عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 1 محرم 1436هـ/24-10-2014م, 11:29 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ (1)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (بسم اللّه الرّحمـن الرّحيم
{والسّماء والطّارق * وما أدراك ما الطّارق * النّجم الثّاقب * إن كلّ نفسٍ لّمّا عليها حافظٌ * فلينظر الإنسان ممّ خلق * خلق من ماء دافقٍ * يخرج من بين الصّلب والتّرائب * إنّه على رجعه لقادرٌ * يوم تبلى السّرائر * فما له من قوّةٍ ولا ناصرٍ}.
يقسم تعالى بالسّماء وما جعل فيها من الكواكب النّيّرة؛ ولهذا قال: {والسّماء والطّارق}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 374]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ (2) النَّجْمُ الثَّاقِبُ (3)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {وما أدراك ما الطّارق}. ثمّ فسّره بقوله: {النّجم الثّاقب}.
قال قتادة وغيره: إنّما سمّي النّجم طارقاً؛ لأنّه إنّما يرى باللّيل ويختفي بالنّهار. ويؤيّده ما جاء في الحديث الصّحيح: « نهى أن يطرق الرّجل أهله طروقاً ». أي: يأتيهم فجأةً باللّيل، وفي الحديث الآخر المشتمل على الدّعاء: «إلاّ طارقاً يطرق بخيرٍ يا رحمن».
وقوله: {الثّاقب}. قال ابن عبّاسٍ: المضيء. وقال السّدّيّ: يثقب الشّياطين إذا أرسل عليها. وقال عكرمة: هو مضيءٌ محرقٌ للشّيطان). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 374-375]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ (4)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إن كلّ نفسٍ لمّا عليها حافظٌ}. أي: كلّ نفسٍ عليها من اللّه حافظٌ يحرسها من الآفات، كما قال تعالى: {له معقّباتٌ من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر اللّه}. الآية). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 375]

تفسير قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فلينظر الإنسان ممّ خلق}. تنبيهٌ للإنسان على ضعف أصله الذي خلق منه وإرشادٌ له إلى الاعتراف بالمعاد؛ لأنّ من قدر على البداءة فهو قادرٌ على الإعادة بطريق الأولى؛ كما قال: {وهو الّذي يبدأ الخلق ثمّ يعيده وهو أهون عليه}). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 375]

تفسير قوله تعالى: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {خلق من ماءٍ دافقٍ}. يعني المنيّ، يخرج دفقاً من الرّجل ومن المرأة، فيتولّد منهما الولد بإذن اللّه عزّ وجلّ.
ولهذا قال: {يخرج من بين الصّلب والتّرائب}. يعني: صلب الرّجل وترائب المرأة، وهو صدرها.
قال شبيب بن بشرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {يخرج من بين الصّلب والتّرائب}: صلب الرّجل وترائب المرأة، أصفر رقيقٌ لا يكون الولد إلاّ منهما. وكذا قال سعيد بن جبيرٍ وعكرمة وقتادة والسّدّيّ وغيرهم.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا أبو أسامة، عن مسعرٍ سمعت الحكم ذكر عن ابن عبّاسٍ: {يخرج من بين الصّلب والتّرائب}. قال: هذه التّرائب، ووضع يده على صدره.
وقال الضّحّاك وعطيّة، عن ابن عبّاسٍ: تريبة المرأة موضع القلادة. وكذا قال عكرمة وسعيد بن جبيرٍ، وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: التّرائب بين ثدييها. وعن مجاهدٍ: التّرائب ما بين المنكبين إلى الصّدر. وعنه أيضاً: التّرائب أسفل من التّراقي.
وقال سفيان الثّوريّ: فوق الثّديين. وعن سعيد بن جبيرٍ: التّرائب أربعة أضلاعٍ من هذا الجانب الأسفل. وعن الضّحّاك: التّرائب بين الثّديين والرّجلين والعينين. وقال اللّيث بن سعدٍ، عن معمر بن أبي حبيبة المدنيّ، أنّه بلغه في قول اللّه عزّ وجلّ: {يخرج من بين الصّلب والتّرائب}. قال: هو عصارة القلب، من هناك يكون الولد.
وعن قتادة: {يخرج من بين الصّلب والتّرائب}. من بين صلبه ونحره). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 375]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8) يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله تعالى: {إنّه على رجعه لقادرٌ}. فيه قولان:
أحدهما: على رجع هذا الماء الدّافق إلى مقرّه الذي خرج منه لقادرٌ على ذلك. قاله مجاهدٌ وعكرمة وغيرهما.
والقول الثّاني: إنّه على رجع هذا الإنسان المخلوق من ماءٍ دافقٍ. أي: إعادته وبعثه إلى الدّار الآخرة، لقادرٌ؛ لأنّ من قدر على البدأة قدر على الإعادة.
وقد ذكر اللّه عزّ وجلّ هذا الدّليل في القرآن في غير ما موضعٍ، وهذا القول قال به الضّحّاك واختاره ابن جريرٍ؛ ولهذا قال: {يوم تبلى السّرائر}. أي: يوم القيامة تبلى فيه السّرائر، أي: تظهر وتبدى ويبقى السّرّ علانيةً والمكنون مشهوراً، وقد ثبت في الصّحيحين عن ابن عمر أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: « يرفع لكلّ غادرٍ لواءٌ عند استه، يقال: هذه غدرة فلان بن فلانٍ » ). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 375-376]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ (10)}

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :
(وقوله: {فما له} أي: الإنسان يوم القيامة {من قوّةٍ}. أي: في نفسه، {ولا ناصرٍ}. أي: من خارج منه، أي: لا يقدر على أن ينقذ نفسه من عذاب اللّه، ولا يستطيع له أحدٌ ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 376]


رد مع اقتباس