عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 04:02 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ (47) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (والضمير في قوله: {[يتحاجون]} لجميع كفار الأمم، وهذا ابتداء قصص لا يختص بآل فرعون، والعامل في [إذ] فعل مضمر تقديره: واذكر، قال الطبري: و[إذ] هذه عطف على قوله تعالى: {إذ القلوب لدى الحناجر}.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا بعيد، و"المحاجة": التحاور بالحجة والخصومة. و"الضعفاء" يريد في القدر والمنزلة في الدنيا، والذين استكبروا هم أشراف الكفار وكبراؤهم، ولم يصفهم بالكبر إلا من حيث استكبروا، لا أنهم في أنفسهم كبراء، ولو كانوا كذلك في أنفسهم لكانت صفتهم الكبراء أو نحوه مما يوجب الصفة لهم، و"التبع" قيل: هو جمع واحده تابع كغائب وغيب، وقيل: هو مفرد يوصف به الجمع، كعدل وزور وغيره. وقولهم: {مغنون عنا} أي يحملون عنا كله ومشقته، فأخبرهم المستكبرون أن الأمر قد انجزم بحصول الكل منهم فيها، وأن حكم الله تعالى قد استمر بذلك). [المحرر الوجيز: 7/ 447-448]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ (48) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {كل فيها} ابتداء وخبر، والجملة خبر (إن)، وقرأ ابن السميفع: "إنا كلا فيها" بالنصب على التأكيد). [المحرر الوجيز: 7/ 448]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قال جميع من في النار لخزنتها وزبانيتها: {ادعوا ربكم} عسى أن يخفف عنا مقدار يوم من أيام الدنيا من العذاب، فراجعتهم الخزنة - على معنى التوبيخ والتقرير - أو لم تك تأتيكم رسلكم الآية، فأقر الكفار عند ذلك وقالوا: "بلى"، أي قد كان ذلك، فقال لهم الخزنة عند ذلك: فادعوا أنتم إذا، وعلى هذا معنى الهزء بهم، أي: فادعوا أيها الكافرون الذين لا معنى لدعائكم، وقالت فرقة: وما دعاء الكافرين إلا في ضلال هو من قول الخزنة، وقالت فرقة: هو من قول الله تعالى إخبارا منه لمحمد صلى الله عليه وسلم، وجاءت هذه الأفعال على صيغة المضي، قال الذين استكبروا - وقال الذين في النار - لأنها وصف حال متيقنة الوقوع فحسن ذلك فيها).[المحرر الوجيز: 7/ 448]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد * يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار * ولقد آتينا موسى الهدى وأورثنا بني إسرائيل الكتاب * هدى وذكرى لأولي الألباب * فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار * إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه فاستعذ بالله إنه هو السميع البصير}
أخبر الله تعالى أنه ينصر رسله والمؤمنين في الحياة الدنيا وفي الآخرة، قال بعض المفسرين: وهذا خاص فيمن أظهره الله على أمته كنوح وموسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، وليس بعام، لأنا نجد من الأنبياء عليهم السلام من قتله قومه كيحيى عليه السلام ولم ينصر عليهم. وقال السدي: الخبر عام على وجهه، وذلك أن نصرة الرسل عليهم الصلاة والسلام واقعة ولا بد، إما في حياة الرسول المنصور كنوح وموسى عليهما السلام، وإما فيما يأتي من الزمان بعد موتهم، ألا ترى إلى ما صنع الله تبارك وتعالى ببني إسرائيل بعد قتلهم يحيى عليه السلام من تسليط بختنصر عليهم حتى انتصر ليحيى عليه السلام؟ ونصر المؤمنين داخل في نصر الرسل عليهم السلام، وأيضا فقد جعل الله للمؤمنين الفضلاء ودا، ووهبهم نصرا إذا ظلموا، وحضت الشريعة على نصرهم، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: "من رد عن أخيه المسلم في عرضه، كان حقا على الله أن يرد عنه نار جهنم"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من حمى مؤمنا من منافق يغتابه، بعث الله ملكا يحميه يوم القيامة".
وقوله تعالى: {ويوم يقوم الأشهاد}، يريد يوم القيامة، وقرأ الأعرج، وأبو عمرو - بخلاف -: [تقوم] بالتاء، وقرأ نافع، وأبو جعفر، وشيبة: [يقوم] بالياء، و[الأشهاد]: يحتمل أن يكون من الشهادة، ويحتمل أن يكون من المشاهدة بمعنى المصدر، قال الزجاج: أشهاد جمع شاهد كصاحب وأصحاب، وقالت فرقة: أشهاد جمع شهد، وشهد جمع شاهد كصاحب وصحب وتاجر وتجر، وقال الطبري: أشهاد جمع شهيد كشريف وأشراف.
و "يوم لا ينفع" بدل من الأول، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وقتادة، وعيسى، وأهل مكة: "لا تنفع" بالتاء من فوق، وقرأ الباقون: "لا ينفع" بالياء، وهي قراءة أبي جعفر، وطلحة، وعاصم، وأبي رجاء، وهذا لأن تأنيث المعذرة غير حقيقي، ولأن الحائل قد وقع، و"المعذرة" مصدر كالعذر. و[اللعنة]: الإبعاد، و"سوء الدار" فيه حذف مضاف تقديره: سوء عاقبة الدار). [المحرر الوجيز: 7/ 448-450]

رد مع اقتباس