عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 6 ربيع الثاني 1438هـ/4-01-2017م, 01:52 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

(7) الغبطة مصرف شرعي لقوّة النفس الحاسدة
كل قوّة جعلها الله في النفس البشرية من الغضب والشهوة والحسد والحرص وغيرها جعل الله لها مصرفاً شرعياً تبذل فيه؛ لئلا يبقى في القلب قوّة مختزنة تدفع صاحبها إلى صرفها فيما يحرم عليه.
قال ابن القيم رحمه الله: (لما سلطت عليه [أي: على المسلم] الشهوة والغضب والشيطان أعين بجند من الملائكة، وجعل له محل من الحلال ينفذ فيه شهواته، وجعل بإزائه أعداء له ينفذ فيهم غضبه؛ فما ابتلى بصفة من الصفات إلا وجعل لها مصرفاً ومحلاً ينفذها فيه:
- فجعل لقوة الحسد فيه مصرفاً وهو المنافسة في فعل الخير والغبطة عليه والمسابقة إليه.
- ولقوة الكبر مصرفاً وهو التكبر على أعداء الله تعالى وإهانتهم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن رآه يختال بين الصفين في الحرب "إنها لمشية يبغضها الله إلا في هذا الموطن" وقد أمر الله سبحانه بالغلظة على أعدائه.
- وجعل لقوة الحرص مصرفا وهو الحرص على ما ينفع كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "احرص على ما ينفعك".
- ولقوة الشهوة مصرفا وهو التزوج بأربع والتسري بما شاء.
- ولقوة حب المال مصرفاً وهو إنفاقه في مرضاته تعالى والتزود منه لمعاده؛ فمحبة المال على هذا الوجه لا تذم.
- ولمحبة الجاه مصرفاً وهو استعماله في تنفيذ أوامره وإقامة دينه ونصر المظلوم وإغاثة الملهوف وإعانة الضعيف وقمع أعداء الله؛ فمحبة الرياسة والجاه على هذا الوجه عبادة.
- وجعل لقوة اللعب واللهو مصرفاً وهو لهوه مع امرأته أو بقوسه وسهمه أو تأديبه فرسه وكل ما أعان على الحق.
- وجعل القوة التحيل والمكر فيه مصرفاً وهو التحيل على عدوه وعدو الله تعالى بأنواع التحيل حتى يراغمه ويرده خاسئاً، ويستعمل معه من أنواع المكر ما يستعمله عدوه معه.
وهكذا جميع القوى التي ركبت فيه جعل لها مصرفاً وقد ركبها الله فيه لمصالح اقتضتها حكمته ولا يطلب تعطيلها وإنما تصرف مجاريها من محل إلى محل ومن موضع إلى موضع، ومن تأمل هذا الموضع وتفقه فيه علم شدة الحاجة إليه وعظم الانتفاع به).


التوقيع :

رد مع اقتباس