابت حرث قومٍ ظلموا أنفسهم فأهلكته} يقول: مثل ما يقول فلا يقبل منه كمثل هذا الزّرع إذا زرعه القوم الظّالمون، فأصابه ريحٌ فيها صرٌّ أصابته فأهلكته، فكذلك أنفقوا فأهلكهم شركهم.
وقد بيّنّا أولى ذلك بالصّواب قبل.
وقد تقدّم بياننا تأويل الحياة الدّنيا بما فيه الكفاية من إعادته في هذا الموضع.
وأمّا الصّرّ، فإنّه شدّة البرد، وذلك بعصوفٍ من الشّمال في إعصار الطّلّ والأنداء في صبيحةٍ مغيمةٍ بعقب ليلةٍ مصحيةٍ.
- كما: حدّثنا حميد بن مسعدة، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، عن عثمان بن غياثٍ، قال: سمعت عكرمة، يقول: {ريحٍ فيها صرٌّ} قال: بردٌ شديدٌ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ، قال ابن عبّاسٍ: {ريحٍ فيها صرٌّ} قال: بردٌ شديدٌ وزمهرير.
- حدّثنا عليّ بن داود، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ريحٍ فيها صرٌّ} يقول: بردٌ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: الصّرّ: البرد.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {كمثل ريحٍ فيها صرٌّ} أي بردٌ شديدٌ
- حدّثت عن عمّارٍ، عن ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع، مثله.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في الصّرّ: البرد الشّديد.
- حدّثنا محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {كمثل ريحٍ فيها صرٌّ} يقول: ريحٌ فيها بردٌ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: {ريحٍ فيها صرٌّ} قال: صرٌّ باردةٌ أهلكت حرثهم، قال: والعرب تدعوها الضّريب: تأتي الرّيح باردةً فتصبح ضريبًا قد أحرق الزّرع، تقول: قد ضرب اللّيلة أصابه ضريب تلك الصّرّ الّتي أصابته.
- حدّثني يحيى بن أبي طالبٍ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا جويبرٌ، عن الضّحّاك: {ريحٍ فيها صرٌّ} قال: ريحٌ فيها بردٌ
يعني بذلك جلّ ثناؤه: وما فعل اللّه بهؤلاء الكفّار ما فعل بهم، من إحباطه ثواب أعمالهم وإبطاله أجورها ظلمًا منه لهم، يعني: وضعًا منه لما فعل بهم من ذلك في غير موضعه وعند غير أهله، بل وضع فعله ذلك في موضعه، وفعل بهم ما هم أهله؛ لأنّ عملهم الّذي عملوه لم يكن للّه، وهم له بالوحدانيّة دائنون ولأمره متّبعون، ولرسله مصدّقون، بل كان ذلك منهم وهم به مشركون، ولأمره مخالفون، ولرسله مكذّبون، بعد تقدّمٍ منه إليهم أنّه لا يقبل عملاً من عاملٍ إلاّ مع إخلاص التّوحيد له، والإقرار بنبوّة أنبيائه، وتصديق ما جاءوهم به، وتوكيده الحجج بذلك عليهم، فلم يكن بفعله ما فعل بمن كفر به وخالف أمره في ذلك بعد الإعذار إليه من إحباط اجر عمله له ظالمًا، بل الكافر هو الظّالم نفسه لإكسابها من معصية اللّه وخلاف أمره ما أوردها به نار جهنّم وأصلاها به سعير سقر). [جامع البيان: 5/703-707]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدّنيا كمثل ريحٍ فيها صرٌّ أصابت حرث قومٍ ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم اللّه ولكن أنفسهم يظلمون (117)
قوله تعالى: مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدّنيا
- حدّثنا حجّاج بن حمزة ثنا شبابة، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ قوله: ثل ما ينفقون في هذه الحياة الدّنيا
نفقة الكافر في الدّنيا، وروي عن الحسن والسّدّيّ نحو ذلك.
قوله تعالى: مثل ريح فيها صر
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أحمد بن بشيرٍ، ومحمّد بن عبيدٍ عن هارون بن عنترة عن أبيه عن ابن عباس يح فيها صرٌّ
قال: بردٌ. وروي عن الحسن وعكرمة وسعيد بن جبيرٍ في إحدى الرّوايات، وشرحبيل بن سعدٍ، والسّدّيّ والرّبيع والضّحّاك، وقتادة نحو ذلك.
والوجه الثّاني:
- حدّثنا الحسن بن عرفة، ثنا خلف بن خليفة عن أبي حميدٍ الرّؤاسيّ عن عنترة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: يح فيها صرٌّ
قال: فيها نارٌ. وروي عن مجاهدٍ في إحدى الرّوايات نحو ذلك.
والوجه الثّالث:
- أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ قراءةً، أخبرني محمّد بن شعيب بن شابور، أخبرنا عثمان بن عطاءٍ عن أبيه عطاءٍ، وأمايح فيها صرٌّ
فريحٌ فيها بردٌ وجليدٌ.
قوله تعالى: صابت حرث قومٍ ظلموا أنفسهم
- حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ الأوديّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ عن السّدّيّ قوله: ثل ما ينفقون في هذه الحياة الدّنيا كمثل ريحٍ فيها صرٌّ أصابت حرث قومٍ ظلموا أنفسهم فأهلكته
يقول: مثل ما ينفق المشركون ولا يتقبّل منهم كمثل هذا الزّرع، إذا زرعه القوم الظّالمون فأصابه ريحٌ فيها صرٌّ، والصّر: البرد أصابته فأهلكته، فكذلك أنفقوا فأهلكهم شركهم.
قوله تعالى: أهلكته
- حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محكمٍ ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن منصورٍ قال: سألت الحسن عن قوله: صابت حرث قومٍ ظلموا أنفسهم فأهلكته
فحلقته وأحرقته.
قوله تعالى: ما ظلمهم اللّه
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال:
سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول: ثمّ اعتذر إلى خلقه فقال: ما ظلمهم اللّه
ممّا ذكره لك من عذاب من عذّبناه من الأمم، ولكن ظلموا أنفسهم.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ أنبأ بشرٌ بن عمارة عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: لكن أنفسهم يظلمون
قال: يضرّون). [تفسير القرآن العظيم: 2/741-742]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 117
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا} قال: مثل نفقة الكافر في الدنيا.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن السدي في الآية يقول: مثل ما ينفق المشركون ولا يتقبل منهم كمثل هذا الزرع إذا زرعه القوم الظالمون، فأصابته ريح فيها صر فأهلكته فكذلك أنفقوا فأهلكهم شركهم.
وأخرج سعيد بن منصور والفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس {فيها صر} قال: برد شديد.
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله {فيها صر} قال: برد، قال: فهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت قول نابغة بني ذبيان: لا يبردون إذا ما الأرض جللها * صر الشتاء من الأمحال كالأدم). [الدر المنثور: 3/735-736]


رد مع اقتباس