الموضوع: سورة آل عمران
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 12 جمادى الآخرة 1434هـ/22-04-2013م, 05:43 PM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
افتراضي

قول الله تعالى:{لَّا يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَٰفِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ ٱللَّهِ فِى شَىْءٍ إِلَّآ أَن تَتَّقُوا۟ مِنْهُمْ تُقَىٰةًۭ ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُۥ ۗ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ (28)}

قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ):(الآية الثّانية قوله تعالى {لا يتّخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين} هذا محكم والمنسوخ قوله تعالى {إلّا أن تتقوا منهم تقاة} نسختها أيّة السّيف)[الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 60-64]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ):(ذكر الآية الثّانية: قوله تعالى: {إلاّ أن تتّقوا منهم تقاةً}.
قد ذهب قومٌ إلى أنّ المراد بالآية اتّقاء المشركين أن يوقعوا فتنةً أو ما يوجب القتل والفرقة ثمّ نسخ ذلك بآية السّيف.
وليس هذا بشيءٍ، وإنّما المراد من الآية جواز اتّقائهم إذا أكرهوا المؤمن على الكفر بالقول الّذي لا يعتقده وهذا الحكم باقٍ غير منسوخٍ، وهو المراد بقوله تعالى: {إلاّ من أكره وقلبه مطمئنٌّ بالإٍيمان}.
أخبرنا عبد الوهّاب الحافظ قال: أبنا بن خيرون وأبو طاهرٍ الباقلاوي، قالا: أبنا بن شاذان قال: أبنا أحمد بن كاملٍ قال حدّثني محمد ابن سعدٍ العوفيّ قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي، عن أبيه عن جدّه عن ابن عبّاسٍ {إلاّ أن تتّقوا منهم تقاةً}. والتّقية باللّسان: من حمل على أمرٍ يتكلّم به وهو معصية اللّه فتكلّم به مخافة النّاس وقلبه مطمئنٌّ بالإيمان فإنّ ذلك لا يضرّه.
وأخبرنا عبد الوهّاب، قال: أبنا أبو طاهرٍ الباقلاويّ قال: أبنا ابن شاذان، قال: أبنا عبد الرّحمن بن الحسن، قال: أبنا إبراهيم بن الحسين، قال: بنا آدم، قال: بنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ، {إلاّ أن تتّقوا منهم تقاةً} قال: إلا مصانعةً في الدّين وقد زعم إسماعيل السّدّيّ، أن قوله: {لا يتّخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين} منسوخةٌ بقوله: {إلاّ أن تتّقوا منهم تقاةً}.
ومثل هذا ينبغي تنزيه الكتب عن ذكره فضلا عن ردّه فإنّه قول من لا يفهم ما يقول
).[نواسخ القرآن: 237-246]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ):(الثانية: {إلّا أن تتّقوا منهم تقاةً} قيل المراد بالآية اتّقاء المشركين أن يوقعوا فتنةً أو ما يوجب القتل فالفرقة ثمّ نسخ ذلك بآية السّيف وليس هذا بشيء وإنما المراد جواز تقواهم إذا أكرهوا المؤمنين على الكفر بالقول الذي لا يعتقد وهذا الحكم باق غير منسوخ.)[المصَفَّى بأكُفِّ أهلِ الرسوخ: 22-23]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ):الثالث: (قوله عز وجل: {لا يتخذ المؤمنون} الآية [آل عمران: 28]، قالوا: نسخ منها: {إلا أن تتقوا منهم تقاة} الآية [آل عمران: 28] بآية السيف، وليس كما قالوا.
قال الحسن: إنما ذلك في الكفار إذا أكرهوا المؤمنين على الكفر فيتكلمون بذلك وقلوبهم كارهة.
وقال قتادة: (التقاة: أن تصل رحمك من الكفار من غير أن تواليهم على المسلمين).
وقيل: نزلت في عمار بن ياسر رحمه الله؛ لأنه خاف أن يقتله المشركون، فتكلم ببعض ما أحبوا، وفي حاطب بن أبي بلتعة حين كتب بأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كفار مكة ليرعوه في أهله وماله وقلبه مطمئن بالإيمان
).[جمال القراء : 1/272-275]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس