عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 24 ذو القعدة 1431هـ/31-10-2010م, 07:25 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 38 إلى آخر السورة]


{وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40) وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42) وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (44) فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ (45) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (46) وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51) كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)}

تفسير قوله تعالى: {وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين}
هذا عطف على قوله: {وفي الأرض آيات للموقنين}، وعلى قوله: {وتركنا فيها آية للّذين يخافون العذاب الأليم}، وقوله: {بسلطان مبين}، أي بحجة واضحة). [معاني القرآن: 5/56]

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فتولّى بركنه...}.
يقال: تولى أي أعرض عن الذكر بقوته في نفسه، ويقال: فتولى بركنه بمن معه لأنّهم قوّته). [معاني القرآن: 3/87]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فتولّى بركنه} وبجانبه سواء إنما هي ناحيته.
{وقال ساحرٌ أو مجنونٌ} أو ها هنا في موضع الواو التي للمولاة لأنهم قد قالوهما جميعاً له. قال جرير:
أثعلبة الفوارس أو رياحا = عدلت بهم طهيّة والخشابا
الخشاب بنو رزام بن مالك وربيعة وكعب بن مالك بن حنظلة). [مجاز القرآن: 2/227]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({بركنه}: وبجانبه سواء. إنما هي ناحيته). [غريب القرآن وتفسيره: 349]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فتولّى بركنه} و«بجانبه» سواء، أي اعرض). [تفسير غريب القرآن: 422]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فتولّى بركنه وقال ساحر أو مجنون} أي تولى بما كان يتقوى به من جنده وملكه.
{وقال ساحر أو مجنون} المعنى: وقال هذا ساحر أو مجنون). [معاني القرآن: 5/56]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَتَوَلَّى}: أي أعرض). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({برُكْنِهِ}: بجانبه). [العمدة في غريب القرآن: 282]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وهو مليمٌ...}.
أتى باللائمة وقد ألام، وقوله: {لقد كان في يوسف وإخوته آياتٌ للسّائلين} هم الآيات وفعلهم). [معاني القرآن: 3/88]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({هو مليمٌ} أي مذنب. يقال: ألام الرجل، إذا أتى بذنب يلام عليه. قال الشاعر:
ومن يخذل أخاه فقد ألاما). [تفسير غريب القرآن: 422]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ وهو مليم}
{فأخذناه} وركنه الذي يتقوى به
{فنبذناهم في اليم} واليم: البحر.
{وهو مليم} أي اللائمة لازمة له، أي ليس ذلك الذي فعل به بكفارة له.
والمليم في اللغة: الذي يأتي بما يجب أن يلام عليه.
ومعنى {نبذناهم} ألقيناهم، وكل شيء ألقيته تقول فيه قد نبذته.
ومن ذلك نبذت النبيذ، ومن ذلك تقول للملقوط منبوذ لأنه قد رمي به). [معاني القرآن: 5/56]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُلِيمٌ}: أي مذنب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]

تفسير قوله تعالى: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الرّيح العقيم}
أي (وفي عاد) أيضا آية على ما شرحنا في قوله: {وفي موسى} والريح العقيم التي لا يكون معها لقح، أي لا تأتي بمطر، وإنما هي ريح الإهلاك). [معاني القرآن: 5/56]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رِّيحَ ْعَقِيمَ}: تلقح السحاب). [العمدة في غريب القرآن: 282]

تفسير قوله تعالى: {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {كالرّميم...}.
والرميم: نبات الأرض إذا يبس ودبس فهو رميمٌ). [معاني القرآن: 3/88]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ما تذر من شيء أتت عليه إلّا جعلته كالرّميم}
والرميم الورق الجاف المتحطم، مثل الهشيم، كما قال: {كهشيم المحتظر}). [معاني القرآن: 5/56-57]

تفسير قوله تعالى: {وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {تمتّعوا حتّى حينٍ...} كان ذلك الحين ثلاثة أيام). [معاني القرآن: 3/88]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وفي ثمود إذ قيل لهم تمتّعوا حتّى حين} أي وفي ثمود أيضا آية). [معاني القرآن: 5/57]

تفسير قوله تعالى: {فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {فأخذتهم الصّاعقة...}.
قرأها العوام [الصاعقة] بالألف...
- وحدثني قيس بن الربيع عن السّدّي عن عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب: أنه قرأ (الصّعقة) بغير ألف، {وهم ينظرون}). [معاني القرآن: 3/88]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ (45)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فما استطاعوا من قيامٍ...}.
يقول: فما قاموا لها ولو كانت: فما استطاعوا من إقامةٍ لكان صواباً.
وطرح الألف منها، كقوله جلّ وعز: {والله أنبتكم من الأرض نباتاً} ولو كانت - إنباتا - كان صوابا). [معاني القرآن: 3/88]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فما استطاعوا من قيامٍ} أي ما استطاعوا أن يقوموا لعذاب اللّه). [تفسير غريب القرآن: 422]

تفسير قوله تعالى: {وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (46)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله جل ذكره: {وقوم نوحٍ...}.
نصبها القراء إلاّ الأعمش وأصحابه، فإنهم خفضوها لأنها في قراءة عبد الله فيما أعلم: وفي قوم نوح.
ومن نصبها فعلى وجهين: أخذتهم الصعقة، وأخذت قوم نوح.
وإن شئت: أهلكناهم، وأهلكنا قوم نوح. ووجه آخر ليس بأبغض إليّ من هذين الوجهين: أن تضمر فعلا ـ واذكر لهم قوم نوح، كما قال عز وجل: {وإبراهيم إذ قال لقومه} {ونوحاً إذ نادى من قبل} في كثير من القرآن معناه: أنبئهم واذكر لهم الأنبياء وأخبارهم). [معاني القرآن: 3/88-89]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وقوم نوح من قبل إنّهم كانوا قوما فاسقين}
قرئت (وقوم نوح) - بالخفض - (وقوم نوح) - بالنصب - فمن خفض فالمعنى في قوم نوح.
ومن نصب فهو عطف على معنى قوله: {فأخذتهم الصّاعقة وهم ينظرون}.
ومعنى {أخذتهم الصاعقة}: أهلكناهم، فالمعنى فأهلكناهم وأهلكنا قوم نوح من قبل.
والأحسن -واللّه أعلم- أن يكون محمولا على قوله: {فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ}؛ لأن المعنى فأغرقناه وجنوده وأغرقنا قوم نوح من قبل). [معاني القرآن: 5/57]

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {بأييدٍ...} بقوةٍ.
وقوله عز وجل: {وإنّا لموسعون...}. أي إنا لذو وسعةٍ لخلقنا. وكذلك قوله جل ذكره: {على الموسع قدره}). [معاني القرآن: 3/89]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({والسماء بنيناها بأيد}: بقوة). [غريب القرآن وتفسيره: 349]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والسّماء بنيناها بأيدٍ} أي بقوة {وإنّا لموسعون} أي قادرون. ومنه قوله: {على الموسع قدره} ). [تفسير غريب القرآن: 422]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({والسّماء بنيناها بأيد وإنّا لموسعون} أي بقوّة.
{وإنّا لموسعون} جعلنا بينها وبين الأرض سعة). [معاني القرآن: 5/57]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِأَيْدٍ}: أي بقوة {مُوسِعُونَ}: أي قادرون على خلق أمثالها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِأَيْدٍ}: بقوة). [العمدة في غريب القرآن: 282]

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({والأرض فرشناها فنعم الماهدون}
عطف على ما قبله منصوب بفعل مضمر، المعنى وفرشنا الأرض فرشناها.
ومعنى {فنعم الماهدون} نحن، ولكن اللفظ بقوله فرشناها يدلّ على المضمر المحذوف). [معاني القرآن: 5/57]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {ومن كلّ شيءٍ خلقنا زوجين...}.
الزّوجان من جميع الحيوان: الذكر والأنثى، ومن سوى ذلك: اختلاف ألوان النبات، وطعوم الثمار، وبعضٌ حلوٌ، وبعضٌ حامضٌ، فذانك زوجان). [معاني القرآن: 3/89]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ومن كلّ شيءٍ خلقنا زوجين} أي ضدين: ذكرا وأنثى، وحلوا وحامضا، وأشباه ذلك). [تفسير غريب القرآن: 422]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال الله عز وجل: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} يريد به ضدين: ذكرا وأنثى، وأسود وأبيض، وحلوا وحامضا، وأشباه ذلك). [تأويل مشكل القرآن: 314] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ومن كلّ شيء خلقنا زوجين لعلّكم تذكّرون}
المعنى - واللّه أعلم - على الحيوان لأن الذكر والأنثى يقال لهما زوجان ومثله {وأنّه خلق الزّوجين الذّكر والأنثى}.
ويجوز أن يكون الزوجان من كل شيء، ويكون المعنى في كل شيء في الحيوان الذكر والأنثى ويكون في غيره صنفان أصل كل حيوان وموات، واللّه أعلم). [معاني القرآن: 5/57-58]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({زَوْجَيْنِ}: أي ضدين ذكراً وأنثى وحلواً وحامضاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]

تفسير قوله تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ففرّوا إلى اللّه...}.
معناه: فرّوا إليه إلى طاعته من معصيته). [معاني القرآن: 3/89]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ففرّوا إلى اللّه إنّي لكم منه نذير مبين}
المعنى ففروا إلى اللّه من الشرك باللّه ومن معاصيه إليه.
{إنّي لكم منه نذير مبين}، أي أنذركم عذابه وعقابه). [معاني القرآن: 5/58]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولا تجعلوا مع اللّه إلها آخر إنّي لكم منه نذير مبين * كذلك ما أتى الّذين من قبلهم من رسول إلّا قالوا ساحر أو مجنون}
المعنى الأمر كذلك، أي كما فعل من قبلهم في تكذيب الرسل.
{إلّا قالوا ساحر أو مجنون} أي إلا قالوا هذا ساحر، ارتفع ساحر بإضمار هو). [معاني القرآن: 5/58]

تفسير قوله تعالى: {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {أتواصوا به...}.
معناه: أتواصى به أهل مكة، والأمم الماضية، إذ قالوا لك كما قالت الأمم لرسلها). [معاني القرآن: 3/89]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أتواصوا به} أتواطئوا عليه وأخذه بعضهم عن بعض وإذا كانت شيمة غالبة على قوم قيل كأنما تواصوا بكذا وكذا). [مجاز القرآن: 2/227-228]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {أتواصوا به بل هم قوم طاغون}
معناه أوصى أولهم آخرهم، وهذه ألف التوبيخ وألف الاستفهام). [معاني القرآن: 5/58]

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فتولّ عنهم} أي أعرض عنهم واتركهم قال حصين بن ضمضم
أمّا بنو عبس فإنّ هجينهم = ولّي فوارسه وأفلت أعورا
والأعور الذي عور فلم يقض حاجته ولم يصب ما طلب قال العجاج:
وعوّر الرحمن من ولّى العور
وليس هو من عور العين ويقال للمستجيز الذي يطلب الماء فإذا لم يسقه قيل: قد عورت شربه قال الفرزدق:
متى ما ترد يوماً سفار تجد به = أديهم يرمى المستجيز المعوّرا). [مجاز القرآن: 2/228]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فتولّ عنهم فما أنت بملوم} أي لا لوم عليك إذ أديت الرسالة). [معاني القرآن: 5/58]

تفسير قوله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين} أي ذكرهم بأيام الله وعذابه وعقابه ورحمته). [معاني القرآن: 5/58]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون...}.
إلا ليوحّدوني، وهذه خاصّة يقول: وما خلقت أهل السعادة من الفريقين إلا ليوحّدوني. وقال بعضهم: خلقهم ليفعلوا ففعل بعضهم وترك بعضٌ، وليس فيه لأهل القدر حجّةٌ، وقد فسّر). [معاني القرآن: 3/89]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون} يعني المؤمنين منهم، أي ليوحدوني.
ومثله قوله: {فأنا أوّل العابدين}، أي الموحدين). [تفسير غريب القرآن: 422]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ}.
لما قال المشركون: لله ولد، ولم يرجعوا عن مقالتهم بما أنزله الله على رسوله، عليه السلام، من التبرّؤ من ذلك- قال الله سبحانه لرسوله عليه السّلام: {قُلْ}: لهم {إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ} أي: عندكم في ادعائكم. {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} أي: أول الموحدين، ومن وحّد الله فقد عبده، ومن جعل له ولدا أو ندّا، فليس من العابدين، وإن اجتهد.
ومنه قوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، أي إلا ليوحّدون.
قال مجاهد: يريد إن كان لله ولد في قولكم، فأنا أول من عبد الله ووحّده، وكذّبكم بما تقولون.
وبعض المفسرين يجعل إن بمعنى (ما)، وليس يعجبني ذلك.
ويقال: "العابدون" هاهنا: الغضاب الآنفون. يقال: عبدت من كذا أعبد عبدا. وأكثر ما تأتي الأسماء من فعل يفعل (على فعل) كقوله: وجل يوجل فهو وجل، وفزع يفزع فهو فزع.
وربما جاء على (فاعل) نحو علم يعلم فهو عالم.
وربما جاء منه على (فعل) و(فاعل) نحو صدى يصدي فهو صد وصاد، كذلك تقول: عبد يعبد فهو عبد وعابد، قال الشاعر:
وأعبد أن تهجى تميم بدارم). [تأويل مشكل القرآن: 373-374](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، يريد المؤمنين منهم. يدلك على ذلك قوله في موضع آخر: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ}، أي خلقنا). [تأويل مشكل القرآن: 282](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {وما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون}
اللّه -عزّ وجلّ- قد علم من قبل أن يخلق الجنّ والإنس من يعبده ممّن يكفر به، فلو كان إنما خلقهم ليجبرهم على عبادته لكانوا كلهم عبادا مؤمنين ولم يكن منهم ضلّال كافرون.
فالمعنى: وما خلقت الجنّ والإنس إلا لأدعوهم إلى عبادتي، وأنا مريد العبادة منهم، يعني من أهلها). [معاني القرآن: 5/58]

تفسير قوله تعالى: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {ما أريد منهم مّن رّزقٍ...}.
يقول: ما أريد منهم أن يرزقوا أنفسهم، {وما أريد أن يطعمون...} أن يطعموا أحداً من خلقي). [معاني القرآن: 3/89-90]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ما أريد منهم من رزقٍ} أي ما أريد أن يرزقوا أنفسهم،
{وما أريد أن يطعمون} أي يطعموا أحدا من خلقي). [تفسير غريب القرآن: 422-423]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ} أي ما أريد أن يرزقوا أنفسهم. {وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} أي ما أريد أن يطعموا أحدا من خلقي.
وأصل هذا: أن البشر عباد الله وعياله فمن أطعم عيال رجل ورزقهم، فقد رزقه وأطعمه، إذ كان رزقهم عليه). [تأويل مشكل القرآن: 223]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(مِن) قد تزاد في الكلام أيضا، كقوله: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ} أي: ما أريد منهم رزقا.
وتقول: ما أتاني من أحد، أي أحد). [تأويل مشكل القرآن: 250]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون}
أي ما أريد أن يرزقوا أحدا من عبادي، وما أريد أن يطعموه؛ لأني أنا الرزاق المطعم). [معاني القرآن: 5/58-59]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ}: أي أن يطعموا أنفسهم {وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ}: أي أن يطعموا أحداً من الناس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين...}.
قرأ يحيى بن وثاب (المتين) بالخفض جعله من نعتٍ ـ القوة، وإن كانت أنثى في اللفظ، فإنّه ذهب إلى الحبل وإلى الشيء المفتول.
أنشد بعض العرب:
لكل دهرٍ قد لبست أثوباً = من ريطةٍ واليمنة المعصّبا
فجعل المعصّب نعتاً لليمنة، وهي مؤنثةٌ في اللفظ لأن اليمنة ضربٌ وصنفٌ من الثياب: الوشي، فذهب إليه.
وقرأ الناس ـ (المتين) رفعٌ من صفة الله تبارك وتعالى). [معاني القرآن: 3/90]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و{المتين}: الشديد القوي). [تفسير غريب القرآن: 423]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين}
والقراءة الرفع وهو في العربية أحسن نكون رفع (المتين) صفة لله عزّ وجل، ومن قرأ (ذو القوة المتين) - بالخفض - جعل المتين صفة للقوة لأن تأنيث القوة كتأنيث الموعظة، كما قال: (فمن جاءه موعظة) المعنى فمن جاءه وعظ.
ومعنى (ذو القوّة المتين) ذو [الاقتدار] الشديد). [معاني القرآن: 5/59]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمَتِينُ}: القوي الشديد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: عز وجل: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوباً...}.
والذنوب في كلام العرب: الدلو العظيمة ولكن العرب تذهب بها إلى النّصيب والحظّ.
وبذلك أتى التفسير: فإنّ للذين ظلموا حظًّا من العذاب، كما نزل بالذين من قبلهم، وقال الشاعر:
لنا ذنوبٌ ولكم ذنوب = فإن أبيتم فلنا القليب
والذنوب: يذكّر، ويؤنّث). [معاني القرآن: 3/90]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فإنّ للذّين ظلموا ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم} أي: نصيباً. قال علقمة بن عبدة:
وفي كل يوم قد خبطت بنائلٍ = فحقّ لشأشٍ من نداك ذنوب
فقال الملك وأذنبه، أي نصيب. وإنما أصلها من الدلو والذنوب والسجل واحد وهو ملء الدلو وأقل قابلاً، قال الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب:
من يساجلني يساجل ماجداً = يملأ الدلو إلى عقد الكرب). [مجاز القرآن: 2/228-229]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فإنّ للّذين ظلموا ذنوباً مّثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون}
وقال: {ذنوباً مّثل ذنوب أصحابهم} أي: سجلاً من العذاب). [معاني القرآن: 4/21]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم}: أي حضا ونصيبا، وإنما أصلها من الدلو، يقال الدلو الذنوب والسجل، شبه العطاء والنصيب به). [غريب القرآن وتفسيره: 349]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(الذنوب): الحظ والنصيب. وأصله: الدلو العظيمة.

وكانوا يستقون، فيكون لكل واحد ذنوب. فجعل «الذنوب» مكان «الحظ والنصيب»: على الاستعارة). [تفسير غريب القرآن: 423]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم}، أي حظّا ونصيبا.
وأصل الذّنوب: الدّلو، وكانوا يستقون الماء، فيكون لهذا ذَنوب ولهذا ذَنوب، فاستعير في موضع النّصيب، وقال الشاعر:
إنّا إذا نازَعَنا شَريبُ = لنا ذَنوبٌ وله ذَنوبُ). [تأويل مشكل القرآن: 150]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون}
"الذّنوب" في اللغة: النصيب، والدلو يقال لها الذنوب.
المعنى فإن للذين ظلموا نصيبا من العذاب مثل نصيب أصحابهم الذين أهلكوا نحو عاد وثمود وقوم لوط.
{فلا يستعجلون} أي إن أخّروا إلى يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/59]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الذَنُوب): الحظ والنصيب وأصله الدلو العظيمة كانت نصيباً لكل واحد في الاستقاء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الذَنُوب): النصيب). [العمدة في غريب القرآن: 282]

تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فويل للّذين كفروا من يومهم الّذي يوعدون} أي من يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/59]


رد مع اقتباس