عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 28 جمادى الأولى 1434هـ/8-04-2013م, 08:42 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلًا لَا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا (99)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {أولم يروا أنّ اللّه الّذي خلق السّموات والأرض} [الإسراء: 99] وهم يقرّون أنّه خلق السّموات، وهو قوله: {ولئن سألتهم من خلق السّموات والأرض ليقولنّ اللّه} [لقمان: 25].
فخلق السّموات والأرض أكبر من خلق النّاس، واللّه خلقهم فهو {قادرٌ على أن يخلق مثلهم} [الإسراء: 99]، يعني: البعث.
وقال في آية أخرى: {أوليس الّذي خلق السّموات والأرض بقادرٍ على أن يخلق مثلهم} [يس: 81].
قال: {وجعل لهم أجلا لا ريب فيه} [الإسراء: 99] لا شكّ فيه، القيامة.
{فأبى الظّالمون} [الإسراء: 99] المشركون.
{إلا كفورًا} [الإسراء: 99] بالقيامة). [تفسير القرآن العظيم: 1/165]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا (100)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربّي} [الإسراء: 100].
قال: {إذًا لأمسكتم خشية الإنفاق} [الإسراء: 100] قال قتادة: خشية الفاقة.
{وكان الإنسان قتورًا} [الإسراء: 100] بخيلا، يقتر على نفسه وعلى غيره.
يخبر أنّهم بخلاء أشحّاء، يعني المشركين.
هذا تفسير الحسن.
وقال قتادة: بخيلا، مسيكًا). [تفسير القرآن العظيم: 1/165]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {قل لو أنتم تملكون} معناه: لو تملكون أنتم.

{وكان الإنسان قتوراً} أي مقتراً). [مجاز القرآن: 1/392]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي} فالمعنى فيه: لو تملكون؛ الفعل مضمر في "لو"؛ لأنها لا يبتدأ بعدها الأسماء.
لو قلت: لو زيد أخوك، أو: لو زيد ذاهب؛ لم يسهل ذلك، حتى يكون معها فعل مقدم أو مؤخر؛ لا أن بيت عدي بن زيد قد ابتدأ بعدها الأسماء، فقال:
لو بغير الماء حلقي شرق = كنت كالغصان بالماء اعتصاري
فهذا مثل: لو بزيد عمرو كفيل لجئت؛ وهذا مرغوب عنه.
وقال عبيد:
لو هم حماتك بالمحمى حميت ولم = تترك ليوم أقام الناس في كبد
فقدم الاسم أيضًا، وابتدأه بعد لو.
ومثل {لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي} وأشد منه في تقديم الاسم، قول ذي الرمة:
فأضحت مباديها قفارًا بلادها = كأن لم سوى أهل من الوحش تؤهل
فقدم "سوى"، وهو يريد: كأن لم تؤهل سوى وحش.
وقال الآخر:
صددت فأطولت الصدود وقلما = وصال على طول الصدود يدوم
وهو للنمر بن تولب.
يريد: وقل ما يدوم وصال، مثل {لو أنتم تملكون}؛ ألا ترى أنك لو قلت: قل ما زيد يقوم، كانت أقبح من: قل ما تذهب أنت، أو: قل ما أنت تذهب، وقل ما يقوم زيد؛ لأنه حرف هيئ للفعل، وكذلك "لو" هيئت للفعل). [معاني القرآن لقطرب: 845]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {قتورا}: مقترا). [غريب القرآن وتفسيره: 221]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وكان الإنسان قتوراً} أي ضيّقا بخيلا). [تفسير غريب القرآن: 261]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال تعالى: {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي} يعني مفاتيح رزقه). [تأويل مشكل القرآن: 146]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربّي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا}
هذا جواب لقولهم: {لن نؤمن لك حتّى تفجر لنا من الأرض ينبوعا}
فأعلمهم اللّه - جل وعلا - أنهم لو ملكوا خزائن الأرزاق لأمسكوا شحّا وبخلا، فقال:
{إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا} يعنى بالإنسان ههنا الكافر خاصة كما قال - عزّ وجلّ: {إنّ الإنسان لربّه لكنود}أي لكفور،
{وإنّه لحبّ الخير لشديد} أي من أجل حب الخير وهو المال لبخيل.
فأمّا (أنتم) فمرفوع بفعل مضمر، المعنى قل لو تملكون أنتم - لأن لو يقع بها الشيء لوقوع غيره، فلا يليها إلا الفعل، وإذا وليها الاسم عمل فيها الفعل المضمر، ومثل ذلك من الشعر قول المتلمس:
فلو غير أخوالي أرادوا نقيصتي= جعلت لهم فوق العرانين ميسما
المعنى لو أراد غير أخوالي.
والقتور: البخيل). [معاني القرآن: 3/262-261]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق}
روى حجاج عن ابن جريج قال الإنفاق الفقر عن ابن عباس
وروى معمر عن قتادة قال الإنفاق الفقر وحكى أهل اللغة أنفق وأصرم وأعدم وأقتر إذا قل ماله). [معاني القرآن: 4/198]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وكان الإنسان قتورا}
روى حجاج عن ابن جريج قال قتورا بخيلا عن ابن عباس). [معاني القرآن: 4/199-198]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {قتورا} بخيلا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 140]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {قَتُوراً}: مقترا بخيلا). [العمدة في غريب القرآن: 185]


رد مع اقتباس