عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 02:04 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أخبر تعالى عن حال الذين كفروا معادلا بذلك الإخبار قبل عن الذين اصطفى، وهذا يؤيد تأويل من قال: إن الثلاثة الأصناف هي كلها في الجنة; لأن ذكر الكافرين إنما جاء هاهنا. وقوله تعالى: {لا يقضى عليهم} معناه: لا يجهز; لأنهم لو ماتوا لبطلت حواسهم فاستراحوا. وقرأ الحسن البصري، والثقفي: "فيموتون" ووجهها العطف على "يقضى"، وهي قراءة ضعيفة.
وقوله تعالى: {ولا يخفف عنهم من عذابها} لا يعارضه قوله: {كلما خبت زدناهم سعيرا}؛ لأن المعنى: لا يخفف عنهم نوع عذابهم، والنوع في نفسه يدخله أن تخبو أو تسعر، ونحو ذلك. وقرأ الجمهور: "نجزي" بنون، "كل" بالنصب، وقرأ أبو عمرو بخلاف -: [يجزى] بياء مضمومة على الفعل المجهول [كل] رفعا). [المحرر الوجيز: 7/ 223]

تفسير قوله تعالى: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"يصطرخون" يفتعلون، من الصراخ، أصله "يصترخون" فأبدلت التاء طاء لقرب مخرج الطاء من الصاد، وفي الكلام محذوف تقديره: فيقال لهم: أولم نعمركم؟ على جهة التوقيف والتوبيخ. و"ما" في قوله سبحانه: {ما يتذكر} ظرفية، واختلف الناس في المدة التي هي للتذكير، فقال الحسن بن أبي الحسن: "البلوغ"، يريد أنه أول حال التذكر، وقال قتادة: ثمان عشرة سنة، وقالت فرقة: عشرون سنة، وحكى الزجاج: سبع عشرة سنة، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: أربعون سنة، وهذا قول حسن ورويت فيه آثار، وروي أن العبد إذا بلغ أربعين سنة ولم يتب مسح الشيطان على وجهه، وقال: وجه لا يفلح، وقال مسروق بن الأجدع: من بلغ أربعين سنة فليأخذ حذره من الله، ومنه قول القائل:
إذا المرء وفى الأربعين ولم يكن ... له دون ما يأتي حياء ولا ستر
فدعه ولا تنفس عليه الذي ارتأى
... وإن جر أسباب الحياة له الدهر
وقد قال قوم: الحد خمسون، ومنه قال القائل:
أخو الخمسين مجتمع أشدي ... ونجد في مداورة الشؤون
وقال آخر:
وإن أمرأ قد عاش خمسين حجة ... إلى منهل من ورده لقريب
وقال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره: الحد في ذلك ستون، وهي سن الإعذار، وهذا أيضا قول حسن متجه، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان يوم القيامة نودي: أين أبناء الستين؟" وهو العمر الذي قال الله فيه: أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر"، وقال عليه الصلاة والسلام: " من عمره الله ستين سنة فقد أعذر إليه في العمر". وقرأ الجمهور: "ما يتذكر"، وقرأ الأعمش: "ما يذكر"، [من اذكر].
و[النذير] في قول الجمهور: الأنبياء، وكل نبي نذير أمته ومعاصريه، ومحمد صلى الله عليه وسلم نذير العالم في غابر الزمن، وقال الطبري: "وقيل: النذير الشيب"، وهو قول حسن إلا أن الحجة إنما تقوم بالنذارة الشرعية. وباقي الآية بين).[المحرر الوجيز: 7/ 223-225]

رد مع اقتباس