عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 5 صفر 1439هـ/25-10-2017م, 09:09 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

أنواع تفسير القرآن بالقرآن
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (أنواع تفسير القرآن بالقرآن
وتفسير القرآن للقرآن على أنواع كثيرة:

- فمنه تفسير إحدى القراءات لغيرها، وقد قال مجاهد بن جبر رحمه الله: (لو كنت قرأتُ قراءة ابن مسعودٍ لم أحتج أن أسأل ابن عباسٍ عن كثيرٍ من القرآن مما سألت). رواه الترمذي.
وذلك لأنّ القراءات يفسّر بعضها بعضاً.
- ومن ذلك أيضاً تفسير القرآن بما ثبت من الأحرف السبعة، هذا النوع من التفسير من دلائل تقدّم الصحابة رضي الله عنهم في علم التفسير فإنّهم قد علموا من ذلك شيئاً كثيراً مما لم يصل إلينا.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام بعد أن ذكر مرويّات في الأحرف السبعة: (فأمَّا ما جاء من هذه الحروف التي لم يؤخذ علمها إلا بالإسناد والروايات التي يعرفها الخاصة من العلماء دون عوام الناس، فإنما أراد أهل العلم منها أن يستشهدوا بها على تأويل ما بين اللوحين، وتكون دلائل على معرفة معانيه وعلم وجوهه، وذلك كقراءة حفصة وعائشة: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر) وكقراءة ابن مسعود: (والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم) ، ومثل قراءة أبي بن كعب (للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فيهن...)، وكقراءة سعد (فإن كان له أخ أو أخت من أمه) وكما قرأ ابن عباس: (لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج) ، وكذلك قراءة جابر (فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم).
فهذه الحروف وأشباه لها كثيرة قد صارت مفسِّرة للقرآن، وقد كان يُروى مثل هذا عن بعض التابعين في التفسير فيستحسن ذلك، فكيف إذا روي عن كبار أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ثم صار في نفس القراءة؟ فهو الآن أكثر من التفسير وأقوى، وأدنى ما يستنبط من علم هذه الحروف معرفة صحة التأويل، على أنها من العلم الذي لا تعرف العامة فضله، إنما يعرف ذلك العلماء.
وكذلك يُعتبر بها وجه القراءة، كقراءة من قرأ {يقص الحق} فلما وجدتها في قراءة عبد الله (يقضي بالحق) علمت أنت أنما هي يقضي الحق، فقرأتها أنت على ما في المصحف، واعتبرت صحتها بتلك القراءة.
وكذلك قراءة من قرأ {أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم} لما وجدتها في قراءة أبيّ (تنبّئهم) علمت أن وجه القراءة تُكلّمهم، في أشياء من هذه كثيرة لو تُدُبِّرَت وجد فيها علم واسع لمن فهمه)ا.هـ.
- ومن أنواع تفسير القرآن بالقرآن: تفسير اللفظ بلفظ أشهر منه وأوضح.
- ومنها: بيان المجمل، وتقييد المطلق، وتخصيص العام.
- ومنها: بسط المختصر، وتنويع الأسلوب، واللف والنشر، والتفصيل والإجمال.
والقرآن يصدّق بعضه بعضاً، يأتلف ولا يختلف، وما أجمل منه في موضع بيّن في موضع آخر، أو أحيل إلى بيانه.
وقد أحكم الله آياته وفصّلها وبيّنها ليتدبّرها من تبلغه ويتفكّر فيها، ولا يبلغ الناس أن يحيطوا به علماً، لكنه يكفيهم فيما يحتاجون إليه، ويتفاضلون في العلم به، ومن خفي عليه شيء منه؛ فليكله إلى عالمه.
وقد أفاض الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في مقدمة تفسيره أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن في ذكر أنواع بيان القرآن للقرآن وذكر أنواعاً كثيرة ومثل لكل نوع بمثال.

ومن الأنواع التي ذكرها رحمه الله:
1: تفسير اللفظ بلفظ أشهر منه وأوضح كقوله تعالى في حجارة قوم لوط: {وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل} وبين معناه في الذاريات بقوله تعالى: {قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين . لنرسل عليهم حجارة من طين}.
2: بيان الإجمال الواقع بسبب اشتراك في اسم أو فعل أو حرف.
3: بيان الإجمال الواقع بسبب إبهام في اسم جنس جمعا كان أو مفردا أو اسم جمع أو صلة موصول أو معنى حرف.
4: بيان الإجمال الواقع بسبب احتمال في مفسر الضمير.
5: بيان ما سئل عنه في موضع آخر.
6: بيان ما يفيد تخصيص المعنى اللغوي.
7: بيان ما يفيد خلاف المتبادر إلى الذهن.
8: تفصيل ما ذكر مجملاً في موضع آخر، ولذلك أمثلة كثيرة في القصص والأخبار والمأمورات والمنهيات.
9: أن يُذكر أمر في موضع ثم يُذكر في موضع آخر شيء يتعلق بذلك الأمر كأن يذكر له سبب أو مفعول أو ظرف زمان أو ظرف مكان أو متعلق.
10: بيان أن أحد المعاني الداخلة في معنى الآية هو المقصود.
إلى غير ذلك من أنواع تفسير القرآن بالقرآن). [طرق التفسير:21 - 24]

رد مع اقتباس