عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 30 جمادى الأولى 1434هـ/10-04-2013م, 11:50 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
Post

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {واذكر في الكتاب إدريس} [مريم: 56] يقول: اذكره لأهل مكّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/229]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّه كان صدّيقًا نبيًّا {56} ورفعناه مكانًا عليًّا {57}} [مريم: 56-57] نا يحيى، قال: نا سعيدٌ، عن قتادة قال: في السّماء الرّابعة.
قال: نا عاصم بن حكيمٍ أنّ مجاهدا قال: لم يمت، رفع كما رفع عيسى). [تفسير القرآن العظيم: 1/229]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ورفعناه مكاناً عليّاً...}

ذكر أن إدريس كان حبّب إلى ملك الموت حتى استأذن ربّه في خلّته. فسأل إدريس ملك الموت أن يريه النار فاستأذن ربه فأراها إيّاه ثم (استأذن ربه) في الجنّة فأراها إيّاه فدخلها.
فقال له ملك الموت: اخرج فقال: والله لا أخرج منه أبداً؛ لأن الله قال {وإن منكم إلاّ واردها} فقد وردتها يعني النار
وقال: {وما هم منها بمخرجين} فلست بخارج منها إلا بإذنه. فقال الله: بإذني دخلها فدعه. فذلك قوله: {ورفعناه مكاناً عليّاً} ). [معاني القرآن: 2/170]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله سبحانه: {ورفعناه مكانا عليّا}
جاء في التفسير أيضا أنه رفع إلى السماء الرابعة، وجاء في التفسير أيضا أنه سأل ملك الموت حتى سأل الله - جلّ وعزّ - أن رفعه فأدخل النار ثم أخرج فأدخل الجنة فقيل له في الخروج فقال: قد قال اللّه عز وجلّ: {وإن منكم إلّا واردها} وقال في أهل الجنة: {وما هم منها بمخرجين} فأقرّه اللّه عزّ وجلّ في الجنة.
وهذا الحجاج إنما هو في القرآن - واللّه أعلم.
وجائز أن يكون قد أعلم اللّه - عزّ وجلّ - إدريس ورود الخلق النّار وأنهم مخلّدون في الجنان قبل إنزاله القرآن، وجاء القرآن موافقا ما علّم إدريس.
وجاء في التفسير أنه رفع كما رفع عيسى.
وجائز أن يكون - واللّه أعلم - قوله: {ورفعناه مكانا عليّا} أي في النبوة والعلم.
وقوله عزّ وجلّ: {أولئك الّذين أنعم اللّه عليهم من النّبيّين من ذرّيّة آدم وممّن حملنا مع نوح ومن ذرّيّة إبراهيم وإسرائيل وممّن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرّحمن خرّوا سجّدا وبكيّا} قد بيّن اللّه سبحانه أن الأنبياء كانوا إذا سمعوا بآيات اللّه - عزّ وجلّ - سجدوا وبكوا من خشية اللّه.
و{بكيّا} جمع باك، مثل شاهد وشهود وقاعد وقعود.
و{سجّدا} حال مقدّرة المعنى: خرّوا مقدّرين السجود لأن الإنسان في حال خروره لا يكون ساجدا و {سجّدا} منصوب على الحال.
ومن قال: {بكيّا} ههنا مصدر فقد أخطأ لأن {سجّدا} جمع ساجد و {بكيّا} عطف عليه، ويقال بكى بكاء وبكيّا). [معاني القرآن: 3/334]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا} قيل إنه سأل ملك الموت أن يريه النار فأراه إياها، ثم سأله أن يدخله الجنة فأدخله إياها، ثم قال له: اخرج فقال: كيف أخرج وقد قال الله: {وما هم منها بمخرجين} قال أبو جعفر: فيجوز أن يكون الله أعلم هذا إدريس، ثم نزل القرآن به وقيل معناه في المنزلة والرتية وأصح من هذين القولين لعلو إسناده وصحته ما رواه سعيد عن قتادة قال: حدثنا أنس بن مالك بن صعصعة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أسرى به قال: رأيت إدريس في السماء الرابعة.
وروى سفيان عن هارون عن أبي سعيد الخدري ورفعناه مكانا عليا، قال: السماء الرابعة
وروى الأعمش عن شمر بن عطية عن هلال بن إساف، قال: كنا عند كعب الأحبار إذ أقبل عبد الله بن عباس، فقال: هذا ابن عم نبيكم فوسعنا له، فقال: يا كعب ما معنى ورفعناه مكانا عليا، فقال كعب: إن إدريس صلى الله عليه وسلم كان له صديق من الملائكة وأوحى الله إليه إني أرفع لك كل يوم مثل عمل أهل الأرض، فقال إدريس للملك :كلم لي ملك الموت حتى يؤخر قبض روحي، فحمله الملك تحت طرف جناحه، فلما بلغ السماء الرابعة لقي ملك الموت فكلمه، فقال: أين هو فقال: ها هو ذا، فقال: من العجب إني أمرت أن أقبض روحه في السماء الرابعة فقبضه هناك). [معاني القرآن: 4/337-339]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا (58)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {أولئك الّذين أنعم اللّه عليهم من النّبيّين} [مريم: 58] أنعم اللّه عليهم بالنّبوّة، يعني من ذكر منهم من أوّل السّورة إلى هذا الموضع.
{من ذرّيّة آدم وممّن حملنا مع نوحٍ} [مريم: 58] ذرّيّة من كان في السّفينة مع نوحٍ.
كان إدريس من ولد آدم قبل نوحٍ، وكان إبراهيم من ذرّيّة نوحٍ.
[تفسير القرآن العظيم: 1/229]
قال: {ومن ذرّيّة إبراهيم وإسرائيل} [مريم: 58] وهو يعقوب، وهم من ذرّيّة إبراهيم.
وقد ذكر فيها من كان من ولد يعقوب.
قال: {وممّن هدينا} [مريم: 58] للإيمان.
{واجتبينا} [مريم: 58] بالنّبوّة.
وتفسير اجتبينا اخترنا، وهو أيضًا اصطفينا.
قال: {إذا تتلى عليهم آيات الرّحمن خرّوا سجّدًا وبكيًّا} [مريم: 58] ). [تفسير القرآن العظيم: 1/230]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
( {واجتبينا} أي اخترنا).
[مجاز القرآن: 2/8]

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وبكيّاً} جمع باكٍ). [مجاز القرآن: 2/8]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (والأعرج أيضًا {عتيا} و{جثيا} {بكيا} و{صليا} بالضم في ذلك كله). [معاني القرآن لقطرب: 888] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {واجتبينا}: اخترنا.
{بكيا}: جمع باك وقد يكون مصدرا. ويروى في الحديث
" هذا السجود فأين البكى "). [غريب القرآن وتفسيره: 240-239]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) :
( {خروا سجدا وبكيا} خروا: سقطوا، وسجداً: جمع ساجد، وبكيا: جمع باك، وهو مما جاء على: فاعل وفعيل). [ياقوتة الصراط: 341]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {اجْتَبَيْنا}: اخترنا.
{بُكِيًّا}: جمع باك). [العمدة في غريب القرآن: 196]


رد مع اقتباس