عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 23 جمادى الآخرة 1434هـ/3-05-2013م, 10:13 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْأَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {كلاّ إنّ كتاب الأبرار لفي علّيّين...} يقول القائل: كيف جمعت (علّيون) بالنون، وهذا من جمع الرجال؛ فإن العرب إذا جمعت جمعا لا يذهبون فيه إلى أن له بناءً من واحد واثنين، فقالوه في المؤنث، والمذكر بالنون، فمن ذلك هذا، وهو شيء فوق شيء غير معروف واحده ولا أثناه. وسمعت بعض العرب يقول: "أطعمنا مرقة مرقين" يريد: الألحم إذا طبخت بمرق.

قال، وقال الفراء مرة أخرى: طبخت بماء واحد. قال الشاعر:
فجمع بالنون؛ لأنه أراد: العدد الذي لا يحدّ، وكذلك قول الشاعر:
قد رويت إلا الدّهيدهينا.......قــلــيّــصـــاتٍ وأبــيــكــريــنــا

فأصبحت المذاهب قد أذاعت.......بــهـــا الإعــصـــار بــعـــد الـوابـلـيـنــا
أراد: المطر بعد المطر غير محدود.
ونرى أن قول العرب: عشرون، وثلاثون؛ إذ جعل للنساء وللرجال من العدد الذي يشبه هذا النوع، وكذلك عليّون: ارتفاعٌ بعد ارتفاع؛ وكأنه لا غاية له). [معاني القرآن: 3/ 247]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم أعلم -عزّ وجلّ- أين محل كتاب الأبرار وما لهم من النعيم فرفع كتابهم على قدر مرتبتهم كما سفل وخسّس كتاب الفجار فقال: {كلّا إنّ كتاب الأبرار لفي علّيّين (18)} أي أعلى الأمكنة). [معاني القرآن: 5/ 299]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وما أدراك ما علّيّون (19)} وإعراب هذا الاسم كإعراب الجمع لأنه على لفظ الجمع، كما تقول هذه قنسرون، ورأيت قنسرين، وقال بعض النحويين: هذا جمع لما لا يحدّ واحده، نحو ثلاثون وأربعون، فثلاثون كان لفظه لفظ جمع ثلاث.
وكذلك قول الشاعر:
قد شربت إلاّ الدّهيدهينا.......قــلــيّـــصـــات وأبــيــكــريــنـــا
يعني أن الإبل قد شربت الأجمع الدهداة، والدهداة حاشية الإبل كان قليصات وأبيكرين، ودهيدهين جمع ليس واحده محدودا معلوم العدد.
والقول الأول قول أكثر النحويين وأبينها). [معاني القرآن: 5/ 300]

تفسير قوله تعالى: {كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({مرقومٌ}: مكتوب. و«الرّقم»: الكتاب. قال أبو ذؤيب:
عـرفـت الـديــار كـرقــم الـــدواة.......ذبرها الكاتب الحميري)
[تفسير غريب القرآن: 519]

تفسير قوله تعالى: {يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ (21)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (22)}

تفسير قوله تعالى: {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ (23)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الأرائك}: السرر في الحجال). [غريب القرآن وتفسيره: 419]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {على الأرائك ينظرون (23)} {الأرائك}: واحدها أريكة، وهي الأسرّة في الحجال). [معاني القرآن: 5/ 300]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْأَرَائِكِ}: الأسرة في الحجال). [العمدة في غريب القرآن: 340]

تفسير قوله تعالى: {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {تعرف في وجوههم نضرة النّعيم...} يقول. بريق النعيم ونداء، والقراء مجتمعون على (تعرف) إلا أبا جعفر المدني؛ فإنه قرأ: "تُعْرَف في وجوههم نضرة النّعيم"، و"يُعرف" أيضا يجوز؛ لأنّ النّضرة اسمٌ مؤنثٌ مأخوذ من فعلٍ وتذكير فعله قبله وتأنيثه جائزان. مثل قوله: {وأخذ الّذين ظلموا الصّيحة} وفي موضع آخر: {وأخذت}). [معاني القرآن: 3 /247-248]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({نضرة النّعيم} مصدر "ناضرة"). [مجاز القرآن: 2/ 289]

تفسير قوله تعالى: {يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({رحيق} الرحيق الذي ليس فيه غش، رحيق معرق من مسك أو خمر). [مجاز القرآن: 2/ 289]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({مختومٍ} له ختام. عاقبة ريح "ختامه" عاقبته). [مجاز القرآن: 2/ 290]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ((الرحيق): الخمر الصافية). [غريب القرآن وتفسيره: 419]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ((الرحيق): الشراب الذي لا غشّ فيه). [تفسير غريب القرآن: 519]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يسقون من رحيق مختوم (25)} الرحيق الشراب الذي لا غشّ فيه، قال حسّان:
يسقون من ورد البريص عليهم.......بردى يصفّق بالرحيق السّلسـل
ومعنى {مختوم}: في انقطاعه خاصة). [معاني القرآن: 5/ 300]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (و(الرحيق) الشراب الذي لا غش فيه. وقيل: هو الخمر العتيقة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 298]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الرَّحِيقٍ): الخمر). [العمدة في غريب القرآن: 340]

تفسير قوله تعالى: {خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {خاتمه مسكٌ...} قرأ الحسن وأهل الحجاز وعاصم والأعمش "ختامه مسك".
... و حدثني محمد بن الفضل عن عطاء بن السّائب عن أبي عبد الرحمن عن عليّ أنه قرأ "خاتمه مسكٌ".
... و حدثني أبو الأحوص عن أشعث بن أبي الشعناء المحاربي قال: قرأ علقمة بن قيس" خاتمه مسكٌ".
وقال: أما رأيت المرأة تقول للعطار: اجعل لي خاتمه مسكا تريد: آخره، والخاتم والختام متقاربان في المعنى، إلا أن الخاتم: الاسم، والختام: المصدر، قال الفرزدق:
فبـتـن جنابـتـيّ مصـرّعـاتٍ.......وبتّ أفضّ أغلاق الختام
ومثل الخاتم، والختام قولك للرجل: هو كريم الطابع، والطباع، وتفسيره: أنّ أحدهم إذا شرب وجد آخر كأسه ريح المسك). [معاني القرآن: 3/ 248]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ختامه مسك}: خاتمته، آخره). [غريب القرآن وتفسيره: 420]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({ختامه مسكٌ} أي آخر طعمه وعاقبته إذا شرب).[تفسير غريب القرآن: 520]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم بين فقال: {ختامه مسك (26)} وقرئت خاتمه مسك بفتح التاء، وقرئت (خاتمه مسك) والمعنى أنهم إذا شربوا هذا الرحيق فني ما في الكأس وانقطع الشرب، انختم ذلك بطعم المسك ورائحته). [معاني القرآن: 5 /300-301]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({خِتَامُهُ مِسْكٌ} أي آخر طعمه مسك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 298]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({خِتَامُهُ}: أعز شرابه). [العمدة في غريب القرآن: 341]

تفسير قوله تعالى: {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (27)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {ومزاجه...}.
مزاج الرحيق {من تسنيمٍ...} من ماء يتنزل عليهم من معالٍ. فقال: {من تسنيم، عيناً} تتسنمهم عينا، فتنصب (عينا) على جهتين:
إحداهما: أن تنوي من تسنيم عينٍ، فإذا نونت نصبت. كما قرأ من قرأ {أو إطعامٌ في يومٍ ذي مسغبةٍ، يتيماً}، وكما قال: {ألم نجعل الأرض كفاتاً، أحياءً وأمواتاً}، وكما قال من قال: {فجزاءٌ مثل ما قتل من النّعم}.
والوجه الآخر: أن تنوي من ماء سنّم عينا. كقولك رفع عينا يشرب بها، وإن لم يكن التسنيم اسماً للماء فالعين نكرة، والتسنيم معرفة، وإن كان أسماء للماء فالعين معرفة، فخرجت أيضا نصبا). [معاني القرآن: 3 / 248-249]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({من تسنيمٍ} معرفة). [مجاز القرآن: 2/ 290]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ومزاجه من تسنيمٍ} يقال: أرفع شراب في الجنة. ويقال: يمزج بماء ينزل من تسنيم، أي من علو.وأصل هذا من «سنام البعير» ومنه: «تسنيم القبور». وهذا اعجب إليّ، لقول المسيّب بن علس في وصف امرأة:
كــــــــــــــأنّ بــريـــقـــتـــهـــا لــــلـــــمـــــزاج من ....... ثلج تسنيم شيبت عقارا
أراد: كأن بريقتها عقارا شيبت للمزاج من ثلج تسنيم، يريد جبلا). [تفسير غريب القرآن: 520]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ومزاجه من تسنيم (27) عينا يشرب بها المقرّبون (28)} تأتيهم من علو عينا تنسم عليهم من الغرف، فعينا في هذا القول منصوبة مفعولة، كما قال: {أو إطعام في يوم ذي مسغبة (14) يتيما...}.
ويجوز أن يكون {عينا} منصوبة بقوله يسقون عينا، أي من عين.
ويجوز أن يكون {عينا} منصوبا على الحال، ويكون (تسنيم) معرفة و (عينا) نكرة). [معاني القرآن: 5/ 301]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مِن تَسْنِيمٍ} أي من علوّ، أي يمزج بماء ينزل من علوّ، وهو أفضل شراب في الجنّة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 298]

تفسير قوله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (28)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): (قال {عينا} فجاءت نكرة فنصبتها صفة لها). [مجاز القرآن: 2/ 290]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({عيناً يشرب بها المقرّبون} وقال: {عيناً يشرب بها} فجعله على {يسقون} {عيناً} وإن شئت جعلته على المدح فتقطع من أول الكلام كأنك تقول: "أعني عيناً"). [معاني القرآن: 4/ 48]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): («الباء» مكان «من» تقول العرب: شربت بماء كذا وكذا، أي من ماء كذا.
قال الله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ}و{عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} [الإنسان: 6]. ويكون بمعنى يشربها عباد الله ويشرب منها.
قال الهذليّ وذكر السّحائب:
شربنَ بماءِ البحر ثم ترفَّعت.......مَتَى لُجَـجٍ خُضْـرٍ لَهُـنَّ نَئِيـجُ
أي شربن من ماء البحر.
وقال عنترة:
شَرِبَت بماءِ الدُّحْرُضَينِ فَأَصْبَحَتْ.......زَوْراءَ تَـنْـفِـرُ عَـــن حِــيَــاضِ الـدَّيْـلَــمِ
وقال عز وجل: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ} [هود: 14]، أي من علم الله). [تأويل مشكل القرآن: 575-576](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ومزاجه من تسنيم (27) عينا يشرب بها المقرّبون (28)} تأتيهم من علو عينا تنسم عليهم من الغرف، فعينا في هذا القول منصوبة مفعولة، كما قال: {أو إطعام في يوم ذي مسغبة (14) يتيما...}.
ويجوز أن يكون {عينا} منصوبة بقوله يسقون عينا، أي من عين.
ويجوز أن يكون {عينا} منصوبا على الحال، ويكون (تسنيم) معرفة و (عينا) نكرة).
[معاني القرآن: 5/ 301](م)


رد مع اقتباس