عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 25 ذو الحجة 1439هـ/5-09-2018م, 08:03 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ نَصِيبًا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ (56)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويجعلون لما لا يعلمون نصيبًا ممّا رزقناهم تاللّه لتسألنّ عمّا كنتم تفترون (56) ويجعلون للّه البنات سبحانه ولهم ما يشتهون (57) وإذا بشّر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهه مسودًّا وهو كظيمٌ (58) يتوارى من القوم من سوء ما بشّر به أيمسكه على هونٍ أم يدسّه في التّراب ألا ساء ما يحكمون (59) للّذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السّوء وللّه المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم (60)}
يخبر تعالى عن قبائح المشركين الّذين عبدوا مع اللّه غيره من الأصنام والأوثان والأنداد، وجعلوا لها نصيبًا ممّا رزقهم اللّه فقالوا: {هذا للّه بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى اللّه [بغير علمٍ] وما كان للّه فهو يصل إلى شركائهم} [الأنعام: 136] أي: جعلوا لآلهتهم نصيبًا مع اللّه وفضّلوهم أيضًا على جانبه، فأقسم اللّه تعالى بنفسه الكريمة ليسألنّهم عن ذلك الّذي افتروه، وائتفكوه، وليقابلنّهم عليه وليجازينّهم أوفر الجزاء في نار جهنّم، فقال: {تاللّه لتسألنّ عمّا كنتم تفترون}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 577]

تفسير قوله تعالى: {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر تعالى عنهم أنّهم جعلوا الملائكة الّذين هم عباد الرّحمن إناثًا، وجعلوها بنات اللّه، وعبدوها معه، فأخطؤوا خطأً كبيرًا في كلّ مقامٍ من هذه المقامات الثّلاث، فنسبوا إليه تعالى أنّ له ولدًا، ولا ولد له! ثمّ أعطوه أخسّ القسمين من الأولاد وهو البنات، وهم لا يرضونها لأنفسهم، كما قال: {ألكم الذّكر وله الأنثى تلك إذًا قسمةٌ ضيزى} [النّجم: 21، 22] وقال هاهنا: {ويجعلون للّه البنات سبحانه} أي: عن قولهم وإفكهم {ألا إنّهم من إفكهم ليقولون ولد اللّه وإنّهم لكاذبون أصطفى البنات على البنين ما لكم كيف تحكمون} [الصافات: 151 -154].
وقوله: {ولهم ما يشتهون} أي: يختارون لأنفسهم الذّكور ويأنفون لأنفسهم من البنات الّتي نسبوها إلى اللّه، تعالى اللّه عن قولهم علوًّا كبيرًا، فإنّه {وإذا بشّر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهه مسودًّا} أي: كئيبًا من الهمّ، {وهو كظيمٌ} ساكتٌ من شدّة ما هو فيه من الحزن). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 577-578]

تفسير قوله تعالى: {يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (59) لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (60)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يتوارى من القوم} أي: يكره أن يراه النّاس {من سوء ما بشّر به أيمسكه على هونٍ أم يدسّه في التّراب} أي: إن أبقاها أبقاها مهانةً لا يورّثها، ولا يعتني بها، ويفضّل أولاده الذّكور عليها، {أم يدسّه في التّراب} أي: يئدها: وهو: أن يدفنها فيه حيّةً، كما كانوا يصنعون في الجاهليّة، أفمن يكرهونه هذه الكراهة ويأنفون لأنفسهم عنه يجعلونه للّه؟ {ألا ساء ما يحكمون} أي: بئس ما قالوا، وبئس ما قسموا، وبئس ما نسبوا إليه، كما قال تعالى: {وإذا بشّر أحدهم بما ضرب للرّحمن مثلا ظلّ وجهه مسودًّا وهو كظيمٌ} [الزّخرف: 17]، وقال هاهنا: {للّذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السّوء} أي: النّقص إنّما ينسب إليهم، {وللّه المثل الأعلى} أي: الكمال المطلق من كلّ وجهٍ، وهو منسوبٌ إليه، {وهو العزيز الحكيم}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 578]

رد مع اقتباس