عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1434هـ/9-04-2013م, 08:09 AM
أم صفية آل حسن أم صفية آل حسن غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
المشاركات: 2,594
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ (61)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {سمعنا فتًى يذكرهم يقال له إبراهيم {60} قالوا فأتوا به على أعين النّاس لعلّهم يشهدون {61}} [الأنبياء: 60-61] أنّه كسرها فتكون لكم عليه الحجّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/323]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {على أعين النّاس...}:

على رءوس الناس {لعلّهم يشهدون} عليه بما شهد به الواحد. ويقال: لعلّهم يشهدون أمره وما يفعل به). [معاني القرآن: 2/206]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فأتوا به على أعين النّاس} أي أظهروه تقول العرب، إذا أظهر الأمر وشهر، كان ذلك على أعين الناس، أي بأعين الناس، ويقول بعضهم جاؤوا به على رؤوس الخلق).
[مجاز القرآن: 2/40]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فأتوا به على أعين الناس}: أي أظهروه). [غريب القرآن وتفسيره: 255]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فأتوا به على أعين النّاس} أي بمرأى من الناس: لا تأتوا به خفية). [تفسير غريب القرآن: 286]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قالوا فأتوا به على أعين النّاس لعلّهم يشهدون }
أي لعلهم يعرفونه بهذا القول فيشهدون عليه، فيكون ما ينزله به بحجة عليه، وجائز أن يكون لعلّهم يشهدون عقوبتنا إياه). [معاني القرآن: 3/396]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ (62)}

تفسير قوله تعالى: {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ (63)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال قتادة: كرهوا أن يأخذوه إلا ببيّنةٍ فجاءوا به.
فـ {قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم {62} قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون {63} فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنّكم أنتم الظّالمون {64}} [الأنبياء: 62-64] قال قتادة: وهي هذه المكيدة الّتي كادهم بها.
وقال الحسن: إنّ كذبه في مكيدته إيّاهم موضوعٌ عنه.
وحدّثني همّامٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذكر في حديث الشّفاعة حيث يأتون آدم، ثمّ نوحًا، ثمّ إبراهيم، ثمّ موسى، ثمّ عيسى، ثمّ محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم فذكر ما يقول كلّ نبيٍّ منهم، فذكر في قول إبراهيم حين سألوه أن يشفع لهم: إنّي لست هنالكم، ويذكر خطيئته الّتي أصاب، ثلاث كذباتٍ كذبهنّ، قوله: {إنّي سقيمٌ}
[الصافات: 89] وقوله: {فعله كبيرهم هذا} [الأنبياء: 63] وقوله لامرأته: إن سألوك من أنت منه، فقولي إنّك أختي). [تفسير القرآن العظيم: 1/323]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا...}

هذا، قال بعض الناس بل فعلّه كبيرهم مشدّدة يريد: فلعلّه
كبيرهم، وقال بعض الناس: بل فعله كبيرهم إن كانوا ينطقون. فجعل فعل الكبير مسنداً إليه إن كانوا ينطقون وهم لا ينطقون. والمذهب الذي العوامّ عليه: بل فعله كما قال يوسف {أيّتها العير إنّكم لسارقون} ولم يسرقوا.
وقد أيّد الله أنبياءه بأكثر من هذا). [معاني القرآن: 2/207-206]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فسئلوهم إن كانوا ينطقون} فهذا من الموات وخرج مخرج الآدميين بمنزلة قوله: {رأيت أحد عشر كوكباً والشّمس والقمر رأيتهم لي ساجدين} ويقال: سألت وسلت تسال لا يهمز فهو بلغة من قال سلته). [مجاز القرآن: 2/40]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون}
وقال: {فاسألوهم إن كانوا ينطقون} فذكّر الأصنام وهي من الموات لأنها كانت عندهم ممن يعقل أو ينطق). [معاني القرآن: 3/7]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكذلك قوله: {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ}. أراد: بل فعله الكبير، إن كانوا ينطقون فسلوهم، فجعل النطق شرطا للفعل، أي إن كانوا ينطقون فقد فعله، وهو لا يعقل ولا ينطق.
وقد روي عن النبي، صلّى الله عليه وسلم: ((إنّ إبراهيم كذب ثلاث كذبات ما منها واحدة إلا وهو يماحل بها عن الإسلام)).
فسمّاها كذبات، لأنها شاكهت الكذب وضارعته.
ولذلك قال بعض أهل السلف لابنه: (يا بني لا تكذبن ولا تشبّهن بالكذب).
فنهاه عن المعاريض، لئلا يجري على اعتيادها، فيتجاوزها إلى الكذب، وأحبّ أن يكون حاجزا من الحلال بينه وبين الحرام). [تأويل مشكل القرآن: 269-268]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون}يعني الصّنم العظيم.
{فاسألوهم إن كانوا ينطقون} قال بعضهم: إنما المعنى، بل فعله كبيرهم هذا إن كانوا ينطقون، وجاء في التفسير أن إبراهيم نطق بثلاث كلمات على غير ما يوجبه لفظها
لما في ذلك من الصلاح، وهي قوله: {فقال إني سقيم} وقوله {فعله كبيرهم هذا}.
وقوله إنّ سارّة أختي، والثلاث لهن وجه في الصدق بيّن.
فسارّة أخته في الدّين، وقوله (إني سقيم) فيه غير وجه أحدها إني مغتمّ بضلالتكم حتى أنا كالسقيم، ووجه آخر إني سقيم عندكم، وجائز أن يكون ناله في هذا الوقت مرض.
ووجه الآية ما قلناه في قوله: {بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون}.
واحتج قوم بأن قول إبراهيم مثل قول يوسف لإخوته: {أيّتها العير إنّكم لسارقون} ولم يسرقوا الصّاع، وهذا تأويله - واللّه أعلم - إنكم لسارقون يوسف). [معاني القرآن: 3/397-396]

تفسير قوله تعالى: {فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ (64)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال قتادة: كرهوا أن يأخذوه إلا ببيّنةٍ فجاءوا به.
فـ {قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم {62} قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون {63} فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنّكم أنتم الظّالمون {64}} [الأنبياء: 62-64] قال قتادة: وهي هذه المكيدة الّتي كادهم بها.
وقال الحسن: إنّ كذبه في مكيدته إيّاهم موضوعٌ عنه). [تفسير القرآن العظيم: 1/323] (م)

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ (65)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {ثمّ نكسوا على رءوسهم} [الأنبياء: 65] خزيًا قد حجّهم وقال قتادة: أصاب القوم خزية سوءٍ فقالوا: {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون {65}). [تفسير القرآن العظيم: 1/323]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ثمّ نكسوا على رءوسهم...}

يقول: رجعوا عندما عرفوا من حجّة إبراهيم فقالوا: {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون} (والعلم والظنّ بمنزلة اليمين. فلذلك لقيت العلم بما) فقال: {علمت ما هؤلاء}
كقول القائل: والله ما أنت بأخينا، وكذلك قوله: {وظنّوا ما لهم من محيصٍ}.
ولو أدخلت العرب (أن) قبل (ما) فقيل: علمت أن ما فيك خير وظننت أن ما فيك خير كان صواباً. ولكنهم إذا لقي شيئا من هذه الحروف أداة مثل (إن) التي معها اللام أو استفهام كقولك: اعلم لي أقام عبد الله أم زيد (أو لئن) ولو اكتفوا بتلك الأداة فلم يدخلوا عليها (أن) ألا ترى قوله: {ثمّ بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجننّه} لو قيل: أن ليسجننّه كان صواباً؛ كما قال الشاعر:
وخبّرتما أن إنمّا بين بيشةٍ =ونجران أحوى والمحلّ خصيب
فأدخل أن على إنما فلذلك أجزنا دخولها على ما وصفت لك من سائر الأدوات). [معاني القرآن: 2/207]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ثمّ نكسوا على رؤوسهم} مجازه: قلبوا، ويقال: نكست فلاناً على رأسه، إذا قهره وعلاه ونحو ذلك). [مجاز القرآن: 2/40]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ثمّ نكسوا على رؤوسهم} أي ردوا إلى أول ما كانوا يعرفونها به: من أنها لا تنطق،
فقالوا: {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون}، فحذف «قالوا» اختصارا). [تفسير غريب القرآن: 287]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ثمّ نكسوا على رءوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون}
جاء في التفسير أنه أدركت القوم حيرة.
ومعنى: {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون}.
أي ثم نكسوا على رؤوسهم فقالوا لإبراهيم عليه السلام: {لقد علمت ما هؤلاء ينطقون}، فقد اعترفوا بعجز ما يعبدونه عن النطق). [معاني القرآن: 3/397]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ (66)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {قال} [الأنبياء: 66] لهم.
[تفسير القرآن العظيم: 1/323]
{أفتعبدون من دون اللّه ما لا ينفعكم شيئًا ولا يضرّكم} [الأنبياء: 66] يعني أصنامهم). [تفسير القرآن العظيم: 1/324]

تفسير قوله تعالى: {أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (67)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {أفٍّ لكم ولما تعبدون من دون اللّه أفلا تعقلون} [الأنبياء: 67] وهي الّتي كادهم بها). [تفسير القرآن العظيم: 1/324]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله: {أفّ لكم ولما تعبدون من دون اللّه أفلا تعقلون}

يقرأ (أفّ لكم) بغير تنوين، و (أفّ) بتنوين، ويجوز أفّ لكم وأفّ لكم - بالضم والتنوين وبترك التنوين - ويجوز أفّ لكم بالفتح.
فأمّا الكسر بغير تنوين فلالتقاء السّاكنين وهما الفاءان في قوله أف، لأن ما أصل الكلمة السكون لأنها بمنزلة الأصوات، وحذف التنوين لأنها معرفة لا يجب إعرابها، وتفسيرها (النّتن) لكم ولما تعبدون فمن نوّن جعله نكرة بمنزلة نتنا لكم ولما تعبدون من دون اللّه، وكسر لأن أصل التقاء السّاكنين الكسر، ولأن أكثر الأصوات مبني على الكسر نحو قوله غاق وجير وأمس وويه، ويجوز الفتح لالتقاء السّاكنين لثقل التضعيف والكسر، ويجوز الضم لضمة الألف كما قالوا: ردّ يا هذا ورد، ورد - بالكسر، ومن نوّن مع الضم فبمنزلة التنوين مع الكسر). [معاني القرآن: 3/398]


رد مع اقتباس