عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:16 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) )

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن الكلبي في قوله لتنوء بالعصبة قال العصبة ما بين الخمس عشرة إلى الأربعين). [تفسير عبد الرزاق: 2/92]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله مفاتحه لتنوء بالعصبة قال كانت من جلود الإبل). [تفسير عبد الرزاق: 2/93]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر وابن علية عن حميد الأعرج عن مجاهد في قوله تعالى لتنوء بالعصبة قال كانت مفاتيحه من جلود الإبل). [تفسير عبد الرزاق: 2/93]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر ويحيى عن أيوب عن ابن سيرين أن عمر بن الخطاب أراد أن يضرب من جلود الإبل دراهم فقالوا إذا يفنى الإبل فتركها). [تفسير عبد الرزاق: 2/93]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن جريج عن مجاهد في قوله لتنوء بالعصبة قال العصبة خمسة عشر رجلا). [تفسير عبد الرزاق: 2/93]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قال ابن عبّاسٍ: {أولي القوّة} [القصص: 76] : «لا يرفعها العصبة من الرّجال» ، {لتنوء} [القصص: 76] : «لتثقل»). [صحيح البخاري: 6/113]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاسٍ أولي القوّة لا يرفعها العصبة من الرّجال لتنوء لتثقل فارغًا إلّا من ذكر موسى الفرحين المرحين قصّيه اتّبعي أثره وقد يكون أن يقصّ الكلام نحن نقصّ عليك عن جنبٍ عن بعدٍ وعن جنابةٍ واحدٌ وعن اجتنابٍ أيضًا نبطش ونبطش أي بكسر الطّاء وضمّها يأتمرون يتشاورون هذا جميعه سقط لأبي ذرٍّ والأصيليّ وثبت لغيرهما من أوّله إلى قوله ذكر موسى تقدّم في أحاديث الأنبياء في قصّة موسى وكذا قوله نبطش إلخ). [فتح الباري: 8/509]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس {أولي القوّة} لا يرفعها العصبة من الرّجال {لتنوء} لتثقل {فارغًا} إلّا من ذكر موسى {الفرحين} المرحين {قصيه} اتبعي أثره قال
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي ابن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 76 القصص {لتنوء بالعصبة} تثقل). [تغليق التعليق: 4/277] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قال ابن عبّاس أولي القوّة لا يرفعها العصبة من الرّجال. لتنوء لتثقل
أي: قال ابن عبّاس في قوله تعالى: {وآتيناه من الكنوز ما أن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة} (القصص: 76)
الآية. وفسّر قوله: {أولي القوّة} بقوله: (لا يرفعها العصبة من الرّجال) والعصبة ما بين العشرة إلى خمسة عشرة قاله مجاهد، وعن قتادة: ما بين العشرة إلى أربعين، وعن أبي صالح: أربعون رجلا وع ابن عبّاس ما بين الثّلاثة إلى العشرة، وقيل: ستّون، وفسّر قوله: (لتنوء) ، بقوله: (لتثقل) ، وقيل: لتميل، وهذا إلى قوله: يتشاورون، لم يثبت لأبي ذر والأصيلي، وثبت لغيرهما إلى قوله: ذكر موسى). [عمدة القاري: 19/105]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قال ابن عباس): في ({أولي القوة}) من قوله: {وآتيناه من الكنوز ما أن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة} [القصص: 76]. (لا يرفعها العصبة من الرجال) وروي عنه أنه كان يحمل مفاتح قارون أربعون رجلًا أقوى ما يكون من الرجال، وروي عن ابن عباس أيضًا حمل المفاتح على نفس المال فقال: كانت خزائنه يحملها أربعون رجلًا أقوياء. ({لتنوء}) أي (لتثقل) يقال: ناء به الحمل حتى أثقله وأماله أي لتثقل المفاتح العصبة والباء في بالعصبة للتعدية كالهمزة). [إرشاد الساري: 7/283]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({الفرحين} [القصص: 76] : «المرحين»). [صحيح البخاري: 6/113]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وأمّا قوله الفرحين المرحين فهو عند بن أبي حاتمٍ موصولٌ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس). [فتح الباري: 8/509]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس {أولي القوّة} لا يرفعها العصبة من الرّجال {لتنوء} لتثقل {فارغًا} إلّا من ذكر موسى {الفرحين} المرحين {قصيه} اتبعي أثره قال
وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي ابن أبي طلحة عن ابن عبّاس في قوله 76 القصص {لتنوء بالعصبة} تثقل
وتفسير {فارغًا} تقدم في طه
وبه في قوله 76 القصص {إن الله لا يحب الفرحين} يقول المرحين). [تغليق التعليق: 4/277]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (الفرحين المرحين
أشار به إلى قوله تعالى: {لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين} (القصص: 76) وفسره بقوله: (المرحين) وهكذا رواه ابن أبي حاتم من طريق عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس). [عمدة القاري: 19/105]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({الفرحين}) في قوله: {لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين} [القصص: 76]. قال ابن عباس فيما رواه ابن أبي حاتم عنه أي (المرحين) وقال مجاهد يعني الأشرين البطرين الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم، فالفرح بالدنيا مذموم مطلقًا لأنه نتيجة حبها والرضا بها والذهول عن ذهابها فإن العلم بأن ما فيها من اللذة مفارق ولا محالة يوجب الترح وما أحسن قول المتنبي:
أشد الغم عندي في سرور = تيقن عنه صاحبه انتقالا). [إرشاد الساري: 7/283]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة إذ قال له قومه لا تفرح إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين}.
يقول تعالى ذكره: {إنّ قارون} وهو قارون بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب {كان من قوم موسى} يقول: كان من عشيرة موسى بن عمران النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، وهو ابن عمّه لأبيه وأمّه، وذلك أنّ قارون هو قارون بن يصهر بن قاهث، وموسى: هو موسى بن عمران بن قاهث، كذا نسبه ابن جريجٍ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {إنّ قارون كان من قوم موسى} قال: ابن عمّه ابن أخي أبيه، قال: قارون ابن يصفر - هكذا قال القاسم، وإنّما هو يصهر - بن قاهث، وموسى بن عرمر بن قاهث، وعرمر بالعربيّة عمران.
- وأمّا ابن إسحاق فإنّ ابن حميدٍ حدّثنا قال: حدّثنا سلمة، عنه أنّ يصهر بن قاهث، تزوّج سميت بنت بتاويت بن بركنا بن يقسان بن إبراهيم، فولدت له عمران بن يصهر، وقارون بن يصهر، فنكح عمران بحيب بنت شمويل بن بركنا بن بقشان بن بركنا، فولدت له هارون بن عمران، وموسى بن عمران صفيّ اللّه ونبيّه.
فموسى على ما ذكر ابن إسحاق ابن أخي قارون، وقارون هو عمّه أخو أبيه لأبيه ولأمّه. وأكثر أهل العلم في ذلك على ما قاله ابن جريجٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن إبراهيم، في قوله: {إنّ قارون كان من قوم موسى} قال: كان ابن عمّ موسى.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن سماك بن حربٍ، عن إبراهيم قال: {إنّ قارون كان من قوم موسى} كان قارون ابن عمّ موسى.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إنّ قارون كان من قوم موسى}: كنّا نحدّث أنّه كان ابن عمّه أخي أبيه، وكان يسمّى المنوّر من حسن صورته في التّوراة، ولكنّ عدوّ اللّه نافق، كما نافق السّامريّ، فأهلكه البغي.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن سماكٍ، عن إبراهيم، {إنّ قارون كان من قوم موسى} قال: كان ابن عمّه فبغى عليه.
- قال: حدّثنا يحيى القطّان، عن سفيان، عن سماكٍ، عن إبراهيم، قال: كان قارون ابن عمّ موسى.
- قال: حدّثنا أبو معاوية، عن ابن أبي خالدٍ، عن إبراهيم، {إنّ قارون كان من قوم موسى} قال: كان ابن عمّه.
- حدّثني بشر بن هلالٍ الصّوّاف، قال: حدّثنا جعفر بن سليمان الضّبعيّ، عن مالك بن دينارٍ، قال: بلغني أنّ موسى بن عمران كان ابن عمّ قارون.
وقوله: {فبغى عليهم} يقول: فتجاوز حدّه في الكبر والتّجبّر عليهم.
وكان بعضهم يقول: كان بغيه عليهم زيادة شبرٍ أخذها في طول ثيابه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ بن سعيدٍ الكنديّ، وأبو السّائب، وابن وكيعٍ، قالوا: حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن ليثٍ، عن شهر بن حوشبٍ، {إنّ قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم} قال: زاد عليهم في الثّياب شبرًا.
وقال آخرون: كان بغيه عليهم بكثرة ماله.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: إنّما بغى عليهم بكثرة ماله.
وقوله: {وآتيناه من الكنوز ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة} يقول تعالى ذكره: وآتينا قارون من كنوز الأموال ما إنّ مفاتحه، وهي جمع مفتحٍ، وهو الّذي يفتح به الأبواب. وقال بعضهم: عنى بالمفاتح في هذا الموضع: الخزائن لتثقل العصبة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ما قلنا في معنى مفاتح:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، قال: أخبرنا الأعمش، عن خيثمة، قال: كانت مفاتح قارون تحمل على ستّين بغلاً، كلّ مفتاحٍ منها لباب كنزٍ معلومٍ مثل الأصبع من جلودٍ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن الأعمش، عن خيثمة، قال: كانت مفاتح كنوز قارون من جلودٍ، كلّ مفتاحٍ مثل الأصبع، كلّ مفتاحٍ على خزانةٍ على حدةٍ، فإذا ركب حملت المفاتيح على ستّين بغلاً، أغرّ محجّلٌ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن خيثمة، في قوله {ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة} قال: نجد مكتوبًا في الإنجيل: مفاتح قارون وقر ستّين بغلاً غرًّا محجّلةً، ما يزيد كلّ مفتاحٍ منها على أصبعٍ، لكلّ مفتاحٍ منها كنزٌ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن عيينة، عن حميدٍ، عن مجاهدٍ، قال: كانت المفاتح من جلود الإبل.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، {وآتيناه من الكنوز ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة} قال: مفاتح من جلودٍ كمفاتح العيدان.
وقال قومٌ: عنى بالمفاتح في هذا الموضع: خزائنه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا إسماعيل بن سالمٍ، عن أبي صالحٍ، في قوله: {ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة} قال: كانت خزائنه تحمل على أربعين بغلاً.
- حدثًا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن أبي حجيرٍ، عن الضّحّاك، {ما إنّ مفاتحه} قال: أوعيته.
وبنحو الّذي قلنا في معنى قوله: {لتنوء بالعصبة} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، قال: حدّثنا أبو روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {لتنوء بالعصبة} قال: لتثقل بالعصبة.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {لتنوء بالعصبة} يقول: تثقل.
وأمّا (العصبة) فإنّها الجماعة؛ واختلف أهل التّأويل في مبلغ عددها الّذي أريد في هذا الموضع؛ فأمّا مبلغ عدد (العصبة) في كلام العرب فقد ذكرناه فيما مضى باختلاف المختلفين فيه، والرّواية في ذلك، والشّواهد على الصّحيح من قولهم في ذلك بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع - فقال بعضهم: كانت مفاتحه تنوء بعصبةٍ؛ مبلغ عددها أربعون رجلاً.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا هشيمٌ، عن إسماعيل بن سالمٍ، عن أبي صالحٍ، قوله: {لتنوء بالعصبة} قال: أربعون رجلاً.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {لتنوء بالعصبة} قال: ذكر لنا أنّ العصبة ما بين العشرة إلى الأربعين.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {لتنوء بالعصبة أولي القوّة}: يزعمون أنّ العصبة أربعون رجلاً، ينقلون مفاتحه من كثرة عددها.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: ثنّى أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وآتيناه من الكنوز ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة} قال: أربعون رجلاً.
وقال آخرون: ستّون، وقال: كانت مفاتحه تحمل على ستّين بغلاً.
- حدّثنا بذلك ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن الأعمش، عن خيثمة.
وقال آخرون: كانت تحمل على ما بين ثلاثةٍ إلى عشرةٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، {لتنوء بالعصبة} قال: العصبة: ثلاثةٌ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا جابر بن نوحٍ، قال: حدّثنا أبو روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، {لتنوء بالعصبة} قال: العصبة: ما بين الثّلاثة إلى العشرة.
وقال آخرون: كانت تحمل ما بين عشرةٍ إلى خمسة عشر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة} قال: العصبة: ما بين العشرة إلى خمسة عشر.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، {لتنوء بالعصبة} قال: العصبة خمسة عشر رجلاً.
وقوله: {أولي القوّة} يعني: أولي الشّدّة.
وقال مجاهدٌ في ذلك ما:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {أولي القوّة} قال: خمسة عشر.
فإن قال قائلٌ: وكيف قيل {وآتيناه من الكنوز ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة} وكيف تنوء المفاتح بالعصبة، وإنّما العصبة هي الّتي تنوء بها؟
قيل: اختلف في ذلك أهل العلم بكلام العرب، فقال بعض أهل البصرة: مجاز ذلك: ما إنّ العصبة ذوي القوّة لتنوء بمفاتح نعمه. قال: ويقال في الكلام: إنّها لتنوء بها عجيزتها، وإنّما هو: تنوء بعجيزتها كما ينوء البعير بحمله، قال: والعرب قد تفعل مثل هذا. قال الشّاعر:
فديت بنفسه نفسي ومالي = وما آلوك إلاّ ما أطيق
والمعنى: فديت بنفسي وبمالي نفسه. وقال آخر:
وتركب خيلاً لا هوادة بينها = وتشقى الرّماح بالضّياطرة الحمر
وإنّما تشقى الضّياطرة بالرّماح. قال: والخيل ها هنا: الرّجال.
وقال آخر منهم {ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة} يريد: الّذي إنّ مفاتحه، قال: وهذا موضعٌ لا يكاد يبتدأ فيه (إنّ)، وقد قال: {إنّ الموت الّذي تفرّون منه فإنّه ملاقيكم}. وقوله: {لتنوء بالعصبة} إنّما العصبة تنوء بها؛ وفي الشّعر:
تنوء بها فتثقلها عجيزتها
وليست العجيزة تنوء بها، ولكنّها هي تنوء بالعجيزة؛ وقال الأعشى:
ما كنت في الحرب العوان مغمّرًا = إذ شبّ حرّ وقودها أجذالها
وكان بعض أهل العربيّة من الكوفيّين ينكر هذا الّذي قاله هذا القائل، وابتداء (إنّ) بعد (ما)، ويقول: ذلك جائزٌ مع (ما) و(من)، وهو مع (ما) و(من) أجود منه مع (الّذي)؛ لأنّ (الّذي) لا يعمل في صلته، ولا تعمل صلته فيه، فلذلك جاز، وصارت الجملة عائد (ما)، إذ كانت لا تعمل في ما، ولا تعمل (ما) فيها؛ قال: وحسن مع (ما) و(من)، لأنّهما يكونان بتأويل النّكرة إن شئت، والمعرفة إن شئت، فتقول: ضربت رجلاً ليقومنّ، وضربت رجلاً إنّه لمحسنٌ، فتكون (من) و(ما) تأويل (هذا)، ومع (الّذي) أقبح، لأنّه لا يكون بتأويل النّكرة.
وقال آخر منهم في قوله: {لتنوء بالعصبة}: نوءها بالعصبة: أن تثقلهم؛ وقال: المعنى: إنّ مفاتحه لتنيء العصبة: تميلهنّ من ثقلها، فإذا أدخلت الباء قلت: تنوء بهم، كما قال: {آتوني أفرغ عليه قطرًا} قال والمعنى: آتوني بقطرٍ أفرغ عليه؛ فإذا حذفت الباء، زدت على الفعل ألفًا في أوّله؛ ومثله: {فأجاءها المخاض} معناه: فجاء بها المخاض؛ وقال: قد قال رجلٌ من أهل العربيّة: ما إنّ العصبة تنوء بمفاتحه، فحوّل الفعل إلى المفاتح، كما قال الشّاعر:
إنّ سراجًا لكريمٌ مفخره = تحلى به العين إذا ما تجهره
وهو الّذي يحلى بالعين.
قال: فإن كان سمع أثرًا بهذا، فهو وجهٌ، وإلاّ فإنّ الرّجل جهل المعنى. قال: وأنشدني بعض العرب:
حتّى إذا ما التأمت مواصله = وناء في شقّ الشّمال كاهله
يعني: الرّامي لما أخذ القوس، ونزع مال عليها. قال: ونرى أنّ قول العرب: ما ساءك، وناءك من ذلك، ومعناه: ما ساءك وأناءك من ذلك، إلاّ أنّه ألقى الألف لأنّه متبعٌ لساءك، كما قالت العرب: أكلت طعامًا فهنّأني ومرّأني، ومعناه: إذا أفردت: وأمرأني فحذفت منه الألف لما أتبع ما ليس فيه ألفٌ.
وهذا القول الآخر في تأويل قوله: {لتنوء بالعصبة}: أولى بالصّواب من الأقوال الأخر، لمعنيين: أحدهما: أنّه تأويلٌ موافقٌ لظاهر التّنزيل. والثّاني: أنّ الآثار الّتي ذكرنا عن أهل التّأويل بنحو هذا المعنى جاءت، وإنّ قول من قال: معنى ذلك: ما إنّ العصبة لتنوء بمفاتحه، إنّما هو توجيهٌ منهم إلى أنّ معناه: ما إنّ العصبة لتنهض بمفاتحه؛ وإذا وجّه إلى ذلك لم يكن فيه من الدّلالة على أنّه أريد به الخبر عن كثرة كنوزه، على نحو ما فيه، إذا وجّه إلى أنّ معناه: إنّ مفاتحه تثقل العصبة وتميلها، لأنّه قد تنهض العصبة بالقليل من المفاتح وبالكثير. وإنّما قصد جلّ ثناؤه الخبر عن كثرة ذلك، وإذا أريد به الخبر عن كثرته، كان لا شكّ أنّ الّذي قاله من ذكرنا قوله، من أنّ معناه: لتنوء العصبة بمفاتحه، قولٌ لا معنًى له، هذا مع خلافه تأويل السّلف في ذلك.
وقوله: {إذ قال له قومه لا تفرح، إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} يقول: إذ قال قومه: لا تبغ ولا تبطر فرحًا، إنّ اللّه لا يحبّ من خلقه الأشرين البطرين.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} يقول: المرحين.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا حكّامٌ، عن عنبسة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن القاسم بن أبي بزّة، عن مجاهدٍ، في قوله: {لا تفرح إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} قال: المتبذّخين الأشرين البطرين، الّذين لا يشكرون اللّه على ما أعطاهم.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن جابرٍ، قال: سمعت مجاهدًا يقول في هذه الآية {إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} قال: الأشرين البطرين البذخين.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا العوّام، عن مجاهدٍ، في قوله {لا تفرح إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} قال: يعني به البغي.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {لا تفرح، إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} قال: المتبذّخين الأشرين، الّذين لا يشكرون اللّه فيما أعطاهم.
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله؛ إلاّ أنّه قال: المتبذّخين.
- حدّثنا محمّد بن عبد اللّه المخرّميّ، قال: حدّثني شبابة، قال حدّثني ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {لا تفرح، إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} قال: الأشرين البطرين.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، إذ قال له قومه {لا تفرح}: أي لا تمرح {إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين}: أي إنّ اللّه لا يحبّ المرحين.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، {لا تفرح، إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} قال: الأشرين البطرين، الّذين لا يشكرون اللّه فيما أعطاهم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا هشيمٌ، قال: أخبرنا العوّام، عن مجاهدٍ، في قوله {إذ قال له قومه لا تفرح، إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين} قال: هو فرح البغي). [جامع البيان: 18/309-321]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إنّ قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إنّ مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة إذ قال له قومه لا تفرح إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين (76)
قوله تعالى: إنّ قارون كان من قوم موسى
- حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الهرويّ، ثنا محاضرٌ، ثنا الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: إنّ قارون كان من قوم موسى قال: كان ابن عمّه.
- حدّثنا أحمد بن يحيى بن مالكٍ السّوسيّ السّامريّ، ثنا عبد الوهّاب الخفّاف، عن سعيدٍ، عن قتادة قال: وكان قارون ابن عمّ موسى أخي أبيه وكان قطع البحر مع بني إسرائيل وكان يسمّى المنوّر من حسن صوته بالتّوراة، ولكنّ عدوّ اللّه نافق كما نافق السّامريّ فأهلكه اللّه لبغيه، وإنّما بغى عليهم لكثرة ماله وولده، قال اللّه: أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون.
وروي، عن عبد اللّه بن الحارث بن نوفلٍ وإبراهيم النّخعيّ، وسماك بن حربٍ أنّهم قالوا كان ابن عمّ موسى.
قوله تعالى: فبغى
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان، ثنا يحيى بن غسّان بن عيسى الرّمليّ، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: كان موسى يقول لبني إسرائيل إنّ اللّه عزّ وجلّ يأمركم بكذا وكذا حتّى دخل عليكم في أموالكم وإنّ موسى يزعم أنّ ربّه أمره فيمن زنى أن يرجمه فتعالوا نجعل لبغيٍّ من بني إسرائيل شيئًا، فإذا قال موسى: إنّ ربّه أمر فيمن زنى أن يرجم فنقول: إنّ موسى قد فعل ذلك بها، قال: فاجتمعوا وجاءوا بالبغيّ فحبسوها وقال موسى: إنّ اللّه يأمركم بكذا وكذا فيمن سرق أن تقطع يده، قالوا: وإن كنت أنت؟
قال: وإن كنت أنا، قالوا ما على الزّاني إذا زنى؟ قال: الرّجم، قالوا: وإن كنت أنت؟ قال: وإن كنت أنا، قالوا: فإنّك قد زنيت قال: أنا؟ وجزع من ذلك قال: فأرسلوا إلى المرأة فلمّا أن جاءت عظّم عليها موسى باللّه وسألها بالّذي فلق البحر لبني إسرائيل، وأنزل التّوراة على موسى إلا صدقت، فقالت: أما إذا حلّفتني فإنّي أشهد أنّك بريءٌ وأنّك رسول اللّه، وقالت: أرسلوا إليّ فأعطوني حكمي على أن أرميك بنفسي، قال: فخرّ موسى للّه ساجدًا يبكي، فأوحى اللّه إليه ما يبكيك؟ قد أمرت الأرض أن تطيعك فأمرها بما شئت.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي، ثنا سهل بن عثمان العسكريّ، ثنا ابن المبارك، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك في قوله: فبغى عليهم قال: الكفر باللّه.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي، ثنا العلاء بن عمرٍو الحنفيّ وعليّ بن جعفرٍ الأحمر قالا:، ثنا حفصٌ يعني ابن غياثٍ، عن ليثٍ، عن شهر بن حوشبٍ أنّ قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم قال: زاد في طول ثيابه شبرًا.
الوجه الرّابع:
- حدّثنا أحمد بن يحيى بن مالكٍ السّوسيّ حدّثنا عبد الوهّاب يعني ابن عطاءٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة يعني قوله: فبغى عليهم ولكنّ عدوّ اللّه نافق كما نافق السّامريّ فأهلكه اللّه ببغيه، وإنّما بغى عليهم لكثرة ماله وولده قال اللّه: أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون
الوجه الخامس:
- أخبرنا موسى بن هارون الطّوسيّ فيما كتب إليّ ثنا الحسين بن محمّدٍ المروزيّ، ثنا شيبان بن عبد الرّحمن، عن قتادة قوله: فبغى عليهم قال: فعلا عليهم.
قوله تعالى: وآتيناه من الكنوز
- حدّثنا أبي، ثنا راشد بن سعيدٍ المقدسيّ وأيّوب بن محمّدٍ الوزّان قالا: ثنا ضمرة، عن عثمان بن عطاءٍ، عن أبيه في قوله: وآتيناه من الكنوز قال: أصاب كنزًا من كنوز يوسف.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا المعافى بن سليمان، ثنا موسى بن أعين، عن الوليد ابن زروان في قوله: وآتيناه من الكنوز قال: كان قارون يعمل الكيميا.
قوله تعالى: ما إنّ مفاتحه
- حدّثنا عمرو بن عبد اللّه الأوديّ، ثنا وكيعٌ، عن الأعمش، عن خيثمة قال: كانت مفاتيح كنوز قارون من جلودٍ، كلّ مفتاحٍ مثل الأصبع، كلّ مفتاحٍ على خزانةٍ على حدةٍ، فإذا ركب حملت المفاتيح على ستّين بغلا أغرّ محجّلا.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا أبو داود يعني الحفريّ، عن سفيان، عن الأعمش، عن خيثمة ما إنّ مفاتحه قال: كانت المفاتيح من جلودٍ يحملها أربعون بغلا غرًّا محجّلا.
- حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن يزيد المقرئ، ثنا سفيان، عن حميدٍ، عن مجاهدٍ قوله: إنّ مفاتحه لتنوأ بالعصبة أولي القوّة كانت المفاتيح من جلود الإبل.
- حدّثنا عليّ بن الحسن الهسنجانيّ، ثنا مسدّدٌ، ثنا حصين بن نميرٍ، عن حصين بن عبد الرّحمن قال: سألت أبا رزينٍ، عن قوله: ما إنّ مفاتحه قال: خزائنه. وروي عن السّدّيّ مثله.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عبد اللّه بن نميرٍ وأبو بكرٍ وعثمان أنبأ أبي شيبة قالوا:، ثنا وكيعٌ، عن أبي حجيرٍ، عن الضّحّاك ما إنّ مفاتحه قال: أوعيته.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا مسدّدٌ، ثنا خالد بن عبد اللّه، ثنا حصينٌ، عن أبي رزينٍ في قوله: ما إنّ مفاتحه قال: إن كان مفتاحٌ واحدٌ لكافي أهل الكوفة، إنما يعني كنوزه.
قوله تعالى: لتنوأ بالعصبة
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ ابن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: لتنوأ بالعصبة يقول: تثقل- وروي، عن أبي صالحٍ- والسّدّيّ وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم مثل ذلك.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن أبي حمّادٍ، ثنا سلمة بن الفضل، ثنا أبو جعفرٍ، عن الرّبيع بن أنسٍ قوله: لتنوأ بالعصبة قال: لتمرّ بالعصبة.
قوله تعالى: بالعصبة
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان، ثنا يحيى بن حمّادٍ، ثنا أبو عوانة، عن إسماعيل بن سالمٍ، عن أبي صالحٍ مولى أمّ هانئٍ في قول اللّه عز وجل: ما إن مفاتحه لتنوأ بالعصبة قال: العصبة سبعون رجلا.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي، ثنا عليّ بن هاشم بن مرزوقٍ، ثنا سلمة بن الفضل، عن الحجّاج بن أرطأة، عن الحكم لتنوأ بالعصبة قال: العصبة أربعون رجلا.
- حدّثنا أبي، ثنا يعقوب بن إبراهيم الدّورقيّ، ثنا هشيمٌ أنبأ إسماعيل بن سالمٍ، عن أبي صالحٍ في قوله: لتنوأ بالعصبة قال: كانت خزانته تحمل على أربعين بغلا. وروي، عن ابن عبّاسٍ وأبي صالحٍ وقتادة والضّحّاك مثل ذلك.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر ابن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ ما إنّ مفاتحه لتنوأ بالعصبة والعصبة ما بين العشرة إلى الأربعين.
الوجه الرّابع:
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: ما إن مفاتحه لتنوأ بالعصبة ما بين العشرة إلى الخمسة عشر.
الوجه الخامس:
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج، ثنا عبد الرّحمن بن زيد في قوله: لتنوأ بالعصبة أولي القوّة قال: العصبة ما بين ثلاثةٍ إلى تسعةٍ وهم النّفر.
والوجه السّادس:
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا سعيد بن أبي الرّبيع السّمّان، ثنا أبو عوانة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ قال: قلت: كم العصبة؟ قال: ستٌّ أو سبعٌ.
قوله تعالى: أولي القوّة
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: أولي القوّة قال: خمسة عشر.
قوله تعالى: إذ قال له قومه
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسين بن عليّ بن مهران، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ إذ قال له قومه لا تفرح قال: هؤلاء المؤمنون منهم.
قوله تعالى: لا تفرح
- به، عن السّدّيّ إذ قال له قومه لا تفرح قال: هؤلاء المؤمنون منهم قالوا: يا قارون بما أوتيت فتبطر.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: إذ قال له قومه لا تفرح أي: لا تمدح.
قوله تعالى: إنّ اللّه لا يحب الفرحين
[الوجه الأول]
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين المتمدّحين الأشرين البطرين الّذين لا يشكرون اللّه فيما أعطاهم.
[الوجه الثّاني]
- حدّثنا أبي ثنا النّفيليّ، ثنا العوّام، عن مجاهدٍ في قوله: لا تفرح إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين قال: الفرح هاهنا البغيّ.
والوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ كاتب اللّيث، حدّثنا معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين يقول: المرحين.
وروي، عن قتادة مثل ذلك.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين قال: إنّ اللّه لا يحبّ الفرح بطرًا). [تفسير القرآن العظيم: 9/3005-3010]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله لتنوء بالعصبة قال العصبة ما بين العشرة إلى خمسة عشر وأولي القوة خمسة عشر). [تفسير مجاهد: 489-490]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم ثنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله إن الله لا يحب الفرحين يعني المتبذخين الأشرين البطرين الذين لا يشكرون الله فيما أعطاهم). [تفسير مجاهد: 490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي شيبه في المصنف، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما {إن قارون كان من قوم موسى} قال: كان ابن عمه وكان يبتغي العلم حتى جمع علما فلم يزل في أمره ذلك حتى بغى على موسى حسده، فقال له موسى عليه السلام: ان الله أمرني أن آخذ الزكاة فأبى فقال: ان موسى عليه السلام يريد أن يأكل أموالكم، جاءكم بالصلاة وجاءكم بأشياء فاحتملتموها فتحملوه أن تعطوه قالوا: لا نحتمل فما ترى فقال لهم: أرى أن أرسل إلى بغي من بغايا بني اسرائيل فنرسلها اليه فترميه بانه أرادها على نفسها، فارسلوا اليها فقالوا لها: نعطيك حكمك على أن تشهدي على موسى أنه فجر بك، قالت: نعم، فجاء قارون إلى موسى عليه السلام قال: اجمع بني اسرائيل فأخبرهم بما أمرك ربك قال: نعم، فجمعهم فقالوا له: بم أمرك ربك قال: أمرني أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وأن تصلوا الرحم وكذا وكذا وقد أمرني في الزاني اذا زنى وقد أحصن أن يرجم، قالوا: وان كنت أنت قال: نعم، قالوا: فانك قد زنيت قال: أنا، فأرسلوا إلى المرأة فجاءت فقالوا: ما تشهدين على موسى فقال لها موسى عليه السلام: أنشدك بالله إلا ما صدقت قالت: أما اذ نشدتني بالله فانهم دعوني وجعلوا لي جعلا على أن أقذفك بنفسي وأنا أشهد أنك بريء وأنك رسول الله فخر موسى عليه السلام ساجدا يبكي فأوحى الله اليه: ما يبكيك وأنك رسول الله فخر موسى عليه السلام ساجدا يبكي فأوحى الله اليه: ما يبكيك قد سلطناك على الأرض فمرها فتطيعك.
فرفع رأسه فقال: خذيهم فاخذتهم إلى أعقابهم فجعلوا يقولون: يا موسى، يا موسى، فقال: خذيهم إلى أعناقهم فجعلوا يقولون: يا موسى، يا موسى، فقال: خذيهم فغيبتهم فأوحى الله يا موسى: سألك عبادي وتضرعوا اليك فلم تجبهم وعزتي لو أنهم دعوني لأجبتهم، قال ابن عباس: وذلك قوله تعالى {فخسفنا به وبداره الأرض} وخسف به إلى الأرض السفلى). [الدر المنثور: 11/501-503]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي عن إبراهيم رضي الله عنه قال: كان قارون ابن عم موسى). [الدر المنثور: 11/503]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {إن قارون كان من قوم موسى} قال: كان ابن عمه أخي أبي قارون بن مصر بن فاهث أو قاهث وموسى بن عرموم بن فاهث أو قاهث وعرموم بالعربية عمران). [الدر المنثور: 11/503-504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله قال: كان قارون ابن عم موسى أخي أبيه وكان قطع البحر مع بني اسرائيل وكان يسمى النور من حسن صوته بالتوراة ولكن عدو الله نافق كما نافق السامري فأهلكه الله ببغيه، وإنما بغى لكثرة ماله وولده). [الدر المنثور: 11/504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله {فبغى عليهم} قال: فعلا عليهم). [الدر المنثور: 11/504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن شهر بن حوشب رضي الله عنه في قوله {إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم} قال: زاد عليهم في طول ثيابه شبرا). [الدر المنثور: 11/504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في قوله {وآتيناه من الكنوز} قال: أصاب كنزا من كنوز يوسف). [الدر المنثور: 11/504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الوليد بن زوران رضي الله عنه في قوله {وآتيناه من الكنوز} قال: أصاب كنزا من كنوز يوسف). [الدر المنثور: 11/504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الوليد بن زوران رضي الله عنه في قوله {وآتيناه من الكنوز} قال: كان قارون يعلم الكيمياء). [الدر المنثور: 11/504-505]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أرض دار قارون من فضة وأساسها من ذهب). [الدر المنثور: 11/505]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر عن خيثمة رضي الله عنه قال: وجدت في الإنجيل أن مفاتيح خزائن قارون كانت وقر ستين بغلا غرا محجلة ما يزيد منها مفتاح على أصبع لكل مفتاح كنز). [الدر المنثور: 11/505]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن خيثمة رضي الله عنه قال: كانت مفاتيح كنوز قارون من جلود كل مفتاح على خزانة على حدة فاذا ركب حملت المفاتيح على سبعين بغلا أغر محجلا). [الدر المنثور: 11/505]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال: كانت المفاتيح من جلود الإبل). [الدر المنثور: 11/505]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {لتنوء بالعصبة} يقول: لا يرفعها العصبة من الرجال {أولي القوة} ). [الدر المنثور: 11/505-506]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الازرق سأله عن قوله {لتنوء بالعصبة} قال: لتثقل قال: وهل تعرف العرب ذلك، قال: نعم، أما سمعت قول امرئ القيس اذ يقول:
تمشي فتثقلها عجيزتها * مشي الضعيف ينوء بالوسق). [الدر المنثور: 11/506]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال العصبة ما بين العشرة إلى الخمسة عشر و{أولي القوة} خمسة عشر). [الدر المنثور: 11/506]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن الكلبي قال {بالعصبة} ما بين الخمس عشرة إلى الاربعين). [الدر المنثور: 11/506]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال {بالعصبة} اربعون رجلا). [الدر المنثور: 11/507]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه قال: كنا نحدث أن {بالعصبة} ما فوق العشرة إلى الأربعين). [الدر المنثور: 11/507]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح مولى أم هانى ء قال {بالعصبة} سبعون رجلا، قال: وكانت خزانته تحمل على أربعين بغلا). [الدر المنثور: 11/507]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {إذ قال له قومه لا تفرح} قال: هم المؤمنون منهم قالوا: يا قارون لا تفرح بما أوليت فتبطر). [الدر المنثور: 11/507]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إن الله لا يحب الفرحين} قال: المرحين الأشرين البطرين الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم). [الدر المنثور: 11/507-508]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والطبراني وأبو نعيم والبيهقي في الشعب والخرائطي في اعتلال القلوب عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله يحب كل قلب حزين). [الدر المنثور: 11/508]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان وقال: هذا متن منكر عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم زر القبور تذكر بها الآخرة واغسل الموتى فان معالجة جسد خاو موعظة بليغة وصل على الجنائز لعل ذلك يحزنك فان الحزين في ظل الله يوم القيامة). [الدر المنثور: 11/508]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إن الله لا يحب الفرحين} قال: الفرح هنا البغي). [الدر المنثور: 11/508]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {إن الله لا يحب الفرحين} قال: ان الله لا يحب بطرا {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة} قال: تصدق وتقرب إلى الله تعالى وصل الرحم). [الدر المنثور: 11/508]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إن الله لا يحب الفرحين} قال: المرحين.
وفي قوله {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا} يقول: لا تترك أن تعمل لله في الدنيا). [الدر المنثور: 11/508-509]

تفسير قوله تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا تنس نصيبك من الدنيا قال لا تنسى الحلال من الدنيا أي اتبع الحلال). [تفسير عبد الرزاق: 2/93]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ولا تنس نصيبك من الدنيا قال العمل بطاعة الله نصيبه من الدنيا الذي يثاب عليه في الآخرة). [تفسير عبد الرزاق: 2/93]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (نا سلمة قال نا الفريابي عن محرر عن الحسن في قوله تعالى ولا تنس نصيبك من الدنيا قال أمره أن يأخذ قدر قوته ويدع ما سوى ذلك). [تفسير عبد الرزاق: 2/93]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن أشعث، عن الحسن {ولا تنس نصيبك من الدّنيا} قال: قدّم الفضل وأمسك ما يبلّغك). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 397]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وابتغ فيما آتاك اللّه الدّار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدّنيا وأحسن كما أحسن اللّه إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إنّ اللّه لا يحبّ المفسدين}.

يقول تعالى ذكره، مخبرًا عن قيل قوم قارون له: لا تبغ يا قارون على قومك بكثرة مالك، والتمس فيما آتاك اللّه من الأموال خيرات الآخرة بالعمل فيها بطاعة اللّه في الدّنيا.
وقوله: {ولا تنس نصيبك من الدّنيا} يقول: ولا تترك نصيبك وحظّك من الدّنيا، أن تأخذ فيها بنصيبك من الآخرة، فتعمل فيه بما ينجيك غدًا من عقاب اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولا تنس نصيبك من الدّنيا، وأحسن كما أحسن اللّه إليك} يقول: لا تترك أن تعمل للّه في الدّنيا.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن سفيان، عن الأعمش، عن ابن عبّاسٍ، {ولا تنس نصيبك من الدّنيا} قال: أن تعمل فيها لآخرتك.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا قرّة بن خالدٍ، عن عون بن عبد اللّه، {ولا تنس نصيبك من الدّنيا} قال: إنّ قومًا يضعونها على غير موضعها. {ولا تنس نصيبك من الدّنيا}: تعمل فيها بطاعة اللّه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا عبد اللّه بن المبارك، عن معمرٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {ولا تنس نصيبك من الدّنيا} قال: العمل بطاعته.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قال: تعمل في دنياك لآخرتك.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ولا تنس نصيبك من الدّنيا} قال: العمل فيها بطاعة اللّه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن عيسى الجرشيّ، عن مجاهدٍ: {ولا تنس نصيبك من الدّنيا} قال: أن تعمل في دنياك لآخرتك.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن مجاهدٍ، قال: العمل بطاعة اللّه نصيبه من الدّنيا، الّذي يثاب عليه في الآخرة.
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولا تنس نصيبك من الدّنيا} قال: لا تنس أن تقدّم من دنياك لآخرتك، فإنّما تجد في آخرتك ما قدّمت من الدّنيا، فيما رزقك اللّه.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لا تترك أن تطلب فيها حظّك من الرّزق.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {ولا تنس نصيبك من الدّنيا}: قال الحسن: ما أحلّ اللّه لك منها، فإنّ لك فيه غنًى وكفايةً.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا محمّد بن حميدٍ المعمريّ، عن معمرٍ، عن قتادة: {ولا تنس نصيبك من الدّنيا} قال: طلب الحلال.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا حفصٌ، عن أشعث، عن الحسن: {ولا تنس نصيبك من الدّنيا}: قال: قدّم الفضل، وأمسك ما يبلغك.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: الحلال فيها.
وقوله: {وأحسن كما أحسن اللّه إليك} يقول: وأحسن في الدّنيا إنفاق مالك الّذي آتاكه اللّه، في وجوهه وسبله، كما أحسن اللّه إليك، فوسّع عليك منه، وبسط لك فيها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وأحسن كما أحسن اللّه إليك} قال: أحسن فيما رزقك اللّه.
{ولا تبغ الفساد في الأرض} يقول: ولا تلتمس ما حرّم اللّه عليك من البغي على قومك، {إنّ اللّه لا يحبّ المفسدين} يقول: إنّ اللّه لا يحبّ بغاة البغي والمعاصي). [جامع البيان: 18/321-325]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وابتغ فيما آتاك اللّه الدّار الآخرة
- وبه، عن السّدّيّ وابتغ فيما آتاك اللّه الدّار الآخرة قال: تصدّق، وقرّب إلى اللّه تبارك وتعالى، وصل الرّحم.
قوله تعالى: ولا تنس نصيبك من الدنيا
[الوجه الأول]
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا أبو أحمد الزّبيريّ، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن رجلٍ، عن ابن عبّاسٍ، ولا تنس نصيبك من الدّنيا قال: أن تعمل فيها لآخرتك.
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ، ثنا معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: ولا تنس نصيبك من الدّنيا يقول: لا تترك أن تعمل للّه في الدّنيا.
- حدّثنا أبو عبيد اللّه حمّاد بن الحسن بن، عنبسة، ثنا أبو داود، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ ولا تنس نصيبك من الدّنيا قال: أن تعمل فيها بطاعتي.
- حدّثنا أبي، ثنا عليّ بن هاشمٍ، ثنا عمّار بن محمّدٍ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ في قوله: ولا تنس نصيبك من الدّنيا قال: عمرك تعمل فيه لآخرتك.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا حفص بن غياثٍ، عن أشعث، عن الحسن ولا تنس نصيبك من الدّنيا قال: أعط الفضل وأمسك ما يبلغك.
- حدّثنا أبي، ثنا القاسم بن سلام بن مسكينٍ، ثنا أبي قال: سألت الحسن، عن هذه الآية ولا تنس نصيبك من الدّنيا قال: أمره أن يأخذ من ماله قدر عيشه.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة في قوله: ولا تنس نصيبك من الدّنيا قال: استغن بما أحلّ اللّه لك.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه: ولا تنس نصيبك من الدّنيا قال: لا تنس أن تقدّم من دنياك لآخرتك، فإنّما تجد في آخرتك ما قدّمت من الدّنيا ممّا رزقك اللّه.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أبو الطّاهر، ثنا أشهب قال: سئل مالكٌ، ما هو؟ قال: أن يعيش ويأكل ويشرب غير مضيّقٍ عليه في رأيٍ.
قوله تعالى: وأحسن كما أحسن اللّه إليك
- حدّثنا أبي ثنا القاسم بن سلام بن مسكينٍ حدّثني أبي قال: سألت الحسن، عن هذه الآية ولا تنس نصيبك من الدّنيا وأحسن كما أحسن اللّه إليك قال: أمره أن يأخذ من ماله قدر عيشته، وأن يقدّم ما سوى ذلك لآخرته.
- حدّثنا أبي، ثنا حمّاد بن حميدٍ العسقلانيّ، ثنا أبو عصام بن روّادٍ، عن إسرائيل أبي عبد اللّه، عن الحسن في قوله: ولا تنس نصيبك من الدّنيا وأحسن كما أحسن اللّه إليك قال: احبس قوت سنةٍ، وتصدّق بما بقي.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن الحسن ولا تنس نصيبك من الدّنيا وأحسن كما أحسن اللّه إليك قال: أي ما أحلّ اللّه لك منها، فإنّ لك فيها غنًى وكفايةً.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب، أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قوله: وأحسن كما أحسن اللّه إليك يقول: أحسن فيما زادك اللّه
قوله تعالى: ولا تبغ الفساد في الأرض إنّ اللّه لا يحب المفسدين
- أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قراءةً، أنبأ ابن وهبٍ، حدّثني مالكٌ، عن يحيى بن سعيدٍ أنّه سمع سعيد بن المسيّب يقول: قطع الذّهب والورق من الفساد في الأرض.
قوله تعالى: إنّ اللّه لا يحبّ المفسدين
- أخبرنا أبو محمّد بن بنت الشّافعيّ فيما كتب إليّ عن أبيه أو عمه سفيان ابن عيينة قوله: إنّ اللّه لا يحبّ المفسدين لا يقرّب.
قوله تعالى: المفسدين
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة، عن محمّدٍ، عن عكرمة، أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ إنّ اللّه لا يحبّ الفساد أي لا يحبّ عمله ولا يرضاه). [تفسير القرآن العظيم: 9/3010-3012]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ولا تنس نصيبك من الدنيا يقول لا تنس العمل فيها بطاعتي). [تفسير مجاهد: 490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {إن الله لا يحب الفرحين} قال: المرحين.
وفي قوله {وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا} يقول: لا تترك أن تعمل لله في الدنيا). [الدر المنثور: 11/508-509] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ولا تنس نصيبك من الدنيا} قال: أن تعمل فيها لآخرتك). [الدر المنثور: 11/509]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ولا تنس نصيبك من الدنيا} قال: العمل بطاعة الله نصيبه من الدنيا الذي يثاب عليه في الآخرة). [الدر المنثور: 11/509]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {ولا تنس نصيبك} قال: قدم الفضل وأمسك ما يبلغك - وفي لفظ - قال: امسك قوت سنة وتصدق بما بقي). [الدر المنثور: 11/509]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه {ولا تنس نصيبك من الدنيا} قال: أن تأخذ من الدنيا ما أحل الله لك فان لك فيه غنى وكفاية). [الدر المنثور: 11/509]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن منصور رضي الله عنه في قوله {ولا تنس نصيبك من الدنيا} قال: ليس هو عرض من عرض الدنيا ولكن هو نصيبك عمرك ان تقدم فيه لآخرتك). [الدر المنثور: 11/510]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون قال يدخلون النار بغير حساب). [تفسير عبد الرزاق: 2/94]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
(القول في تأويل قوله تعالى: {قال إنّما أوتيته على علمٍ عندي أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّةً وأكثر جمعًا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون}. يقول تعالى ذكره: قال قارون لقومه الّذين وعظوه: إنّما أوتيت هذه الكنوز على فضل علمٍ عندي، علمه اللّه منّي، فرضي بذلك عنّي، وفضّلني بهذا المال عليكم، لعلمه بفضلي عليكم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة، {قال إنّما أوتيته على علمٍ عندي} قال: على خيرٍ عندي.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {إنّما أوتيته على علمٍ عندي} قال: لولا رضا اللّه عنّي ومعرفته بفضلي ما أعطاني هذا، وقرأ: {أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّةً وأكثر جمعًا} الآية.
وقد قيل: إنّ معنى قوله: {عندي} بمعنى: أرى، كأنّه قال: إنّما أوتيته لفضل علمي، فيما أرى.
وقوله: {أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّةً وأكثر جمعًا} يقول جلّ ثناؤه: أولم يعلم قارون حين زعم أنّه أوتي الكنوز لفضل علمٍ عنده علمته أنا منه، فاستحقّ بذلك أن يؤتى ما أوتي من الكنوز، أنّ اللّه قد أهلك من قبله من الأمم من هو أشدّ منه بطشًا، وأكثر جمعًا للأموال؛ ولو كان اللّه يؤتي الأموال من يؤتيه لفضلٍ فيه وخيرٍ عنده، ولرضاه عنه، لم يكن يهلك من أهلك من أرباب الأموال الّذين كانوا أكثر منه مالاً، لأنّ من كان اللّه عنه راضيًا فمحالٌ أن يهلكه اللّه وهو عنه راضٍ، وإنّما يهلك من كان عليه ساخطًا.
وقوله: {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} قيل: إنّ معنى ذلك أنّهم يدخلون النّار بغير حسابٍ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة، {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} قال: يدخلون النّار بغير حسابٍ.
وقيل: معنى ذلك: أنّ الملائكة لا تسأل عنهم، لأنّهم يعرفونهم بسيماهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} كقوله: {يعرف المجرمون بسيماهم} زرقًا سود الوجوه، والملائكة لا تسأل عنهم، قد عرفتهم.
وقيل معنى ذلك: ولا يسئل عن ذنوب هؤلاء الّذين أهلكهم اللّه من الأمم الماضية المجرمون فيم أهلكوا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعبٍ، {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} قال: عن ذنوب الّذين مضوا فيم أهلكوا.
فالهاء والميم في قوله: {عن ذنوبهم} على هذا التّأويل لـ{من} الّذي في قوله: {أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّةً}. وعلى التّأويل الأوّل الّذي قاله مجاهدٌ وقتادة للمجرمين، وهي بأن تكون من ذكر المجرمين أولى، لأنّ اللّه تعالى ذكره غير سائلٍ عن ذنوب مذنبٍ غير من أذنب، لا مؤمنٌ ولا كافرٌ. فإذ كان ذلك كذلك، فمعلومٌ أنّه لا معنًى لخصوص المجرمين، لو كانت الهاء والميم اللّتان في قوله {عن ذنوبهم} لـ{من} الّذي في قوله {من هو أشدّ منه قوّةً} من دون المؤمنين، يعني لأنّه غير مسئولٍ عن ذلك مؤمنٌ ولا كافرٌ، إلاّ الّذين ركبوه واكتسبوه). [جامع البيان: 18/325-328]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال إنّما أوتيته على علمٍ عندي أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّةً وأكثر جمعًا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون (78)
قوله تعالى: قال إنّما أوتيته على علمٍ عندي
- حدّثنا أحمد بن يحيى بن مالكٍ السّوسيّ، ثنا عبد الوهّاب يعني ابن عطاءٍ الخفّاف، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: إنّما أوتيته على علمٍ عندي يقول: على خيرٍ عندي وعلمٍ عندي.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج، ثنا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، في قول اللّه: إنّما أوتيته على علمٍ عندي قال: لولا رضا اللّه عنّي ومعرفته بفضلي ما أعطاني هذا وقرأ: أولم يعلم أنّ اللّه قد أهلك من قبله من القرون من هو أشدّ منه قوّةً وأكثر جمعًا ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال: إنّما أوتيته على علمٍ عندي علم اللّه أنّي أهلٌ لذلك.
قوله تعالى: أولم يعلم أنّ اللّه إلى قوله: عن ذنوبهم المجرمون
- حدّثنا أحمد بن يحيى بن مالكٍ السّوسيّ، ثنا عبد الوهّاب الخفّاف، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون يقول: المشركون لا يسألون عن ذنوبهم، يعذّبون ولا يحاسبون.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن الدّشتكيّ، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ الرّازيّ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ، قوله: ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون قال: لا يسألون عن إحصائها يقول: هاتوا فيبنوها لنا، ولكن أعطوها في كتبٍ فلم يشكوا الظّلم يومئذٍ، ولكن شكوا الإحصاء.
- حدّثنا عليّ بن الحسين بن الجنيد، ثنا محمّد بن أبي بكر بن عليّ بن مقدّمٍ، ثنا الضّحّاك بن مخلدٍ، ثنا موسى بن عبيدة، عن محمّد بن كعبٍ ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون الّذين كانوا قبلهم عمّا أهلكوا وعن منزلهم فيعتبروا، ولكنّهم يكونون على ما كانوا عليه من العبرة.
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ أنبأ عبد الرّزّاق، ثنا معمرٌ، عن قتادة في قوله: ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون قال: يدخلون النّار بغير حسابٍ.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون قال: كقوله: يعرف المجرمون بسيماهم سود الوجوه زرقًا، الملائكة لا تسأل عنهم قد عرفتهم). [تفسير القرآن العظيم: 9/3012-3013]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون قال هو كقوله يعرف المجرمون بسيماهم يعني زرقا سود الوجوه يقول الملائكة لا تسأل عنهم قد عرفتهم). [تفسير مجاهد: 490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {قال إنما أوتيته على علم عندي} يقول على خير عندي وعلم عندي). [الدر المنثور: 11/510]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {إنما أوتيته على علم عندي} يقول: علم الله أني أهل لذلك). [الدر المنثور: 11/510]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} قال: المشركون، لا يسألون عن ذنوبهم ولا يحاسبون لدخول النار بغير حساب). [الدر المنثور: 11/510]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون} قال: كقوله {يعرف المجرمون بسيماهم} الرحمن الآية 41 سود الوجوه زرق العيون الملائكة لا تسأل عنهم قد عرفتهم). [الدر المنثور: 11/510-511]


رد مع اقتباس