عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 19 ذو القعدة 1439هـ/31-07-2018م, 09:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قُرُونًا آَخَرِينَ (42)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عن أنه أنشأ بعد هؤلاء أمما كثيرة). [المحرر الوجيز: 6/296]

تفسير قوله تعالى: {مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (43)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (كل أمة بأجل وفي كتاب لا تتعداه في وجودها وعند موتها). [المحرر الوجيز: 6/296]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (44)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"تترا" مصدر بمنزلة فعلى مثل الدعوى والعدوى ونحوها، وليس "تترا" بفعل، وإنما هو مصدر من: تواتر الشيء، وقرأ الجمهور: "تترا" كما تقدم، ووقفهم بالألف، وحمزة والكسائي يميلانها، قال أبو حاتم: هي ألف تأنيث، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو: "تترى" بالتنوين، ووقفهما بالألف، وهي ألف إلحاق، قال ابن سيده: يقال: جاءوا تترى وتترى، أي: متواترين، التاء مبدلة من الواو على غير قياس؛ لأن قياس إبدال الواو تاء إنما هو في "افتعل" وما تصرف منها إذا كانت ياؤه واوا، فإن فاءه تنقلب تاء وتدغم في تاء "افتعل"، وذلك نحو "اتزر واتجه".
وقوله تعالى: {فأتبعنا بعضهم بعضا} أي: في الإهلاك. وقوله تعالى: {وجعلناهم أحاديث} يريد أحاديث مثل، وقلما يستعمل الجعل حديثا إلا في الشر). [المحرر الوجيز: 6/296]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (45)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوما عالين فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون فكذبوهما فكانوا من المهلكين}
"ثم" هنا على بابها لترتيب الأمور واقتضاء المهلة، و"الآيات" التي جاء بها موسى وهارون هي اليد والعصا اللتان اقترن بهما التحدي، وهما "السلطان المبين"، ويدخل في عموم اللفظ سائر آياتهما كالبحر والمرسلات الست، وأما غير ذلك مما جرى بعد الخروج من البحر فليست تلك لفرعون بل هي خاصة ببني إسرائيل). [المحرر الوجيز: 6/296]

تفسير قوله تعالى: {إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا عَالِينَ (46)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الملأ": ههنا: الجمع، يعم الأشراف وغيرهم، و"استكبروا" معناه: عن الإيمان لموسى وأخيه -عليهما السلام- لأنهم أنفوا من ذلك. و"عالين" معناه: قاصدين العلو بالظلم والكبرياء). [المحرر الوجيز: 6/297]

تفسير قوله تعالى: {فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: "عابدون" معناه: خامدون متذللون، ومن هنا قيل لعرب الحيرة: العباد؛ لأنهم دخلوا من بين العرب في طاعة كسرى، هذا أحد القولين في تسميتهم، والطريق المعبد: المذلل، وعلو هؤلاء هو الذي ذكر الله تعالى في قوله: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا} ). [المحرر الوجيز: 6/297]

تفسير قوله تعالى: {فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ (48)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {من المهلكين} يريد: بالغرق). [المحرر الوجيز: 6/297]

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (49)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم}
"الكتاب" هو التوراة، و"لعلهم" يريد بني إسرائيل لأن التوراة إنما نزلت بعد هلاك فرعون والقبط، والترجي في "لعل" في حيز البشر، أي: كان من فعلنا معهم ما يرجو معه ابن آدم إيمانهم وهداهم، والقضاء قد حكم بما حكم). [المحرر الوجيز: 6/297]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آَيَةً وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ (50)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و "ابن مريم" عيسى عليه السلام، وقصتهما كلها آية عظمى بمجموعها، وهي آيات مع التفصيل، وأخذها من كلا الوجهين متمكن، و"آوى" معناه: ضم، واستعمال اللفظة في الأماكن، أي: أقررناهما، و"الربوة": المرتفع من الأرض. وقرأ جمهور الناس: "ربوة"، وقرأ عاصم، وابن عامر بفتحها، وهي قراءة الحسن وأبي عبد الرحمن، وقرأ ابن عباس، ونصر عن عاصم بكسرها. وقرأ محمد بن إسحاق: "رباوة" بضم الراء، وقرأ الشهب العقيلي بفتحها، وقرأت فرقة بكسرها، وكلها لغات قرئ بها، و"القرار": التمكن، فمعنى هذا أنها مستوية بسيطة للحرث والغراسة، قاله ابن عباس -رضي الله عنهما- وقال قتادة: "القرار" هنا: الحبوب والثمار.
ومعنى الآية أنها من البقاع التي كملت خصالها فهي أهل أن يستقر فيها، وقد يمكن
[المحرر الوجيز: 6/297]
أن يستقر على الكمال في البقاع التي ماؤها آبار، فبين بعد أن ماء هذه الربوة يرى معينا جاريا على وجه الأرض، قاله ابن عباس -رضي الله عنهما- وهذا كمال الكمال.
و"المعين": الظاهر الجري للعين، فالميم زائدة، وهو الذي يعاين جريه، لا كالبئر ونحوه، وكذلك أدخل الخليل هذه اللفظة في باب (ع، ي، ن)، وقد يحتمل أن تكون من قولهم: "معن الماء" إذا كثر، ومنه قولهم: المعن المعروف والجود، فالميم فاء الفعل، وأنشد الطبري على هذا قول عبيد بن الأبرص:
واهية أو معين ممعن وهضبة دونها لهوب
وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يرحم الله هاجر لو تركت زمزم لكانت عينا معينا. وهذا يحتمل الوجهين، وهذه الربوة هي الموضع الذي فرت إليه مريم حين استحيت في قصة عيسى -عليه السلام- وهو الذي قيل لها فيه: قد جعل ربك تحتك سريا، هذا قول بعض المفسرين.
واختلف الناس في موضع الربوة -فقال ابن المسيب سعيد: هي الغوطة بدمشق - وهذا أشهر الأقوال لأن صفة الغوطة أنها ذات قرار ومعين على الكمال، وقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: هي الرملة في فلسطين، وأسنده الطبري عن كريب، عن مرة البهزي،
[المحرر الوجيز: 6/298]
عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ويعارض هذا القول أن الرملة ليس يجري بها ماء البتة، وذكره الطبري وضعف القول به، وقال كعب الأحبار: الربوة بيت المقدس، وزعم أن في التوراة أن بيت المقدس أقرب الأرض إلى السماء، وأنه يزيد على أعلى الأرض ثمانية عشر ميلا. قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويترجح أن الربوة في بيت لحم من بيت المقدس لأن ولادة عيسى هنالك كانت، وحينئذ كان الإيواء، وقال أبو زيد: الربوة بأرض مصر، وذلك أنها ربى يجري فيض النيل إليها فيملأ الأرض ولا ينال تلك الربى وفيها القرى وبها نجاتها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ويضعف هذا القول أنه لم يرو أن عيسى -عليه السلام- ومريم كانا بأرض مصر ولا حفظت لهما بهما قصة). [المحرر الوجيز: 6/299]

رد مع اقتباس