عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 16 جمادى الآخرة 1435هـ/16-04-2014م, 07:17 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبيّن لكم كثيرًا ممّا كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثيرٍ قد جاءكم من اللّه نورٌ وكتابٌ مبينٌ (15) يهدي به اللّه من اتّبع رضوانه سبل السّلام ويخرجهم من الظّلمات إلى النّور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيمٍ (16) }
يقول تعالى مخبرًا عن نفسه الكريمة: أنّه قد أرسل رسوله محمّدًا بالهدى ودين الحقّ إلى جميع أهل الأرض، عربهم وعجمهم، أمّيّهم وكتابيّهم، وأنّه بعثه بالبيّنات والفرق بين الحقّ والباطل، فقال تعالى: {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبيّن لكم كثيرًا ممّا كنتم تخفون من الكتاب} أي: يبيّن ما بدّلوه وحرّفوه وأوّلوه، وافتروا على اللّه فيه، ويسكت عن كثيرٍ ممّا غيّروه ولا فائدة في بيانه.
وقد روى الحاكم في مستدركه، من حديث الحسين بن واقدٍ، عن يزيد النّحويّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: من كفر بالرّجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب، قوله: {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبيّن لكم كثيرًا ممّا كنتم تخفون من الكتاب} فكان الرّجم ممّا أخفوه.
ثمّ قال: صحيح الإسناد ولم يخرّجاه.
ثمّ أخبر تعالى عن القرآن العظيم الّذي أنزله على نبيّه الكريم فقال: {قد جاءكم من الله نورٌ وكتابٌ مبينٌ. يهدي به الله من اتّبع رضوانه سبل السّلام} ). [تفسير القرآن العظيم: 3/67-68]

تفسير قوله تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ أخبر تعالى عن القرآن العظيم الّذي أنزله على نبيّه الكريم فقال: {قد جاءكم من الله نورٌ وكتابٌ مبينٌ. يهدي به الله من اتّبع رضوانه سبل السّلام}
أي: طرق النّجاة والسّلامة ومناهج الاستقامة {ويخرجهم من الظّلمات إلى النّور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيمٍ} أي: ينجيهم من المهالك، ويوضّح لهم أبين المسالك فيصرف عنهم المحذور، ويحصّل لهم أنجب الأمور، وينفي عنهم الضّلالة، ويرشدهم إلى أقوم حالةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 3/68]

رد مع اقتباس