عرض مشاركة واحدة
  #41  
قديم 22 جمادى الأولى 1432هـ/25-04-2011م, 11:24 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الإعلال والإبدال

الإعلال والإبدال
الإعلال القياس تكلمنا عنه في مواضعه، ثم تحدثنا عن بقية الأنواع. والإبدال السماعي جاء منه في السبع:
1- قلب السين صادًا في السراط معرفًا ومنكرًا في جميع القرآن.
وقرئ بالسين والصاد في السبع في: (يبسط. بسطة. بمسيطر. المسيطرون).
وقرئ في السبع بإشمام الصادر زايًا إذا سكنت وبعدها دال: تصديق. يصدقون فاصدع. يصدر...
وجاءت أنواع كثيرة من الإبدال في الشواذ ذكرناها أيضًا.
لم أتحدث في كتابي عن بابين: الإمالة والوقف.
أما الإمالة فقد تحدثت عنها كتب القراءات في الأصول وفي الفرش وكان حديثًا مبسوطًا يتجاوز ما في كتب النحو.
أما الوقف والابتداء فقد افردا بكتب ضخمة مطبوعة ومخطوطة، كما عقدت له كتب القراءات فصولاً في الأصول وفي الفرش.
وفي كتابي بابان: القلب المكاني في القرآن، والإلحاق في القرآن، ولم يطرق حديثهما غيري، ولا لهما وجود في غير كتابي.
ما الذي استهدفته من هذه الدراسات؟
أنا لا أتطاول فأقول: إن هذه الدراسات خدمة للقرآن الكريم، وإنما أتطامن فأقول:
إن هذه الدراسات خدمة لدراسة اللغة العربية.
استهدفت أن أنقل دارس النحو والصرف من الأمثلة المحدودة، والشواهد المحصورة التي صارت (أكليشيهات) تنقل من كتاب إلى كتاب، أردت أن أنقله إلى المجال الأرحب والأفسح مجال القرآن الكريم وقراءاته.
لقد كان يتعذر على دارس النحو واصرف أن يحتكم إلى أسلوب القرآن وقراءته في كل ما يعرض له من قوانين النحو والصرف، فيسرت له هذه الدراسات هذا الاحتكام، فيستطيع أن يعرف متى أراد: أورد مثل هذا الأسلوب في القرآن أم لا؟
وإذا كان في القرآن فهل جاء كثيرًا أو قليلاً، وفي قراءات متواترة أو شاذة.
وفي هذه الدراسات دفاع عن النحو، فما أكثر ما رمى النحاة بأنهم سرقوا النحو اللاتيني، سرقوا النحو الإغريقي، سرقوا النحو السرياني، فبينت هذه الدراسات أن القواعد التي وضعها النحويون إنما تتمثل في أسلوب القرآن الكريم وقراءاته، وبذلك أبرىء ساحة النحويين من هذا الاتهام الغاشم الظالم.
رماني بأمر كنت منه ووالدي = بريئًا ومن جل الطوى رماني
ورحم الله أبا الطيب لقوله:

من يعرف الشمس لم ينكر مطالعها = أو يبصر الخيل لا يستكرم الرمكا
الرمك: البغال.
هذه هي الخطوط العريضة للقسم الثاني من الدراسات القرآنية، وهو دراسة الجانب الصرفي في القرآن، وحجمه بين أربعة أجزاء وخمسة.
وبقي القسم الثالث، وأكثر مواده مسجلة في هذين المجلدين.
وإذا يسر الله وأعان فستشغل دراسة الجانب النحوي وحده، في القرآن عشرة أجزاء، أو تزيد، وما أظن أن أحدًا سبقني إلى مثل هذه الدراسات التي قامت على استقراء أسلوب القرآن وقراءاته.
أسأل الله العون والتوفيق والسداد.


رد مع اقتباس