عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 05:27 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {سبحان الّذي أسرى بعبده ليلا} [الإسراء: 1]، يعني نفسه.
أسرى بعبده محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
{ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} [الإسراء: 1]، يعني: بيت المقدس.
{الّذي باركنا حوله لنريه من آياتنا} [الإسراء: 1] ما أراه اللّه ليلة أسري به.
- نا يحيى، قال: نا سعيدٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، عن مالك بن صعصعة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " بينما أنا عند البيت بين النّائم واليقظان إذ سمعت قائلا يقول: أحد الثّلاثة بين الرّجلين.
قال فأتيت فانطلق بي، فأتيت بطستٍ من ذهبٍ فيها من ماء زمزم، فشرح صدري إلى مكان كذا وكذا ".
قال قتادة: فقلت للّذي معي: ما يعني؟ قال: إلى أسفل بطني،
[تفسير القرآن العظيم: 1/101]
فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم، ثمّ كنز أو قال حشي إيمانًا وحكمةً، ثمّ أتيت بدابّةٍ بيضاء يقال له: البراق، فوق الحمار ودون البغل، يضع خطوه عند أقصى طرفه.
فحملت عليه، ثمّ انطلقنا حتّى أتينا السّماء الدّنيا، فاستفتح جبريل، فقيل له: من هذا؟ قال: جبريل، قال: ومن معك؟ قال: محمّدٌ، قيل: أوقد بعث إليه؟ قال: نعم، ففتح له وقالوا: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء.
قال: فأتيت على آدم صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت: من هذا يا جبريل؟ فقال: هذا أبوك آدم، فسلّمت عليه، فقال: مرحبًا بالابن الصّالح والنّبيّ الصّالح.
[تفسير القرآن العظيم: 1/102]
ثمّ انطلقنا حتّى أتينا السّماء الثّانية، فاستفتح جبريل، فقيل له: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمّدٌ.
قيل: أوقد بعث إليه؟ قال: نعم، قال: ففتح لنا، وقالوا: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء.
فأتيت على يحيى وعيسى، فقلت: يا جبريل من هذان؟ قال: هذان يحيى وعيسى.
قال: وأحسبه أنّه قال: ابنا الخالة، فسلّمت عليهما، فقالا: مرحبًا بالأخ الصّالح والنّبيّ الصّالح.
ثمّ انطلقنا حتّى أتينا السّماء الثّالثة، فكان نحو هذا من كلام جبريل وكلامهم.
فأتيت على يوسف عليه السّلام، فقلت: من هذا يا جبريل؟ فقال: هذا أخوك يوسف، فسلّمت عليه، فقال: مرحبًا بالأخ الصّالح والنّبيّ الصّالح.
ثمّ انطلقنا حتّى أتينا السّماء الرّابعة، فأتيت على إدريس، فقلت: من هذا يا جبريل؟ فقال: هذا أخوك إدريس، فسلّمت عليه، فقال: مرحبًا بالأخ الصّالح والنّبيّ الصّالح.
وكان قتادة يقول عندها: قال اللّه: {ورفعناه مكانًا عليًّا} [مريم: 57] قال: فانطلقنا حتّى أتينا السّماء الخامسة، فأتيت أو أتينا على هارون، فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك هارون، فسلّمت عليه، فقال: مرحبًا بالأخ الصّالح والنّبيّ الصّالح.
ثمّ انطلقنا حتّى أتينا السّماء السّادسة، فأتيت على موسى، فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك موسى، فسلّمت عليه، فقال: مرحبًا بالأخ الصّالح والنّبيّ الصّالح.
فلمّا جاوزته بكى، فقيل له: وما يبكيك؟ قال: ربّ، هذا غلامٌ بعثته بعدي يدخل الجنّة من أمّته أكثر ممّا يدخل من أمّتي.
ثمّ انطلقنا حتّى أتينا السّماء السّابعة، فأتيت على إبراهيم، فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أبوك إبراهيم صلّى اللّه عليه وسلّم، فسلّمت عليه، فقال: مرحبًا بالابن الصّالح والنّبيّ الصّالح.
ثمّ رفع لنا البيت المعمور بحيال الكعبة، فقلت: يا جبريل ما هذا؟ قال: هذا البيت المعمور يدخله كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ، إذا خرجوا منه لم يعودوا، آخر ما عليهم.
[تفسير القرآن العظيم: 1/103]
ثمّ رفعت لنا سدرة المنتهى، فحدّث نبيّ اللّه أنّ ورقها مثل آذان الفيلة، وأنّ نبقها مثل قلال هجر.
وحدّث نبيّ اللّه أنّه رأى أربعة أنهارٍ يخرخر من تحتها، نهران باطنان، ونهران ظاهران.
فقلت: يا جبريل ما هذه الأنهار؟ فقال: أمّا النّهران الباطنان فنهران في الجنّة، وأمّا الظّاهران فالنّيل والفرات.
وأتيت بإناءين: أحدهما لبنٌ والآخر خمرٌ، فعرضا عليّ، فاخترت اللّبن.
فقيل لي: أصبت، أصاب اللّه بك أمّتك على الفطرة.
وفرضت عليّ خمسون صلاةً، أو قال: أمرت بخمسين صلاةً كلّ يومٍ، فجئت بهنّ حتّى أتيت على موسى، فقال لي: بما أمرت؟ فقلت أمرت بخمسين صلاةً كلّ يومٍ.
فقال: إنّ أمّتك لا يطيقون ذلك.
إنّي قد بلوت النّاس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشدّ المعالجة، ارجع إلى ربّك فسله التّخفيف لأمّتك، قال: فما زلت أختلف فيما بين موسى وبين ربّي، كلّما أتيت عليه قال لي مثل مقالتي هذه، حتّى رجعت بخمس صلواتٍ كلّ يومٍ.
فلمّا أتيت عليه قال لي: بما أمرت؟ فقلت: أمرت بخمس صلواتٍ كلّ
[تفسير القرآن العظيم: 1/104]
يومٍ، فقال: إنّ أمّتك لا يطيقون ذلك، إنّي قد بلوت النّاس قبلك، وعالجت بني إسرائيل أشدّ المعالجة، ارجع إلى ربّك فسله التّخفيف لأمّتك.
فقال نبيّ اللّه: لقد رجعت إلى ربّي حتّى لقد استحييت، ولكنّي أرضى وأسلّم.
قال: فنوديت أو نادى منادٍ: إنّي قد أمضيت فريضتي، وخفّفت عن عبادي وجعلت الحسنة بعشر أمثالها ".
فانتهى حديث أنسٍ إلى هذا.
- حمّادٌ، عن أبي هارون العبديّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " بينما أنا عند البيت إذ أتيت فشقّ النّحر، فاستخرج القلب، فغسل بماء زمزم، ثمّ أعيد مكانه، ثمّ أتيت بدابّةٍ أبيض يقال له: البراق، فوق الحمار ودون البغل، مضطرب الأذنين، يقع خطوه عند منتهى طرفه، فحملت عليه، فسار بي نحو بيت المقدس، فإذا بمنادٍ
ينادي عن يمين الطّريق: يا محمّد على رسلك أسألك، يا محمّد على رسلك أسألك، يا محمّد على رسلك أسألك.
فمضيت ولم أعرج عليه، ثمّ إذا أنا بمنادٍ ينادي عن يسار الطّريق: يا محمّد على رسلك أسألك، يا محمّد على رسلك أسألك، يا محمّد على رسلك أسألك.
فمضيت ولم أعرج عليه.
ثمّ إذا أنا بامرأةٍ على قارعة الطّريق، أحسبه قال: حسناء جملاء عليها من كلّ الحليّ والزّينة، ناشرةٌ شعرها، رافعةٌ يدها تقول: يا محمّد على رسلك أسألك، يا محمّد على رسلك أسألك، يا محمّد على رسلك أسألك، فمضيت ولم أعرج عليها، حتّى أتينا إلى بيت المقدس فأوثقت الدّابّة بالحلقة الّتي يوثق بها الأنبياء صلّى اللّه عليهم، ثمّ دخلت المسجد فصلّيت فيه
ركعتين، ثمّ خرجت، فأتاني
[تفسير القرآن العظيم: 1/105]
جبريل بإناءين: إناءٍ من لبنٍ وإناءٍ من خمرٍ فتناولت اللّبن، فقال: أصبت الفطرة، ثمّ قال لي جبريل: يا محمّد ما رأيت في وجهك هذا؟ قلت: سمعت مناديًا ينادي عن يمين الطّريق: يا محمّد على رسلك أسألك، يا محمّد على رسلك أسألك، يا محمّد على رسلك أسألك.
قال: فما صنعت؟ قلت: مضيت ولم أعرج عليه.
قال: ذاك داعية اليهود، أما إنّك لو عرجت عليه لتهوّدت أمّتك.
قلت: ثمّ إذا أنا بمنادٍ ينادي عن يسار الطّريق: يا محمّد على رسلك أسألك، يا محمّد على رسلك أسألك، يا محمّد على رسلك أسألك، قال: فما صنعت؟ قال: مضيت ولم أعرج عليه، قال: ذلك داعية النّصارى، أما إنّك لو عرجت عليه لتنصّرت أمّتك.
قلت: ثمّ إذا أنا بامرأةٍ قال: أحسبه قال: حسناء جملاء عليها من كلّ الحليّ والزّينة، ناشرةٍ شعرها، رافعةٍ يديها تقول: يا محمّد على رسلك أسألك، يا محمّد على رسلك أسألك، يا محمّد على رسلك أسألك، قال فما صنعت؟ قلت: مضيت ولم أعرج عليها.
قال: تلك الدّنيا، أما إنّك لو عرجت عليها لملت إلى الدّنيا.
ثمّ أتينا بالمعراج فإذا أحسن ما خلق اللّه.
ألم تر إلى الميّت حيث يشقّ بصره فإنّما يتبعه المعراج عجبًا به.
ثمّ تلا هذه الآية: {تعرج الملائكة والرّوح إليه في يومٍ كان مقداره خمسين ألف سنةٍ} [المعارج: 4] فقعدنا فيه، فعرج بنا حتّى انتهينا إلى باب السّماء الدّنيا، وعليها ملكٌ يقال له إسماعيل، جنده سبعون ألف ملكٍ، جند
[تفسير القرآن العظيم: 1/106]
كلّ ملكٍ سبعون ألفٍ.
ثمّ تلا هذه الآية: {وما يعلم جنود ربّك إلا هو} [المدثر: 31].
فاستفتح جبريل، فقيل: ومن هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمّدٌ، قيل: أوقد بعث إليه؟ قال: نعم.
قالوا: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء، ففتح لنا، فأتيت على آدم، فقلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا أبوك آدم، فرحّب بي ودعا لي بخيرٍ، قال: وإذا الأرواح تعرض عليه، فإذا مرّ به روح مؤمنٍ قال: روحٌ طيّبٌ وريحٌ طيّبةٌ، وإذا مرّ به روح كافرٍ قال: روحٌ خبيثٌ وريحٌ خبيثةٌ.
قال: ثمّ مضيت فإذا أنا بأخاوين عليها لحومٌ نتنةٌ، وأخاوين عليها لحومٌ طيّبةٌ، وإذا رجالٌ ينهشون اللّحوم المنتنة ويدعون اللّحوم الطّيّبة، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الزّناة يدعون الحلال ويتّبعون الحرام.
قال: ثمّ مضيت فإذا أنا برجالٍ تفكّ ألحيتهم، وآخرون يجيئون بالصّخور من النّار فيقذفونها في أفواههم فتخرج من أدبارهم.
قال: فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الّذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا.
ثمّ تلا هذه الآية: {إنّ الّذين يأكلون أموال اليتامى ظلمًا إنّما يأكلون في بطونهم نارًا وسيصلون سعيرًا} [النساء: 10].
ثمّ مضيت فإذا أنا بقومٍ يقطّع من لحومهم بدمائهم فيضفزونها، ولهم جؤارٌ.
فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الهمّازون اللّمّازون.
[تفسير القرآن العظيم: 1/107]
ثمّ تلا هذه الآية: {أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا فكرهتموه} [الحجرات: 12].
قال: وإذا أنا بنسوةٍ معلّقاتٍ بثديهنّ، وأحسبه قال: وإذا حيّاتٌ وعقارب ينهشنهنّ، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الظّؤرة اللاتي يقتلن أولادهنّ.
قال: ثمّ أتيت على سابلة آل فرعون، حيث ينطلق بهم إلى النّار يعرضون عليها غدوًّا وعشيًّا، فإذا رأوها قالوا: ربّنا لا تقومنّ السّاعة، لما يرون من عذاب اللّه.
وإذا أنا برجالٍ بطونهم كالبيوت يقومون فيقعون لظهورهم ولبطونهم، فيأتي عليهم آل فرعون فيثردونهم بأرجلهم ثردًا.
فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الرّبا.
ثمّ تلا هذه الآية: {الّذين يأكلون الرّبا لا يقومون إلا كما يقوم الّذي يتخبّطه الشّيطان من المسّ} [البقرة: 275].
ثمّ عرج بنا حتّى انتهينا إلى السّماء الثّانية، فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمّدٌ، قيل: أوقد بعث إليه؟ قال:
[تفسير القرآن العظيم: 1/108]
نعم، قالوا: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء.
قال: ففتح لنا، فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى، فرحّبا بي ودعوا لي بخير.
ثمّ عرج بنا حتّى انتهينا إلى السّماء الثّالثة، فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمّدٌ، قيل: أوقد بعث إليه؟ قال: نعم، قالوا: مرحبا به ولنعم المجيء جاء.
ففتح لنا، قال: فإذا أنا بيوسف، وإذا هو قد أعطي شطر الحسن، قال: فرحّب بي ودعا لي بخيرٍ.
ثمّ عرج بنا حتّى انتهينا إلى السّماء الرّابعة، فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمّدٌ، قيل: أوقد بعث إليه؟ قال: نعم.
قالوا: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء.
ففتح لنا، فإذا أنا بإدريس، فرحّب بي ودعا لي بخيرٍ.
ثمّ عرج بنا حتّى انتهينا إلى السّماء الخامسة، فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمّدٌ، قال: أوقد بعث إليه؟ قال: نعم، قالوا: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء.
ففتح لنا، فإذا أنا بهارون، وإذا لحيته شطران: شطرٌ أبيض، وشطرٌ أسود.
فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا المحبّب في قومه وأكثر من رأيت تبعًا، قال: فرحّب بي ودعا لي بخيرٍ.
قال: ثمّ عرج بنا حتّى انتهينا إلى السّماء السّادسة، فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمّدٌ، قيل: أوقد بعث إليه؟ قال: نعم.
قالوا: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء.
ففتح لنا، فإذا بموسى، وإذا هو رجلٌ أشعر لو لبس قميصين لنفدهما الشّعر، فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك موسى، قال: فرحّب بي ودعا لي بخيرٍ.
قال: ثمّ مضيت، فسمعت موسى يقول: يزعم بنو إسرائيل أنّي أكرم الخلق على اللّه، وهذا أكرم على اللّه منّي، فلو كان إليه وحده لهان عليّ ولكنّ النّبيّ ومن تبعه من أمّته.
ثمّ عرج بنا حتّى انتهينا إلى السّماء السّابعة، فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل.
قيل: ومن معك؟ قال: محمّدٌ، قال: أوقد بعث إليه؟ قال: نعم.
قالوا: مرحبًا به ولنعم المجيء جاء.
ففتح لنا، فأتيت على إبراهيم، وإذا هو مستندٌ إلى البيت المعمور يدخله كلّ يومٍ سبعون ألف ملكٍ لا يعودون إليه إلى أن تقوم السّاعة، فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أبوك إبراهيم، فسلّمت عليه، فرحّب بي ودعا لي بخيرٍ، وإذا أمّتي عنده شطران: شطرٌ عليهم ثيابٌ بيضٌ، وشطرٌ عليهم ثيابٌ رمدٌ، فدخل أصحاب الثّياب البيض، واحتبس الآخرون، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال:
هؤلاء الّذين خلطوا عملا صالحًا وآخر
[تفسير القرآن العظيم: 1/109]
سيّئًا وكلٌّ إلى خيرٍ.
ثمّ قيل لي: هذه منزلتك ومنزلة أمّتك.
ثمّ تلا هذه الآية: {إنّ أولى النّاس بإبراهيم للّذين اتّبعوه وهذا النّبيّ والّذين آمنوا واللّه وليّ المؤمنين} [آل عمران: 68].
قال: ثمّ انتهينا إلى سدرة المنتهى، فإذا هي أحسن ما خلق اللّه، وإذا الورقة من ورقها لو غطّيت بها هذه الأمّة لغطّتهم، ثمّ انفجر من تحتها السّلسبيل، ثمّ انفجر من السّلسبيل نهران: نهر الرّحمة، ونهر الكوثر، فاغتسلت من الرّحمة، فغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر.
ثمّ أعطيت الكوثر فسلكته حتّى انفجر بي في الجنّة، فإذا طيرها كالبخت، وإذا الرّمّانة من رمّانها كجلد البعير المقبّب.
قال: ونظرت إلى جاريةٍ فقلت: لمن أنت يا جارية؟ قالت: لزيد بن حارثة.
قال: فبشّرت بها زيدًا.
قال: ثمّ نظرت إلى النّار فإذا: إنّ عذاب ربّي لشديدٌ، لا تقوم له الحجارة ولا الحديد.
قال: ثمّ رجعت إلى سدرة المنتهى، (فغشاها) من أمر اللّه ما (غشي)، ووقع على كلّ ورقةٍ، ملكٌ وأيّدها اللّه بأيده، وأوحى إلى عبده ما أوحى، وفرض عليّ في كلّ يومٍ وليلةٍ خمسين صلاةً، فرجعت إلى موسى، فقال: ما فرض عليك ربّك؟ فقلت: فرض عليّ في كلّ يومٍ وليلةٍ خمسين صلاةً، فقال: ارجع إلى ربّك فسله التّخفيف، فإنّ أمّتك لا يطيقون ذلك، فإنّي قد بلوت بني إسرائيل
وخبرتهم.
[تفسير القرآن العظيم: 1/110]
فرجعت إلى ربّي، فقلت: أي ربّ حطّ عن أمّتي، فإنّ أمّتي لا تطيق ذلك.
فحطّ عنّي خمسًا.
قال: فرجعت إلى موسى، فقال: ما فرض عليك ربّك؟ قال: قلت: حطّ عنّي خمسًا، فقال: ارجع إلى ربّك فسله التّخفيف، فإنّ أمّتك لا تطيق ذلك.
قال: فرجعت إلى ربّي فحطّ عنّي خمسًا.
قال: فلم أزل أختلف بين ربّي وبين موسى حتّى قال: يا محمّد لا تبديل، إنّه لا يبدّل القول لديّ، هي خمس صلواتٍ في كلّ يومٍ وليلةٍ، لكلّ صلاةٍ عشرٌ، فتلك خمسون صلاةً، فمن همّ بحسنةٍ فلم يعملها كتبت له حسنةً، ومن عملها كتبت له عشرًا، ومن همّ بسيّئةٍ ولم يعملها لم تكتب عليه، ومن عملها كتبت عليه سيّئةً واحدةً.
قال: فرجعت إلى موسى فأخبرته، فقال: ارجع إلى ربّك فسله التّخفيف، فقلت: فقد راجعته حتّى استحييت.
- سعيدٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: لمّا أتي بالبراق ليركبه استصعب عليه، فقال له جبريل: اسكن، فوالّذي نفسي بيده ما ركبك مخلوقٌ أكرم على اللّه منه، قال: فارفضّ عرقًا وقرّ.
- حمّادٌ، عن عليّ بن زيدٍ، عن أنس بن مالكٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " مررت ليلة أسري بي على رجالٍ تقرض شفاهم بمقاريض من نارٍ، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء خطباء من أمّتك يأمرون النّاس بالبرّ وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون ".
- عثمان، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه
[تفسير القرآن العظيم: 1/111]
وسلّم: " بينما أنا في الجنّة إذا بنهرٍ حافتاه قباب اللّؤلؤ المجوّف، فضربت بيدي في مجرى الماء فإذا مسكٌ أذفر، فقلت: ما هذا يا جبريل؟ فقال: هذا الكوثر الّذي أعطاك اللّه ".
المعلّى بن هلالٍ، أنّ رسول اللّه عليه السّلام قال: " مررت ليلة أسري بي على ملكٍ قائمٍ على سريرٍ بيده حربةٌ فقلت: من هذا يا جبريل؟ فقال: إنّ نبيًّا أسري به قبلك، فمرّ على هذا وهو قاعدٌ فظنّ أنّه ربّه، فأهوى ليسجد له، فأقامه اللّه من يومه ليعلم أنّه عبدٌ".
قوله: {لنريه من آياتنا} [الإسراء: 1] سعيدٌ، عن قتادة، قال: ما أراه اللّه من الآيات والعبر في طريق بيت المقدس.
قوله: {إنّه هو السّميع البصير} [الإسراء: 1]، يعني نفسه، لا أسمع منه ولا أبصر منه.
وقال الكلبيّ: لمّا أخبر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بذلك المشركين، قال المشركون: تحدّثنا أنّك صلّيت اللّيلة في بيت المقدس ورجعت من ليلتك.
وهو مسيرة شهرٍ للذّاهب وشهرٍ للمقبل؟ وقال بعضهم: رويدك يا محمّد نسألك عن عيرنا هل رأيتها في الطّريق؟ قال: «نعم».
قال: أين؟ قال: «مررت على عير بني فلانٍ بالرّوحاء وقد أضلّوا ناقةً لهم، وهم في طلبها، فمررت على رحالهم وليس بها منهم أحدٌ.
فوجدت في إناءٍ من آنيتهم ماءً فشربته، فسلوهم إذا رجعوا، هل وجدوا الماء في الإناء؟».
قالوا: هذه واللّه آية.
[تفسير القرآن العظيم: 1/112]
قال: " ومررت على عير بني فلانٍ، فنفرت منّي الإبل ساعة كذا وكذا، ووصف جملا منها، قال: جملٌ أحمر، كان عليه أجير بني فلانٍ، عليه جولقٌ أسود مخطّطٌ ببياضٍ ".
قالوا: هذه واللّه آية وقد عرفنا الجولق.
قال: «ثمّ مررت على عير بني فلانٍ بالتّنعيم».
قالوا: فإن كنت صادقًا فإنّها تقدم الآن، قال: «أجل».
قالوا: فأخبرنا بعدّتها وأجمالها ومن فيها، قال: «كنت مشغولا عن ذلك»، فبينما هو يحدّثهم إذ مثّل له عدّتها وأجمالها في الخدور، يقدمها جملٌ أورق.
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «هي هذه منحدرةٌ من ثنيّة كذا مع طلوع الشّمس، يقدمها جملٌ أورق، وعدّتها كذا وكذا، وأحمالها كذا وكذا، وفيها فلانٌ وفلانٌ وفلانٌ».
وسمّى الرّهط الّذين فيها بأسمائهم لم يغادر منهم أحدًا.
فخرج رهطٌ من قريشٍ يسعون قبل الثّنيّة، فإذا هم بها حين انحدرت من الثّنيّة، يقدمها جملٌ أورق كما قال، وفيها الرّهط الّذين سمّى مع طلوع الشّمس، فرموه بالسّحر، وقالوا: صدق الوليد بن المغيرة فيما قال إنّه ساحرٌ.
وجاء أبو بكرٍ فقال: بأبي أنت وأمّي يا رسول اللّه، حدّثني ما رأيت عن يمينك حين دخلت بيت المقدس؟ وما رأيت عن يسارك؟ فحدّثه رسول اللّه، فصدّقه أبو بكرٍ، وقال: أشهد أنّك صادقٌ.
فيومئذٍ سمّي الصّدّيق، فقال رسول اللّه
[تفسير القرآن العظيم: 1/113]
صلّى اللّه عليه وسلّم: وأنت الصّدّيق يا أبا بكرٍ.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: أسري بنبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من مكّة إلى بيت المقدس، فصلّى فيه، وأراد اللّه أن يريه آياته، وأمره بما شاء ليلة أسري به، ثمّ أصبح بمكّة.
وذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حدّث أنّه حمل على دابّةٍ يقال لها: البراق، فوق الحمار ودون البغل، يقع خطوه عند أقصى طرفه، فحدّث نبيّ اللّه بذلك أهل مكّة، فكذّبه المشركون وأنكروه، فصدّقه أبو بكرٍ، فسمّي الصّدّيق من أجل ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 1/114]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(قوله: {سبحان الّذي أسرى بعبده ليلاً مّن المسجد الحرام...}

الحرم كلّه مسجد، يعني مكّة وحرمها {إلى المسجد الأقصى}: بيت المقدس {الّذي باركنا حوله} بالثمار والأنهار.
وقوله: {لنريه من آياتنا} يعني النبي صلى الله عليه وسلم حين أسرى به ليريه تلك الليلة العجائب. وأري الأنبياء حتّى وصفهم لأهل مكّة، فقالوا: فإنّ لنا إبلا في طريق الشأم فأخبرنا
بأمرها، فأخبرهم بآيات وعلامات، فقالوا: متى تقدم. فقال: يوم كذا مع طلوع الشمس يقدمها جمل أورق. فقالوا: هذه علامات نعرف بها صدقه من كذبه. فغدوا من وراء العقبة يستقبلونها، فقال قائل: هذه والله الشمس قد شرقت ولم يأت.
وقال آخر: هذه والله العير يقدمها جمل أورق كما قال محمد صلى الله عليه وسلم. ثم لم يؤمنوا). [معاني القرآن: 2/116-115]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {سبحان الّذي أسرى بعبده ليلاً مّن المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الّذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنّه هو السّميع البصير}
قال: {سبحان الّذي أسرى} لأنك تقول "أسريت" و"سريت".
وقال: {إنّه هو السّميع البصير} فهو فيما ذكروا - والله أعلم - قل يا محمّد سبحان الذي أسرى بعبده" وقل: إنّه هو السّميع البصير). [معاني القرآن: 2/69]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قوله {سبحان الذي أسرى بعبده}، و{أن أسر بعبادي}؛ فالفعل: أسريت وسريت، لغتان؛ {والليل إذا يسري}؛ أي يمضي؛ والمصدر: السرى؛ وهو سير الليل؛ و{أسرى بعبده} من ذلك). [معاني القرآن لقطرب: 834]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قوله {سبحان الذي أسرى بعبده} كأنه قال: أسبحه تسبيحًا، فأضمر فعلاً كقولك: معاذ الله؛ كأنك قلت: أعوذ بالله عياذًا؛ ومعاذًا، وعوذًا). [معاني القرآن لقطرب: 844]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {سبحان}: تنزيه لله عز وجل عن السوء). [غريب القرآن وتفسيره: 211]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله - عزّ وجلّ - {سبحان الّذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الّذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنّه هو السّميع البصير}
{سبحان} منصوب على المصدر، المعنى: أسبح الله تسبيحا.
ومعنى سبحان اللّه في اللغة تنزيه اللّه عن السوء، وكذلك ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وقوله: {أسرى بعبده ليلا}.
معناه سير عبده، يقال أسريت وسريت إذا سرت ليلا، وقد جاءت اللغتان في القرآن، قال اللّه جلّ وعزّ: {واللّيل إذا يسر} هذا من سريت ومعنى يسري يمضي.
أسرى اللّه سبحانه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من المسجد الحرام وهو مكة، والحرم كله مسجد، فأسرى الله به في ليلة واحدة من المسجد الحرام من مكة إلى بيت المقدس
وهو قوله - جلّ وعزّ: {إلى المسجد الأقصا الّذي باركنا حوله}
أجرى اللّه حول بيت المقدس الأنهار وأنبت الثمار، فذلك معنى باركنا حوله.
{لنريه من آياتنا} أي لنري محمدا.
فأراه الله في تلك الليلة من الأنبياء، وآياتهم ما أخبر به في غد تلك الليلة أهل مكة فقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - إن لنا في طريق الشام إبلا فأخبرنا خبرها، فخبّرهم بخبرها، فقالوا فمتى تقدم الإبل علينا، فأخبرهم أنها تقدم في يوم سمّاه لهم مع شروق الشمس، وأنه تقدمها جمل أورق، فخرجوا في ذلك اليوم، فقال قائل: هذه الشمس قد أشرقت،
وقال آخر فهذه الإبل قد أقبلت يقدمها جمل أورق كما قال محمد - صلى الله عليه وسلم - فلم يؤمنوا بعد ذلك). [معاني القرآن: 3/226-225]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( من ذلك قوله تعالى جده: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا} يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن معنى سبحان فقال إنزاه الله من السوء وفي بعض الحديث براءة الله من السوء
قال سيبويه وغيره معناه براءة الله من السوء وأنشد:
أقول لما جاءني فخره = سبحان من علقمة الفاخر
وروى معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قمت في الحجر لما كذبني قومي ليلة أسري بي فأثنيت على ربي وسألته أن يمثل لي بيت المقدس،
فرفع لي فجعلت أنعت لهم آياته
وروى سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع أول فقال ((المسجد الحرام قلت ثم أي قال ثم المسجد الأقصى،
قلت كم بينهما قال أربعون سنة ثم قال أينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد)) ). [معاني القرآن: 4/118-117]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله} من المسجد الحرام يعني مكة إلى المسجد الأقصى يعني بيت المقدس الذي باركنا حوله قيل فجر حوله الأنهار وأنبت الثمار). [معاني القرآن: 4/119]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير} لنريه من آياتنا ما رأى من الأنبياء وآثارهم). [معاني القرآن: 4/119]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {سُبْحانَ}: تنزيه لله من السوء). [العمدة في غريب القرآن: 180]

تفسير قوله تعالى: {وَآَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي ‎وَكِيلًا (2)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وآتينا موسى الكتاب} [الإسراء: 2]، التّوراة في تفسير الحسن.
{وجعلناه} [الإسراء: 2] تفسير الحسن: موسى.
وقال السّدّيّ: التّوراة.
{هدًى لبني إسرائيل} [الإسراء: 2] لمن آمن به.
{ألّا تتّخذوا من دوني وكيلا} [الإسراء: 2] عاصم بن حكيمٍ، أنّ مجاهدًا قال: شريكًا.
وقال بعضهم: رياءً). [تفسير القرآن العظيم: 1/114]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ألاّ تتّخذوا من دوني وكيلاً...}
يقال: ربّا، ويقال: كافياً). [معاني القرآن: 2/116]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن والأعرج {ألا تتخذوا من دوني وكيلا} بالتاء.
مجاهد وأبو عمرو {ألا يتخذوا} بالياء). [معاني القرآن لقطرب: 822]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (ويجوز أن يكون منصوبًا بـ: {ألا تتخذوا} بدلاً من الوكيل؛ والنداء كأنه أسهل). [معاني القرآن لقطرب: 844]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألّا تتّخذوا من دوني وكيلا} أي دللناهم به على الهدى.
{ألّا تتّخذوا من دوني وكيلا} أي لا تتوكلوا على غيري ولا تتخذوا من دوني ربّا). [معاني القرآن: 3/226]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل} أي دللناهم به على الهدى). [معاني القرآن: 4/119]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ألا تتخذوا من دوني وكيلا} ويقرأ (أن لا يتخذوا) على إضمار بمعنى وعهدنا إليهم وروى ورقاء،
عن ابن أبي نجيح ألا تتخذوا من دوني وكيلا قال شريكا قال أبو جعفر وذلك معروف في اللغة أن يقال لكل من قام مقام آخر في أي شيء كان هو شريكه،
وقال الفراء ألا تتخذوا من دوني وكيلا أي كافيا). [معاني القرآن: 4/120]

تفسير قوله تعالى: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {ذرّيّة من حملنا مع نوحٍ} [الإسراء: 3] في السّفينة، أي: يا ذرّيّة من حملنا مع نوحٍ، لذلك انتصبت.
سعيدٌ، عن قتادة قال: {ذرّيّة من حملنا مع نوحٍ} [الإسراء: 3] فالنّاس كلّهم ذرّيّة من أنجى في تلك السّفينة.
وذكر لنا أنّه نجا فيها نوحٌ، وثلاثة بنين له، وامرأته، ونساؤهم، وبنوه سامٌ، وحامٌ، ويافث.
فسامٌ أبو العرب، وحامٌ أبو
[تفسير القرآن العظيم: 1/114]
الحبش، ويافث أبو الرّوم، فجميعهم ثمانيةٌ.
قال: {إنّه كان عبدًا شكورًا} [الإسراء: 3] سعيدٌ، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّه كان إذا استجدّ ثوبًا حمد اللّه.
قال يحيى: وعامّة ما في القرآن في تفسير العامّة أنّ الشّكور المؤمن). [تفسير القرآن العظيم: 1/115]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ذرّيّة من حملنا...}

منصوبة على النداء ناداهم: يا ذرّيّة من حملنا مع نوح، يعني في أصلاب الرجال وأرحام النساء مّمن لم يخلق). [معاني القرآن: 2/116]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو جعفر وشيبة ونافع {ذرية من حملنا} بضم الذال.
وحكي عن زيد "ذرية" بكسرها؛ وقد فسرناها في صدر الكتاب). [معاني القرآن لقطرب: 822]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {ألا تتخذوا من دوني وكيلا * ذرية من حملنا مع نوح} فيجوز أن يكون أراد النداء على: يا ذرية من حملنا). [معاني القرآن لقطرب: 844]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ذرّيّة من حملنا مع نوح إنّه كان عبدا شكورا}
القراءة بنصب (ذرّيّة). وقرأ بعضهم (ذرّيّة) - بكسر الذال - والضم أكثر.
وذرّية فعليّة من الذر، وهي منصوبة على النداء، كذا أكثر الأقوال المعنى: يا ذرّيّة من حملنا مع نوح.
وإنما ذكروا بنعم اللّه عندهم أنه أنجى أبناءهم من الغرق بأنهم حملوا مع نوح. ويجوز النصب على معنى ألا تتخذوا {ذرّيّة} من حملنا مع نوح من دوني وكيلا، فيكون الفعل،
تعدى إلى الذريّة وإلى الوكيل، تقول: اتخذت زيدا وكيلا، ويجوز {ألّا تتّخذوا من دوني وكيلا} على معنى:
{وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألّا تتّخذوا من دوني وكيلا * ذرّيّة من حملنا مع نوح}.
ويجوز الرفع في (ذرّيّة) على البدل من الواو، والمعنى {ألّا تتّخذوا من دوني وكيلا} أي لا تتخذوا من دوني وكيلا {ذرّيّة}، ولا تقرأنّ بها إلا أن تثبت بها
رواية صحيحة، فإن القراءة سنة لا يجوز أن تخالف بما يجوز في العربية). [معاني القرآن: 3/227-226]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ذرية من حملنا مع نوح} روى ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه قال على النداء أي ذرية من حملنا
قال أبو جعفر أي حرف نداء مثل يا، وروى سفيان عن حميد عن مجاهد أنه قرأ ذرية بفتح الذال وتشديد الراء والياء
وروى عن زيد بن ثابت ذرية بكسر الذال وتشديد الراء والياء فأما عامر بن عبد الواحد فحكي أن زيدا قرأ ذرية بفتح الذال وتشديد الراء والياء). [معاني القرآن: 4/121-120]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {إنه كان عبدا شكورا} روى معمر عن قتادة قال كان إذا لبس ثوبا قال بسم الله وإذا نزعه قال الحمد لله
وروى معمر عن منصور عن إبراهيم قال شكره، أنه إذا أكل قال بسم الله فإذا فرغ من الأكل قال الحمد لله). [معاني القرآن: 4/121]


رد مع اقتباس