عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 5 صفر 1439هـ/25-10-2017م, 08:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

الباب الثاني:تفسير القرآن بالقرآن

تفسير القرآن بالقرآن
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (تفسير القرآن بالقرآن
أَجَلُّ طرق التفسير وأحسنها وأرفعها قدراً تفسير القرآن بالقرآن، فالله تعالى هو الأعلم بمرادِهِ من كلامه، وهو الذي يوفّق من يشاء من عباده لفهم مراده، وإذا تبيّن تفسير القرآن بالقرآن فهو أرفع درجات التفسير.
ولذلك اجتهد العلماء في التماس بيان معاني القرآن من القرآن، فما أجمل منه في موضع بُيِّن في موضع آخر أو أُحيل على بيانه، وإدراك هذا التفسير مما تفاضل فيه المفسّرون وتفاوتت مراتبهم فيه تفاوتاً كبيراً، غير أنه ينبغي أن يُعلم أن تفسير العلماء للقرآن بالقرآن على نوعين:
النوع الأول: تفسير مستنده النصّ الصريح في القرآن.
والنوع الثاني: تفسير اجتهادي غير معتمد على نصّ صريح في مسألة التفسير.
ومثال الصريح: قول الله تعالى: {والسماء والطارق . وما أدراك ما الطارق . النجم الثاقب}؛ فنصّ الله تعالى على بيان المراد بالطارق بأنه النجم الثاقب، وهذا نصّ صريح في المسألة ليس لأحد قول في مخالفته.
ومثاله الآخر: قول الله تعالى: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} فنزول قوله تعالى: {من الفجر} كان متأخراً عن نزول الآية؛ كما في صحيح البخاري من حديث سهل بن سعدٍ، قال: " أنزلت: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض، من الخيط الأسود} ولم ينزل {من الفجر}، فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجله الخيط الأبيض والخيط الأسود، ولم يزل يأكل حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله بعد: {من الفجر}؛ فعلموا أنه إنما يعني الليل والنهار)). [طرق التفسير:13 - 14]

رد مع اقتباس