عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 26 ذو القعدة 1439هـ/7-08-2018م, 06:17 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (63) قَالَ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلمّا رجعوا إلى أبيهم قالوا يا أبانا منع منّا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنّا له لحافظون (63) قال هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل فاللّه خيرٌ حافظًا وهو أرحم الرّاحمين (64)}
يخبر تعالى عنهم إنّهم رجعوا إلى أبيهم {قالوا يا أبانا منع منّا الكيل} يعنون بعد هذه المرّة، إن لم ترسل معنا أخانا بنيامين، فأرسله معنا نكتل.
وقرأ بعضهم: [يكتل] بالياء، أي يكتل هو، {وإنّا له لحافظون} أي: لا تخف عليه فإنّه سيرجع إليك. وهذا كما قالوا له في يوسف: {أرسله معنا غدًا يرتع ويلعب وإنّا له لحافظون} ؛ ولهذا قال لهم: {هل آمنكم عليه إلا كما أمنتكم على أخيه من قبل} أي: هل أنتم صانعون به إلّا كما صنعتم بأخيه من قبل، تغيّبونه عنّي، وتحولون بيني وبينه؟ {فاللّه خيرٌ حفظًا} وقرأ بعضهم: "حافظًا" {وهو أرحم الرّاحمين} أي: هو أرحم الرّاحمين بي، وسيرحم كبري وضعفي ووجدي بولدي، وأرجو من اللّه أن يردّه عليّ، ويجمع شملي به، إنّه أرحم الرّاحمين). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 398-399]

تفسير قوله تعالى: {وَلَمَّا فَتَحُوا مَتَاعَهُمْ وَجَدُوا بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (65)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولمّا فتحوا متاعهم وجدوا بضاعتهم ردّت إليهم قالوا يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردّت إلينا ونمير أهلنا ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعيرٍ ذلك كيلٌ يسيرٌ (65) قال لن أرسله معكم حتّى تؤتون موثقًا من اللّه لتأتنّني به إلا أن يحاط بكم فلمّا آتوه موثقهم قال اللّه على ما نقول وكيلٌ (66)}
يقول تعالى: ولمّا فتح إخوة يوسف متاعهم، وجدوا بضاعتهم ردّت إليهم، وهي الّتي كان أمر يوسف فتيانه بوضعها في رحالهم، فلمّا وجدوها في متاعهم {قالوا يا أبانا ما نبغي}؟ أي: ماذا نريد؟ {هذه بضاعتنا ردّت إلينا} كما قال قتادة. ما نبغي وراء هذا ؟ إنّ بضاعتنا ردّت إلينا وقد أوفي لنا الكيل.
{ونمير أهلنا} أي: إذا أرسلت أخانا معنا نأتي بالميرة إلى أهلنا، {ونحفظ أخانا ونزداد كيل بعيرٍ} وذلك أنّ يوسف، عليه السّلام، كان يعطي كلّ رجلٍ حمل بعيرٍ. وقال مجاهدٌ: حمل حمارٍ. وقد يسمّى في بعض اللّغات بعيرًا، كذا قال.
{ذلك كيلٌ يسيرٌ} هذا من تمام الكلام وتحسينه، أي: إنّ هذا يسيرٌ في مقابلة أخذ أخيهم ما يعدل هذا). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 399]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آَتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ (66)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({قال لن أرسله معكم حتّى تؤتون موثقًا من اللّه} أي: تحلفون بالعهود والمواثيق، {لتأتنّني به إلا أن يحاط بكم} إلّا أن تغلبوا كلّكم ولا تقدرون على تخليصه.
{فلمّا آتوه موثقهم} أكّده عليهم فقال: {اللّه على ما نقول وكيلٌ}
قال ابن إسحاق: وإنّما فعل ذلك؛ لأنّه لم يجد بدًّا من بعثهم لأجل الميرة، الّتي لا غنى لهم عنها، فبعثه معهم). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 399]

رد مع اقتباس