عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 9 شوال 1434هـ/15-08-2013م, 03:01 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

بيان رموز ناظمة الزهر

قَالَ القَاسِمُ بنُ فِيرُّه بنِ خَلَفٍ الشَّاطِبِيُّ (ت: 590هـ):
(
وخـــذ بعلامــــات في الأسمـاء علمـــــهـم.......لـــــــمـك بحــجـــــر والمديــــــــــنـي بالقـــطـر
وقـــــــــل فيهما صـــــدر ونحـــــــر ســـــواهمـا.......وخــــذ فيـــهـما مع صحبـة الشام بالكثـر

ومـــك مـــــع الكـــــوفـــــي مـــثــــر وكــيــفـــمــا.......جريـن فهــن القصــد عــــن عـرف او نكـر
وعــــــد أبــــــي جـــاد بــــه بعـد الاسـم مـن........أولئـــك خذ والــــواو تـفـــصـــل فـي الإثـــر
ومــــا قبــل أخرى الذكـــر أو بعـده لمـــن .......تركت اسمه في البضع فابضع بما يبري
وفـــــي الرعــــــــــد للشـــامـي زهـر مـــــداده........ثــــــــلاث عن الكــــــوفي والاربـــــع للصـدر
وسميـت أهل العـــــد فـى آي خــلـفــهم.......بسنــتـــــــــها الأولـــــــــــى ورتبــــــــت مـا أجـري
جعلــــت المديـــنــــــى أولا ثــــــــم آخــــــرا .......ومـــك إلــــى شـــام وكـــــوف إلى بـــصـــري).
[معالم اليسر:31-63]

- قَالَ عَبْدُ الفَتَّاحِ بنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَاضِي (ت: 1403هـ): (
وخـــذ بعلامــــات في الأسمـاء علمـــــهـم.......لـــــــمـك بحــجـــــر والمديــــــــــنـي بالقـــطـر
وقـــــــــل فيهما صـــــدر ونحـــــــر ســـــواهمـا.......وخــــذ فيـــهـما مع صحبـة الشام بالكثـر

ومـــك مـــــع الكـــــوفـــــي مـــثــــر وكــيــفـــمــا.......جريـن فهــن القصــد عــــن عـرف او نكـر
اللغة: الحجر بضم الحاء وسكون الجيم الشيء المحجور. ومنه سمي الحرام حجرا لمنع الشارع منه وناسب إطلاق هذا الاسم على المكي لكونه من مكة وفيها الحرم. وقد حجر صديه وشجره.
والقطر الجانب والناحية. وناسب إطلاق اسمه على المديني لأنه منسوب إلى المدينة التي حظيت بجانب من الوحي وناحية منه. وصدر الشيء مقدمه وأوله. ولا تخفى مناسبة إطلاق هذا الاسم على المدني والمكي لأنهما صدر الإسلام، ومنهما انبثق نوره. والنحر موضع القلادة من الصدر. ومناسبة إطلاقه على البصري والشامي والكوفي اعتزاز الإسلام بهذه الأمصار. «والكثر» بضم الكاف وسكون الثاء ضد القل وهو الشيء الكثير. والمثرى من صار ذا ثراء. ومناسبة إطلاقه على المكي والكوفي أن بانضمام الكوفي المكي يقوي كل منهما فيصير ذا ثروة واسعة في العلم. والعرف: التعريف، والنكر التنكير.

الإعراب: خذ أمرية. بعلامات متعلقها. في الأسماء متعلق بمحذوف صفة لعلامات. وعلمهم مفعول خذ وضميره يعود على أئمة العدد. ولمك متعلق بخذ وبحجر بدل من بعلامات بدل بعض من كل.
والمديني عطف على مك. وبالقطر عطف علي بحجر. وقل أمرية وفيهما صدر جملة اسمية مقدمة الخبر مقول القول. ونحر سواهما: اسمية مقدمة الخبر كذلك. وخذ أمرية معطوفة على الأولى. وفيهما
متعلقها. ومع صحبة الشام حال من الضمير المجرور. وبالكثر متعلق بخذ. ومك مبتدأ ومثر خبره. ومع الكوفي حال من المبتدأ أو من ضمير الخبر. وكيفما اسم شرط وهو مبني على السكون في محل نصب على الحال من فاعل جرين. وجرين فعل الشرط وجملة فهن القصد جواب الشرط والفاء فيه زائدة وضمير من يعود على الكلمات الست السابقة، والقصد بمعنى المقصود. وعن عرف حال من ضمير القصد لأنه مصدر بمعنى اسم المفعول أي المقصودات حال كونهن معرفات أو منكرات.
المعنى: بعد أن بين المصنف الطرق التي تعرف بها الفاصلة من غيرها شرع في بيان ما اصطلح عليه من الرموز لأسماء أهل العدد التي سيتبعها في نظمه. وهي قسمان اسمية وحرفية، وبين في هذه الأبيات الرموز الاسمية، فقال «وخذ بعلامات الخ»أي وخذ أيها الطالب معرفة أسماء أئمة العدد بعلامات أذكرها لك في كلمات هي أسماء، ثم فصل فقال: لمك بحجر الخ، يعني أن كلمة حجر حيث ذكرت فالمراد بها المكي خاصة من علماء العدد، وأن كلمة قطر علامة على المديني حيث ذكرت. والمراد بالمديني المدني الأول والثاني. وعلم ذلك من ذلك الإطلاق.
وقوله «وقل فيهما صدر»: معناه، أن المكي والمدني إذا اجتمعا على عد آية فالرمز لها كلمة الصدر.

ويراد هنا أيضًا بالمدني: الأول والأخير، وقوله «ونحر سواهما» معناه أن كلمة نحر رمز للبصري والشامي والكوفي، وهذا معنى قوله سواهما أي سوى المدني والمكي.
وقوله «وخذ فيهما مع صحبة الشام بالكثر» معناه إذا اتفق المكي والمدني والشامي يرمز لهم بكلمة كثر. فالضمير في قوله فيهما يعود على المدني والمكي. وقوله «ومك مع الكوفي مثر» معناه إذا اتفق المكي والكوفي فالرمز لهما كلمة مثر، فهذه ست كلمات جعلها الناظم رمزًا لأئمة العدد الستة وهي من لطائفه. وقوله وكيفما جرين الخ. معناه أ، هذه الكلمات ست كيفما وقعت في القصيدة فيهن المقصودات للدلالة على ما بينت لك سواء كانت معرفات أو منكرات.

وعد أبي جاد به بعد الاسم من.......أواتل خذ والواو تفصل في الإثر
اللغة: الإثر العقب.
الإعراب: وعد مبتدأ مضاف إلى أبي جاد، وبه متعلق بخذ الذي هو خبر المبتدأ و«بعد الاسم» ظرف متعلق بخذ أيضًا، و«من أوائل» جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الضمير في به. ومفعول خذ محذوف تقديره العلم بجملة السورة على وجه الإجمال «والواو تفصل في الأثر» جملة اسمية وفي الإثر متعلق بالفعل قبله.
المعنى: بين المصنف في هذا البيت أنه يستعمل كلمة أبجد هوز، إلى آخرها ويتخذ ما تدل عليه من حساب الجمل وسيلة إلى بيان عدد السورة في أولها؛ فيجيء بكلمات يذكرها بعد ذكر اسم السورة تؤخذ أوائلها وينظر ما تدل عيه تلك الحروف من العدد عددًا لتلك السورة. وهذا معنى قوله «وعد أبي جاد الخ»: أي عد أبي جاد وحسابه خذ به بعد ذكر اسم السورة حال كون ذلك الحساب مدلولا عليه بأوائل كلمات تذكر بعد اسم السورة، خذ بهذا العدد معرفة عدد آيات السورة. مثلا قوله وفي البقرة في العد بصرية رضا زكا فيه – فقد ذكر اسم سورة البقرة ثم بين عددها عند البصري بثلاثة أحرف تؤخذ من أوائل الكلمات الثلاث وهي الراء المأخوذة من كلمة رضا وهي بمائتين في حساب الجمل، والزاي المأخوذة من كلمة زكا وهي بسبع من حساب الجمل، والفاء المأخوذة من كلمة فيه وهي بثمانين من الحساب المذكور، فيعلم من هذا أن عدد سورة البقرة عند البصري مائتان وسبع وثمانون آية. وقوله والواو تفصل في الأثر: معناه أن الواو يذكرها المصنف أحيانًا بعد تمام الكلمات التي تدل على العدد فتكون حينئذ فاصلة بين هذا العدد وبين غيره منعًا للالتباس، أو بينه وبين مسائل السورة دفعًا للبس أيضًا وهو المراد بقوله والواو تفصل في الإثر. وأحيانًا يذكرها مرادًا بها عدد معين وذلك إذا ذكرها في أول العدد نحو ذكرها في أول سورة الأعراف، أو ذكرها آخر العدد ولكنها حسبت منه بأن أتى بعدها بواو فاصلة نحو أول سورة «فاطر» واحترز عن هذين القسمين مع كونهما نادرين في القصيدة بقوله في الإثر، أي عقب ذكر تمام ما دل على العدد. ومثال الواو الفاصلة التي وقعت بعد تمام العدد قوله «وفي البقرة» في العد بصرية رضا زكا فيه وصفًا.
هذا وبقى أن المصنف لم يذكر في هذه القصيدة للدلالة على العدد من الحروف إلا عشرين حرفًا وهي «أبجد» والهمزة بواحد والباء باثنين والجيم بثلاثة والدال بأربعة. «هوز» الهاء بخمسة والواو بستة والزاي بسبعة. «حطى» الحاء بثمانية والطاء بتسعة والياء بعشرة. «كلمن» الكاف بعشرين واللام بثلاثين والميم بأربعين والنون بخمسين. «سعفص» السين بستين والعين بسبعين والفاء بثمانين والصاد بتسعين. «قر» القاف بمائة والراء بمائتين. ولم يزد على هذا لأنه لم يصل عدد سورة من سور القرآن إلى ثلاثمائة. والله أعلم.

وما قبل أخرى الذكر أو بعده لمـن.......تركت اسمه في البضع فابضع بما يبرى
اللغة: البضع بكسر الباء وفتحها يطلق على ما بين الثلاث إلى التسع فقط وبالفتح على البيان يقال بضع له الكلام ببضعه بضعا – من باب قطع – إذا بينه له فبضع هو بضوعا أي فهم. وقوله فابضع أي افهم وتبين. ويبرى مأخوذ من الإبراء أي النقاء من قوله أبرأه الله من دائه إذا شفاه منه.
الإعراب: وما اسم موصول مبتدأ واقع على العدد، وقبل ظرف متعلق بمحذوف صلة ما وهو مضاف إلى أخرى. وتأنيث أخرى باعتبار المرتبة، وأخرى مضاف إلى الذكر والإضافة على معي اللام أو في، أي والعدد الواقع قبل المرتبة المتأخرة في الذكر. وقوله أو بعده عطف على قبل والضمير فيه يعود على أخرى وذكر باعتبار معناه وهو العدد المتأخر أو لأنه اكتسب التذكير من المضاف إليه والجار والمجرور في قوله «لمن» متعلق بمحذوف خبر ما، ومن اسم موصول وجملة تركت اسمه صلته: وقوله في البضع متعلق بتركت. والفاء في قوله فابضع فصيحة أفصحت عن مقدر، أي إذا كان الأمر كذلك فابضع الخ. وابضع أمرية. وقوله بما يبرى متعلق بالفعل قبله.
المعنى: أخبر المصنف في هذا البيت أنه سيذكر عددًا أو أعدادًا لبعض أئمة العدد ويسكت عن تسمية الباقين، وأنه جعل المرتبة التي قبل أخرى الذكر من العدد وهي التي تكون أنقص من أخرى الذكر بواحد، أو المرتبة التي بعد أخرى الذكر وهي التي تكون أزيد من آخر عدد مذكور بواحد لمن سكت عنه ولم يبين اسمه ولكنه لا يريد ما بعد أخرى الذكر إلا حيث يكون هناك من القرائن ما يدلك على أنه المراد دو غيره، كأن تكون المرتبة التي قبل أخرى الذكر مشغولة بعدد إمام من أئمة العدد: ومثال هذه الصورة قوله في سورة الرعد.

وفي الرعد للشامي زهر مـداده.......ثلاث عن الكوفي والأربع للصدر
فأنت ترى أنه ذكر للشامي سبعا وأربعين كما دل على ذلك الزاي والميم، وللكوفي ثلاثا وأربعين، والمصدر أربعًا وأربعين وهي آخر مرتبة في الذكر، وما قبلها وهو ثلاثة قد ذكره للكوفي، فيتعين أن يكون لمن تركه خمس وأربعون وهو البصري.
ومن القرائن التي يقيمها الناظم لإرادة العدد الذي بعد أخرى الذكر أن يذكر عددًا ثم يذكر عددًا آخر ويترك بينهما واحدًا فقط، فيؤخذ حينئذ ما بعد أخرى الذكر لأنه العدد الذي تركه خاليًا بين العددين. ومثال هذه الصورة قوله في سورة البقرة:

وفي البقر ضفي العد بصرية رضـا.......زكا فيه وصفا وهي خمس عن الكثر
فذكر أنها في عدد البصري مائتان وسبع وثمانون كما دل على ذلك الراء والزاي والفاء، ثم بين أنها خمس وثمانون لمن رمز إليهم بالكثر وهم الحجازيون والشامي، وقد ترك بينهما ستا وثمانين خاليا فيتعين أخذه لمن ترك اسمه وهو الكوفي وهذا إذا ترك مرتبة واحدة خالية بين العددين كما في هذا المثال. أما إذا ترك أكثر من واحدة وكان ما قبل أخرى الذكر خاليًا فيتعين أخذ ما قبل أخرى الذكر لمن ترك اسمه كما في سورة الكهف.
والحاصل أن المصنف تارة يذكر عددًا واحدًا لبعض الأئمة ويسكت، وتارة يذكر أعدادًا؛ فإن ذكر عددً واحدًا يتعين ما قبل أخرى الذكر لأنه الغالب في نظمه وهو الذي بدأ به، وإن ذكر عددين فأكثر فإما أن يكون بتوال أو بدونه، فإن ذكر أعدادًا متوالية بطريق النزول من أعلى إلى أدنى يتعين ما قبل أخرى الذكر وكذا إن كانت غير متوالية وبينهما أكثر من عدد، وإن ذكرها متوالية بطريق الترقي من أدنى إلى أعلى فيتعين ما بعد أخر الذكر، وكذا إذا كان العددان بدون توال وبينهما مرتبة واحدة خالية. يعلم كل هذا من استقراء كلامه وتتبعه في قصيدته، ولأن استخراج تلك القرائن لمعرفة إن كان المقصود ما بعد أخرى الذكر أو قبله أمر الناظم الطالب بالبضع وهو التبين والفهم فقال «فابضع» أي فتبين ما أردت بيانه لك وما أقمت لك من القرائن على المقصود بما يزيل عن نفسك الشبه والارتياب والحيرة والتردد في العدد المسكوت عنه، والغالب في القصيدة أنه إنما يريد ما قبل أخرى الذكر فتنبه لذلك. والله الموفق.

وسميـت أهل العـــــد فـى آي خــلـفــهم.......بسنــتـــــــــها الأولـــــــــــى ورتبــــــــت مـا أجـري
جعلــــت المديـــنــــــى أولا ثــــــــم آخـــــرا.......ومـــك إلــــى شـــام وكـــــوف إلـــى بـــصـــــري
الإعراب: وسميت جملة فعلية ومفعولها أهل العد وفي آي خلفهم متعلق بالفعل قبله وكذا بستنها وضمير عائد على حروف أبي جاد، ورتبت جملة معطوفة على سميت وما مفعول رتبت، وأجرى مضارع مبني المعلوم والعائد محذوف أي ما أجريه.
جعلت: جملة فعلية، المديني مفعول أول لجعلت بحذف مضاف أي جعلت أول المديني أولاً في الذكر، وقوله ثم آخرًا: ثم حرف عطف وآخرًا مفعول ثان والأول محذوف تقديره ثم آخر المديني آخرًا، وآخرًا الثاني بمعنى ثانيًا في الذكر. وقوله ومك
معطوف على المفعول الأول لجعلت وحذفت ياؤه للضرورة. وقوله إلى شام متعلق بمحذوف معطوف على المفعول الثاني لجعلت. وكذا «وكوف إلى بصرى».

المعنى: يخبر الناظم في البيت الأول بأنه سمي أهل العدد في آيات الاختلاف بالستة الأولى من حروف أبي جاد، يعني أنه يرمز لأئمة العدد الستة بالأحرف الستة الأولى وهي الألف والباء والجيم والدال والهاء والواو، ورتب هذه الأحرف التي أطلقها على الأئمة الستة حسب ترتيبهم في الذكر في البيت الثاني. وهذا معنى قوله «ورتبت ما أجرى» وقوله «جعلت المديني الخ» يعني أنني بدأت بالمدني الأول فله الهمزة وجعلت المدني الأخير ثانيًا فله الحرف الثاني وهو الباء. وقوله ومك إلى شام يعني أنني ذكرت بعد المدني الأخير المكي مقرونًا إلى الشامي فللمكي الحرف الثالث وهو الجيم وللشامي الحرف الرابع وهو الدال. وقوله وكوف إلى بصرى: يعني أنه جعل الكوفي في المرتبة الخامسة فله الحرف الخامس وهو الهاء، وجعل البصري في المرتبة السادسة فله الواو وهو سادس الحروف.
فالحاصل أن المصنف جعل لأسماء الأئمة رمزين رمزًا اسميا كلميا وهو ما سبق في قوله وخذ بعلامات الخ، وآخر حرفيًا وهي هذه الأحرف الستة للأئمة الستة على الترتيب الذي بينه وشرحناه لك، وأخبر بأنه يرمز بتلك الأحرف أثناء آي الخلاف، وهذا إذا ضاق النظم، فإن اتسع له النظم فتارة يذكر الرمز الكلمي وأخرى يذكر الاسم الصريح كما فعل ذلك في حرز الأماني. والله أعلم). [معالم اليسر:31-64]

قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (الفصل السابع:في اصطلاح الإمام الشاطبي في القصيدة
اعلم أن رموز القصيدة نوعان: كَلمِي وحَرفي، فالكلمي ست كلمات:
الأول: حُجر بضم الحاء وسكون الجيم وهي رمز للعدد المكي.
والثانية: كلمة قُطْر بضم القاف وسكون الطاء وهي رمز للمدنيين.
الثالثة: كلمة صَدْر بفتح الصاد وسكون الدال وهي رمز للمكي والمدنيين.
الرابعة: كلمة نَحْر بفتح النون وسكون الحاء المهملة وهي رمز للشامي والكوفي والبصري.
الخامسة: كلمة كُثْر بضم الكاف وسكون الثاء المثلثة وهي رمز للمدنيين والمكي والشامي.
السادسة: كلمة مُثْر بضم الميم وسكون الثاء المثلثة وهي رمز للمكي والكوفي ولا فرق في هذه الكلمات بين أن يأتي بها معرفة أم منكرة كما يشير إلى ذلك قوله:
وَخُذْ(73) بِعَلامَاتٍ فِي الأَسْمَاءِ عِاْمَهُم.......لِــمَـــــكٍ بِحُــــــــجْـرٍ وَالمــــدِيْـــــــنِـيُّ بالقُـــــــطْـرِ
وَقُـل فِيْـــهَـا صَـدْرُ وَنَحْـرٌ سِــــــواهُمَـا وَخُذْ.......فِيْـــــــهِــمَا مَـــعْ صُــــــحْــــــبَةِ الشَّــــامِ بِالكُـــــــثْـرِ
وَمَـكٍّ مَـــــــع الكُوفِـيِّ مُـــــــثْـرٍ وَكَيْـــــفَــــــــــمَـا.......جَزَيْنَ فَهُنَّ القَصْدُ عَنْ عُرْفٍ أو نُكْرِ(74)
وأما الحروف فستة أيضًا يجمعها (أبجد هوز) الألف للمدني الأول والباء للمدني الأخير، والجيم للمكي والدال للشامي والهاء للكوفي والواو للبصري كما سيذكرها، ثم أنه يشير إلى عدد آيات السور في أوائلها بكلمات مبدوءة بحروف من حروف (أبي جاد) على طريقة حساب الجمَّل وهي عشرون حرفًا يجمعها (أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قر) فالألف بواحد والباء باثنين وهكذا إلى الياء بعشرة والكاف بعشرين واللام بثلاثين وهكذا إلى القاف بمائة والراء
بمائتين وذلك لأن كمية أعداد آيات أكبر سورة لا تبلغ ثلاثمائة آية فإذا خيف اللبس فصل بالواو كقوله:

وَفِـي البَقَـرَةْ فـي العَـدِّ بَصْرِيُّـهُ رضــىً.......زكَا فِيْهِ [وَصَفَا] وهْي خمسٌ عن الكثر الك الكُثرِ
أي أن عدد آيات سورة البقرة مائتان وثمانون آية عند البصرى كما دل على المائتين راء رضى وعلى السبع زَاى زكا وعلى الثمانين فاء فيه ثم فصل بالواو في قوله وصفا وقوله هي خمسُ عن الكثر أي أنها مائتان وخمسٌ وثمانون عند المرموزين بكلمة الكثر وهم المدنيان والمكي والشامي وبقي لمن سكت عنه وهو الكوفي ست بزيادة واحد على آخر مذكور من العدد وهو عدد الخمس، وهذا على قاعدته التي بَنَى عليها ما يأتي في أوائل السور، وحاصلها أنه إذا ذكر عددًا لإمام فغيره يروي العدد الذي هو أنقص بواحد حيث لم تتعدد الأعداد كقوله: والاسْرا لكوفٍ قد يَلِي اليُمْنُ، ومعناه: أن عدد آيات سورة الإسراء مائة وإحدى عشرة أية كما دل على المائة قاف قد، وعلى العشرة ياء يًلِي وعلى الواحد ألِفُ اليِمن فإذا أنقصنا واحدًا كان الباقي مائة وعشر آيات للباقين فإذا تعددت الأعداد فإما أن يُزاد واحد على آخر مذكور كما في أول البقرة أو يُنقصَ واحد عن آخر مذكور أيضًا كقوله:

وَعَدُّ النَّسا شَامٍ عَلَى قَصْدِ زُلْفَـةٍ.......وَسِتٌّ عَنِ الكُوفِي وَكُلٍّ عَلَى طُهْرِ
ومعناه: أن عدد آيات سورة النساء مائه وسبع وسبعون آية عند الشامي وست عند الكوفي وخمس عند الباقين بقص واحد عن آخر مذكور فهي لا تخرج عن الثلاثة وهي المراد بالبضع في قوله الآتي، وما خرج عن ذلك يُنَبَّه عليه فإذا ذكر الزيادة وأطلقها فتارة يريد بها زيادة ثلاثة على المذكور وتارة يريد أقلها
هو الواحد وسيأتي بيان ذلك كله في موضعه إن شاء الله تعالى(75):
وهذا معنى قوله:
وَعـــــــدُّ أَبِي جَادٍ بِهِ بَعْـدَ الإِسْـــــــــمِ مِـنْ.......أَوَائِلِ خُـــذْ وَالــــــوَاوُ تَفْـــــصِـلْ فِــــي الإِثْـرِ
وَمَا قَبْلَ أُخْرَى الذِّكْرِ أََو بَعْـدَهُ لِمَـنْتَ.......رَكَتُ اسْمَهُ فِي البِضْعِ فَابْضَعْ بِمَا يُبْرِي
وَسَمَّـيْتُ أَهْـــلَ العَدِّ فِـي آيِ خُلْفِهِـم.......بِسِـــــتَّــــتِــهَا الأولَـــى وَرَتَّــــــبْـتُ مَــــا أُجْــرِي
جَعَــــــــــلْــــتُ المَـــدِيْـــنِـي أَوَّلًا ثُـمَّ آخِــرًَا.......وَمَـكٍ إِلَى شَامٍ وَكُوفٍ إِلَى بَصْرِي(76)
والبضع ما بين ]الستة والتسعة[وهو ثلاثة). [القول الوجيز: 156-159]

- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): (
(73) المعنى: لما انتهى الناظم من بيان مقدمة علم الفواصل شرع في مقدمة كتابه ونظمه أي خذ عني أيها الطالب معرفة أسماء الأئمة برموزات في هذه القصيدة واعمل بها وهي رموز كلمية وحرفية.
(74) قوله: الحُجر الشيء المحجور وهو رمز للمكي لمناسبة حجر إسماعيل عليه السلام. [انظر لوامع البدر مخطوط ورقة 92، وترتيب القاموس ج1 ص 592].
القطر: الجانب والناحية وهو رمز للمدنيين إذا اجتمعا أعني المدني الأول والثاني. و(الصدر): صدر الشيء مقدمه وأوله وهو رمز على المدني والمكي لأنهما صدر الاسلام. و(النحر): موضع القلادة من الصدر وهو رمز على البصري والشامي والكوفي وقد اعتز الإسلام بهذه الأمصار. و(الكثر): الشيء الكثير ضد القل وهو رمز على المدنيين والمكي والشامي كما قال الشارح.
والمُثرى: من صار ذا ثراء- [القاموس ج4 ص 403] ومناسبة إطلاقه على المكي والكوفي أن بانضمام الكوفي للمكي يَقْوى كل منهما فيصير ذا ثروة واسعة.
(75) خلاصة القول في هذه المسألة: أنه من استقرأ كلام الشاطبي وتتبع قصيدته يعلم أنه تارة يجعل للمسكوت عنه ما قبل آخر الذكر في العدد وهو الغالب وتارة يجعل للمسكوت عنهم ما بعد أخرى الذكر في العدد ويقيم قرينة على ذلك.
ومن القرائن التي يقيمها الناظم لإرادة العدد الذي هو بعد أخرى الذكر أن يذكر عددا ثم يذكر عددًا آخر ويترك بينهما واحدًا فقط، فيؤخذ حينئذٍ ما بعد أخرى الذكر لأنه الذي تركه خاليًا بين العددين، مثال ذلك: أول سورة البقرة كما ذكر الشارح، وإذا ترك أكثر من واحدة وكان ما قبل أخرى الذكر خاليًا فيتعين اخذ ما قبل أخرى الذكر للمسكوت عنهم كما في سورة الكهف وكذلك إذا ذكر عددًا واحدًا لبعض الأئمة فيتعين ما قبل أخرى الذكر أيضًا، وإذا ذكر أعدادًا متوالية بطريق النزول من الأعلى للأدنى تعين ما قبل أخرى الذكر وإن ذكرها متوالية بطريق الترقيمن أدنى إلى أعلى فيتعين ما بعد أخرى الذكر انتهى بتصرف. [من معالم اليسر ص62،63].
(76) في هذه الأبيات ثلاث قواعد:
الأولى: استعمال كلمة أبجد هوز إلى آخرها واتخاذ ما تدل عليه من حساب الجمَّل وسيلة إلى بيان عدد السورة في أوائلها عن العلماء، وقد أشار إليها الشارح إجمالًا وتتميمًا للفائدة أذكرها مفصلة فأقول:
(حروف أبجد.. الخ) ما تدل عليه حروف أبجد ما تدل عليه:
أ 1 ك 20
ب 2 ل 30
ج 3 م 40
د 4 ن 50
هـ 5 س 60
و 6 ع 70
ز 7 ف 80
ح 8 ص 90
ط 9 ق 100
ي 10 ر 200
الثانية: بيان عدد السورة للمسكوت عنهم وقد سبق توضيحها.
الثالثة: بيَّن فيها أنه سيذكر أهل العدد في أثناء الآيات التي اختلفوا فيها بالحروف التي هي الأولى من حروف أبي جاد، وهي كما ذكرها الشارح في [ص 152].
تنبيه: بعض القواعد التي ذكرت في حرز الأماني مرعية في هذه القصيدة أيضًا كقوله: (وسوف أسمي حيث يسمح نظمه به موضحًا جيدًا معمًا ومخولا).
وقوله: الإثر: العقب أي في عقب ذلك الحرف والرمز.
و"البضع": بكسر الباء وفتحها هو العدد ما بين الثلاثة والتسعة فقط، وبالفتح البيان يقال: بضعَ يبضعُ بضوعًا أي فهم، وقوله: البضع أي افهم وتبين.
و(يبرئ): مأخوذ من الإبراء أي النَّقاء من قوله أبرأه الله من دائه إذا شفاه منه. [ترتيب القاموس ج1 ص 283] ). [التعليق على القول الوجيز: 86-160]

رد مع اقتباس