عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 08:22 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالضُّحَى (1)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {والضّحى * واللّيل إذا سجى * ما ودّعك ربّك وما قلى * وللآخرة خيرٌ لّك من الأولى * ولسوف يعطيك ربّك فترضى * ألم يجدك يتيمًا فآوى * ووجدك ضالًّا فهدى * ووجدك عائلًا فأغنى * فأمّا اليتيم فلا تقهر * وأمّا السّائل فلا تنهر * وأمّا بنعمة ربّك فحدّث}.
تقدّم تفسير (الضّحى) بأنه: سطوع الضوء وعظمه. وقال قتادة: «الضحى هنا النهار كلّه
»). [المحرر الوجيز: 8/ 638]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (و{سجى} معناه: سكن واستقرّ ليلًا تامًّا، وقال بعض المفسّرين: {سجى} معناه: أقبل. وقال آخرون: معناه: أدبر. والأول أصحّ، ومنه قول الشاعر:
يا حبّذا القمراء واللّيل السّاج ....... وطرقٌ مثل ملاء النّسّاج
ويقال: (بحرٌ ساجٍ) أي: ساكنٌ، ومنه قول الأعشى:
وما ذنبنا أن جاش بحر ابن عمّكم ....... وبحرك ساجٍ لا يواري الدّعامصا
و(طرفٌ ساجٍ) إذا كان ساكنًا غير مضطرب النظر). [المحرر الوجيز: 8/ 638-639]

تفسير قوله تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس: {ودّعك}، بشدّ الدال ـ من التوديع، وقرأ عروة بن الزّبير وابنه هشامٌ: (ودعك) ، بتخفيف الدال ـ بمعنى: تركك.
و{قلى}، معناه: أبغض.
واختلف في سبب هذه الآية؛ فقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما وغيره:
«أبطأ الوحي مدّةً عن رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- وهو بمكة - اختلفت في حدّها الروايات - حتى شقّ ذلك عليه، فجاءت امرأةٌ من الكفّار - وهي أمّ جميلٍ امرأة أبي لهبٍ - فقالت: يا محمّد، ما أرى شيطانك إلاّ قد تركك. فنزلت الآية بسبب ذلك».
وقال ابن وهبٍ عن رجاله، عن عروة بن الزّبير، أنّ خديجة -رضي اللّه عنها- قالت:
«ما أرى اللّه إلا قد خلاك؛ لإفراط جزعك لبطء الوحي عنك. فنزلت الآية بسبب ذلك». وقال زيد بن أسلم: «إنّما احتبس عنه جبريل لجروٍ كان في بيته»). [المحرر الوجيز: 8/ 639]

تفسير قوله تعالى: {وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى (4) وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وللآخرة خيرٌ لك من الأولى}، يحتمل أن يريد الدارين: الدنيا والآخرة. وهذا تأويل ابن إسحاق وغيره، ويحتمل أن يريد حاليه في الدنيا قبل نزول السورة وبعدها، فوعده اللّه تعالى - على هذا التأويل - بالنّصر والظّهور.
وكذلك قوله تعالى: {ولسوف يعطيك ربّك فترضى}؛ قال جمهور الناس: ذلك في الآخرة.
وقال بعض أهل البيت: هذه أرجى آيةٍ في القرآن؛ لأنّ رسول اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- لا يرضى وواحدٌ من أمّته في النار. وقال ابن عبّاسٍ:
«رضاه ألاّ يدخل أحدٌ من أهل بيته النار». وقال ابن عبّاسٍ أيضًا: رضاه: «أنّ اللّه تعالى وعده بألف قصرٍ في الجنة بما تحتاج إليه من النّعم والخدم». وقال بعض العلماء: رضاه في الدنيا بفتح مكة وغيره. وفي مصحف ابن مسعودٍ: (ولسيعطيك) ). [المحرر الوجيز: 8/ 639-640]


رد مع اقتباس