عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 1 ربيع الثاني 1432هـ/6-03-2011م, 12:53 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي دخول همزة الاستفهام على (لم) (ألم)

دخول همزة الاستفهام على (لم) (ألم)
إذا دخلت همزة الاستفهام على أداة نفي كان معنى الاستفهام هو الإنكار والتقرير قال [الرضى: 2/ 234]: «وإذا دخلت همزة على (لم) و(لما) فهي للاستفهام على سبيل التقرير، ومعنى التقرير: إلجاء المخاطب إلى الإقرار بأمر يعرفه، كقوله تعالى: {ألم نربك فينا وليدا} و{ألم نشرح لك صدرك}».
وذكر في [المغني: 1/ 16-17] خروج همزة الاستفهام الحقيقي إلى هذه الأنواع.
1- الإنكاري الإبطالي، وهذه تقتضي أن ما بعدها غير واقع، وأن مدعيه كاذب، مثل له بقوله تعالى: {أفأصفاكم ربكم بالبنين} {ألربك البنات ولهم البنون} {أفسحر هذا} {أليس الله بكاف عبده} {ألم نشرح لك صدرك} لما كان معناه: شرحنا، {ألم يجدك يتيما فآوى} {ألم يجعل كيدهم في تضليل}.
2- الإنكار التوبيخي، فيقتضي أن ما بعدها واقع، وأن فاعله ملوم ومثل له بقوله تعالى: {أتعبدون ما تنحتون} {أغير الله تدعون} {أتأتون الذكران} {أتأخذونه بهتانا}.
3- التقرير، ومعناه: حملك المخاطب على الإقرار والاعتراف بأمر قد استقر عند ثبوته أو نفيه، ويجب أن يليها الشيء الذي تقرره...
فإن قلت: ما وجه حمل الزمخشري الهمزة في قوله تعالى: {ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير} على التقرير؟
قلت: قد اعتذر عنه بأن مراده التقرير بما بعد النفي، لا التقرير بالنفي والأولى أن تحمل الآية على الإنكار التوبيخي أو الإبطالي. أي ألم تعلم أيها المنكر للنسخ.
ثم عاد ابن هشام وجعل قوله تعالى: {ألم نشرح لك صدرك} من الاستفهام التقرير. [المغني: 2/ 123] وجعله فيما سبق للإنكاري الإبطالي. أما أبو حيان فقد جعل الاستفهام للتقرير في أكثر المواضع كما سيأتي:
1- {قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض} [2: 33].
{ألم أقل} تقرير لأن الهمزة إذا دخلت على النفي كان الكلام في كثير من المواضع تقريرا، نحو قوله تعالى: {ألست بربكم} {ألم نشرح لك صدرك} {ألم نربك فينا وليدا}، ولذلك جاز العطف على جملة إثباتية، نحو: (ووضعنا) و(لبثت). [البحر: 1/ 150].
2- {ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير} [2: 106].
استفهام معناه التقرير، فلا يحتاج إلى معادل البتة، والأولى أن يكون المخاطب السامع، والاستفهام بمعنى التقرير كثير في كلامهم جدا خصوصا إذا دخل على النفي {أليس الله بأعلم بما في صدور العالمين } {أليس الله بأحكم الحاكمين} {ألم نربك فينا وليدا} {ألم يجدك يتيما فآوى} {ألم نشرح لك صدرك} فهذا كله استفهام لا يحتاج فيه إلى معادل، لأنه إنما أراد به التقرير.
[البحر: 1/ 344-345]، [المغني: 1/ 17].
2- {ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض} [2: 107].
استفهام دخل على النفي فهو تقرير، فليس له معادل، لأن التقرير معناه الإيجاب «أي قد علمت أيها المخاطب»... [البحر: 1/ 345].
4- {ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت} [2: 243]
في [البحر: 2/ 249]: «همزة الاستفهام دخلت على حرف النفي، فصار الكلام تقريرا، وقال في [النهر :ص248]: «ومعناه التنبيه والتعجب {ألم تر} جرى مجرى التعجب في لسانهم».
5- {قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها} [4: 94].
في [البحر: 3/ 334]: «هذا تبكيت من الملائكة لهم، ورد لما اعتذروا به، أي لستم مستضعفين، بل كانت لكم القدرة على الخروج إلى بعض الأقطار».
6- {يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليك آياتي} [6: 130]
في [البحر: 4/ 222]: «الاستفهام للتوبيخ والتقريع، حيث أعذر الله إليهم بإرسال الرسل، فلم يقبلوا منه».
7- {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة} [7: 22].
في [البحر: 4/ 281]: «هو استفهام معناه العتاب على ما صدر منهما، والتنبيه على موضع الغفلة» وانظر [الكشاف :2/ 58].
8- {ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق} [7: 169]
في [البحر: 4/ 416] : «هذا توبيخ وتقرير لما تضمنه الكتاب من أخذ الميثاق أنهم لا يكذبون على الله» النهر أيضًا.
9- {ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم} [9: 63].
أي ألم يعلم المنافقون، وهو استفهام معناه التوبيخ والإنكار وقرىء (تعلموا) بالتاء على الخطاب، فالظاهر أنه التفات، فهو خطاب للمنافقين.
قيل: ويحتمل أن يكون خطابا للمؤمنين. فيكون معنى الاستفهام التقرير، وإن كان خطابا للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم فهو خطاب تعظيم، والاستفهام فيه للتعجب، والتقدير: ألا تعجب من جهلهم في محادة الله تعالى. [البحر: 5/ 64].
10- {ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم} [9: 78].
استفهام تضمن التوبيخ والتقريع، وقرىء بالتاء خطابا للمؤمنين على سبيل التقرير. [البحر: 5/ 75].
11- {ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح} [14: 9].
الهمزة للتقرير والتوبيخ. و[البحر: 5/ 408]، النهر أيضًا.
12- {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان} [36: 60].
قال لهم على جهة التوبيخ والتقريع: ألم أعهد... [النهر: 7/ 341].


رد مع اقتباس