عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 18 جمادى الأولى 1434هـ/29-03-2013م, 12:41 PM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (مَا يُجَادِلُ فِي آَيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ (4) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فلا يغررك تقلبهم في البلاد قال إقبالهم وإدبارهم وتقلبهم في أسفارهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/178]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ما يجادل في آيات اللّه إلاّ الّذين كفروا فلا يغررك تقلّبهم في البلاد (4) كذّبت قبلهم قوم نوحٍ والأحزاب من بعدهم وهمّت كلّ أمّةٍ برسولهم ليأخذوه وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحقّ فأخذتهم فكيف كان عقاب}.
يقول تعالى ذكره: ما يخاصم في حججٍ اللّه وأدلّته على وحدانيّته بالإنكار لها، إلاّ الّذين جحدوا توحيده.
وقوله: {فلا يغررك تقلّبهم في البلاد} يقول جلّ ثناؤه: فلا يخدعك يا محمّد تصرفهم في البلاد وبقاؤهم ومكثهم فيها، مع كفرهم بربّهم، فتحسب أنّهم إنّما أمهلوا وتقلّبوا، فتصرّفوا في البلاد مع كفرهم باللّه، ولم يعاجلوا بالنّقمة والعذاب على كفرهم لأنّهم على شيءٍ من الحقّ فإنّا لم نمهلهم لذلك، ولكن ليبلغ الكتاب أجله، ولتحقّ عليهم كلمة العذاب، عذاب ربّك.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فلا يغررك تقلّبهم في البلاد} أسفارهم فيها، ومجيئهم وذهابهم). [جامع البيان: 20/280]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 4 - 6
أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي الله عنه في قوله {ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا} ونزلت في الحرث بن قيس السلمي). [الدر المنثور: 13/14]

تفسير قوله تعالى: (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله والأحزاب من بعدهم قال من بعد قوم نوح وعاد وثمود وتلك القرون كانوا أحزابا على الكفر). [تفسير عبد الرزاق: 2/178]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه قال ليأخذوه فيقتلوه). [تفسير عبد الرزاق: 2/178]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ثمّ قصّ على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قصص الأمم المكذّبة رسلها، وأخبره أنّهم كانوا من جدالهم لرسله على مثل الّذي عليه قومه الّذين أرسل إليهم، وإنّه أحلّ بهم من نقمته عند بلوغهم أمدهم بعد إعذار رسله إليهم، وإنذارهم بأسه ما قد ذكر في كتابه إعلامًا منه بذلك نبيّه، أنّ سنّته في قومه الّذين سلكوا سبيل أولئك في تكذيبه وجداله سنّته من إحلال نقمته بهم، وسطوته بهم، فقال تعالى ذكره: كذّبت قبل قومك المكذّبين لرسالتك إليهم رسولاً، المجادليك بالباطل قوم نوحٍ والأحزاب من بعدهم، وهم الأمم الّذين تحزّبوا وتجمّعوا على رسلهم بالتّكذيب لها، كعادٍ وثمود، وقوم لوطٍ، وأصحاب مدين وأشباههم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {كذّبت قبلهم قوم نوحٍ والأحزاب من بعدهم} قال: الكفّار.
وقوله: {وهمّت كلّ أمّةٍ برسولهم ليأخذوه} يقول تعالى ذكره: وهمّت كلّ أمّةٍ من هذه الأمم المكذّبة رسلها، المتحزّبة على أنبيائها، برسولهم الّذي أرسل إليهم ليأخذوه فيقتلوه.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وهمّت كلّ أمّةٍ برسولهم ليأخذوه} أي ليقتلوه.
وقيل: {برسولهم}؛ وقد قيل: {كلّ أمّةٍ}. فوجّهت الهاء والميم إلى الرّجل دون لفظ الأمّة، وقد ذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: (برسولها)، بمعنى: برسول الأمّة.
وقوله: {وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحقّ} يقول: وخاصموا رسولهم بالباطل من الخصومة ليبطلوا بجدالهم إيّاه وخصومتهم له الحقّ الّذي جاءهم به من عند اللّه، من الدّخول في طاعته، والإقرار بتوحيده، والبراءة من عبادة ما سواه، كما يخاصمك كفّار قومك يا محمّد بالباطل.
وقوله: {فأخذتهم فكيف كان عقاب} يقول تعالى ذكره: فأخذت الّذين همّوا برسولهم ليأخذوه بالعذاب من عندي، فكيف كان عقابي إيّاهم؟ ألم أهلكهم، فأجعلهم للخلق عبرةً، ولمن بعدهم عظةً؟ وأجعل ديارهم ومساكنهم منهم خلاءً، وللوحوش ثواءً؟.
- وقد حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {فأخذتهم فكيف كان عقاب} قال: شديدٌ واللّه). [جامع البيان: 20/280-282]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن جدالا في القرآن كفر). [الدر المنثور: 13/14-15]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مراء في القرآن كفر). [الدر المنثور: 13/15]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي جهم رضي الله عنه قال: اختلف رجلان من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم في آية فقال أحدهما: تلقيتها من في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال الآخر أنا تلقيتها من في رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيا النّبيّ صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له فقال: أنزل القرآن على سبعة أحرف وإياكم والمراء فيه فإن المراء كفر). [الدر المنثور: 13/15]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جدال في القرآن كفر). [الدر المنثور: 13/15]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فلا يغررك تقلبهم في البلاد} قال: إقبالهم وإدبارهم وتقلبهم في أسفارهم، وفي قوله {والأحزاب من بعدهم} قال: من بعد قوم نوح عاد وثمود وتلك القرون، كانوا أحزابا على الكفار {وهمت كل أمة برسولهم} ليأخذوه فيقتلوه {وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا} قال: حق عليهم العذاب بأعمالهم). [الدر المنثور: 13/15-16]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فلا يغررك تقلبهم في البلاد} قال: فسادهم فيها وكفرهم {فأخذتهم فكيف كان عقاب} قال: والله شديد العقاب، أما قوله تعالى: {وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق} ). [الدر المنثور: 13/16]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من أعان باطلا ليدحض بباطله حقا فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله). [الدر المنثور: 13/16]

تفسير قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (6) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى حقت كلمت ربك قال حق عليهم عذاب الله بأعمالهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/178]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وكذلك حقّت كلمة ربّك على الّذين كفروا أنّهم أصحاب النّار}.
يقول تعالى ذكره: وكما حقّ على الأمم الّتي كذّبت رسلها الّتي قصصت عليك يا محمّد قصصها عذابي، وحلّ بها عقابي بتكذيبهم رسلهم، وجدالهم إيّاهم بالباطل، ليدحضوا به الحقّ، كذلك وجبت كلمة ربّك على الّذين كفروا باللّه من قومك، الّذين يجادلون في آيات اللّه.
وقوله: {أنّهم أصحاب النّار} اختلف أهل العربيّة في موضع قوله {أنّهم} فقال بعض نحويّي البصرة: معنى ذلك: حقّت كلمة ربّك على الّذين كفروا أنّهم أصحاب النّار: أي لأنّهم، أو بأنّهم، وليس أنّهم في موضع مفعولٍ ليس مثل قولك: أحققت أنّهم لو كان كذلك كان أيضًا أحققت، لأنّهم.
وكان غيره يقول: أنّهم بدلٌ من الكلمة، كأنّه أحقّت الكلمة حقًّا أنّهم أصحاب النّار.
والصواب من القول في ذلك، أنّ قوله أنّهم ترجمةٌ عن الكلمة، بمعنى: وكذلك حقّ عليهم عذاب النّار، الّذي وعد اللّه أهل الكفر به). [جامع البيان: 20/282-283]


رد مع اقتباس