عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 01:36 AM
شيماء رأفت شيماء رأفت غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 1,618
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ آَتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (16) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنّبوّة ورزقناهم من الطّيّبات وفضّلناهم على العالمين}.
يقول تعالى ذكره: {ولقد آتينا} يا محمّد {بني إسرائيل الكتاب} يعني التّوراة والإنجيل {والحكم} يعني الفهم بالكتاب، والعلم بالسّنن الّتي لم تنزل في الكتاب {والنّبوّة} يقول: وجعلنا منهم أنبياء ورسلاً إلى الخلق {ورزقناهم من الطّيّبات} يقول: وأطعمناهم من طيّبات أرزاقنا، وذلك ما أطعمهم من المنّ والسّلوى {وفضّلناهم على العالمين} يقول: وفضّلناهم على عالمي أهل زمانهم في أيّام فرعون وعهده في ناحيتهم بمصر والشّام). [جامع البيان: 21/84]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا عقبة الأصم عن مالك بن دينار قال سمعت عكرمة يقول في قوله الحكم والنبوة قال الحكم اللب). [تفسير مجاهد: 591]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 16 - 22.
أخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم} قال: اللب). [الدر المنثور: 13/295]

تفسير قوله تعالى: (وَآَتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (17) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وآتيناهم بيّناتٍ من الأمر فما اختلفوا إلاّ من بعد ما جاءهم العلم بغيًا بينهم إنّ ربّك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}.
يقول تعالى ذكره: وأعطينا بني إسرائيل واضحاتٍ من أمرنا بتنزيلنا إليهم التّوراة فيها تفصيل كلّ شيءٍ {فما اختلفوا إلاّ من بعد ما جاءهم العلم بغيًا بينهم} طلبًا للرّياسات، وتركًا منهم لبيان اللّه تبارك وتعالى في تنزيله.
وقوله: {إنّ ربّك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون} [يونس: ] يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم إنّ ربّك يا محمّد يقضي بين المختلفين من بني إسرائيل بغيًا بينهم يوم القيامة، فيما كانوا فيه في الدّنيا يختلفون بعد العلم الّذي آتاهم والبيان الّذي جاءهم منه، فيفلج المحقّ حينئذٍ على المبطل بفصل الحكم بينهم). [جامع البيان: 21/84]

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (18) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ثمّ جعلناك على شريعةٍ من الأمر فاتّبعها ولا تتّبع أهواء الّذين لا يعلمون (18) إنّهم لن يغنوا عنك من اللّه شيئًا وإنّ الظّالمين بعضهم أولياء بعضٍ واللّه وليّ المتّقين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ جعلناك يا محمّد بعد أنبياء بني إسرائيل، الّذين وصفت لك صفتهم {على شريعةٍ من الأمر} يقول: على طريقةٍ وسنّةٍ ومنهاجٍ من أمرنا الّذي أمرنا به من قبلك من رسلنا {فاتّبعها} يقول: فاتّبع تلك الشّريعة الّتي جعلناها لك {ولا تتّبع أهواء الّذين لا يعلمون} يقول: ولا تتّبع ما دعاك إليه الجاهلون باللّه، الّذين لا يعرفون الحقّ من الباطل، فتعمل به، فتهلك إن عملت به.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {ثمّ جعلناك على شريعةٍ من الأمر فاتّبعها} قال: يقول على هدًى من الأمر وبيّنةٍ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ثمّ جعلناك على شريعةٍ من الأمر فاتّبعها} والشّريعة: الفرائض والحدود والأمر والنّهي {فاتّبعها ولا تتّبع أهواء الّذين لا يعلمون}.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {ثمّ جعلناك على شريعةٍ من الأمر} قال: الشّريعة: الدّين وقرأ {شرع لكم من الدّين ما وصّى به نوحًا والّذي أوحينا إليك} قال: فنوحٌ أوّلهم وأنت آخرهم). [جامع البيان: 21/85]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {ثم جعلناك على شريعة} قال: على طريقة). [الدر المنثور: 13/295]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {ثم جعلناك على شريعة من الأمر} يقول: على هدى من الأمر وبينة). [الدر المنثور: 13/295-296]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {ثم جعلناك على شريعة من الأمر} قال: الشريعة الفرائض والحدود والأمر والنهي). [الدر المنثور: 13/296]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (19) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّهم لن يغنوا عنك من اللّه شيئًا}.
يقول تعالى ذكره: إنّ هؤلاء الجاهلين بربّهم، الّذين يدعونك يا محمّد إلى اتّباع أهوائهم، لن يغنوا عنك إن أنت اتّبعت أهواءهم، وخالفت شريعة ربّك الّتي شرعها لك من عقاب اللّه شيئًا، فيدفعوه عنك إن هو عاقبك، وينقذوك منه.
وقوله: {وإنّ الظّالمين بعضهم أولياء بعضٍ} يقول: وإنّ الظّالمين بعضهم أنصار بعضٍ، وأعوانهم على الإيمان باللّه وأهل طاعته {واللّه وليّ المتّقين} يقول تعالى ذكره: واللّه يلي من اتّقاه بأداء فرائضه، واجتناب معاصيه بكفايته، ودفاع من أراده بسوءٍ، يقول جلّ ثناؤه لنبيّه عليه الصّلاة والسّلام فكن من المتّقين، يكفك اللّه ما بغاك وكادك به هؤلاء المشركون، فإنّه وليّ من اتّقاه، ولا يعظم عليك خلاف من خالف أمره وإن كثر عددهم، لأنّهم لن يضرّوك ما كان اللّه وليّك وناصرك). [جامع البيان: 21/86]

تفسير قوله تعالى: (هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (20) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هذا بصائر للنّاس وهدًى ورحمةٌ لقومٍ يوقنون (20) أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نّجعلهم كالّذين آمنوا وعملوا الصّالحات سواءً مّحياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}.
يقول تعالى ذكره {هذا} الكتاب الّذي أنزلناه إليك يا محمّد {بصائر للنّاس} يبصرون به الحقّ من الباطل، ويعرفون به سبيل الرّشاد، والبصائر: جمع بصيرةٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك كان ابن زيدٍ يقول.
ذكر ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {هذا بصائر للنّاس وهدًى ورحمةٌ} قال: القرآن قال: هذا كلّه إنّما هو في القلب قال: والسّمع والبصر في القلب وقرأ {فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب الّتي في الصّدور} وليس ببصر الدّنيا ولا بسمعها.
وقوله: {وهدًى} يقول: ورشادٌ {ورحمةٌ لقومٍ يوقنون} بحقيقة صحّة هذا القرآن، وأنّه تنزيلٌ من اللّه العزيز الحكيم وخصّ جلّ ثناؤه الموقنين بأنّه لهم بصائر وهدًى ورحمةٌ، لأنّهم الّذين انتفعوا به دون من كذّب به من أهل الكفر، فكان عليه عمًى وله حزنًا). [جامع البيان: 21/86-87]


رد مع اقتباس