عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 07:27 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالّتي هي أحسن} [الإسراء: 34] والّتي هي أحسن أن يوفّر ماله، حتّى إذا بلغ أشدّه دفع إليه ماله إن آنس منه رشدًا.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: لمّا نزلت هذه الآية اشتدّت عليهم، فكانوا لا
[تفسير القرآن العظيم: 1/134]
يخالطونهم في المال ولا في المأكل، فجهدهم ذلك، فنسختها هذه الآية: {وإن تخالطوهم فإخوانكم واللّه يعلم المفسد من المصلح} [البقرة: 220].
قوله: {وأوفوا بالعهد} [الإسراء: 34]، يعني: ما عاهدتم عليه فيما وافق الحقّ.
{إنّ العهد كان مسئولا} [الإسراء: 34] مطلوبًا، يسأل عنه أهله الّذين أعطوه). [تفسير القرآن العظيم: 1/135]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {حتّى يبلغ أشدّه...}

... وحدثني حبّان بن عليّ عن الكلبيّ عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال: الأشدّ. ما بين ثماني عشرة إلى ثلاثين). [معاني القرآن: 2/123]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {مال اليتيم إلا بالّتي هي أحسن} مجازه: بالقوت إذا قام به وعمره من غير أن يتأثل منه مالاً.
{حتّى يبلغ أشدّه} مجازه: منتهاه من بلوغه، ولا واحد له منه فإن أكرهوا على ذلك قالوا: أشدّ، بمنزلة صبّ والجميع أضبّ.
{إنّ العهد كان مسئولاً} أي مطلوباً، يقال: وليسألن فلان عهد فلان). [مجاز القرآن: 1/379-378]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يبلغ أشده}: منتهاه وهو جمع واحدة شد وبعضهم يجعله اسما واحدا). [غريب القرآن وتفسيره: 215]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا تقربوا مال اليتيم إلّا بالّتي هي أحسن حتّى يبلغ أشدّه} أي: يتناهى في الثّبات إلى حدّ الرجال.
ويقال: ذلك ثمانية عشرة سنة. وأشدّ اليتيم غير أشدّ الرجل في قول اللّه عز وجل: {حتّى إذا بلغ أشدّه وبلغ أربعين سنةً}: وإن كان اللفظان واحدا، لأن أشدّ الرجل: الاكتهال والحنكة وأن يشتد رأيه وعقله. وذلك ثلاثون سنة. ويقال: ثمان وثلاثون سنة. وأشدّ الغلام: أن يشتد خلقه، ويتناهى ثباته). [تفسير غريب القرآن: 254]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكقوله: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ} أي: مكنّا لهم.
والعرب تقول: عددتك مائة، أي عددت لك، وأستغفر الله ذنبي.
قال الشاعر:
أستغفر الله ذنباً لستُ محصيَهُ = ربَّ العبادِ إليهِ الوجهُ والعملُ
وشبعت خبزا ولحما، وشربت ورويت ماء ولبنا وتعرّضت معروفك، ونزلتك ونأيتك، وبتّ القوم، وغاليت السلعة، وثويت البصرة وسرقتك مالا، وسعيت القوم، واستجبتك.
قال الشاعر:
وداعٍ دعا يا من يجيب إلى النَّدى = فلم يستجبْهُ عند ذاكَ مجيبُ
وقوله جل وعزّ: {إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} أي: مسؤولا عنه.
قال أبو عبيدة: يقال: (لتسألنّ عهدي) أي عن عهدي). [تأويل مشكل القرآن: 230-299] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولا تقربوا مال اليتيم إلّا بالّتي هي أحسن حتّى يبلغ أشدّه وأوفوا بالعهد إنّ العهد كان مسئولا}
أي لا تذخروا من ماله، ولا تأكلوا - إذا أقمتم عليه إلا ما يسكن الجوعة، ولا تكتسوا إلّا ما ستر العورة، ولا تقربوه إلا بالإصلاح للمال حتى يبلغ أشده.
وأشده أن يبلغ النكاح، وقيل: أشده أن يأتي له ثماني عشرة سنة.
وبلوغ أشده هو الاحتلام، وأن يكون مع ذلك غير ذي عاهة في عقل وأن يكون حازما في ماله.
وقوله: {وأوفوا بالعهد إنّ العهد كان مسئولا}.
قال بعضهم: لا أدري ما العهد، والعهد كل ما عوهد اللّه عليه، وكل ما بين العباد من المواثيق فهي عهود.
وكذلك قوله:، {وأوفوا بعهد اللّه إذا عاهدتم} ). [معاني القرآن: 3/238]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن}
قال محمد سألت عبيدة عن قوله تعالى: {ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف}
فقال يستقرض فإذا استغنى رد ثم تلا فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وقال أبو العالية نحوا من هذا
وقال عمر بن الخطاب رحمة الله عليه ما يقوي هذا
حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد النحوي قال حدثنا الحسن بن غليب قال نا يوسف بن عدي قال نا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن يرفا مولى عمر قال قال عمر بن الخطاب رضوان الله عليه يا يرفا إني أنزلت مال الله مني بمنزلة مال اليتيم إذا احتجت أخذت منه فإذا أيسرت رددته وإني إن استغنيت استعففت عنه فإني قد وليت من أمر المسلمين أمرا عظيما
وقال سعيد بن المسيب لا يشرب الماء من مال اليتم قال فقلت له إن الله يقول ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف قال فقال إنما ذلك لخدمته وغسل ثوبه
وروى أبو يحيى وليث عن مجاهد قال لا تقرب مال اليتيم إلا للتجارة ولا تستقرض قال فأما قوله تعالى: {ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف} فإنما معناه فليأكل من ماله بالمعروف يعني من مال نفسه
وقال بهذا جماعة من الفقهاء وأهل النظر حتى قال أبو يوسف لعل قوله: {ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف} منسوخ بقوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل} ). [معاني القرآن: 4/154-152]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {حتى يبلغ أشده} وبيان هذا في قوله: {حتى إذا بلغوا النكاح} قال مجاهد أي الحلم). [معاني القرآن: 4/154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَشُدَّهُ}: منتهى قوّته). [العمدة في غريب القرآن: 182]

تفسير قوله تعالى: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (35)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم} [الإسراء: 35] والقسطاس: العدل بالرّوميّة.
{ذلك خيرٌ} [الإسراء: 35] إذا أوفيتم الكيل، وأقمتم الوزن.
{وأحسن تأويلا} [الإسراء: 35]، يعني: عاقبةً في الآخرة.
تفسير السّدّيّ.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: خيرٌ ثوابًا وعاقبةً). [تفسير القرآن العظيم: 1/135]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
( {وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خيرٌ وأحسن تأويلاً}

وقال: {وزنوا بالقسطاس} "والقسطاس" مثل "القرطاس" و"القرطاس" و"الفسطاط" و"الفسطاط"). [معاني القرآن: 2/70]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة أبي عمرو {وزنوا بالقسطاس}.
وأصحاب عبد الله {بالقسطاس} بالكسر، كل ما في القرآن؛ وهو الميزان.
[معاني القرآن لقطرب: 825]
وقال الحسن: هو القرسطون؛ وكان ابن عباس يقول: هو الميزان العدل، وهو القرسطون بلغة الروم.
وقال عدي بن زيد:
في حديد القسطاس يرقبني الحارس والمرء كل شيء يلاقي
وقال أمية:
كتثاقل القسطاس بالميزان في الأيدي المواتح). [معاني القرآن لقطرب: 826]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {القسطاس}: العدل). [غريب القرآن وتفسيره: 215]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {بالقسطاس}: الميزان. يقال: هو بلسان الروم. وفيه لغة أخرى: بالقسطاس بضم القاف. وقد قرئ باللغتين جميعا.
{وأحسن تأويلًا} أي أحسن عاقبة). [تفسير غريب القرآن: 254]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا}
{وزنوا بالقسطاس المستقيم}.
والقسطاس جميعا - بالضم - والكسر - قيل: القسطاس هو القرسطون وقيل القفان، والقسطاس ميزان العدل، أي ميزان كان من موازين الدراهم أو غيرها.
وقوله: {ذلك خير وأحسن تأويلا}.
معنى {وأحسن تأويلا} أن الوفاء أحسن من النقصان، ويجوز أن يكون المعنى أحسن ما يؤول إليه أمر صاحب الوفاء). [معاني القرآن: 3/239-238]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم}
روى ابن جريج عن مجاهد قال القسطاس العدل وقال الضحاك هو الميزان). [معاني القرآن: 4/154]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {ذلك خير وأحسن تأويلا} [معاني القرآن: 4/154]
قال قتادة أي أحسن عاقبة أي ما يئول إليه الأمر في الدنيا والآخرة وقيل أحسن من النقصان). [معاني القرآن: 4/155]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {والقسطاس} الميزان، وهو عجمي بلسان الروم، والضم لغة.
{وأحسن تأويلا} أي عاقبة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 136]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {القِسْطَاسِ}: العدل). [العمدة في غريب القرآن: 182]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولا تقف ما ليس لك به علمٌ إنّ السّمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسئولا} [الإسراء: 36] سعيدٌ، عن قتادة، قال: لا تقف، قال: لا تقل: رأيت ولم تر، ولا سمعت ولم تسمع، فإنّ اللّه سائلك عن ذلك كلّه.
وتفسير الحسن: لا تقف أخاك المسلم من بعده إذا مرّ بك، فتقول: إنّي رأيت هذا يفعل كذا، ورأيته يفعل كذا، وسمعته يقول كذا، لم تسمع ولم تر.
{كلّ أولئك} [الإسراء: 36] كلّ ذلك.
{كان عنه مسئولا} [الإسراء: 36] يسأل السّمع على حدةٍ عمّا سمع، ويسأل البصر على حدةٍ عمّا بصر، ويسأل القلب عمّا عزم عليه). [تفسير القرآن العظيم: 1/135]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ولا تقف...}

أكثر القراء يجعلونها من قفوت، فتحرّك الفاء إلى الواو، فتقول {ولا تقف} وبعضهم قال (ولا تقف) والعرب تقول قفت أثره وقفوته. ومثله يعتام ويعتمي وقاع الجمل الناقة وقعا إذا ركبها، وعاث وعثي من الفساد. وهو كثير، منه شاك السلاح وشاكي السلاح، وجرف هارٌ وهارٍ. وسمعت بعض قضاعة يقول: اجتحى ماله واللغة الفاشية اجتاح ماله. وقد قال الشاعر:
ولو أني رأيتك من بعيد = لعاقك من دعاء النّيب عاقي
يريد: عائق
حسبت بغام راحلتي عناقاً = وما هي ويب غيرك بالعناق).
[معاني القرآن: 2/124-123]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولا تقف ما ليس لك به علمٌ} مجازه: ولا تتبع ما لا تعلمه ولا يعنيك. وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (نحن بنو النضر بن كنانة لا نقذف أمّنا ولا نقفوا آباءنا)؛ وروى في الحديث: (ولا نقتفي من أبينا) وقال النّابغة الجعديّ:
ومثل الدّمى شمّ العرانين ساكنٌ= بهن الحياء لا بشعن التّقافيا
يعني التقاذف.
{كلّ أولئك كان عنه مسئولاً} خرج مخرج ما جعلوا الخبر عنه والعدد كالخبر عن الآدميّين وعلى لفظ عددهم إذا جمعوا وهو في الكلام: كل تلك، ومجاز عنه كقولهم: كل أولئك ذاهب، لأنه يرجع الخبر إلى كل ولفظه لفظ الواحد والمعنى يقع على الجميع، وبعضهم يقول: كل أولئك ذاهبوا، لأنه يجعل الخبر للجميع الذي بعد كل). [مجاز القرآن: 1/380-379]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولا تقف ما ليس لك به علمٌ إنّ السّمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولاً}
[وقال] {ولا تقف ما ليس لك به علمٌ إنّ السّمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولاً} قال: {أولئك}. هذا وأشباهه مذكّراً كان أو مؤنّثاً تقول فيه "أولئك" قال الشاعر:
ذمّي المنازل بعد منزلة اللّوى = والعيش بعد أولئك الأيام
وهذا كثير). [معاني القرآن: 2/71]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {ولا تقف ما ليس لك به علم} فيقال: قفوت الرجل، أقفوه قفوة: إذا رميته بقبيح؛ وقفوت: اتبعت.
وقال الشاعر:
إذا رأيت المرء يقفوا نفسه = والمحصنات فما لذاك حريم). [معاني القرآن لقطرب: 836]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {كل أولئك كان عنه مسئولا} فقال: {عنه} على الكل؛ لأنه مذكر واحد، كقولك: كل النساء يقول بالياء ذاك؛ على اللفظ المذكر؛ وإن شئت قلت: كل النساء تقول ذاك بالتاء؛ فيمن قال: النساء ذاهبة؛ فجعلته كالواحد المؤنث؛ وإن شئت قلت: كل النساء يقلن ذاك، ومنطلقات؛ فحملته على المعنى، كقول الله عز وجل {وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق}، ومثل ذلك قوله {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا} ). [معاني القرآن لقطرب: 844]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {ولا تقف}: أي تتبع). [غريب القرآن وتفسيره: 216]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا تقف ما ليس لك به علمٌ} أي: لا تتبعه الحدس والظّنون ثم تقول: رأيت ولم تر، وسمعت ولم تسمع،
وعلمت ولم تعلم. وهو مأخوذ من القفاء كأنك تقفو الأمور، أي تكون في أقفائها وأواخرها تتعقبها.
يقال: قفوت أثره. والقائف: الذي يعرف الآثار ويتبعها. وكأنه مقلوب عن القافي). [تفسير غريب القرآن: 255-254]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولا تقف ما ليس لك به علم إنّ السّمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسئولا}
أي لا تقولن في شيء بما لا تعلم.
فإذا نهي النّبي - صلى الله عليه وسلم - مع جكمته وعلمه وتوفيق اللّه إيّاه - أن يقول بما لا يعلم، فكيف سائر أمّته والمسرفين على أنفسهم.
يقال قفوت الشيء أقفوه قفوا إذا اتبعت أثره، فالتأويل لا تتبعن لسانك من القول ما ليس لك به علم، وكذلك من جميع العقل.
{إنّ السّمع والبصر والفؤاد} شواهد عليك.
قال الله عزّ وجلّ {يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون}.
فالجوارح شواهد على ابن آدم بعمله.
ويقرأ.. (ولا تقف ما ليس لك به علم) بإسكان الفاء وضم القاف، من قاف يقوف - وكأنه مقلوب من قفا يقفو، لأن المعنى واحد.
وقوله: {كلّ أولئك كان عنه مسئولا}.
فقال (مسئولا)، وقال: (كان)، لأن " كل " في لفظ الواحد؛ فقال {أولئك} لغير الناس، لأن كل جمع أشرت إليه من الناس وغيرهم ومن الموات فلفظه (أولئك)
قال جرير:
ذم المنازل بعد منزلة اللوى= والعيش بعد أولئك الأيّام).
[معاني القرآن: 3/240-239]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولا تقف ما ليس لك به علم}
روى عن ابن عباس قال لا تقل ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا قال يسأل أكان ذاك أم لا
وقال ابن الحنفية رحمة الله عليه هذا في شهادة الزور وروى حجاج عن ابن جريج عن مجاهد قال: {لا تقف} لا ترم
قال أبو جعفر وهذه الأقوال ترجع إلى معنى واحد وهو من قفوت الشيء أي اتبعت أثره والمعنى لا تتبعن لسانك ما لم تعلمه فتتكلم بالحدس والظن
وحكى الكسائي ولا تقف من القيافة وهو بمعنى الأول على القلب). [معاني القرآن: 4/156-155]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ولا تقف ما ليس لك به علم} أي لا تتبعه الحدس والظنون، ثم تقول: رأيت ولم تر، وسمعت ولم تسمع، ومنه القائف الذي يتتبع الآثار، كأنه مقلوب وأصله القافي، وهو كله من القفا، كأنك تقفو الأمور، أي تكون في أقفائها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 136]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): {تَقْفُ}: تتبع). [العمدة في غريب القرآن: 182]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا (37)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ولا تمش في الأرض} [الإسراء: 37]، يعني: على الأرض.
{مرحًا} [الإسراء: 37] كما يمشي المشركون، فتمرح في الأرض، وهي مثل قوله:
[تفسير القرآن العظيم: 1/135]
{ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحقّ وبما كنتم تمرحون} [غافر: 75] وكقوله: {وفرحوا بالحياة الدّنيا} [الرعد: 26]، يعني: المشركين، لا يفرحون بالآخرة.
وقال: {إنّك لن تخرق الأرض} [الإسراء: 37] بقدمك إذا مشيت.
{ولن تبلغ الجبال طولا} ). [تفسير القرآن العظيم: 1/136]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {إنّك لن تخرق الأرض} مجازه: لن تقطع الأرض، وقال رؤبة:

وقاتم الأعماق خاوي المخترق
أي المقطّع وقال آخرون: إنك لن تنقٌب الأرض، وليس بشيء). [مجاز القرآن: 1/380]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولا تمش في الأرض مرحاً إنّك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً}
وقل {مرحاً} و{مرحا} والمكسورة أحسنهما لأنك لو قلت: تمشي مرحا" كان أحسن من "تمشى مرحا" ونقرؤها مفتوحة). [معاني القرآن: 2/71]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {لن تخرق الأرض} فقالوا: يجوز على أنك لن تقطع الأرض؛ على قول رؤبة:
وقاتم الأعماق خاوي المخترق
أي خاوي المقطع.
فيكون معنى {لن تخرق الأرض} لن تقطعها.
وقال بعضهم: لن تنقب الأرض؛ من الخرق.
وكل جائز؛ وكأن الأول أقرب المعنيين). [معاني القرآن لقطرب: 836]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {تخرق الأرض}: تقطعها ويقال تثقبها). [غريب القرآن وتفسيره: 216]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا تمش في الأرض مرحاً} أي: بالكبر والفخر.
{إنّك لن تخرق الأرض} أي: لا تقدر أن تقطعها حتى تبلغ آخرها يقال: فلان أخرق للأرض من فلان، إذا كان أكثر أسفارا وغزوا.
{ولن تبلغ الجبال طولًا} يريد: أنه ليس للفاجر أن يبذخ ويستكبر). [تفسير غريب القرآن: 255]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولا تمش في الأرض مرحا إنّك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا}
ويقرأ مرحا - بكسر الراء -، وزعم الأخفش أن مرحا أجود من مرحا.
لأن مرحا اسم الفاعل. وهذا - أعني المصدر - جيد بالغ، وكلاهما في الجودة سواء، غير أنّ المصدر أوكد في الاستعمال تقول: جاء زيد ركضا، وجاء زيد راكضا، فركضا أوكد في الاستعمال لأن ركضا يدلّ على توكيد الفعل.
ومرحا - بفتح الراء أكثر في القراءة.
وتأويل الآية: ولا تمش في الأرض مختالا ولا فخورا.
{إنّك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا}.
قالوا: معنى {تخرق الأرض} تقطع الأرض، وقيل تثقب الأرض.
والتأويل أن قدرتك لا تبلغ هذا المبلغ، فيكون ذلك وصلة إلى الاختيال). [معاني القرآن: 3/240]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولا تمش في الأرض مرحا} أي متكبرا متبذخا). [معاني القرآن: 4/156]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {إنك لن تحرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا} فيه لأهل اللغة قولان:
أحدهما أن المعنى إنك لن تنقب الأرض،
والآخر لن تقطعها كلها قال أبو جعفر وهذا أبين كأنه مأخوذ من الخرق وهو الصحراء الواسعة ويقال فلان أخرق من فلان أي أكثر سفرا وغزوا منه). [معاني القرآن: 4/157-156]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تَخْرِقَ}: تقطع). [العمدة في غريب القرآن: 182]

تفسير قوله تعالى: {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا (38)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولن تبلغ الجبال طولا {37} كلّ ذلك كان سيّئه} [الإسراء: 37-38] في قراءة من قرأها بالرّفع.
{عند ربّك مكروهًا} [الإسراء: 38]، يقول: سيّئٌ ذلك الفعل.
ومن قرأها بالنّصب يقول: كلّ ذلك كان سيّئهً مهموزةً يوجب أنّها سيّئةٌ {عند ربّك مكروهًا} [الإسراء: 38] وهي قراءة المكّيّ، ذكره حمّاد بن سلمة). [تفسير القرآن العظيم: 1/136]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {كلّ ذلك كان سيّئه عند ربّك مكروهاً...}

وقرأ بعض أهل الحجاز {كان سيّئةً عند ربّك مكروهاً} ). [معاني القرآن: 2/124]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {كل ذلك كان سيئه} يضيف السيء إلى الهاء.
أبو عمرو {سيئة} لا يضيف). [معاني القرآن لقطرب: 826]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {كلّ ذلك كان سيّئه عند ربّك مكروها}
سيئه في معنى خطيئة، وكان أبو عمرو لا يقرأ (سيّئه)، ويقرأ (سيئة)، وهذا غلط، لأن في الأقاصيص سيئا وغير سيئ وذلك أن فيها {وقل لهما قولا كريما * واخفض لهما جناح الذّلّ من الرّحمة}
وفيها: {وآت ذا القربى حقّه والمسكين وابن السّبيل}.
و {وأوفوا بالعهد} ، {ولا تقربوا مال اليتيم إلّا بالّتي هي أحسن}، أي اقربوه بالتي هي أحسن.
ففيما جرى من الآيات سيئ وحسن، فسيئه بلا تنوين أحسن من سيئة ههنا.
ومن قرأ سيئة جعل " كلا " إحاطة بالمنهي عنه فقط، المعنى كل ما نهى الله عنه كان سيئة). [معاني القرآن: 3/241-240]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل ثناؤه: {كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها}
ويقرأ {سيئة} عند ربك مكروها
وقيل الأول أبين لأنه قد تقدم قوله: {وآت ذا القربى حقه} وأشياء حسنة وسيئة فقال: {كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها} وأيضا فإنه لم يقل مكروهة). [معاني القرآن: 4/158-157]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ذلك ممّا أوحى إليك ربّك من الحكمة ولا تجعل مع اللّه إلهًا آخر فتلقى في جهنّم ملومًا مدحورًا} [الإسراء: 39] ملومًا في نقمة اللّه، {مدحورًا} [الإسراء: 39] في عذاب اللّه، والمدحور: المطرود، المبعد، المقصى عن الجنّة، في النّار). [تفسير القرآن العظيم: 1/136]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {مدحوراً} مقصيا مبعدا. يقال: اللهم ادحر الشيطان عني).
[تفسير غريب القرآن: 255]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ذلك ممّا أوحى إليك ربّك من الحكمة ولا تجعل مع اللّه إلها آخر فتلقى في جهنّم ملوما مدحورا}
{فتلقى في جهنّم ملوما مدحورا} أي مباعدا من رحمة اللّه). [معاني القرآن: 3/241]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا}
أي مقصى مباعدا ومنه اللهم ادحر عنا الشيطان). [معاني القرآن: 4/158]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {مدحورا} أي: مباعدا من الخير). [ياقوتة الصراط: 307]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مدحورا} أي مقصيا مبعدا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 137]


رد مع اقتباس