عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 16 شعبان 1434هـ/24-06-2013م, 01:36 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي إضافة الموصوف إلى صفته

إضافة الموصوف إلى صفته
في التسهيل: [156]: «وإضافة الاسم إلى الصفة شبيهة بالمحضة، لا محضة وكذا إضافة المسمى إلى الاسم، أو الصفة إلى الموصوف، والموصوف إلى القائم مقام الصفة..».
وفي الإنصاف: المسألة: [
61] هل تجوز إضافة الاسم إلى اسم يوافقه في المعنى؟ ذهب الكوفيون إلى أنه يجوز إضافة الشيء إلى نفسه إذا اختلف اللفظان، وذهب البصريون إلى أنه لا يجوز أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا ذلك لأنه قد جاء ذلك في كتاب الله وكلام العرب كثيراً.
قال الله تعالى: {إن هذا لهو حق اليقين} واليقين في المعنى نعت للحق، لأن الأصل فيه الحق اليقين، والنعت هو المنعوت، فأضاف المنعوت إلى النعت، وهما بمعنى واحد، وقال تعالى: {ولدار الآخرة خير} والآخرة في المعنى نعت للدار، والأصل فيه: وللدار الآخرة خبر... وقال تعالى: {جنات وحب الحصيد} والحب في المعنى هو الحصيد، وقد أضافه إليه. وقال تعالى: {وما كنت بجانب الغربي} والجانب في المعنى هو الغربي... ومن ذلك قولهم: صلاة الأولى، ومسجد الجامع، وبقلة الحمقاء، والأولى في المعنى هي الصلاة، والجامع هو المسجد، والبقلة هي الحمقاء، وقد أضافوها إليها، فدل على ما قلناه.
وأما البصريون فاحتجوا بأن قالوا: إنما قلنا إنه لا يجوز لأن الإضافة يراد بها التعريف والتخصيص، والشيء لا يتعرف بنفسه..
وأما الجواب عن كلمات الكوفيين: أما ما احتجوا به فلا حجة لهم فيه؛ لأنه كله محمول على حذف المضاف إليه، وإقامة صفته مقامه، أما قوله تعالى: {إن هذا لهو حق اليقين} فالتقدير فيه: حق الأمر اليقين...
وأما قوله تعالى: {ولدار الآخرة خير} فالتقدير فيه: ولدار الساعة الآخرة.
وأما قوله تعالى: {وحب الحصيد} أي حب الزرع الحصيد، لأن الحب اسم لما ينبت في الزرع والحصد إنما يكون الزرع الذي نبت فيه الحب، لا للحب، ألا ترى أنك تقول: حصدت الزرع، ولا تقول حصدت الحب.
أما قوله تعالى: {وما كنت بجانب الغربي} فالتقدير فيه: بجانب المكان الغربي.
وأما قولهم: صلاة الأولى فالتقدير فيه: صلاة الساعة الأولى، وأما قولهم: مسجد الجامع فالتقدير فيه: مسجد الموضع الجامع. وأما قولهم: بقلة الحمقاء
فالتقدير فيه: بقلة الحبة الحمقاء.. فإذا كان جميع ما احتجوا به محمولاً على حذف المضاف إليه وإقامة صفته مقامه على ما بينا لم يكن لهم فيه حجة».
وقال الرضي [
265:1]: «والمختلف في جواز إضافة أحدهما إلى الآخر الموصوف وصفته فالكوفيون جوزوا إضافة الموصوف إلى صفته وبالعكس، استشهاداً للأول بنحو، مسجد الجامع، وجانب الغربي، وللثاني بنحو: جرد قطيفة، وأخلاق أثياب، وقالوا: إن الإضافة فيه لتخفيف المضاف بحذف التنوين كما جرد قطيفة، أو بحذف "اللام" كمسجد؛ إذ أصلهما قطيفة جرد، والمسجد الجامع، وهذه الإضافة ليست كإضافة الصفة إلى معمولها عنهم؛ إذ ذاك لا تخصص ولا تعرف بخلاف هذه فإن الأول هاهنا هو الثاني من حيث المعنى؛ لأنهما موصوف وصفة، فتخصص الثاني وتعرفه يخصص الأول ويعرفه.. فعلى هذا تقول: هذا مسجد الجامع الطيب برفع الصفة.
والبصريون قالوا: لا يجوز إضافة الصفة إلى الموصوف، ولا العكس..
فعند البصريين نحو: بقلة الحمقاء كسيف شجاع، أي المضاف إليه في الحقيقة هو موصوف هذا المجرور، لأنه حذف، وأقيم صفته مقامه، أي بقلة الحبة الحمقاء، وإنما نسبوها إلى الحمق لأنها تنبت في مجاري السيول ومواطئ الأقدام، ومسجد الوقت الجامع، وذلك الوقت يوم الجمعة... وجانب المكان الغربي، وصلاة الساعة الأولى..».
وقال الرضي [
282:2]: «والإضافة في نحو رجل صدق، ودائرة السوء للملابسة، وهم كثيراً ما يضيفون الموصوف إلى مصدر الصفة، نحو خبر السوء، أي الخبر السيئ، بمعنى رجل صدق: رجل صادق، أي جيد، فكأنك قلت: عندي رجل رجل صادق، فلما كان المراد من ذكر رجل الثاني صفته صار رجل مع صفته صفة للأول».
وقال أيضاً: «المراد بالصدق في مثل هذا المقام مطلق الجودة، لا الصدق في الحديث، وذلك لأن الصدق في الحديث مستحسن جيد عندهم، حتى صاروا يستعملونه في مطلق الجودة، فيقال: ثوب صدق دخل صادق الحموضة، كما أن الكذب مستهجن عندهم بحيث إذا قصدوا الإغراء بشيء وقالوا: كذب عليك..».
وانظر ابن يعيش [
10:3-11]، ونتائج الفكر: [5].
1- {وأيدناه بروح القدس} [87:2، 253]
من إضافة الموصوف إلى الصفة. من الجلالين.
2- {وللدار الآخرة خير} [32:6]
قرئ (ولدار الآخرة) على الإضافة، وقالوا: هو كقولهم: مسجد الجامع، فقيل: من إضافة الموصوف إلى صفته، وقال الفراء: هي إضافة الشيء إلى نفسه، كقولك: بارحة الأولى. ويوم الخميس، وحق اليقين، وإنما يجوز عند اختلاف اللفظين.
وقيل: من حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه، أي ولدار الحياة الآخرة، ويدل عليه (وما الحياة الدنيا) وهذا قول البصريين، وحسن ذلك أن هذه الصفة قد استعملت استعمال الأسماء، فوليت العوامل، كقوله: {وإن لنا للآخرة} وقوله: {وللآخرة خير لك من الأولى}.
البحر [
109:4]، العكبري [133:1]
وفي معاني القرآن [
330:1- 331]: «جعلت الدار هنا اسماً، وجعلت الآخرة من صفتها، وأضيفت في غير هذا الموضع. ومثله مما يضاف إلى مثله في المعنى قوله: {إن هذا لهو حق اليقين} والحق هو اليقين؛ كما أن الدار هي الآخرة، وكذلك: أتيتك بارحة الأولى، والبارحة الأولى ومنه: يوم الخميس، وليلة الخميس يضاف الشيء إلى نفسه إذا اختلف لفظه؛ كما اختلف الحق واليقين، والدار والآخرة، واليوم والخميس فإذا اتفقا لم تقل العرب: هذا الحق، ولا يقين اليقين؛ لأنهم يتوهمون إذا اختلفا في اللفظ أنهما مختلفان في المعنى». قرأ ابن عامر (ولدار الآخرة) بالإضافة.
النشر [
257:2]، الإتحاف: [207]، غيث النفع: [89]، الشاطبية: [193]
3- {قل أذن خير لكم} [61:9]
هذه الإضافة نظيرها قولهم: رجل صدق، تريد الجودة والصلاح.
البحر [
62:5]
4- {عليهم دائرة السوء} [6:48]
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (السوء) بضم "السين"، وباقي السبعة بالفتح، وهو من باب إضافة الموصوف إلى صفته وصفت الدائرة بالمصدر؛ كما قالوا: رجل سوء في نقيض: رجل صدق. البحر [
91:5]، الرضي [282:1]
من إضافة العام إلى الخاص، فهي للبيان كخاتم فضة. الجمل [
156:4]
5- {وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم} [2:10]
من إضافة الموصوف إلى الصفة كمسجد الجامع وصلاة الأولى، وحب الحصيد، وفائدة هذه الإضافة التنبيه على زيادة الفضل ومدح القدم؛ لأن كل شيء أضيف إلى الصدق فهو ممدح. ومثل. (مقعد صدق)، و(مدخل صدق).
الجمل [
327:2]، الرضي [282:1]
6- {ولدار الآخرة خير للذين اتقوا} [109:12]
في هذه الإضافة تخريجان:

أحدهما: أنها من إضافة الموصوف إلى صفته، وأصله: والدار الآخرة.
والثاني: أن يكون من حذف الموصوف وإقامة صفته مقامه، وأصله: ولدار المدة الآخرة، أو النشأة الآخرة، والأول تخريخ كوفي، والثاني تخريج بصري. البحر [353:5]
7- {له دعوة الحق} [14:13]
في الكشاف [520:2- 521]: «(دعوة الحق) فيه وجهان:
أحدهما: أن تضاف الدعوة إلى الحق الذي هو نقيض الباطل كما تضاف الكلمة إليه في قولك: كلمة الحق، للدلالة على أن الدعوة ملابسة للحق مختصة به وأنها بمعزل عن الباطل..
والثاني: أن تضاف إلى الحق الذي هو الله عز وعلا، على معنى: دعوة المدعو الذي يسمع فيجيب».
وهذا الوجه الثاني الذي ذكره الزمخشري لا يصح، لأن ماله إلى تقدير: لله دعوة الله؛ كما تقول: لزيد دعوة زيد، وهذا التركيب لا يصح.
والذي يظهر أن هذه الإضافة من باب إضافة الموصوف إلى الصفة، كقوله:
{ولدار الآخرة} على أحد الوجهين، والتقدير: لله الدعوة الحق بخلاف غيره، فإن دعوتهم باطلة. البحر [
376:5]
8- {كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف} [18:14]
قرأ ابن أبي إسحاق وإبراهيم بن أبي بكر: (في يوم عاصف) على الإضافة، وهو على حذف الموصوف، وإقامة الصفة مقامه، والتقدير: في يوم ريح عاصف، وعلى قول من أجاز الموصوف إلى صفته يجوز أن تكون القراءة منه. البحر [
415:5]
ابن خالويه: [
68]، المحتسب [360:1]
9- {إن الله وعدكم وعد الحق} [22:14]
يحتمل أن يكون من إضافة الموصوف إلى الصفة، أي الوعد الحق، وأن يكون الحق صفة لله، وأن يكون الحق الشيء الثابت، وهو البعث والجزاء على الأعمال. البحر [
418:5]
10- {ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين} [10:15]
قال الفراء: من إضافة الشيء إلى صفته، كقوله: {حق اليقين}، وبجانب الغربي، أي في شيع الأمم الأولين. البحر [
447:5]
11- {والجان خلقناه من قبل من نار السموم} [27:15]
قال ابن عباس: {السموم}: الريح الحارة التي تقتل. وعنه: النار لا دخان لها، منها تكون الصواعق.
وقيل: أضاف الموصوف إلى صفته، أي النار السموم. البحر [
453:5]
12- {الذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء} [60:16]
{مثل السوء}: من إضافة الموصوف إلى صفته. الجمل [
570:2]
13- {وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق} [80:17]
إضافتهما لبيان أو من إضافة الموصوف إلى صفته. الجمل [
626:2]
14- {ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق} [9:22]
قيل الحريق طبقة من طباق جهنم، وقد يكون من إضافة الموصوف إلى صفته، أي العذاب الحريق، أي المحرق كالسميع بمعنى المسمع. البحر [
355:6]، الجمل [156:3]
15- {واجعل لي لسان صدق} [84:26]
من إضافة الموصوف إلى صفته. الجمل [
184:3]
16- {وما كنت بجانب الغربي} [44:28]
من إضافة الموصوف إلى صفته عند قوم، ومن حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه عند قوم، فعلى القول الأول الأصل: الجانب الغربي، وعلى الثاني أصله بجانب المكان الغربي. البحر [
122:7]
17- {فأرسلنا عليهم سيل العرم} [16:34]
{العرم}: الشديد، فاحتمل أن يكون صفة للسيل أضيف فيه الموصوف إلى صفته، أو صفة لموصوف محذوف، أي سيل المطر الشديد. البحر [
271:7]
18- {استكبارا في الأرض ومكر السيئ} [43:35]
من إضافة الموصوف إلى صفته، ولذلك جاء على الأصل في قوله: {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله}. البحر [
319:7]
19- {لنذيقهم عذاب الخزي} [16:41]
من إضافة الموصوف إلى صفته. البحر [
491:7]
20- {ولقد نجينا بني إسرائيل من العذاب المهين} [30:44]
قرأ ابن مسعود: (من عذاب المهين).
من إضافة الموصوف إلى الصفة كبقلة الحمقاء. البحر [
37:8]، ابن خالويه: [138]
21- {الظانين بالله ظن السوء} [6:48]
الإضافة ليست من قبيل الموصوف إلى الصفة، فإنها غير جائزة عند البصريين، لأن الصفة والموصوف عبارة عن شيء واحد، فإضافة أحدهما إلى الآخر إضافة الشيء إلى نفسه، بل السوء صفة لموصوف محذوف، أي ظن الأمر السوء، فحذف المضاف إليه وأقيمت صفته مقامه. الجمل [
155:4]
22- {فأنبتنا به جنات وحب الحصيد} [9:50]
من حذف الموصوف وإقامة صفته مقامه كما يقول البصريون، أي النبت الحصيد. البحر [
121:8]
23- {إن هذا لهو حق اليقين} [95:56]
قيل: هو من قبيل إضافة المترادفين على سبيل المبالغة. كما تقول: هذا يقين اليقين، وصواب الصواب يعني: أنه نهاية في ذلك، فهما بمعنى واحد، أضيف على سبيل المبالغة، وقيل: هو من باب إضافة الموصوف إلى صفته، جعل الحق مباينًا لليقين، أي الثابت المتينق.
البحر [
16:8]، العكبري [134:2]
24- {وذلك دين القيمة} [5:98]
أضاف الدين إلى القيمة، وهي نعته لاختلاف اللفظين. الجمل [
572:4]
25- {كلا لو تعلمون علم اليقين} [5:102]
أضاف الموصوف إلى صفته. البحر [
508:8]
26- {قل فأتوا بسورة مثله} [38:10]
قرأ عمرو بن فائدة: (بسورة مثله) على الإضافة، أي بسورة كتاب أو كلام. قال صاحب اللوامح: هذا مما حذف الموصوف منه وأقيمت الصفة مقامه.
البحر [
158:5]، البن خالويه: [57]
27- {كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار} [35:40]
قرأ أبو عمرو وابن عامر بتنوين (قلب) وقرأ الباقون بالإضافة.
الإتحاف: [
378]، النشر [365:2]، الشاطبية: [275]، غيث النفع: [240]، البحر [415:7]
28- {وزوجناهم بحور عين} [55:44، 20:52]
قرأ عكرمة (بحور عين) بالإضافة. ابن خالويه: [
146]، البحر [40:8]، [148]
29- {فليأتوا بحديث مثله} [34:52]
قرأ أبو السمال بالإضافة. البحر [
152:8]
30- {في يوم نحس مستمر} [19:54]
قرأ الحسن (في يوم نحس) بتنوين (يوم). الإتحاف: [
404]، ابن خالويه: [148]، البحر [179:8]
31- {بل هو قرآن مجيد} [21:85]
قرأ ابن السميفع (قرآن مجيد) بالإضافة. قال ابن خالويه: سمعت ابن الأنباري يقول: بل هو قرآن رب مجيد، كمال الشاعر:
ولكن الغنى رب غفور
وقال ابن عطية: من إضافة الموصوف إلى الصفة.
ابن خالويه: [
171]، البحر [452،8]
32- {والفجر * وليال عشر}. [1:89، 2]
قرأ ابن عباس (وليال عشر) بالإضافة، يريد: وليالي أيام عشر.
ابن خالويه: [
173]، البحر [467:8]
33- {ذواتي أكل خمط} [16:34]
قرئ (أكل خمط) بالإضافة. البحر [
271:7]
34- {اهدنا الصراط المستقيم} [6:1]
قرأ جعفر الصادق (صراط المستقيم) على الإضافة، أي الدين المستقيم. البحر [
27:1]
35- {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} [184:2]
قرأ المدنيان وبن ذكوان (فدية) بغير تنوين و(طعام) بالخفض. الباقون بالتنوين والرفع من إضافة الشيء إلى جنسه، وفي المنتخب من إضافة الموصوف إلى صفته، وليس بجيد، لأن (طعام) ليس بصفة. البحر [
37:2]، النشر [266:2]، الإتحاف: [154]، غيث النفع: [48]، الشاطبية: [160]
36- {أو كفارة طعام مساكين} [95:5]
قرأ المدنيان وابن عارم (كفارة) بغير تنوين، (طعام) بالخفض، على الإضافة.
الباقون بالتنوين ورفع (طعام). النشر [
255:2]، الإتحاف: [203]، الشاطبية: [190]، غيث النفع: [87].


رد مع اقتباس