عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26 ربيع الثاني 1434هـ/8-03-2013م, 12:38 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي


{ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (103) وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105) قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106) فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (108) قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110) قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112) }



تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (103)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ثمّ بعثنا من بعدهم موسى بآياتنا إلى فرعون وملإه فظلموا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين (103)}
{فظلموا بها}؛
أي بالآيات التي جاءتهم، لأنهم إذا جاءتهم الآيات فكفروا بها فقد ظلموا أبين الظلم، لأن الظلم وضع الشيء في غير موضعه، فجعلوا بدل وجوب الإيمان بها الكفر، فذلك معنى قوله: {فظلموا بها} ). [معاني القرآن: 2/ 362]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فظلموا بها فانظر كيف كان عاقبة المفسدين}
أصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه فلما كفروا بها جعلوا موضع ما يجب من الإيمان الكفر فقيل ظلموا بها بمعنى كفروا بها). [معاني القرآن: 3/ 60]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104)}


تفسير قوله تعالى: {حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {حقيقٌ على أن لاّ أقول...}
ويقرأ: (حقيقٌ عليّ أن لا أقول) وفي قراءة عبد الله: (حقيق بأن لا أقول على الله) فهذه حجة من قرأ (على) ولم يضف. والعرب تجعل الباء في موضع على؛ رميت على القوس، وبالقوس، وجئت على حال حسنةٍ وبحال حسنةٍ). [معاني القرآن: 1/ 387]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {حقيقٌ علىّ أن لا أقول}: مجازه: حق علىّ أن لا أقول إلاّ الحقّ، ومن قرأها (حقيق على أن لا أقول ولم يضف على إليه فإنه يجعل مجازه مجاز حريص على أن لا أقول، أو فحق أن لا أقول). [مجاز القرآن: 1/ 224]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {حقيقٌ على أن لاّ أقول على اللّه إلاّ الحقّ قد جئتكم ببيّنةٍ مّن رّبّكم فأرسل معي بني إسرائيل}
وقال: {حقيقٌ على أن لاّ أقول على اللّه إلاّ الحقّ} وقال بعضهم {على أن لا أقول} والأولى أحسنهما عندنا، أراد: واجبٌ علي أن لا أقول. والأخرى: أنا حقيقٌ علي أن لا أقول على الله. ويريد: بأن لا أقول على الله. كما قال: {بكلّ صراطٍ توعدون} في معنى "على كلّ صراطٍ توعدون"). [معاني القرآن: 2/ 15]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو والأعرج {حقيق علي أن لا} يثقلان.
الحسن {حقيق على} خفيف لا يضيف). [معاني القرآن لقطرب: 568]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {حقيق على أن لا أقول على اللّه إلّا الحقّ قد جئتكم ببيّنة من ربّكم فأرسل معي بني إسرائيل (105)}
{حقيق على أن لا أقول على اللّه إلّا الحقّ}
وتقرأ: (حقيق عليّ أن لا أقول)
ومن قرأ حقيق عليّ أن لا أقول فالمعنى واجب عليّ: ترك القول على اللّه إلا بالحق). [معاني القرآن: 2/ 362]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {حقيق على أن لا أقول على الله إلا الحق}
قال أبو عبيدة: أي حريص
قال أبو عمرو بن العلاء رحمه الله: وهي قراءة عبد الله حقيق أن لا أقول وهذا يدل على التخفيف لأن حروف الجر تحذف مع أن.
وقال الكسائي: هي في قراءة عبد الله حقيق بأن لا أقول على الله إلا الحق.
قال الفراء معنى على أن لا وبأن لا واحد كما يقال جاء فلان على حال حسنة وبحال حسنة.
ومن قرأ: (حقيق علي أن لا أقول على الله إلا الحق) فإن معناه عنده واجب علي). [معاني القرآن: 3/ 60-61]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآَيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال إن كنت جئت بآية فأت بها إن كنت من الصّادقين (106)}
قد أوجب فرعون أنّه ليس بآية كما ادعى، لأنه قد أوجب له الصدق إن أتى بآية يعجز عنها المخلوقون). [معاني القرآن: 2/ 362]

تفسير قوله تعالى: {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فإذا هي ثعبانٌ...}
هو الذكر؛ وهو أعظم الحيّات). [معاني القرآن: 1/ 388]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ثعبانٌ مبين}: أي حية ظاهرة). [مجاز القرآن: 1/ 225]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ثعبان}: حية). [غريب القرآن وتفسيره: 148]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين (107)}
إن شئت قلت: " عصا هو " بالواو. والأجود حذفها، أعني الواو لسكونها وسكون الألف، والهاء ليست بحاجز.
وقوله: {فإذا هي ثعبان مبين}؛
قال أبو عبيدة وغيره: الثعبان الحية.. وقال غيره: الحية الذكر.
وقال اللّه في موضع آخر: {فإذا هي حيّة تسعى}.
ومعنى {مبين}؛ أي مبين أنّها حيّة). [معاني القرآن: 2/ 362-363]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين}
الثعبان الحية الذكر ومعنى ونزع يده أظهرها
قال مجاهد أخرجها من جيبه بيضاء من غير برص
ويروى أن موسى كان آدم اللون فلما أخرج يده بيضاء كان ذلك آية). [معاني القرآن: 3/ 61]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ثُعْبَانٌ}: حية). [العمدة في غريب القرآن: 136]

تفسير قوله تعالى: {وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (108)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ونزع يده}: أخرج يده، {فإذا هي بيضاء}: من غير سوء، ولكنها كانت آية لأنه كان آدم). [مجاز القرآن: 1/ 225]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ونزع يده فإذا هي بيضاء للنّاظرين (108)}
معنى نزع يده أظهرها وأبانها.
وقال في موضع آخر: {وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء}.
وفي موضع آخر: {واضمم يدك إلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء}.
فهذا دليل أن معنى نزع يده إخراجها من جيبه وإخراجها من جناحه.
وجناح الرجل عضده وقلّ جناح الرجل عطفه.
وتأويل الجناحين من الإنسان أنهما كالجناحين من الطائر.
وهما العضدان.
وقوله: {تخرج بيضاء من غير سوء}؛
أي تخرج لونها أبيض حوريّا.
وكان موسى فيما يروى أدم.
{من غير سوء}؛
أي تخرج بيضاء بياضا ليس ببرص، بياضا يدل على أنّه آية.
وكانت عصا موسى إنما تكون حيّة، عند إظهارها بها الآية، ثم تعود عصا، كما قال اللّه عزّ وجلّ: {سنعيدها سيرتها الأولى} ). [معاني القرآن: 2/ 363-364]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {نزع يده} أي: أخرج يده). [ياقوتة الصراط: 230]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قال الملأ من قوم فرعون إنّ هذا لساحر عليم (109)}
وفي هذا الموضع {قال الملأ من قوم فرعون}؛
الملأ هم الوجوه، وذوو الرأي، وإنما سمّوا ملأ لأنهم ملئوا بما يحتاج إليه منهم.
وقرئت لسحّار عليم). [معاني القرآن: 2/ 364]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قال الملأ من قوم فرعون}
الملأ عند أكثر أهل اللغة الأشراف وفي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إن الله -عز وجل- قال يا محمد أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟
وقال بعض أهل اللغة الملأ الرهط والنفر الرجال الذين لا نساء معهم). [معاني القرآن: 3/ 62]

تفسير قوله تعالى: {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يريد أن يخرجكم مّن أرضكم فماذا تأمرون...}
فقوله: {يريد أن يخرجكم مّن أرضكم} من الملأ {فماذا تأمرون} من كلام فرعون. جاز ذلك على كلامهم إياه، كأنه لم يحك وهو حكاية. فلو صرّحت بالحكاية لقلت: يريد أن يخرجكم من أرضكم، فقال: فماذا تأمرون. ويحتمل القياس أن تقول على هذا المذهب: قلت لجاريتك قومي فإني قائمة (تريد: فقالت: إني قائمة) وقلّما أتى مثله في شعر أو غيره، قال عنترة:
الشاتمي عرضي ولم أشتمهما ....... والناذرين إذا لقيتهما دمي
فهذا شبيه بذلك؛ لأنه حكاية وقد صار كالمتصل على غير حكاية؛ ألا ترى أنه أراد: الناذرين إذا لقينا عنترة لنقتلنّه، فقال: إذا لقيتهما، فأخبر عن نفسه، وإنما ذكراه غائبا. ومعنى لقيتهما: لقياني). [معاني القرآن: 1/ 388]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يتصل الكلام بما قبله حتى يكون كأنه قول واحد وهو قولان:
نحو قوله: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً}، ثم قال: {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} [النمل: 34]، وليس هذا من قولها، وانقطع الكلام عند قوله: {أَذِلَّةً}، ثم قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ}.
وقوله: {الْآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} [يوسف: 51]، هذا قول المرأة، ثم قال يوسف: {ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ} [يوسف: 52]، أي ليعلم الملك أني لم أخن العزيز بالغيب.
وقوله: {يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا}، وانقطع الكلام، ثم قالت الملائكة: {هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} [يس: 52].
وقوله حكاية عن ملأ فرعون: {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ}
هذا قول الملأ، ثم قال فرعون: {فَمَاذَا تَأْمُرُونَ}). [تأويل مشكل القرآن: 294-295]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون (110)}
قال فرعون مجيبا لهم: {فماذا تأمرون}.
ويجوز أن يكون " فماذا تأمرون " من قول الملأ، كأنهم خاطبوا فرعون ومن يخصّه، وجائز أن يكون الخطاب لفرعون وحده، لأنه يقال للرئيس المطاع: ما ترون في هذا؟ أي ما ترى أنت وجندك.
و " ماذا " يصلح أن تكون " ماذا " اسما واحدا، ويكون في موضع نصب.
ويكون المعنى أي شيء تأمرون.
ويصلح أن يكون " ذا " في موضع الذي، وتكون ما في معنى رفع.
ويكون المعنى ما الذي تأمرون). [معاني القرآن: 2/ 364-365]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أرجه وأخاه...}
جاء التفسير: احبسهما عندك ولا تقتلهما، والإرجاء تأخير الأمر. وقد جزم الهاء حمزة والأعمش. وهي لغة للعرب: يقفون على الهاء المكنيّ عنها في الوصل إذا تحرك ما قبلها؛ أنشدني بعضهم:
أنحى عليّ الدهر رجلا ويدا ....... يقسم لا يصلح إلا أفسدا

* فيصلح اليوم ويفسده غدا *
وكذلك بهاء التأنيث؛ فيقولون: هذه طلحه قد أقبلت، جزم؛ أنشدني بعضهم:
لما رأى أن لاّدعه ولا شبع ....... مال إلى أرطاة حقف فاضطجع
وأنشدني القنانيّ:
لست إذاً لزعبله إن لم أغـ ....... يّر بكلتي إن لم أساو بالطول
بكلتي: طريقتي: كأنه قال: إن لم أغيّر بكلتي حتى أساوى. فهذه لامرأة: امرأة طولى ونساء طول). [معاني القرآن: 1/ 389]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {أرجه وأخاه} مجازه: أخّره). [مجاز القرآن: 1/ 225]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين}
وقال: {أرجه وأخاه} وقال: {ترجي من تشاء منهنّ} لأنه من "أرجأت" وقد قرئت {أرجه وأخاه} خفيفة بغير همزة وبها نقرأ و{ترجي من تشاء} وهي لغة تقول: "أرجيت" وبعض العرب تقول: "أخطيت" و"توضّيت" لا يهمزون). [معاني القرآن: 2/ 15]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو {أرجئه وأخاه} من أرجأت الأمر، بالهمز.
والأعرج {أرجه وأخاه} بالجر؛ وهما لغتان: أرجأت الأم روأرجيته؛ أي أخرته). [معاني القرآن لقطرب: 568]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({أرجه وأخاه}: أخره. يقال أرجأت الأمر وأرجيته أخرته). [غريب القرآن وتفسيره: 148]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أرجه} أي أخره. وقد تهمز. يقال: أرجأت الشيء وأرجيته ومنه قوله تعالى: {ترجي من تشاء منهنّ} [سورة الأحزاب: 51] يقرأ بهمز وغير همز. ومنه سمت المرجئة). [تفسير غريب القرآن: 170]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين (111)}
تفسير
{أرجه} أخرّه، ومعناه أخّر أمره ولا تعجل في أمره بحكم فتكون عجلتك حجة عليك.
وفي قوله: {أرجه}: ثلاثة أوجه قد قرئ بها.
قرأ أبو عمرو: أرجئه وأخاه.
وقرأ جماعة من القراء: أرجه وأخاه، وقرأ بعضهم أرجه وأخاه - بإسكان الهاء.
وفيها أوجه لا أعلمها قرئ بها. يجوز أرجهو وأخاه، وأرجهي.
وأرجئهي، وأرجهو بغير همز. فأمّا من قرأ أرجه بإسكان الهاء فلا يعرفها الحذاق بالنحو، ويزعمون أن هاء الإضمار اسم لا يجوز إسكانها.
وزعم بعض النحويين أن إسكانها جائز.
وقد رويت لعمري في القراءة إلا أن التحريك أكثر وأجود.
وزعم أيضا هذا أن هاء التأنيث يجوز إسكانها وهذا لا يجوز.
واستشهد في هذا بشعر مجهول، قال أنشدني بعضهم:
لمّا رأى أن لا دعه ولا شبع مال إلى أرطاة حقف فاضطجع
وهذا شعر لا يعرف قائله ولا هو بشيء، ولو قاله شاعر مذكور لقيل أخطأت، لأنّ الشاعر قد يجوز أن يخطئ.
وأنشد أيضا آخر أجهل من هذا وهو قوله:
لست إذن لزغبله ....... إن لم أغيّر بكلتي
إن لم أساو بالطول.
فجزم الهاء في زغبله، وجعلها هاء، وإنما هي تاء في الوصل.
وهذا مذهب لا يعرج عليه). [معاني القرآن: 2/ 365-366]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قالوا أرجئه وأخاه}
قال قتادة: أي احبسه.
والمعروف عند أهل اللغة أن يقال أرجأت الأمر إذا أخرته
ومن قرأ {أرجه وأخاه} ففي قراءته قولان:
أصحهما أنها لغة وإن كانت ليست مشهورة
والقول الآخر حكي عن أبي العباس قال هو من رجا يرجو أي اتركه يرجو). [معاني القرآن: 3/ 62-63]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَرْجِهِ} أي أخره). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 86]

تفسير قوله تعالى: {يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو والحسن {بكل ساحر} .
وأصحاب عبد الله {بكل سحار} فيهما، واجتمعوا على {سحار} ). [معاني القرآن لقطرب: 568]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يأتوك بكلّ ساحر عليم (112)}؛
وسحّار جميعا قد قرئ بهما). [معاني القرآن: 2/ 366]


رد مع اقتباس