عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 3 محرم 1436هـ/26-10-2014م, 08:21 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ علينا للهدى * وإنّ لنا للآخرة والأولى * فأنذرتكم نارًا تلظّى * لا يصلاها إلّا الأشقى * الّذي كذّب وتولّى * وسيجنّبها الأتقى * الّذي يؤتي ماله يتزكّى * وما لأحدٍ عنده من نّعمةٍ تجزى * إلّا ابتغاء وجه ربّه الأعلى * ولسوف يرضى}
قال قتادة: {إنّ علينا للهدى} أي: نبيّن الحلال والحرام.
وقال غيره: من سلك طريق الهدى وصل إلى الله. وجعله كقوله تعالى: {وعلى الله قصد السّبيل}. حكاه ابن جريرٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 421]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وإنّ لنا للآخرة والأولى} أي: الجميع ملكنا، وأنا المتصرّف فيهما). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 421]

تفسير قوله تعالى: {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فأنذرتكم ناراً تلظّى} قال مجاهدٌ: أي: توهّج.
قال الإمام أحمد: حدّثنا محمد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن سماك بن حربٍ: سمعت النّعمان بن بشيرٍ يخطب يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخطب يقول: «أنذرتكم النّار، أنذرتكم النّار، أنذرتكم النّار
» حتى لو أنّ رجلاً كان بالسّوق لسمعه من مقامي هذا. قال: «حتى وقعت خميصةٌ كانت على عاتقه عند رجليه».
وقال الإمام أحمد: حدّثنا محمد بن جعفرٍ، حدّثني شعبة، حدّثني أبو إسحاق: سمعت النّعمان بن بشيرٍ يخطب ويقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول:
«إنّ أهون أهل النّار عذاباً رجلٌ توضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه». رواه البخاريّ.
وقال مسلمٌ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا أبو أسامة، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن النّعمان بن بشيرٍ، قال: قال رسول الله:
«إنّ أهون أهل النّار عذاباً من له نعلان وشراكان من نارٍ، يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل، ما يرى أنّ أحداً أشدّ منه عذاباً، وإنّه لأهونهم عذاباً» ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 421]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {لا يصلاها إلاّ الأشقى} أي: لا يدخلها دخولاً تحيط به من جميع جوانبه إلاّ الأشقى.
ثمّ فسّره فقال: {الّذي كذّب} أي: بقلبه {وتولّى} أي: عن العمل بجوارحه وأركانه.
قال الإمام أحمد: حدّثنا حسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا عبد ربّه بن سعيدٍ، عن المقبريّ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«لا يدخل النّار إلاّ شقيٌّ». قيل: ومن الشّقيّ؟ قال: «الّذي لا يعمل بطاعةٍ، ولا يترك لله معصيةً».
وقال الإمام أحمد: حدّثنا يونس وسريجٌ، قالا: حدّثنا فليحٌ، عن هلال بن عليٍّ، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«كلّ أمّتي تدخل الجنّة يوم القيامة إلاّ من أبى». قالوا: «ومن يأبى يا رسول الله؟!» قال: «من أطاعني دخل الجنّة، ومن عصاني فقد أبى».
ورواه البخاريّ، عن محمّد بن سنانٍ، عن فليحٍ به). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 421-422]

تفسير قوله تعالى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وسيجنّبها الأتقى} أي: وسيزحزح عن النار التّقيّ النّقيّ الأتقى.
ثمّ فسّره بقوله: {الّذي يؤتي ماله يتزكّى} أي: يصرف ماله في طاعة ربّه؛ ليزكّي نفسه وماله، وما وهبه الله من دينٍ ودنيا). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 422]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وما لأحدٍ عنده من نعمةٍ تجزى} أي: ليس بذله وماله في مكافأة من أسدى إليه معروفاً، فهو يعطي في مقابلة ذلك، وإنما دفعه ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 422]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ابتغاء وجه ربّه الأعلى} أي: طمعاً في أن يحصل له رؤيته في الدّار الآخرة في روضات الجنّات). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 422]

تفسير قوله تعالى: {وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال الله تعالى: {ولسوف يرضى} أي: ولسوف يرضى من اتّصف بهذه الصفات.
وقد ذكر غير واحدٍ من المفسّرين أنّ هذه الآيات نزلت في أبي بكرٍ الصدّيق رضي الله عنه، حتى إنّ بعضهم حكى الإجماع من المفسّرين على ذلك، ولا شكّ أنه داخلٌ فيها، وأولى الأمّة بعمومها؛ فإنّ لفظها لفظ العموم، وهو قوله تعالى: {وسيجنّبها الأتقى * الّذي يؤتي ماله يتزكّى * وما لأحدٍ عنده من نعمةٍ تجزى} ولكنّه مقدّم الأمّة، وسابقهم في جميع هذه الأوصاف وسائر الأوصاف الحميدة؛ فإنه كان صدّيقاً تقيًّا كريماً، جواداً باذلاً لأمواله في طاعة مولاه ونصرة رسوله صلّى الله عليه وسلّم، فكم من درهمٍ ودينارٍ بذله ابتغاء وجه ربّه الكريم، ولم يكن لأحدٍ من الناس عنده منّةٌ يحتاج إلى أن يكافئه بها، ولكن كان فضله وإحسانه على السّادات والرّؤساء من سائر القبائل.
ولهذا قال له عروة بن مسعودٍ، وهو سيّد ثقيفٍ يوم صلح الحديبية: أما والله لولا يدٌ لك كانت عندي لم أجزك بها لأجبتك. وكان الصّدّيق قد أغلظ له في المقالة.
فإذا كان هذا حاله مع سادات العرب ورؤساء القبائل، فكيف بمن عداهم؟
ولهذا قال: {وما لأحدٍ عنده من نعمةٍ تجزى * إلاّ ابتغاء وجه ربّه الأعلى * ولسوف يرضى}.
وفي الصحيحين: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال:
«من أنفق زوجين في سبيل الله دعته خزنة الجنّة: يا عبد الله، هذا خيرٌ». فقال أبو بكرٍ: يا رسول الله، ما على من يدعى منها ضرورةٌ، فهل يدعى منها كلّها أحدٌ؟ قال: «نعم، وأرجو أن تكون منهم» ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 422]


رد مع اقتباس