عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 08:52 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أولم يتفكّروا في أنفسهم ما خلق اللّه السّموات والأرض وما بينهما إلاّ بالحقّ وأجلٍّ مسمًّى وإنّ كثيرًا من النّاس بلقاء ربّهم لكافرون}.
يقول تعالى ذكره: أولم يتفكّر هؤلاء المكذّبون بالبعث يا محمّد من قومك في خلق اللّه إيّاهم، وأنّه خلقهم ولم يكونوا شيئًا، ثمّ صرفهم أحوالاً وتاراتٍ حتّى صاروا رجالاً، فيعلموا أنّ الّذي فعل ذلك قادرٌ أن يعيدهم بعد فنائهم خلقًا جديدًا، ثمّ يجازي المحسن منهم بإحسانه. والمسيء بإساءته، لا يظلم أحدًا منهم فيعاقبه بجرم غيره، ولا يحرم أحدًا منهم جزاء عمله، لأنّه العدل الّذي لا يجور، {ما خلق اللّه السّموات والأرض وما بينهما} إلاّ بالعدل، وإقامة الحقّ، {وأجلٍّ مسمًّى} يقول: وبأجلٍ مؤقّتٍ مسمًّى، إذا بلغت ذلك الوقت أفنى ذلك كلّه، وبدّل الأرض غير الأرض والسّماوات، وبرزوا للّه الواحد القهّار، {وإنّ كثيرًا من النّاس بلقاء ربّهم} جاحدون منكرون - جهلاً منهم - بأنّ معادهم إلى اللّه بعد فنائهم، وغفلةٍ منهم عن الآخرة). [جامع البيان: 18/464]

تفسير قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم كانوا أشدّ منهم قوّةً وأثاروا الأرض وعمروها أكثر ممّا عمروها وجاءتهم رسلهم بالبيّنات فما كان اللّه ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}.
يقول تعالى ذكره: أولم يسر هؤلاء المكذّبون باللّه، الغافلون عن الآخرة من قريشٍ في البلاد الّتي يسلكونها تجرًا، فينظروا إلى آثار اللّه فيمن كان قبلهم من الأمم المكذّبة، كيف كان عاقبة أمرها في تكذيبها رسلها، فقد كانوا أشدّ منهم قوّةً، {وأثاروا الأرض} يقول: واستخرجوا الأرض، وحرثوها وعمروها أكثر ممّا عمر هؤلاء، فأهلكهم اللّه بكفرهم وتكذيبهم رسلهم، فلم يقدروا على الامتناع، مع شدّة قواهم ممّا نزل بهم من عقاب اللّه، ولا نفعتهم عمارتهم ما عمروا من الأرض، إذ جاءتهم رسلهم بالبيّنات من الآيات، فكذّبوهم، فأحلّ اللّه بهم بأسه، فما كان اللّه ليظلمهم بعقابه إيّاهم على تكذيبهم رسله وجحودهم آياته، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون بمعصيتهم ربّهم.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل قوله: {وأثاروا الأرض} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبلهم، كانوا أشدّ منهم قوّةً وأثاروا الأرض وعمروها أكثر ممّا عمروها} قال: ملكوا الأرض وعمروها.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وأثاروا الأرض} قال: حرثوها.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أولم يسيروا في الأرض} إلى قوله: {وأثاروا الأرض وعمروها} كقوله: {وآثارًا في الأرض}، قوله: {وعمروها} أكثر ممّا عمر هؤلاء {وجاءتهم رسلهم بالبيّنات} ). [جامع البيان: 18/464-466]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وأثاروا الأرض يقول حرثوا الأرض). [تفسير مجاهد: 499]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمرو في قوله {كانوا هم أشد منهم قوة} قال: كان الرجل ممن كان قبلكم بين منكبيه ميل). [الدر المنثور: 11/585]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وأثاروا الأرض} قال: حرثوا الأرض). [الدر المنثور: 11/585]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله {وأثاروا الأرض} يقول: جنانها وأنهارها وزروعها {وعمروها أكثر مما عمروها} يقول: عاشوا فيها أكثر من عيشكم فيها). [الدر المنثور: 11/585]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (10) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {السّوأى} [الروم: 10] : «الإساءة جزاء المسيئين»). [صحيح البخاري: 6/114]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ السّوأى الإساءة جزاء المسيئين وصله الفريابيّ واختلف في ضبط الإساءة فقيل بكسر الهمزة والمدّ وجوز بن التّين فتح أوّله ممدودًا ومقصورًا وهو من آسى أي حزن وللطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله ثمّ كان عاقبة الّذين أساءوا السوآي أن كذبوا أي الّذين كفروا جزاؤهم العذاب). [فتح الباري: 8/512]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
قال مجاهد {السوأى} 10 الرّوم الإساءة). [تغليق التعليق: 4/279]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ: السّوآي الإساءة جزاء المسيئين
أي: قال مجاهد في قوله تعالى: {ثمّ كان عاقبة الّذين أساؤوا السوآي أن كذبوا بآيات الله} (الرّوم: 10) وفسّر: (السوآي) (بالإساءة) واختلف في ضبط الإساءة، فقيل: بكسر الهمزة والمدّ، وجوز ابن التّين فتح أوله ممدوداً ومقصوراً، وقال النّسفيّ: السوآي تأنيث الأسوء، وهو الأقبح، كما أن الحسنى تأنيث الأحسن). [عمدة القاري: 19/110]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد {السوأى}) في قوله: {ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى} [الروم: 10] (الإساءة جزاء المسيئين) وصله الفريابي). [إرشاد الساري: 7/286]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (السوأى) أي: في قوله تعالى أساء والسوأى). [حاشية السندي على البخاري: 3/63]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثمّ كان عاقبة الّذين أساءوا السّوأى أن كذّبوا بآيات اللّه وكانوا بها يستهزئون}.
يقول تعالى ذكره: ثمّ كان آخر أمر من كفر من هؤلاء الّذين أثاروا الأرض وعمروها، وجاءتهم رسلهم بالبيّنات باللّه، وكذّبوا رسلهم، فأساءوا بذلك في فعلهم. {السّوأى}: يعني الخلّة الّتي هي أسوأ من فعلهم، أمّا في الدّنيا، فالبوار والهلاك، وأمّا في الآخرة فالنّار لا يخرجون منها، ولا هم يستعتبون.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {ثمّ كان عاقبة الّذين أساءوا السّوأى} الّذين أشركوا، {السّوأى}: أي النّار.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {ثمّ كان عاقبة الّذين أساءوا السّوأى} يقول: الّذين كفروا جزاؤهم العذاب.
وكان بعض أهل العربيّة يقول: السّوأى في هذا الموضع: مصدرٌ، مثل البقوى، وخالفه في ذلك غيره فقال: هي اسمٌ.
وقوله: {أن كذّبوا بآيات اللّه} يقول: كانت لهم السّوأى، لأنّهم كذّبوا في الدّنيا بآيات اللّه، {وكانوا بها يستهزؤون}: يقول: وكانوا بحجج اللّه، وهم أنبياؤه ورسله يسخرون). [جامع البيان: 18/466-467]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى} قال: الذين كفروا جزاؤهم العذاب). [الدر المنثور: 11/585]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال {السوأى} الإساءة جزاء المسيئين). [الدر المنثور: 11/585]

تفسير قوله تعالى: (اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال أنا معمر عن قتادة أن في حرف ابن مسعود (بدأ الخلق ثم يعيده وهو عليه هين)). [تفسير عبد الرزاق: 2/102]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اللّه يبدأ الخلق ثمّ يعيده ثمّ إليه ترجعون}.
يقول تعالى ذكره: اللّه تعالى يبدأ إنشاء جميع الخلق منفردًا بإنشائه من غير شريكٍ ولا ظهيرٍ، فيحدثه من غير شيءٍ، بل بقدرته عزّ وجلّ، ثمّ يعيد خلقًا جديدًا بعد إفنائه وإعدامه، كما بدأه خلقًا سويًّا، ولم يك شيئًا {ثمّ إليه ترجعون} يقول: ثمّ إليه من بعد إعادتهم خلقًا جديدًا يردّون، فيحشرون لفصل القضاء بينهم و{ليجزي الّذين أساءوا بما عملوا ويجزي الّذين أحسنوا بالحسنى} ). [جامع البيان: 18/467]

تفسير قوله تعالى: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويوم تقوم السّاعة يبلس المجرمون (12) ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين}.
يقول تعالى، ذكره: ويوم تجيء السّاعة الّتي فيها يفصل اللّه بين خلقه، وينشر فيها الموتى من قبورهم، فيحشرهم إلى موقف الحساب، {يبلس المجرمون} يقول: ييأس الّذين أشركوا باللّه، واكتسبوا في الدّنيا مساوئ الأعمال من كلّ شرٍّ، ويكتئبون ويتندّمون، كما قال العجّاج:
يا صاح هل تعرف رسمًا مكرسا = قال: نعم أعرفه وأبلسا
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله {يبلس} قال: يكتئب.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {يبلس المجرمون} أي في النّار.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قول اللّه: {ويوم تقوم السّاعة يبلس المجرمون} قال: المبلس: الّذي قد نزل به الشّرّ، إذا أبلس الرّجل، فقد نزل به بلاءٌ). [جامع البيان: 18/468-469]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد يبلس المجرمون يعني يكتئب). [تفسير مجاهد: 499-500]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {يبلس} قال: ييأس). [الدر المنثور: 11/586]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {يبلس} قال: يكتئب). [الدر المنثور: 11/586]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال {يبلس} قال: يكتئب). [الدر المنثور: 11/586]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: الابلاس الفضيحة). [الدر المنثور: 11/586]

تفسير قوله تعالى: (وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (13) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء} يقول تعالى ذكره: ويوم تقوم السّاعة لم يكن لهؤلاء المجرمين الّذين وصف جلّ ثناؤه صفتهم من شركائهم الّذين كانوا يتّبعونهم، على ما دعوهم إليه من الضّلالة، فيشاركونهم في الكفر باللّه، والمعاونة على أذى رسله، {شفعاءٌ} يشفعون لهم عند اللّه، فيستنقذوهم من عذابه. {وكانوا بشركائهم كافرين} يقول: وكانوا بشركائهم في الضّلالة والمعاونة في الدّنيا على أولياء اللّه كافرين، يجحدون ولايتهم، ويتبرّؤون منهم، كما قال جلّ ثناؤه: {إذ تبرّأ الّذين اتّبعوا من الّذين اتّبعوا ورأوا العذاب وتقطّعت بهم الأسباب وقال الّذين اتّبعوا لو أنّ لنا كرّةً فنتبرّأ منهم كما تبرّءوا منّا} ). [جامع البيان: 18/469]

تفسير قوله تعالى: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويوم تقوم السّاعة يومئذٍ يتفرّقون (14) فأمّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات فهم في روضةٍ يحبرون}.
يقول تعالى ذكره: ويوم تجيء السّاعة الّتي يحشر فيها الخلق إلى اللّه {يومئذٍ}، يقول في ذلك اليوم {يتفرّقون} يعني: يتفرّق أهل الإيمان باللّه، وأهل الكفر به؛ فأمّا أهل الإيمان، فيؤخذ بهم ذات اليمين إلى الجنّة، وأمّا أهل الكفر فيؤخذ بهم ذات الشّمال إلى النّار، فهنالك يميّز اللّه الخبيث من الطّيب.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {يوم تقوم السّاعة يومئذٍ يتفرّقون} قال: فرقةٌ واللّه لا اجتماع بعدها). [جامع البيان: 18/469-470]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون * فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون * وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون} قال: فرقة لا اجتماع بعدها). [الدر المنثور: 11/586]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {يومئذ يتفرقون} قال: هؤلاء في عليين وهؤلاء في أسف سافلين). [الدر المنثور: 11/586]

تفسير قوله تعالى: (فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قال مجاهدٌ: {يحبرون} [الروم: 15] : «ينعّمون»). [صحيح البخاري: 6/113]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ يحبرون ينعّمون وصله الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله فأمّا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات فهم في روضةٍ يحبرون أي ينعّمون ولابن أبي حاتمٍ والطّبريّ من طريق يحيى بن أبي كثيرٍ قال لذّة السّماع ومن طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاس يحبرون قال يكرّمون). [فتح الباري: 8/511]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله
وقال مجاهد {يحبرون} ينعمون {فلا يربو} من أعطى يبتغي أفضل فلا أجر فيها {يمهدون} يسوون المضاجع {الودق} المطر وقال ابن عبّاس {هل لكم من ما ملكت أيمانكم} في الآلهة وفيه تخافونهم أن يرثوكم كما يرث بعضكم بعضًا {يصدعون} يتفرقون
أما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 15 الرّوم {فأما الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات فهم في روضة يحبرون} قال يتنعمون). [تغليق التعليق: 4/278-279] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قال مجاهدٌ يحبرون: ينعّمون
أشار به إلى قوله تعالى: {فأما الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات فهم في روضة يحبرون} (الرّوم: 15) وفسّر: (يحبرون) بقوله: (ينعمون) . وهذا التّعليق رواه الحنظلي عن حجاج: حدثنا شبابة حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، وعن ابن عبّاس: يكرمون، وقيل: السماع في الجنّة). [عمدة القاري: 19/109]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قال مجاهد) فيما وصله الفريابي (يحبرون) في قوله تعالى: {فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون} [الروم: 15] أي (ينعمون) والروضة الجنة ونكرها للتعظيم وقال هنا يحبرون بصيغة الفعل ولم يقل محبورون ليدل على التجدد). [إرشاد الساري: 7/286]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {فأمّا الّذين آمنوا} باللّه ورسوله. {وعملوا الصّالحات} يقول: وعملوا بما أمرهم اللّه به، وانتهوا عمّا نهاهم عنه. {فهم في روضةٍ يحبرون} يقول: فهم في الرّياحين والنّباتات الملتفّة، وبين أنواع الزّهر في الجنّان يسرّون، ويلذذون بالسّماع وطيب العيش الهنيّ. وإنّما خصّ جلّ ثناؤه ذكر الرّوضة في هذا الموضع، لأنّه لم يكن عند الطّرفين أحسن منظرًا، ولا أطيب نشرًا من الرّياض، ويدلّ على أنّ ذلك كذلك قول أعشى بني ثعلبة:
ما روضةٌ من رياض الحزن معشبةٌ = خضراء جاد عليها مسبلٌ هطل
يضاحك الشّمس منها كوكبٌ شرقٌ = مؤزّرٌ بعميم النّبت مكتهل
يومًا بالطّيب منها نشر رائحةٍ = ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل
فأعلمهم بذلك تعالى، أنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات من المنظر الأنيق، واللّذيذ من الأراييح، والعيش الهنيّ فيما يحبّون، ويسرّون به، ويغبطون عليه. والحبرة عند العرب: السّرور والغبطة؛ قال العجّاج:
فالحمد للّه الّذي أعطى الحبر = موالي الحقّ إن المولى شكر
واختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: فهم في روضةٍ يكرمون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فهم في روضةٍ يحبرون} قال: يكرمون.
وقال آخرون: معناه: ينعّمون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {يحبرون} قال: ينعّمون.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {فهم في روضةٍ يحبرون} قال: ينعّمون.
وقال آخرون: يلذّذون بالسّماع والغناء.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن موسى الحرشيّ، قال: حدّثني عامر بن يسافٍ، قال: سألت يحيى بن أبي كثيرٍ، عن قول اللّه: {فهم في روضةٍ يحبرون} قال: الحبرة: اللّذّة والسّماع.
- حدّثنا عبيد اللّه بن محمّدٍ الفريابيّ، قال: حدّثنا ضمرة بن ربيعة، عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، في قوله: {يحبرون} قال: السّماع في الجنّة.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عيسى بن يونس، عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، مثله.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن عامر بن يسافٍ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، مثله.
وكلّ هذه الألفاظ الّتي ذكرنا عمّن ذكرناها عنه تعود إلى معنى ما قلنا). [جامع البيان: 18/470-473]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمثنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يحبرون ينعمون). [تفسير مجاهد: 500]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله {في روضة} يعني بساتين الجنة). [الدر المنثور: 11/586]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {في روضة يحبرون} قال: في جنة يكرمون). [الدر المنثور: 11/586]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {يحبرون} قال: يكرمون). [الدر المنثور: 11/586-587]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {يحبرون} قال: ينعمون). [الدر المنثور: 11/587]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبه وهناد بن السري، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث والخطيب في تاريخه عن يحيى بن أبي كثير {في روضة يحبرون} قال: لذة السماع في الجنة). [الدر المنثور: 11/587]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن يحيى بن أبي كثير في قوله (يحبرون) قيل: يا رسول الله ما الحبر قال اللذة والسماع). [الدر المنثور: 11/587]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن الاوزاعي في قوله {في روضة يحبرون} قال: هو السماع إذا أراد أهل الجنة أن يطربوا أوحى الله إلى رياح يقال لها: الهفافة، فدخلت في آجام قصب اللؤلؤ الرطب فحركته فضرب بعضه بعضا فتطرب الجنة فإذا طربت لم يبق في الجنة شجرة إلا وردت). [الدر المنثور: 11/587]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه وهناد، وابن جرير والبيهقي عن مجاهد رضي الله عنه، انه سئل هل في الجنة سماع فقال: إن فيها لشجرة يقال لها القيض لها سماع لم يسمع السامعون إلى مثله). [الدر المنثور: 11/588]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي والأصبهاني في الترغيب عن محمد بن المنكدر قال: إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين الذين ينزعون أنفسهم عن اللهو مزامير الشيطان أسكنوهم رياض المسك ثم يقول للملائكة: أسمعوهم حمدي وثنائي وأعلموهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون). [الدر المنثور: 11/588]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الدينوري في المجالسة عن مجاهد رضي الله عنه قال: ينادي مناد يوم القيامة أين الذين كانوا ينزهون أصواتهم وأسماعهم عن اللهو ومزامير الشيطان فيحملهم الله في رياض الجنة من مسك فيقول للملائكة اسمعوا عبادي تحميدي وتمجيدي وأخبروهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون). [الدر المنثور: 11/588]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الديلمي، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة قال الله: أين الذين كانوا ينزهون أسماعهم وأبصارهم عن مزامير الشيطان ميزوهم فيميزون في كتب المسك والعنبر ثم يقول للملائكة: أسمعوهم من تسبيحي وتحميدي وتهليلي قال: فيسبحون بأصوات لم يسمع السامعون بمثلها قط). [الدر المنثور: 11/588-589]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا والضياء المقدسي كلاهما في صفة الجنة بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: في الجنة شجرة على ساق قدر ما يسير الراكب المجد في ظلها مائة عام فيخرج أهل الجنة أهل الغرف وغيرهم فيتحدثون في ظلها فيشتهي بعضهم ويذكر لهو الدنيا فيرسل الله ريحا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو كان في الدنيا). [الدر المنثور: 11/589]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه عن ابن سابط قال: إن في الجنة لشجرة لم يخلق الله من صوت حسن إلا وهو في جرمها يلذذهم وينعمهم). [الدر المنثور: 11/589]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله اني رجل حبب إلى الصوت الحسن فهل في الجنة صوت حسن فقال أي والذي نفسي بيده إن الله يوحي إلى شجرة في الجنة: أن أسمعي عبادي الذين اشتغلوا بعبادتي وذكري عن عزف البرابط والمزامير فترفع بصوت لم يسمع الخلائق بمثله من تسبيح الرب وتقديسه). [الدر المنثور: 11/589-590]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي موسى الاشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استمع إلى صوت غناء لم يؤذن له أن يسمع الروحانيين في الجنة، قيل: ومن الروحانيون يا رسول الله قال: قراء أهل الجنة). [الدر المنثور: 11/590]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن سعيد بن أبي سعيد الحارثي رضي الله عنه قال: ان في الجنة آجاما من قصب من ذهب حملها اللؤلؤ إذا اشتها أهل الجنة صوتا بعث الله ريحا على تلك الآجام فأتتهم بكل صوت حسن يشتهونه، والله أعلم). [الدر المنثور: 11/590]

تفسير قوله تعالى: (وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآَخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وأمّا الّذين كفروا وكذّبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون}.
يقول تعالى ذكره: وأمّا الّذين جحدوا توحيد اللّه، وكذّبوا رسله، وأنكروا البعث بعد الممات والنّشور للدّار الآخرة، فأولئك في عذاب اللّه محضرون، وقد أحضرهم اللّه إيّاها، فجمعهم فيها ليذوقوا العذاب الّذي كانوا في الدّنيا يكذبون). [جامع البيان: 18/473]


رد مع اقتباس