عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21 جمادى الآخرة 1434هـ/1-05-2013م, 10:09 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني جرير بن حازم أنه سمع رجلا يسأل الحسن: يا أبا سعيد، ما {الجوار الكنس}، فقال: النجوم). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 84]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال جرير: حدثني الحجاج [ .. .. ] قال: سألت أبا الشعثاء جابر بن زيد عن {الجوار الكنس}، فقال: هي البقر إذا كنست كوانسها.
يريد بالكنس إذا انفرت من الذباب.
قال جرير: وحدثني الصلت بن راشد عن مجاهد مثل ذلك). [الجامع في علوم القرآن: 2/ 85]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة، قال: أخبرني زكريا، عن أبي إسحاق، عن عمرو ابن شرحبيل، قال: قال لي ابن مسعود ما الخنس؟ فإنكم قوم عرب قال: قلت أضنه بقر الوحش قال ابن مسعود وأنا أظن ذلك). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 351-352]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن الحسن، في قوله تعالى: {فلا أقسم بالخنس}؛ قال: هي النجوم تخنس بالنهار قال الجوار الكنس سيرهن إذا غبن). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 352]

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر، وقال بعضهم: {بالخنس الجوار الكنس}؛ هي الظباء). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 352]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (والخنّس: تخنس في مجراها، ترجع). [صحيح البخاري: 6/ 167]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وتكنس: تستتر كما تكنس الظّباء "). [صحيح البخاري: 6/ 167]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: والخُنَّسُ، تَخنِسُ في مَجرَاهَا تَرجِعُ، وتَكنِسُ تَستَتِرُ في بُيُوتِها كمَا تَكنِسُ الظِّبَاءُ.
قَالَ الفَرَّاءُ في قَولِهِ: {فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ}: وهِي النِّجُومُ الخَمسَةُ، تَخنِسُ في مَجرَاهَا: تَرجِعُ، وتَكنِسُ: تَستَتِرُ في بُيُوتِهَا كما تَكنِسُ الظِّبَاءُ في المَغَايِرِ وهي الكِنَاسُ.
قَالَ والمرادُ بالنِّجُومِ الخَمسَةِ بَهْرَامُ وزُحَلُ وعُطَارِدُ والزُّهَرَةُ والمُشتَرِي، وأَسنَدَ هَذَا الكَلامَ ابنُ مَردَوَيْهِ مِن طَرِيقِ الكَلْبِيِّ عَن أَبِي صَالحٍ عن ابنِ عَبَّاسٍ.
وروى عَبدُ الرَّزَّاقِ بإسنادٍ صحيحٍ عن أَبِي مَيسرَةَ عن عَمرِو بنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: قالَ لِي ابنُ مَسعُودٍ: مَا الخُنَّسُ؟ قَالَ: قُلتُ: أظُنُّهُ بَقَرَ الوَحْشِ، قَالَ: وأنَا أَظُنُّ ذَلِكَ.
وعن مَعْمَرٍ، عنِ الحَسنِ، قَالَ: هِيَ النُّجُوم تَخنِسُ بالنَّهَارِ، والكُنَّسُ تَسْتُرُهُنَّ إذا غِبْنَ.
قَالَ: وقَالَ بعضُهُمُ: الكُنَّسُ الظِّبَاءُ. وروَى سَعيدُ بنُ مَنصُورٍ بإِسنَادٍ حَسَنٍ عن عَلِيٍّ قَالَ: هُنَّ الكَواكِبُ؛ تَكنِسُ باللَّيلِ وتَخنِسُ بالنَّهارِ فَلا تُرَى. ومن طَريقِ مُغِيرَةَ قَالَ: سُئِلَ مُجَاهِدٌ عن هذهِ الآيةِ فقالَ: لا أدْرِي. فقالَ إِبرَاهِيمُ: لِمَ لا تَدرِي؟ قَالَ: سَمِعنَا أَنَّها بَقَرُ الوَحشِ، وهؤلاءِ يَروُونَ عنْ عَلِيٍّ أنَّها النُّجُومُ. قَالَ: إِنَّهُم يَكذِبُونَ علَى عَلِيٍّ.
وهذَا كمَا يَقولُونَ إنَّ عَلِيًّا قَالَ: لو أنَّ رَجُلاً وقَعَ من فَوقِ بَيتٍ على رَجُلٍ فمَاتَ الأعلَى ضَمِنَ الأسفَلُ). [فتح الباري: 8/ 694]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَالخُنَّسُ تَخْنِسُ فِي مَجْرَاهَا تَرْجِعُ، وَتَكْنِسُ: تَسْتَتِرُ كَمَا تَكْنِسُ الظِّبَاءُ).
أَشَارَ به إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَلاَ أُقْسِمُ بِالُخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} قَالَ الْفَرَّاءُ: الْخُنَّسُ: النُّجُومُ الْخَمْسَةُ تَخْنِسُ فِي مَجْرَاهَا إِلَى آخِرِهِ، وَالْخَمْسَةُ هِيَ: بَهْرَامُ وَزُحَلُ وَعُطَارِدُ وَالزُّهَرَةُ وَالْمُشْتَرِي، ويُرْوَى أَنَّ رَجُلاً مِنْ مُرَادٍ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ [رَضِيَ اللهُ تَعَالَى] عَنْهُ: مَا الْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ؟ قَالَ: «هِيَ الْكَوَاكِبُ تَخْنِسُ بِالنَّهَارِ فَلاَ تُرَى وَتَكْنِسُ بِاللَّيْلِ فَتَأْوِي إِلَى مَجَارِيهِنَّ
».
وَأَصْلُ الْخَنْسِ: الرَّجُوعُ إِلَى وَرَاءِ الْكُنُوسِ أَيْ: تَأْوِي إِلَى مَكَانِسِهَا وَهِيَ الْمَوَاضِعُ الَّتِي تَأْوِي إِلَيْهَا الْوَحْشُ، وَقِيلَ: الْخُنَّسُ بَقَرُ الْوَحْشِ إِذَا رَأَتِ الإِنْسَ تَخْنِسُ، وَتَدْخُلُ كِنَاسَهَا، وَرَوَى عَبْدُ الرَّزَّاقِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ مَيْسَرَةَ عن عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: مَا الْخُنَّسُ ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَظُنُّهُ بَقَرَ الْوَحْشِ قَالَ: وَأَنَا أَظُنُّ ذَلِكَ، وَالْخُنَّسُ جَمْعُ خَانِسٍ، وَالْكُنَّسُ جَمْعُ كَانِسٍ كَالرُّكَّعِ جَمْعُ رَاكِعٍ). [عمدة القاري: 19/ 281]

- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وَالْخُنَّسُ: تَخْنِسُ بِفَتْحِ التَّاءِ وَكَسْرِ النُّونِ فِي مَجْرَاهَا تَرْجِعُ وَرَاءَهَا بَيْنَا تَرَى النَّجْمَ في آخِرِ البُرْجِ إِذْ كَرَّ رَاجِعًا عَلَى أَوَّلِهِ). [إرشاد الساري: 7/ 412]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وَتَكْنِسُ بِكَسْرِ النُّونِ تَسْتَتِرُ تَخْفَى تَحْتَ ضَوْءِ الشَّمْسِ كَمَا تَكْنِسُ الظِّبَاءُ بالْجَمْعِ، ولأَبِي ذَرٍّ: كَمَا يَكْنِسُ الظَّبْيُ أي: يَسْتَتِرُ في كِنَاسِهِ، وهو بَيْتُهُ الْمُتَّخَذُ من أَغْصَانِ الشَّجَرِ، والْمُرَادُ النُّجُومُ الْخَمْسَةُ: زُحَلُ وَالْمُشْتَرِي وَالْمِرِّيخُ وَزُهَرَةُ وَعُطَارِدُ). [إرشاد الساري: 7/ 412]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (والخنس) هي النجوم الخمسة: المريخ، وزحل، وعطارد، والزهرة، والمشتري). [حاشية السندي على البخاري: 3/ 78]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {فلا أقسم بالخنّس (15) الجوار الكنّس}
- أخبرنا محمّد بن المثنّى، حدّثنا محمّدٌ، حدّثنا شعبة، عن الحجّاج بن عاصمٍ، عن أبي الأسود، عن عمرو بن حريثٍ، قال: " صلّيت خلف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الصّبح فسمعته يقرأ: {فلا أقسم بالخنّس}؛ الجوار الكنّس). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 325]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}. اخْتَلَفَ أهلُ التأوِيلِ في الخُنَّسِ الجَوَارِ الكُنَّسِ؛ فقالَ بعضُهم: هيَ النجومُ الدَرَارِيُّ الخَمْسَةُ، تَخْنِسُ في مَجْرَاهَا فتَرْجِعُ، وتَكْنِسُ فتَسْتَتِرُ في بُيُوتِها، كما تَكْنِسُ الظِّبَاءُ في المَغَارِ.

والنُّجومُ الخمْسَةُ: بَهْرَامُ، وزُحَلُ، وعُطَارِدٌ، والزُّهَرَةُ، والمُشْتَرِي.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا هَنَّادٌ قالَ: ثَنَا أبو الأَحْوَصِ، عنْ سِمَاكٍ، عنْ خالِدِ بنِ عَرْعَرَةَ، أنَّ رَجُلاً قامَ إلى عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فقالَ: مَا {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}، قالَ: هيَ الكواكِبُ.
- حدَّثَنا ابنُ المُثَنَّى قالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ قالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، عنْ سِمَاكِ بنِ حَرْبٍ قالَ: سَمِعْتُ خالِدَ بنَ عَرْعَرَةَ قالَ: سَمِعْتُ عليًّا عليهِ السلامُ، وسُئِلَ عنْ: {فلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}، قالَ: هيَ النجومُ تَخْنِسُ بالنهارِ، وتَكْنِسُ باللَّيْلِ.
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ إِسْرَائِيلَ، عنْ سِمَاكٍ، عنْ خالِدِ بنِ عَرْعَرَةَ، عنْ عليٍّ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] قالَ: النجومِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبي إسحَاقَ، عنْ رَجُلٍ مِنْ مُرادٍ، عنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ قالَ: هلْ تَدْرُونَ مَا الخُنَّسُ؟ هيَ النجومُ تَجْرِي بالليلِ، وتَخْنِسُ بالنهارِ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: ثَنِي جَريرُ بنُ حازِمٍ، أنَّهُ سَمِعَ الحسَنَ يُسْأَلُ، فقيلَ: يا أبا سَعِيدٍ، ما الجَوَارِ الكُنَّسُ؟ قالَ: النُّجُومُ.
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا هَوْذَةُ بنُ خَلِيفَةَ قالَ: ثَنَا عَوْفٌ، عنْ بَكْرِ بنِ عبدِ اللَّهِ في قَوْلِهِ: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}، قالَ: هيَ النجومُ الدَّرَارِيُّ، التي تَجْرِي تَسْتَقْبِلُ الْمَشْرِقَ.
- حَدَّثَنِي أبو السائِبِ قالَ: ثَنَا أبو مُعَاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ، عنْ مُجَاهِدٍ قالَ: هيَ النجومُ.
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبي إسحَاقَ، عنْ رَجُلٍ مِنْ مُرادٍ، عنْ عليِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}، قالَ: يعني: النجومِ، تَكْنِسُ بالنهارِ، وتَبْدُو بالليلِ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قولُهُ: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}، قالَ: هيَ النجومُ تَبْدُو بالليلِ وتَخْنِسُ بالنهارِ.
- حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عن الحسَنِ في قَوْلِهِ: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}، قالَ: هيَ النجومُ تَخْنِسُ بالنهارِ، والجَوَارِ الكُنَّسِ: سَيْرَهُنَّ إِذَا غِبْنَ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: {الْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}، قالَ: الخُنَّسُ والجَوَارِ الكُنَّسُ: النجومُ الخُنَّسُ، إنَّها تَخْنِسُ تَتَأَخَّرُ عنْ مَطَالِعِها، هيَ تتَأَخَّرُ كلَّ عامٍ، لها في كلِّ عامٍ تَأَخُّرٌ عنْ تَعجيلِ ذلكَ الطلُوعِ، تَخْنِسُ عنهُ.
و{الكُنَّسُ}: تَكْنِسُ بالنهارِ فَلا تُرَى. قالَ: والجوارِ تَجْرِي بعدُ، فهذا الخُنَّسُ الجوَارِ الكُنَّسُ.
وقالَ آخَرُونَ: هيَ بقَرُ الوَحْشِ التي تَكْنِسُ في كِناسِها.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ عَرَفَةَ قالَ: ثَنَا هُشَيْمُ بنُ بَشِيرٍ، عنْ زَكَرِيَّا بنِ أبي زَائِدَةَ، عنْ أبي إسحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عنْ أبي مَيْسَرَةَ، عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ، أَنَّهُ قالَ لأبي مَيْسَرَةَ: ما الجَوَارِ الكُنَّسُ؟ قالَ: فقالَ: بَقَرُ الوَحْشِ. قالَ: فقالَ: وأنا أرَى ذلكَ.
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا يَحْيَى، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبي إسحَاقَ، عنْ أبي مَيْسَرَةَ، عنْ عبدِ اللَّهِ في قَوْلِهِ: {الجَوَارِ الْكُنَّسِ}، قالَ: بَقَرِ الوَحْشِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبي إسحَاقَ، عنْ عَمْرِو بنِ شُرَحْبِيلٍ قالَ: قالَ ابنُ مسعودٍ: يا عَمْرُو، ما الجَوَارِ الكُنَّسُ، أوْ ما تَرَاها؟ قالَ عَمْرٌو: أَرَاها البَقَرَ، قالَ عبدُ اللَّهِ: وأنا أرَاها البَقَرَ.
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ أبي إسحَاقَ، عنْ أبي مَيْسَرَةَ قالَ: سَأَلْتُ عنها عبدَ اللَّهِ، فذَكَرَ نَحْوَهُ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: ثَنِي جَرِيرُ بنُ حَازِمٍ قالَ: ثَنِي الحَجَّاجُ بنُ المُنْذِرِ قالَ: سَأَلْتُ أبا الشَّعْثَاءِ جابِرَ بنَ زَيْدٍ عن الجَوَارِ الكُنَّسِ، قالَ: هيَ البَقَرُ إِذَا كَنَسَتْ كَوَانِسَها.
قالَ يُونُسُ: قالَ لي عبدُ اللَّهِ بنُ وَهْبٍ: هيَ البَقَرُ إذا فَرَّتْ مِن الذِّئَابِ، فذلكَ الذي أرَادَ بقوْلِهِ: كَنَسَت كَوَانِسَها.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ جَريرٌ، وحَدَّثَنِي الصَّلْتُ بنُ رَاشِدٍ، عنْ مُجَاهِدٍ مثلَ ذلكَ.
- حَدَّثَنِي أبو السائِبِ قالَ: ثَنَا أبو مُعَاوِيَةَ، عن الأَعْمَشِ، عنْ إبراهيمَ في قَوْلِهِ: {الْجَوَارِ الكُنَّسِ}، قالَ: هيَ بَقَرُ الْوَحْشِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا جَريرٌ، عنْ مُغِيرَةَ قالَ: سُئِلَ مُجاهِدٌ، ونحنُ عندَ إبراهيمَ، عنْ قولِهِ: {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}، قالَ: لا أَدْرِي. فانْتَهَرَهُ إبراهيمُ وقالَ: لِمَ لا تَدْرِي؟ فقالَ: إنَّهُم يَرْوُونَ عنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وكُنَّا نَسْمَعُ، أنَّها البَقَرُ. فقالَ إبراهيمُ: هيَ البقَرُ. الجوارِ الكُنَّسُ: حُجْرَةُ بقَرِ الوَحْشِ التي تَأْوِي إليها، والخُنَّسُ الجوارِ: البَقَرُ.
- حَدَّثَنَا يعقوبُ قالَ: ثَنَا هُشَيْمٌ قالَ: أخْبَرَنا مُغِيرَةُ، عنْ إبراهيمَ ومُجاهِدٍ أَنَّهُما تَذَاكَرَا هذهِ الآيَةَ: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}، فقال إبراهيمُ لِمُجاهِدٍ: قلْ فيها ما سَمِعْتَ. قالَ: فقالَ مُجاهِدٌ: كنَّا نَسْمَعُ فيها شيئاً، وناسٌ يقولونَ: إنَّها النجومُ. قالَ: فقالَ إبراهيمُ: إنَّهُم يَكْذِبونَ علَى عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، هذا كما رَوَوْا عنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أنَّهُ ضَمَّنَ الأسفلَ الأعلى، والأعلَى الأسفَلَ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عن المُغِيرَةِ قالَ: سُئِلَ مجاهدٌ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ عن الجوارِ الكُنَّسِ، قالَ: لا أَدْرِي، يَزْعُمُونَ أنَّها البَقَرُ. قالَ: فقالَ إبراهيمُ: ما تَدْرِي هيَ البَقَرُ، قالَ: يَذْكُرُونَ عنْ عَلِيٍّ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ]: أنَّها النجومُ، قالَ: يَكْذِبونَ على عليٍّ [رَضِيَ اللهُ عَنْهُ].
وقالَ آخَرُونَ: هيَ الظِّبَاءُ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أَبِي قالَ: ثَنِي عَمِّي قالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}، يعني: الظِّبَاءِ.
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا ابنُ يَمَانٍ، عنْ أشْعَثَ بنِ إِسحاقَ، عنْ جَعْفَرٍ، عنْ سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ}، قالَ: الظِّباءِ.
- حَدَّثَنِي يعقوبُ قالَ: ثَنَا ابنُ عُلَيَّةَ قالَ: ثَنَا ابنُ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}، قالَ: كنَّا نقولُ: أَظُنُّهُ قالَ: الظِّباءِ، حتَّى زعَمَ سعيدُ بنُ جُبَيْرٍ أنَّهُ سأَلَ ابنَ عبَّاسٍ عنها، فأعادَ عليهِ قِراءَتَها.
- حُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا معاذٍ يقولُ: ثَنَا عَبيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قَوْلِهِ: {الْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ}؛ يعنِي: الظِّبَاءِ.
وأَوْلَى الأقوالِ في ذلكَ بالصَّوابِ أنْ يُقالَ: إنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أقْسَمَ بأشياءَ تَخْنِسُ أحياناً؛ أيْ: تَغِيبُ، وتَجْرِي أحياناً وتَكْنِسُ أخرَى، وكُنُوسُها: أنْ تَأْوِيَ في مَكَانِسِهَا. والمَكَانِسُ عندَ العرَبِ: هيَ المواضِعُ التي تَأْوِي إليها بَقَرُ الوَحْشِ والظِّباءُ، واحِدُها مَكْنَسٌ وكِناسٌ، كما قالَ الأعشَى:
فلمَّا لَحِقْنَا الحَيَّ أَتْلَعَ أُنَّسٌ ....... كَمَا أَتْلَعَتْ تَحْتَ المَكَانِسِ رَبْرَبُ
فهذهِ جَمْعُ مَكْنَسٍ، وكما قالَ في الكِنَاسِ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ:
كأنَّ كِنَاسَيْ ضَالَـةٍ يَكْنُفَانِهَا ....... وَأَطْرَ قِسِيٍّ تَحْتَ صُلْبٍ مُؤَيَّدِ
وأمَّا الدَّلالَةُ على أنَّ الكِنَاسَ قدْ يكونُ للظِّبَاءِ، فقولُ أَوْسِ بنِ حُجْرٍ:
أَلَمْ تَـرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مُزْنَةً ....... وعُفْرُ الظِّبَاءِ في الكِنَاسِ تَقَمَّعُ
فالكِناسُ في كلامِ العرَبِ ما وَصَفْتُ، وغيرُ مُنْكَرٍ أنْ يُسْتَعَارَ ذلكَ في الموَاضِعِ التي تَكونُ بها النجومُ مِن السماءِ. فإِذَا كانَ ذلكَ كذلكَ، ولمْ يَكُنْ في الآيَةِ دَلالةٌ على أنَّ المُرَادَ بذلكَ النُّجُومُ دُونَ البقَرِ، ولا البَقَرُ دُونَ الظِّباءِ، فالصوابُ أن يُعَمَّ بذلكَ كلُّ ما كانَتْ صِفَتُهُ الخُنُوسَ أحياناً، والجرْيَ أُخْرَى، والكُنُوسَ بِآنَاتٍ على ما وَصَفَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ مِنْ صِفَتِها). [جامع البيان: 24/ 152-158]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة قال: سمعت علي بن أبي طالب [عليه السلام] يقول: الخنس الجوار الكنس من النجوم تجري بالليل وتخنس بالنهار).[تفسير مجاهد: 734]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن {فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس}؛ قال: هي الكواكب). [تفسير مجاهد: 2/ 734]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: نا إسرائيل، عن ابن إسحاق الهمذاني، عن عمرو بن شرحبيل، قال: هي بقر الوحش). [تفسير مجاهد: 2/ 735]

قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق الخزاعيّ بمكّة، ثنا أبو يحيى بن أبي مسرّة، ثنا بدل بن المحبّر، ثنا زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، قال: سمعت عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، يقول في قوله عزّ وجلّ: {فلا أقسم بالخنّس (15) الجوار الكنّس} قال: «هي بقر الوحش» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 560]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا محمّد بن الحسن الكارزيّ، ثنا عليّ بن عبد العزيز، ثنا حجّاج بن منهالٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة، قال: " لمّا قتل عثمان رضي اللّه عنه، ذعرني ذلك ذعرًا شديدًا، فأتيت عليًّا رضي اللّه عنه، فبينا أنا عنده إذ سأله رجلٌ ما {الجوار الكنّس}؛ قال: الكواكب «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/ 561]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قولُه تعالى: {فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ}
عن عَمْرِو بنِ شُرَحْبِيلٍ الهَمْدَانِيِّ أبي مَيْسَرَةَ، عن عبدِ اللهِ – يعني: ابنَ مَسْعُودٍ -: {بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} ما هي يا عَمْرُو؟ قالَ: قُلْتُ: البَقَرُ. قالَ: وأنا أرَى ذلك.
رَوَاه الطبَرَانِيُّ، ورِجالُه رِجالُ الصحيحِ). [مجمع الزوائد: 7/ 134]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال إسحاق بن راهويه: أبنا النّضر بن شميلٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة، عن عليٍّ- رضي اللّه عنه- قال: فقال: «فما الجوار الكنّس؟ قال: الكواكب
».
ذكره في حديثٍ طويلٍ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لجهالة بعض رواته). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/ 299]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال إسحاق: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، ثنا حمّاد بن سلمة، عن سماك بن حربٍ، عن خالد بن عرعرة قال: فما {الجوار الكنّس}؟ قال: الكواكب. يعني: علياً رضي الله عنه. ذكره في حديثٍ طويلٍ). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/ 426]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الفِرْيابيُّ وسعيدُ بنُ منصورٍ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ والحاكمُ وصحَّحه من طرُقٍ, عن عليٍّ في قَوْلِهِ: {فَلاَ أُقْسِمُ بالْخُنَّسِ}، قَالَ: هي الكواكِبُ تَكْنِسُ بالليلِ وتَخْنِسُ بالنهارِ فلا تُرَى). [الدر المنثور: 15/ 268]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ من طريقِ الأصبغِ بنِ نُباتَةَ, عن عليٍّ في قَوْلِهِ: {فَلاَ أُقْسِمُ بالخُنَّسِ}؛ قَالَ: خَمْسَةُ أَنْجُمٍ: زُحَلُ, وعُطَارِدُ, والمُشْتَرِي, وبَهْرَامُ, والزُّهَرَةُ, لَيْسَ في الكَوَاكِبِ شَيْءٌ يَقْطَعُ المَجَرَّةَ غَيْرَها). [الدر المنثور: 15/ 269]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ وأبو الشيخِ في العَظَمَةِ, من طريقِ عِكْرِمةَ عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الخُنَّسُ: نُجُومٌ تجرِي, يَقْطَعْنَ المَجَرَّةَ كَمَا يَقْطَعُ الفَرَسُ). [الدر المنثور: 15/ 269]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ والخَطِيبُ في كتابِ النُّجومِ مِن طريقِ الكَلْبِيِّ, عن أبي صالحٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {فَلاَ أُقْسِمُ بالخُنَّسِ (15) الجَوَارِ الكُنَّسِ}؛ قَالَ: هي النُّجُومُ السَّبْعَةُ: زُحَلُ, وبَهْرَامُ, وعُطَارِدُ, والمُشْتَرِي, والزُّهَرَةُ, والشمسُ, والقمرُ؛ خُنُوسُها: رُجوعُها، وكُنُوسُها: تَغَيُّبُها بالنهارِ). [الدر المنثور: 15/ 269]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ والفريابيُّ وسعيدُ بنُ مَنْصورٍ وابنُ سَعْدٍ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ والطبرانيُّ والحاكمُ وصحَّحه من طرُقٍ, عن ابن مَسْعُودٍ في قَوْلِهِ: {بالخُنَّسِ (15) الجَوَارِ الكُنَّسِ}؛ قَالَ: هي بَقَرُ الوَحْشِ). [الدر المنثور: 15/ 269]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ مِن طَرِيقِ سَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ: {الجَوَارِ الكُنَّسِ}؛ قَالَ: البَقَرُ تَكْنِسُ إِلَى الظِّلِّ). [الدر المنثور: 15/ 269]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ مِن طريقِ خَصِيفٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ: {الجَوَارِ الكُنَّسِ}؛ قَالَ: هي الوَحْشُ تَكْنِسُ لأَنْفُسِهَا في أُصولِ الشجَرِ, تَتَوارَى فيه.
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ من طريقِ العَوْفِيِّ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {بِالخُنَّسِ}؛ قَالَ: الظِّبَاءُ). [الدر المنثور: 15/ 270]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ رَاهُويَهْ, وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ, عن علِيٍّ: {الجَوَارِ الكُنَّسِ}؛ قَالَ: هي الكَوَاكِبُ). [الدر المنثور: 15/ 270]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عَنْ قَتَادَةَ: {فَلاَ أُقْسِمُ بالخُنَّسِ (15) الجَوَارِ الكُنَّسِ}؛ قَالَ: هي النُّجومُ تَبْدُو بالليلِ وتَخْفَى بالنَّهارِ تَكْنِسُ). [الدر المنثور: 15/ 270]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {بالخُنَّسِ (15) الجَوَارِ الكُنَّسِ}؛ قَالَ: لم أَسْمَعْ فيها شَيئًا). [الدر المنثور: 15/ 270]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عَنْ مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {بالخُنَّسِ (15) الجَوَارِ الكُنَّسِ}؛ قَالَ: النجومُ تَخْنِسُ بالنَّهَارِ). [الدر المنثور: 15/ 270]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عن المُغيرَةِ قَالَ: سَألَ إِبْرَاهِيمُ مُجَاهِداً عَنْ قولِ اللَّهِ: {فَلاَ أُقْسِمُ بالخُنَّسِ (15) الجَوَارِ الكُنَّسِ}؛ قَالَ: لا أدْرِي. قَالَ إبراهيمُ: ولِمَ لا تَدْرِي؟ قَالَ: إنَّكم تقولونَ عن علِيٍّ: إنَّها النجومُ. فقَالَ: كَذَبُوا. فقَالَ مجاهدٌ: هي بَقَرُ الوَحْشِ، والخُنَّسُ الجوارِي: حُجْرَتُها. فقَالَ إبراهيمُ: هو كما قُلْتَ). [الدر المنثور: 15/ 370-271]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن بَكْرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ المُزَنيِّ قَالَ: {بالخُنَّسِ (15) الجَوَارِ الكُنَّسِ}: هي النجومُ الدَّراريُّ التي تَجْرِي تَسْتَقْبِلُ المَشْرِقَ). [الدر المنثور: 15/ 271]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عن أبي مَيْسَرَةَ قَالَ: {الجَوَارِ الكُنَّسِ}: بَقَرُ الوَحْشِ). [الدر المنثور: 15/ 271]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ مُجَاهِدٍ: {الجَوَارِ الكُنَّسِ}؛ قَالَ: هي الظِّباءُ إِذَا كَنَسَتْ كَوَانِسَهَا). [الدر المنثور: 15/ 271]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن جابرِ بنِ زَيْدٍ: {الجَوَارِ الكُنَّسِ}؛ قَالَ: هي البَقَرُ والظِّبَاءُ). [الدر المنثور: 15/ 271]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن ابنِ عباسٍ: الخُنَّسُ: البَقَرُ، و{الجَوَارِ الكُنَّسِ} قالَ: هي الظباءُ أَلَمْ تَرَهَا إِذَا كَانَتْ في الظلِّ كَيْفَ تَكْنِسُ بأَعْنَاقِهَا ومَدَّتْ نَظَرَها؟). [الدر المنثور: 15/ 271]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنِ الحَسَنِ: {بِالخُنَّسِ (15) الجَوَارِ الكُنَّسِ}؛ قَالَ: البَقَرُ). [الدر المنثور: 15/ 271]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أبو أحمدَ الحاكمُ في الكُنَى, عن العَدَبَّسِ قَالَ: كُنَّا عندَ عمرَ بنِ الخطابِ فأَتَاهُ رَجُلٌ فقَالَ: يا أَمِيرَ المؤمنينَ, ما الجَوارِي الكُنَّسُ؟ فطَعَنَ عُمَرُ بمِخْصَرَةٍ مَعَه في عِمَامَةِ الرَّجُلِ، فألْقَاهَا عن رأْسِه، فقَالَ عمرُ: أَحَرُورِيٌّ؟! والذي نَفْسُ عُمَرَ بنِ الخطابِ بيَدِهِ, لَوْ وجَدْتُكَ مَحْلُوقاً لأَنْحَيْتُ القَمْلَ عن رَأْسِكَ). [الدر المنثور: 15/ 272]

تفسير قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه في قول الله في: {والليل إذا عسعس}، قال: إذا ذهب، وفي قول الله: {والليل إذا سجى}، قال: سجوه سكونه). [الجامع في علوم القرآن: 1/ 16]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {إذا عسعس}؛ قال: إذا أدبر.
قال معمر، قال الحسن: إذا غشي الناس). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 352]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس، في قوله تعالى: {والليل إذا عسعس}؛ قال: إذا أقبل). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 352]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({عسعس} : أدبر ). [صحيح البخاري: 6/ 167]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {عَسْعَسَ}: أَدْبَرَ، وصَلَهُ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ من طَرِيقِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَلْحَةَ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ بهذا.
وقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: قَالَ بَعْضُهمْ: {عَسْعَسَ}: أَقبَلَتْ ظَلْمَاؤُهُ، وقَالَ بَعضُهُم: بَل مَعنَاهُ: ولَّى؛ لقولِهِ بعدَ ذلِكَ: {والصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}.

وروَى أَبُو الحَسَنِ الأثْرَمُ بسَنَدٍ لهُ، عن عُمَرَ قَالَ: إنَّ شَهْرَنَا قد عَسْعَسَ. أي: أَدْبَرَ، وتَمَسَّكَ مَنْ فسَّرَهُ بأَقبَلَ بِقَوِلِهِ تَعَالَى: {والصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} قَالَ الخَليلُ: أَقْسَمَ بِإِقبَالِ اللَّيْلِ وإِدبَارِهِ). [فتح الباري: 8/ 694-695]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {عَسْعَسَ}: أَدْبَرَ.
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} وفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: أَدْبَرَ، رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ بِإِسْنَادِهِ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَالَ الزَّجَّاجُ: عَسْعَسَ اللَّيْلُ: إِذَا أَقْبَلَ، وَعَسْعَسَ إِذَا أَدْبَرَ، فَعَلَى هَذَا هُوَ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ الضِّدَّيْنِ). [عمدة القاري: 19/ 281]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ({عَسْعَسَ} أي: أَدْبَرَ، وَقَالَ الْحَسَنُ: أَقْبَلَ بِظَلاَمِهِ، وهو من الأضْدَادِ، وَيَدُلُّ على أنَّ الْمُرَادَ هنا أَدْبَرَ). [إرشاد الساري: 7/ 413]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {والليل إذا عسعس} قال: إذا أدبر إذا ولّى). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 66]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {واللّيل إذا عسعس}
- أخبرنا يوسف بن عيسى، أخبرنا الفضل بن موسى، أخبرنا مسعرٌ، عن الوليد وهو ابن سريعٍ، عن عمرو بن حريثٍ، قال: صلّيت خلف النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم صلاة الفجر، فسمعته يقرأ: {واللّيل إذا عسعس}). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 325]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (أَقْسَمَ رَبُّنَا جَلَّ ثَنَاؤُهُ بالليلِ إذَا عَسْعَسَ، يقولُ: وأُقْسِمُ بالليلِ إِذَا عَسْعَسَ.
واخْتَلَفَ أهلُ التأويلِ في قَوْلِهِ: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}؛ فقالَ بعضُهم: عُنِيَ بقولِهِ: {إِذَا عَسْعَسَ}، إذا أَدْبَرَ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي عليٌّ قالَ: ثَنَا أبو صالِحٍ قالَ: ثَنِي معاويَةُ، عنْ عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ: قولُهُ: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}، يقولُ: إِذَا أَدْبَرَ.
- حَدَثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أَبِي قالَ: ثَنِي عَمِّي قالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: قولُهُ: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}، يعني: إِذَا أدْبَرَ.
- حَدَّثَنَا عبدُ الحَمِيدِ بنُ بَيَانٍ اليَشْكُرِيُّ قالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ يَزِيدَ، عنْ إسماعيلَ بنِ أبي خَالِدٍ، عنْ رَجُلٍ، عنْ أبي ظَبْيَانَ قالَ: كُنْتُ أَتْبَعُ عليَّ بنَ أبي طالِبٍ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] وهوَ خارِجٌ نحوَ المَشْرِقِ، فاسْتَقْبَلَ الفَجْرَ، فقَرَأَ هذهِ الآيَةَ: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا ابنُ إِدْرِيسَ، عن الحَسَنِ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عنْ سَعْدِ بنِ عُبَيْدَةَ، عنْ أبي عبدِ الرحمنِ قالَ: خَرَجَ عَلِيٌّ [رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ] مِمَّا يَلِي بابَ السُّوقِ، وَقَدْ طَلَعَ الصُّبْحُ أو الفجْرُ، قال:،فقَرَأَ: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}، أينَ السَّائِلُ عن الوِتْرِ؟ نِعْمَ ساعَةُ الوِتْرِ هذهِ.
-حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، قالَ ثَنَا عيسى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جميعاً عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ: قولُهُ: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}، قالَ: إِقْبَالُهُ، ويُقَالُ: إِدْبَارُهُ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قولُهُ: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}: إِذَا أَدْبَرَ.
- حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ: {إِذَا عَسْعَسَ}، قالَ: إِذَا أَدْبَرَ.
- حُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثَنَا عَبيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قَوْلِهِ: {إِذَا عَسْعَسَ}: إِذَا أَدْبَرَ.
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ مِسْعَرٍ، عنْ أبي حُصَيْنٍ، عنْ أبي عبدِ الرحمنِ قالَ: خَرَجَ عليٌّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بعدَما أَذَّنَ المُؤَذِّنُ بالصُّبْحِ، فقالَ: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}، أينَ السائِلُ عن الوِتْرِ؟ قالَ: نِعْمَ ساعَةُ الوِتْرِ هذهِ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}، قالَ: عَسْعَسَ: تولَّى، وقالَ: تَنَفَّسَ الصُّبْحُ مِنْ ها هنا. وأشارَ إلى المَشْرِقِ اطِّلاعِ الفجْرِ.
وقالَ آخَرُونَ: عُنِيَ بقولِهِ: {إِذَا عَسْعَسَ}: إذا أَقْبَلَ بِظَلامِهِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عن الحَسَنِ: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}، قالَ: إِذَا غَشِيَ الناسَ.
- حَدَّثَنَا الحُسَيْنُ بن عَلِيٍّ الصُّدَائِيُّ قالَ: ثَنَا أَبِي، عن الفُضَيْلِ، عنْ عَطِيَّةَ: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}، قالَ: أَشَارَ بِيَدِهِ إلى المَغْرِبِ.
وأَوْلَى التأوِيلَيْنِ في ذلكَ بالصَّوابِ عندي قولُ مَنْ قالَ: معنَى ذلكَ: إِذَا أَدْبَرَ؛ وذلكَ لقوْلِهِ: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}، فدَلَّ بذلكَ على أنَّ القَسَمَ بالليلِ مُدْبِراً، وبالنهارِ مُقْبِلاً. والعرَبُ تَقُولُ: عَسْعَسَ الليلُ، وسَعْسَعَ الليلُ: إِذَا أدْبَرَ ولمْ يَبْقَ مِنهُ إِلاَّ اليسيرُ. ومِنْ ذلكَ قوْلُ رُؤْبَةَ بنِ العَجَّاجِ:
يَا هِنْدُ مَا أَسْرَعَ مَا تَسَعْسَعَا ....... وَلَوْ رَجَا تَبْعَ الصِّبَا تَتَبَّعَا
فهذهِ لُغَةُ مَنْ قالَ: سَعْسَعَ. وأَمَّا لُغَةُ مَن قالَ: عَسْعَسَ، فقولُ عَلْقَمَةَ بنِ قُرْطٍ:
حَتَّى إِذَا الصُّبْحُ لَهَا تَنَفَّسَا ....... وَانْجَابَ عَنْهَا لَيْلُهَا وَعَسْعَسَا
يعني: أَدْبَرَ.
وقدْ كانَ بعضُ أهْلِ المعرِفَةِ بكلامِ العرَبِ يَزْعُمُ أنَّ عَسْعَسَ: دَنَا مِنْ أَوَّلِهِ وأَظْلَمَ.
وقالَ الفرَّاءُ: كانَ أبو البلادِ النَّحْوِيُّ يُنْشِدُ بَيْتاً:
عَسْعَسَ حَتَّى لَوْ يَشَـاءُ ادَّنَا ....... كانَ لَهُ مِنْ ضَوْئِهِ مَقْبَسُ
يريدُ: لَوْ يَشَاءُ إِذْ دَنَا، ولَكِنَّهُ أَدْغَمَ الذالَ في الدالِ.
قالَ الفَرَّاءُ: فَكَانُوا يَرَوْنَ أنَّ هذا البيتَ مَصْنُوعٌ). [جامع البيان: 24/ 159-162]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: نا آدم قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {إذا عسعس}؛ يعني إذا أدبر). [تفسير مجاهد: 2/ 735]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ مِن طرُقٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {واللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}؛ قَالَ: إِذَا أَدْبرَ {والصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}؛ قَالَ: إِذَا بَدَا النَّهَارُ حِينَ طُلُوعِ الفَجْرِ). [الدر المنثور: 15/ 272]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن قَتادَةَ: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}. قَالَ: إِذَا أَدْبَرَ، {والصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}؛ قَالَ: إِذَا أَضَاءَ وأَقْبَلَ). [الدر المنثور: 15/ 272]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}؛ قَالَ: إِذَا أَظْلَمَ). [الدر المنثور: 15/ 272]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}؛ قَالَ: إِقْبَالُه، ويقَالُ: إِدْبارُه). [الدر المنثور: 15/ 272]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ, عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}؛ قَالَ: إِذَا أَقْبَلَ). [الدر المنثور: 15/ 273]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ, عن ابنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ نَافِعَ بنَ الأزرقِ سألَه عن قولِه: {واللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}؛ قَالَ: إِقْبَالُ سَوَادِهِ. قَالَ: وهل تَعْرِفُ العربُ ذلك؟ قَالَ: نَعَمْ, أمَا سَمِعْتَ قَوْلَ امْرِئِ القَيْسِ:
عَسْعَسَ حَتَّى لَوْ يَشَاءُ ادَّنَا ....... كَانَ لَهُ مِنْ ضَوْئِهِ مَقْبَسُ).
[الدر المنثور: 15/ 273]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطَّحاويُّ والطَّبَرَانِيُّ في الأَوْسَطِ, والحَاكِمُ وصحَّحه والبَيْهَقِيُّ في سُننِه, عن علِيٍّ: أنَّه خرَج حينَ طَلَعَ الفَجْرُ فقَالَ: نِعْمَ سَاعَةُ الوَتْرِ هذهِ. ثُمَّ تَلاَ: {واللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) والصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} ). [الدر المنثور: 15/ 273]

تفسير قوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({تنفّس}: «ارتفع النّهار). [صحيح البخاري: 6/ 167]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {تَنَفَّسَ}: ارتَفَعَ النَّهَارُ هُو قولُ الفَرَّاءِ أيضًا). [فتح الباري: 8/ 694]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( {تَنَفَّسَ}: ارْتَفَعَ النَّهَارُ.
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} وفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ: ارْتَفَعَ النَّهَارُ). [عمدة القاري: 19/ 281]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ({تَنَفَّسَ} أي ارْتَفَعَ النَّهَارُ.
وَقَالَ ابْنُ الْخَازِنِ: في تَنَفُّسِهِ قَوْلاَنِ:
أَحَدُهُمَا: أن فِي إِقْبَالِهِ رَوْحًا وَنَسِيمًا، فَجَعَلَ ذلك نَفَسًا على الْمَجَازِ.
الثَّانِي: أنه شَبَّهَ اللَّيْلَ بِالْمَكْرُوبِ الْمَحْزُونِ، فَإِذَا حَصَلَ له التَّنَفُّسُ وَجَدَ رَاحَةً، فكأنه تَخَلَّصَ من الْحُزْنِ، فَعَبَّرَ عنه بالتَّنَفُّسِ وهو اسْتِعَارَةٌ لَطِيفَةٌ). [إرشاد الساري: 7/ 412]

- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (قَوْلُهُ: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}؛ أي: امْتَدَّ ضَوْءُهُ حتى يَصِيرَ نَهَارًا). [إرشاد الساري: 7/ 413]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}، يقولُ: وَضَوْءِ النهارِ إِذَا أَقْبَلَ وَتَبَيَّنَ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا ابنُ يَمَانٍ، عنْ أَشْعَثَ، عنْ جَعْفَرٍ، عنْ سَعِيدٍ في قَوْلِهِ: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}، قالَ: إِذَا نَشَأَ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}: إذا أَضَاءَ وأقْبَلَ). [جامع البيان: 24/ 162-163]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا محمّد بن صالح بن هانئٍ، ثنا السّريّ بن خزيمة، ثنا أبو غسّان شريكٌ، عن أبي إسحاق، عن عبد خيرٍ، عن أبي حصينٍ، عن أبي عبد الرّحمن، كلاهما عن عليٍّ [رضي اللّه عنه]، أنّه خرج حين طلع الفجر، فقال: " نعم ساعة الوتر هذه، ثمّ تلا {واللّيل إذا عسعس (17) والصّبح إذا تنفّس} «صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/ 561]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ مِن طرُقٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {واللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}؛ قَالَ: إِذَا أَدْبرَ {والصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}، قَالَ: إِذَا بَدَا النَّهَارُ حِينَ طُلُوعِ الفَجْرِ). [الدر المنثور: 15/ 272] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن قَتادَةَ: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}، قَالَ: إِذَا أَدْبَرَ, {والصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ}، قَالَ: إِذَا أَضَاءَ وأَقْبَلَ). [الدر المنثور: 15/ 272] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطَّحاويُّ والطَّبَرَانِيُّ في الأَوْسَطِ, والحَاكِمُ وصحَّحه والبَيْهَقِيُّ في سُننِه, عن علِيٍّ: أنَّه خرَج حينَ طَلَعَ الفَجْرُ فقَالَ: نِعْمَ سَاعَةُ الوَتْرِ هذهِ. ثُمَّ تَلاَ: {واللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ (17) والصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} ). [الدر المنثور: 15/ 273] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى لقول رسول كريم قال هو جبريل معمر عن قتادة في قوله تعالى:{ولقد رآه بالأفق المبين} قال: كنا نتحدث أن الأفق من حيث تطلع الشمس). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 352]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إنَّ هذا القرآنَ لتَنْزِيلُ رسولٍ كريمٍ، يعنِي: جِبْرِيلَ، نَزَّلَهُ على مُحَمَّدِ بنِ عبدِ اللَّهِ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ أَنَّهُ كانَ يقولُ: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}، يعني: جِبْرِيلَ.
- حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا ابنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ: {رَسُولٍ كَرِيمٍ}، قالَ: هوَ جبريلُ). [جامع البيان: 24/ 163]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}. قَالَ: جِبْرِيلُ). [الدر المنثور: 15/ 273]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ قَتَادَةَ: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}؛ قَالَ: هو جبريلُ. وفي قَوْلِهِ: {وَلَقَدْ رَآهُ بالأُفُقِ المُبِينِ}؛ قَالَ: كنَّا نُحدَّثُ أنَّه الأُفُقُ الذي يَجِيءُ منه النهارُ. وفي لفظٍ: أنَّ الأُفُقُ من حيثُ تَطْلُعُ الشَّمْسُ). [الدر المنثور: 15/ 274]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وأبو الشيخِ في العظمةِ, عن أبي صالِحٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}؛ قال: جبريلُ. وفي قولِهِ: {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ}؛ قَالَ: أَمِينٌ علَى سَبْعِينَ حِجَاباً يَدْخُلُها بغَيْرِ إِذْنٍ، {وَمَا صَاحِبُكُمْ بمَجْنُونٍ}. قَالَ: مُحَمَّدٌ ]صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ]). [الدر المنثور: 15/ 274-275]

تفسير قوله تعالى: {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ذِي قُوَّةٍ، يعنِي جِبْرِيلَ على ما كُلِّفَ مِنْ أَمْرٍ غيرِ عاجِزٍ، {عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ}، يقولُ: هوَ مَكِينٌ عندَ ربِّ العرْشِ العظيمِ). [جامع البيان: 24/ 163]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ عساكِرَ, عن معاويةَ بنِ قُرَّةَ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] لجِبريلَ:
«مَا أَحْسَنَ مَا أَثْنَى عَلَيْكَ رَبُّكَ: {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي العَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ}. فما كانَتْ قُوَّتُكَ وَمَا كَانَتْ أَمَانَتُكَ؟» قَالَ: أَمَّا قُوَّتِي فإِنِّي بُعِثْتُ إِلَى مَدَائِنِ لُوطٍ, وهي أَرْبَعُ مَدَائِنَ، وفي كُلِّ مَدِينَةٍ أَرْبَعُمائَةِ أَلْفِ مُقَاتِلٍ سِوَى الذَّرارِيِّ, فحَمَلْتُهُم مِن الأَرْضِ السُّفْلَى حَتَّى سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ أَصْواتَ الدَّجَاجِ ونُبَاحَ الكِلابِ، ثُمَّ هَوَيْتُ بهنَّ فَقَلَبْتُهُنَّ، وأمَّا أَمَانَتِي فَلَمْ أُومَرْ بشَيْءٍ فعَدَوتُه إلى غَيْرِه). [الدر المنثور: 15/ 274]

تفسير قوله تعالى: {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {مُطَاعٍ ثَمَّ}، يعنِي: جِبْرِيلُ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] مُطَاعٌ في السماءِ، تُطِيعُهُ الملائِكَةُ، {أَمِينٍ}، يقولُ: أمِينٌ عندَ اللَّهِ على وَحْيِهِ ورِسالَتِهِ وغيرِ ذلكَ ممَّا ائْتَمَنَهُ عليهِ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي أبو السَّائِبِ قالَ: ثَنَا عُمَرُ بنُ شَبِيبٍ المُسْلِيُّ، عنْ إسماعيلَ بنِ أبي خالِدٍ، عنْ أبي صالِحٍ: {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ}، قالَ: جِبْرِيلُ عليهِ السلامُ أَمِينٌ على أنْ يَدْخُلَ سبعينَ سُرَادِقاً مِنْ نُورٍ بغَيْرِ إِذْنٍ.
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ منصورٍ الطُّوسِيُّ قالَ: ثَنَا عُمَرُ بنُ شَبِيبٍ قالَ: ثَنَا إسماعيلُ بنُ أبي خالِدٍ قالَ: لا أَعْلَمُهُ إلاَّ عنْ أبي صالِحٍ، مِثلَهُ.
- حَدَّثَنَا سليمانُ بنُ عُمَرَ بنِ خالِدٍ الأَقْطَعُ قالَ: ثَنِي أَبِي عُمَرُ بنُ خالِدٍ، عنْ مَعْقِلِ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الجَزَرِيِّ قالَ: قالَ مَيْمُونُ بنُ مِهْرانَ في قَوْلِهِ: {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ}، قالَ: ذَاكُم جبريلُ عليهِ السلامُ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أَبِي قالَ: ثَنِي عَمِّي قالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ}، قالَ: يعنِي: جبريلَ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قولُهُ: {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ} مُطاعٍ عِنْدَ اللَّهِ {ثَمَّ أَمِينٍ}.
- حُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: ثَنَا عَبيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قَوْلِهِ: {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ}، يعنِي جِبْرِيلَ عليهِ السلامُ). [جامع البيان: 24/ 164-165]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ عساكِرَ, عن معاويةَ بنِ قُرَّةَ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] لجِبريلَ:
«مَا أَحْسَنَ مَا أَثْنَى عَلَيْكَ رَبُّكَ: {ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي العَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ}، فما كانَتْ قُوَّتُكَ وَمَا كَانَتْ أَمَانَتُكَ؟» قَالَ: أَمَّا قُوَّتِي فإِنِّي بُعِثْتُ إِلَى مَدَائِنِ لُوطٍ, وهي أَرْبَعُ مَدَائِنَ، وفي كُلِّ مَدِينَةٍ أَرْبَعُمائَةِ أَلْفِ مُقَاتِلٍ سِوَى الذَّرارِيِّ, فحَمَلْتُهُم مِن الأَرْضِ السُّفْلَى حَتَّى سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ أَصْواتَ الدَّجَاجِ ونُبَاحَ الكِلابِ، ثُمَّ هَوَيْتُ بهنَّ فَقَلَبْتُهُنَّ، وأمَّا أَمَانَتِي فَلَمْ أُومَرْ بشَيْءٍ فعَدَوتُه إلى غَيْرِه). [الدر المنثور: 15/ 274] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ, عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] لجِبْريلَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ:
«اكْشِفْ عَنِ النَّارِ». فكَشَفَ عنها فنظَرَ إليها فذلك قولُه: {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ}: على الوَحْيِ، {وَمَا صَاحِبُكُمْ بمَجْنُونٍ}: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ). [الدر المنثور: 15/ 274]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وأبو الشيخِ في العظمةِ, عن أبي صالِحٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} قال: جبريلُ. وفي قولِهِ: {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ}؛ قَالَ: أَمِينٌ علَى سَبْعِينَ حِجَاباً يَدْخُلُها بغَيْرِ إِذْنٍ, {وَمَا صَاحِبُكُمْ بمَجْنُونٍ}؛ قَالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ). [الدر المنثور: 15/ 274-275] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ (22)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وما صاحِبُكم أيُّهَا الناسُ مُحَمَّدٌ بمَجْنُونٍ، فيَتَكَلَّمُ عنْ جِنَّةٍ، ويَهْذِي هَذَيَانَ المجانِينِ، بلْ جاءَ بالحقِّ، وصَدَّقَ المُرْسَلِينَ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بنُ عُمَرَ بنِ خالِدٍ البَرْقِيُّ قالَ: ثَنَا أَبِي عُمَرُ بنُ خَالِدٍ، عنْ مَعْقِلِ بنِ عبدِ اللَّهِ الجَزَرِيِّ قالَ: قالَ ميمونُ بنُ مِهْرانَ: {وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ}، قالَ: ذَاكُمْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [جامع البيان: 24 / 165]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ, عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ- لجِبْريلَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ:
«اكْشِفْ عَنِ النَّارِ». فكَشَفَ عنها فنظَرَ إليها فذلك قولُه: {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ}: على الوَحْيِ، {وَمَا صَاحِبُكُمْ بمَجْنُونٍ}: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ). [الدر المنثور: 15/ 274] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وأبو الشيخِ في العظمةِ, عن أبي صالِحٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}؛ قال: جبريلُ. وفي قولِهِ: {مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ}، قَالَ: أَمِينٌ علَى سَبْعِينَ حِجَاباً يَدْخُلُها بغَيْرِ إِذْنٍ، {وَمَا صَاحِبُكُمْ بمَجْنُونٍ}، قَالَ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ). [الدر المنثور: 15/ 274-275] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآَهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ (23)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة، عن أبي إسحاق الشيباني، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود، في قوله: {ولقد رآه في بالأفق المبين}؛ قال: رأى جبريل له خمس مائة جناح قد سد الأفق). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 352]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ولقدْ رَأَى مُحَمَّدٌ جِبْرِيلَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ- في صُورَتِهِ بالناحِيَةِ التي تُبَيِّنُ الأشياءَ، فتُرَى مِنْ قِبَلِها، وذلكَ مِنْ ناحِيَةِ مَطْلِعِ الشمْسِ مِنْ قِبَلِ المشرِقِ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جميعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ: قولُهُ: {بِالأُفُقِ الْمُبِينِ} الأَعْلَى. قالَ: بأُفُقٍ مِنْ نَحْوِ أَجْيَادٍ.
- حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى قالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ ثَوْرٍ، عنْ مَعْمَرٍ، عنْ قَتَادَةَ: {بِالأُفُقِ الْمُبِينِ}، قالَ: كُنَّا نُحَدَّثُ أنَّ الأُفُقَ حيثُ تَطْلُعُ الشمْسُ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قولُهُ: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ}، كنَّا نُحَدَّثُ أنَّهُ الأُفُقُ الذي يَجِيءُ مِنهُ النهارُ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ}، قالَ: رأَى جِبْرِيلَ بالأُفُقِ الْمُبِينِ.
- حَدَّثَنِي عيسَى بنُ عُثمانَ بنِ عيسَى الرَّمْلِيُّ قالَ: ثَنَا يَحْيَى بنُ عيسَى، عن الأَعْمَشِ، عن الوَلِيدِ بنِ العَيْزَارِ قالَ: سَمِعْتُ أبا الأَحْوَصِ يقولُ في قَوْلِ اللَّهِ: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ}، قالَ: رأَى جبريلَ لهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ في صُورَتِهِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا جَريرٌ، عنْ عَطَاءٍ، عنْ عامِرٍ قالَ: ما رَأَى جِبْرِيلَ النبيُّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] في صُورَتِهِ إلاَّ مَرَّةً واحِدَةً، وكانَ يَأْتِيهِ في صُورَةِ رجُلٍ يُقالُ لَهُ: دِحْيَةُ، فأَتَاهُ يَوْمَ رَآهُ في صُورَتِهِ قدْ سَدَّ الأُفُقَ كُلَّهُ، عليهِ سُنْدُسٌ أَخْضَرُ مُعَلَّقُ الدُّرِّ، فذلكَ قوْلُ اللَّهِ: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ}. وذُكِرَ أنَّ هذهِ الآيَةَ في
«إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ»: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} في جِبريلَ، إِلَى قَوْلِهِ: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}، يعني: النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [جامع البيان: 24/ 166-167]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: نا ورقاء، عن عطاء بن السائب، عن الشعبي {ولقد رآه بالأفق المبين}؛ قال: رأى رسول الله [صلى الله عليه وسلم] جبريل عليه ثياب خضر قد سد الأفق). [تفسير مجاهد: 735]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ قَتَادَةَ: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ}؛ قَالَ: هو جبريلُ. وفي قَوْلِهِ: {وَلَقَدْ رَآهُ بالأُفُقِ المُبِينِ}؛ قَالَ: كنَّا نُحدَّثُ أنَّه الأُفُقُ الذي يَجِيءُ منه النهارُ. وفي لفظٍ: أنَّ الأُفُقُ من حيثُ تَطْلُعُ الشَّمْسُ). [الدر المنثور: 15/ 274] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ, وأبو نُعَيْمٍ في الدَّلائِلِ, عن ابنِ مَسْعُودٍ: {وَلَقَدْ رَآهُ بالأُفُقِ المُبِينِ}؛ قَالَ: جِبْرِيلُ في رَفْرَفٍ أَخْضَرَ قَدْ سَدَّ الأُفُقَ). [الدر المنثور: 15/ 275]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ مَرْدُويَهْ, عن ابنِ مَسْعُودٍ: {وَلَقَدْ رَآهُ بالأُفُقِ المُبِينِ}؛ قَالَ: رأَى جِبْرِيلَ لَهُ سِتُّمائةِ جَنَاحٍ قَدْ سَدَّ الأُفُقَ). [الدر المنثور: 15/ 275]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطَّبَرَانِيُّ وابنُ مَرْدُويَهْ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {وَلَقَدْ رَآهُ بالأُفُقِ المُبِينِ}؛ قَالَ: إِنَّمَا عَنَى جِبْرِيلَ؛ أَنَّ مُحَمَّداً رَآهُ في صُورَتِه عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهى). [الدر المنثور: 15/ 275]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ عِكْرِمَةَ: {وَلَقَدْ رَآهُ بالأُفُقِ المُبِينِ}؛ قَالَ: هو رَسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] رأَى جِبْرِيلَ بالأُفُقِ، والأُفُقُ: الصُّبْحُ). [الدر المنثور: 15/ 275]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ, عن ابنِ عَبَّاسٍ: {وَلَقَدْ رَآهُ بالأُفُقِ المُبِينِ}؛ قَالَ: السَّمَاءُ السَّابِعَةُ). [الدر المنثور: 15/ 275]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (24)}
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعت يحيى بن أيوب يحدث عن ابن الهاد أن إنسانا سأل عبد الرحمن الأعرج عن قول الله: {وما هو على الغيب بضنينٍ}، أو ظنينٍ، فقال عبد الرحمن: ما أبالي بأيهما قرأت). [الجامع في علوم القرآن: 3/ 45-46]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينارٍ عن عطاءٍ عن ابن عبّاسٍ أنّه كان يقرأها: {وما هو على الغيب}؛ بظنينٍ). [الجامع في علوم القرآن: 3/ 46]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (قال سفيان: تفسير ضنين وظنين سواء، ويقول ما هو بكاذبٍ، وما هو بفاجرٍ؛ والظّنين: المتّهم، والضّنين: البخيل). [الجامع في علوم القرآن: 3/ 46]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن التيمي، عن مغيرة، عن مجاهد، قال: سمعت ابن الزبير يقرؤها: وما هو عن الغيب بظنين. فسألت ابن عباس فقال: {ضنين}؛ قال: وكان ابن مسعود يقرؤها {ضنين} قال: مغيرة وقال إبراهيم: الظنين: المتهم، والضنين: البخيل). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 353]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن أبي يحيى، عن إسحاق بن عبد الله ابن أبي فروة، عن ابن الزبير، أن النبي كان يقرؤها: {وما هو عن الغيب بظنين}). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 353]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (والظّنين المتّهم، والضّنين يضنّ به»). [صحيح البخاري: 6/ 167]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (والظَّنِينُ المُتَّهَمُ والضَّنِينُ يَضَنُّ بِهِ) هُو قولُ أَبِي عُبَيْدَةَ. وأَشارَ إلى القِرَاءَتَينِ، فمَن قَرَأَهَا بالظَّاءِ المُشالَةِ فمعنَاهَا لَيسَ بِمُتَّهَمٍ، ومَن قَرَأَهَا بالسَّاقِطَةِ فمعنَاهَا البَخِيلُ.
ورَوَى الفَرَّاءُ عَن قَيسِ بنِ الرَّبيعِ عَن عَاصِمٍ عن وَرْقَاءَ قَالَ: أَنتُم تَقرَؤُونَ: بِضَنِينٍ بِبَخِيلٍ، ونَحنُ نَقرأُ: بظَنِينٍ بمُتَّهَمٍ.
وروَى عَبدُ الرَّزَّاقِ بإِسنَادٍ صحيحٍ عن إبْراهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ: الظَّنِينُ المُتَّهَمُ، والضَّنِينُ البَخِيلُ. وروَى ابنُ أَبِي حَاتِمٍ بسَندٍ صَحيحٍ: كانَ ابنُ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ {بِضَنِينٍ} قَالَ: والضَّنِينُ والظَّنِينُ سَواءٌ، يقولُ: مَا هُو بِكَاذِبٍ. والظَّنِينُ المُتَّهَمُ والضَّنِينُ البَخِيلُ). [فتح الباري: 8/ 694]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَالظَّنِينُ: المُتَّهَمُ وَالضَّنِينُ يَضَنُّ بِهِ)
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بَظَنِينٍ}؛ وَفَسَّرَ الظَّنِينَ الَّذِي بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ بِالْمُتَّهَمِ، وَفَسَّرَ الضَّنِينَ الَّذِي بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ بِقَوْلِهِ: يَضَنُّ بِهِ أَيْ: يَبْخَلُ بِهِ، وَقَالَ الثَّعْلَبِيُّ: مَا هُوَ يَعْنِي مُحَمَّدًا [صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] عَلَى الْغَيْبِ أَيِ الْوَحْيِ وَخَبَرِ السَّمَاءِ وَمَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ بِضَنِينٍ أَيْ: بِبَخِيلٍ فَلاَ يَبْخَلُ بِهِ عَلَيْكُمْ بَلْ يُعْلِمُكُمْ وَيُخُبْرِكُمُ بِهِ، قُلْتُ: هَذَا الَّذِي فَسَّرَهُ هُوَ الضَّنِينُ الَّذِي بِالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ تَقُولُ: ضَنَنْتُ بِالشَّيْءِ فَأَنَا ضَنِينٌ أَيْ: بَخِيلٌ.
ثُمَّ قَالَ الثَّعْلَبِيُّ: وَقُرِئَ بِالظَّاءِ وَمَعْنَاهُ: وَمَا هُوَ بِمُتَّهَمٍ فِيمَا يُخْبِرُ بِهِ.
وَقَرَأَ عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ وَأَهْلُ الْمَدِينَةِ وَالشَّامِ بِالضَّادِ وَالْبَاقُونَ بِالظَّاءِ مِنَ الظِّنَّةِ وَهِيَ التُّهْمَةُ.
وَقَالَ النَّسَفِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ: وَإِتْقَانُ الْفَصْلِ بَيْنَ الضَّادِ وَالظَّاءِ وَاجِبٌ، وَمَعْرِفَةُ مَخْرَجِهِمَا لاَ بُدَّ مِنْهُ لِلْقَارِئِ؛ فَإِنَّ أَكْثَرَ الْعَجَمِ لاَ يُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْحَرْفَيْنِ، وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ فِي فَصْلِ الضَّادِ: ضَنَنْتُ بِالشَّيْءِ أَضَنُّ بِهِ ضَنًّا وَضَنَانَةً إِذَا بَخِلْتَ بِهِ وَهُوَ ضَنِينٌ بِهِ قَالَ الْفَرَّاءُ: وَضَنَنْتُ بِالْفَتْحِ لُغَةٌ، وَقَالَ فِي فَصْلِ الظَّاءِ: وَالظَّنِينُ الْمُتَّهَمُ وَالظِّنَّةُ التُّهْمَةُ). [عمدة القاري: 19/ 281]

- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وَالظَّنِينُ) بالظَّاءِ في قراءَةِ ابْنِ كَثِيرٍ وَأَبِي عَمْرٍو والْكِسَائِيِّ (الْمُتَّهَمُ) مِن الظِّنَّةِ وهي التُّهْمَةُ (وَالضَّنِينُ) بِالضَّادِ (يَضَنُّ بِهِ) أي: لا يَبْخَلُ بِالتَّبْلِيغِ وَالتَّعْلِيمِ). [إرشاد الساري: 7/ 412-413]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (والضنين) أي: البخيل من ضن بالشيء يضن به، أي: يبخل به). [حاشية السندي على البخاري: 3/ 78]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}؛ اخْتَلَفَت الْقَرَأَةُ في قِراءَةِ ذلكَ؛ فقَرَأَتْهُ عامَّةُ قَرَأَةِ المدينةِ والكوفةِ {بِضَنِينٍ} بالضادِ، بمعنَى: أنَّهُ غيرُ بَخِيلٍ عليهِم بتَعْلِيمِهِم ما عَلَّمَهُ اللَّهُ وأَنْزَلَ إليهِ مِنْ كتابِهِ.
وقرَأَ ذلكَ بعضُ المَكِّيِّينَ وبعضُ البَصْرِيِّينَ وَبَعْضُ الْكُوفِيِّينَ: (بِظَنِينٍ) بالظاءِ، بمعنَى: أنَّهُ غيرُ مُتَّهَمٍ فيما يُخْبِرُهُم عن اللَّهِ مِن الأَنْباءِ.
ذِكْرُ مَنْ قَرأَ ذَلِكَ بالضَّادِ وتَأَوَّلَهُ على ما وَصَفْنَا مِن التأويلِ مِنْ أهلِ التأويلِ:
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا عبدُ الرحمنِ قالَ: ثَنَا سُفيانُ، عنْ عاصِمٍ، عنْ زِرٍّ: (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ)، قالَ: الظَّنِينُ المُتَّهَمُ. وفي قِرَاءَتِكُم: {بِضَنِينٍ}، والضنينُ: البَخِيلُ، والغَيْبُ: القُرْآنُ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا خالِدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الوَاسِطِيُّ قالَ: ثَنَا مُغِيرَةُ، عنْ إبراهيمَ: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}: بِبَخِيلٍ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ: قولُهُ: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}، قالَ: ما يَضِنُّ عَلَيْكُمْ بِمَا يَعْلَمُ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: قولُهُ: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}، قالَ: إنَّ هذا القُرْآنَ غَيْبٌ، فَأَعْطَاهُ اللَّهُ مُحَمَّداً، فبَذَلَهُ وعَلَّمَهُ ودَعَا إليهِ، واللَّهِ ما ضَنَّ بهِ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ عاصِمٍ، عنْ زِرٍّ: (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ)، قالَ: في قِراءَتِنَا: بِمُتَّهَمٍ، ومَنْ قَرَأَها: {بِضَنِينٍ}، يقولُ: بِبَخِيلٍ.
قَالَ: حَدَّثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}، قالَ: ببَخِيلٍ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ قالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ قالَ: قالَ ابنُ زَيْدٍ في قَوْلِهِ: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}: الغَيْبُ القرآنُ، لمْ يَضِنَّ بهِ على أحَدٍ مِن الناسِ، أدَّاهُ وبَلَّغَهُ، بَعَثَ اللَّهُ بهِ الرُّوحَ الأمينَ جِبْرِيلَ إلى رسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأدَّى جبريلُ ما اسْتَوْدَعَهُ اللَّهُ إلى مُحَمَّدٍ، وأدَّى مُحَمَّدٌ ما اسْتَوْدَعَهُ اللَّهُ وجِبْرِيلُ إلى العِبَادِ، ليسَ أحَدٌ مِنهم ضَنَّ، ولا كَتَمَ، ولا تَخَرَّصَ.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا جَريرٌ، عنْ عطاءٍ، عنْ عامِرٍ: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}، يعنِي: النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ بالظَّاءِ وَتَأَوَّلَهُ على ما ذَكَرْنَا مِنْ أهلِ التأويلِ:
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا المُحَارِبِيُّ، عنْ جُوَيْبِرٍ، عن الضحَّاكِ، عن ابنِ عبَّاسٍ، أنَّهُ قَرَأَ: (بِظَنِينٍ) قالَ: ليْسَ بِمُتَّهَمٍ.
- حدَّثَنا ابنُ المُثَنَّى قالَ: ثَنَا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ قالَ: ثَنَا شُعْبَةُ، عنْ أبي المُعَلَّى، عنْ سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ كانَ يَقْرَأُ هذا الحَرْفَ: (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ)، فقُلْتُ لسعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: ما الظَّنِينُ؟ قالَ: ليسَ بِمُتَّهَمٍ.
- حَدَّثَنِي يعقوبُ قالَ: ثَنَا ابنُ عُلَيَّةَ، عنْ أبي المُعَلَّى، عنْ سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ أَنَّهُ قَرَأَ: (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ)، قُلْتُ: وما الظَّنِينُ؟ قالَ: المُتَّهَمُ.
- حَدَثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سَعْدٍ قالَ: ثَنِي أَبِي قالَ: ثَنِي عَمِّي قالَ: ثَنِي أَبِي، عنْ أبيهِ، عن ابنِ عبَّاسٍ: قولُهُ: (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ)، يقولُ: ليْسَ بِمُتَّهَمٍ على ما جاءَ بهِ، وليسَ يُظَنُّ بِمَا أُوتِي.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا خالِدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الواسِطِيُّ قالَ: ثَنَا المُغِيرَةُ، عنْ إبراهيمَ: (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ)، قالَ: بِمُتَّهَمٍ.
- حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ قالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ عاصِمٍ، عنْ زِرٍّ: (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ)، قالَ: الغَيْبُ القرآنُ، وفي قِرَاءَتِنَا (بِظَنِينٍ): مُتَّهَمٍ.
- حُدِّثْتُ عن الحُسَيْنِ قالَ: سَمِعْتُ أبَا مُعَاذٍ يقولُ: ثَنَا عَبيدٌ قالَ: سَمِعْتُ الضحَّاكَ يقولُ في قَوْلِهِ: (بِظَنِينٍ)، قالَ: ليسَ على ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِمُتَّهَمٍ.
وقدْ تَأَوَّلَ ذلكَ بعضُ أهلِ العربيَّةِ أنَّ معناهُ: وما هوَ على الغَيْبِ بضعِيفٍ، ولَكِنَّهُ مُحْتَمِلٌ لهُ مُطِيقٌ. ووَجْهُهُ إلى قَوْلِ العرَبِ للرجلِ الضعيفِ: هوَ ظَنُونٌ.
وَأَوْلَى القراءَتَيْنِ في ذلكَ عندِي بالصَّوابِ: ما عليهِ خُطُوطُ مصاحِفِ المُسْلِمِينَ مُتَّفِقَةً، وإِن اخْتَلَفَتْ قِرَاءَتُهم بهِ، وذلكَ {بِضَنِينٍ} بالضادِ؛ لأنَّ ذلكَ كلَّهُ كذلكَ في خُطُوطِهَا.
فإذا كانَ ذلكَ كذلكَ، فَأَوْلَى التأويلَيْنِ بالصوَابِ في ذلكَ تأويلُ مَنْ تأوَّلَهُ: وما مُحَمَّدٌ على ما عَلَّمَهُ اللَّهُ مِنْ وَحْيِهِ وتَنْزِيلِهِ بِبَخِيلٍ بتَعْلِيمَكُمُوهُ أيُّها الناسُ، بلْ هوَ حريصٌ على أنْ تُؤْمِنُوا بهِ وتَتَعَلَّمُوهُ). [جامع البيان: 24/ 167-170]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {وما هو على الغيب بضنين}؛ يعني ببخيل يقول لا يضن عليكم بما يعلم).[تفسير مجاهد: 2/ 735]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الدَّارَقُطْنِيُّ في الأفرادِ والحَاكِمُ وصحَّحه وابنُ مَرْدُويَهْ, والخطيبُ في تاريخِه عن عائشةَ, أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ كانَ يَقْرَؤُها: (وَمَا هُوَ عَلَى الغَيْبِ بِظَنِينٍ) بالظَّاءِ). [الدر المنثور: 15/ 276]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وابنُ مَرْدُويَهْ, عن ابنِ الزُّبَيْرِ: أنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ- كانَ يَقْرَؤُهَا: (وَمَا هُوَ عَلَى الغَيْبِ بظَنِينٍ). وفي لفظٍ: {بضَنِينٍ} بالضَّادِ). [الدر المنثور: 15/ 276]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عن هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ قَالَ: كانَ أَبِي يَقْرَؤُها: (وَمَا هُوَ عَلَى الغَيْبِ بظَنِينٍ). فقيلَ لَه في ذلك. فقَالَ: قَالَتْ عائشةُ: إنَّ الكُتَّابَ يَخْطِئُونَ في المَصَاحِفِ). [الدر المنثور: 15/ 276]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصورٍ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ مَرْدُويَهْ, مِن طُرُقٍ عن عَبْدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ أنَّه كانَ يَقْرَأُ: (بظَنِينٍ) ). [الدر المنثور: 15/ 276]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ مَنْصُورٍ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ من طرُقٍ, عن ابنِ عَبَّاسٍ أنَّه كانَ يَقْرَأُ: {بضَنِينٍ}؛ وقَالَ: ببَخِيلٍ). [الدر المنثور: 15/ 276]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عن عَطَاءٍ قَالَ: زَعَمُوا أنَّها في المَصَاحِفِ وفي مُصْحَفِ عُثْمَانَ: {بضَنِينٍ} ). [الدر المنثور: 15/ 277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أبو عُبَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ مُجَاهِدٍ وهارونَ قَالَ: في حَرْفِ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ: {بضَنِينٍ}؛ يَعْنِي بالضادِ). [الدر المنثور: 15/ 277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَمَا هُوَ عَلَى الغَيْبِ بضَنِينٍ}؛ يقولُ: ما كانَ يَضِنُّ عليكم بما يَعْلَمُ). [الدر المنثور: 15/ 277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ عِكْرِمَةَ: {وَمَا هُوَ عَلَى الغَيْبِ بِضَنِينٍ}؛ قَالَ: إنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ لَمْ يَضِنَّ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عليهِ). [الدر المنثور: 15/ 277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عَنْ قَتَادَةَ: {وَمَا هُوَ عَلَى الغَيْبِ بضَنِينٍ}؛ قَالَ: كانَ هذا القرآنُ غَيْباً, أعطاهُ اللَّهُ تعالى محمداً فبَذَلَه وعَلَّمَه ودَعَا إليهِ وما ضَنَّ به). [الدر المنثور: 15/ 277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ, عن الزُّهْرِيِّ: {وَمَا هُوَ عَلَى الغَيْبِ بضَنِينٍ}؛ قَالَ: لا يَضِنُّ بما أُوحِيَ إليهِ). [الدر المنثور: 15/ 277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ مَرْدُويَهْ, عن ابنِ مَسْعُودٍ أنَّه قرَأها: {وَمَا هُوَ عَلَى الغَيْبِ بظَنِينٍ}؛ قَالَ: ما هو على القرآنِ بمُتَّهَمٍ). [الدر المنثور: 15/ 277]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, وابنُ جَرِيرٍ، عنِ ابنِ عَبَّاسٍ أنه كانَ يَقْرَأُ (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ) قالَ: لَيْسَ بِمُتَّهَمٍ). [الدر المنثور: 15/ 278]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ, عن ابنِ عَبَّاسٍ: (وَمَا هُوَ عَلَى الغَيْبِ بظَنِينٍ). قَالَ: ليسَ بمُتَّهَمٍ علَى ما جاءَ به, وليسَ يُظَنُّ بمَا أُوتِيَ). [الدر المنثور: 15/ 278]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عن إبراهيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ: الظَّنِينُ: المُتَّهَمُ، والضَّنِينُ: البَخِيلُ). [الدر المنثور: 15/ 278]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ, عن زِرٍّ قَالَ: الغيبُ: القرآنُ, في قِرَاءَتِنَا, (بظَنِينٍ): بمُتَّهَمٍ, وفي قِرَاءَتِكُم {بضَنِينٍ}: ببَخِيلٍ). [الدر المنثور: 15/ 278]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (25)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وما هذا القرآنُ بقوْلِ شيطانٍ مَلْعُونٍ مَطْرودٍ، ولكنَّهُ كلامُ اللَّهِ ووَحْيُهُ). [جامع البيان: 24/ 171]

تفسير قوله تعالى: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ (26)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فأينَ تَذْهَبُونَ عنْ هذا القُرْآنِ وتَعْدِلُونَ عنهُ؟
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ قالَ: ثَنَا يَزِيدُ قالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عنْ قَتَادَةَ: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ}، يقولُ: فأينَ تَعْدِلُونَ عنْ كتابِي وطاعَتِي؟
وقيلَ: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ}، ولَمْ يُقَلْ: فإِلَى أَيْنَ تَذْهَبُونَ، كما يُقالُ: ذَهَبْتُ الشَّامَ، وذَهَبْتُ السُّوقَ.
وحُكِيَ عن العرَبِ سَماعاً: انْطَلَقَ بهِ الفَوْرَ، على معنى إِلغاءِ الصِّفَةِ، وقدْ يُنْشَدُ لبعضِ بنِي عَقِيلٍ:
تَصِيحُ بِنَا حَنِيفَةُ إِذْ رَأَتْنَا ....... وَأَيَّ الأَرْضِ تَذْهَبُ للصِّياحِ
بمعنى: إلى أيِّ الأرضِ تَذْهَبُ؟ واسْتُجِيزَ إلقاءُ الصفةِ في ذلكَ للاستعمالِ). [جامع البيان: 24/ 171]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ قَتَادَةَ: {فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ}؛ قالَ: أَيْنَ تَعْدِلُونَ عَنْ كِتَابِي وَطاعَتِي؟). [الدر المنثور: 15/ 278]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (27)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {إِنْ} هذا القرآنُ. وقولُهُ: {هُوَ} مِنْ ذِكْرِ القرآنِ. {إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ}، يقولُ: إِلاَّ تَذْكِرَةٌ وعِظَةٌ للعالَمِينَ مِن الجنِّ والإنسِ). [جامع البيان: 24/ 171]

تفسير قوله تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن المبارك، عن الأوزاعي، عن سليمان بن موسى، عن القاسم بن مخيمرة، قال: لما نزلت {لمن شاء منكم أن يستقيم}؛ قال: قال أبو جهل: أرى الأمر إلينا، قال: فنزلت وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 353]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}؛ فجَعَلَ ذلكَ تَعَالَى ذِكْرُهُ ذِكْراً لِمَنْ شَاءَ مِن العَالَمِينَ أَنْ يَسْتَقِيمَ، ولمْ يَجْعَلْهُ ذِكراً لجَمِيعِهِم، فاللامُ في قَوْلِهِ: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ} إِبْدَالٌ مِن اللامِ في {لِلْعَالَمِينَ}.
وكانَ معنَى الكلامِ: إنْ هوَ إلاَّ ذِكْرٌ لِمَنْ شاءَ مِنكم أنْ يَسْتَقِيمَ على سبيلِ الحقِّ فيَتَّبِعَهُ، ويُؤْمِنَ بهِ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو قالَ: ثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قالَ: ثَنَا عيسَى. وحَدَّثَنِي الحارِثُ قالَ: ثَنَا الحَسَنُ قالَ: ثَنَا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عن ابنِ أَبِي نَجِيحٍ، عنْ مُجَاهِدٍ: قولُهُ: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}، قالَ: يَتَّبِعَ الحَقَّ). [جامع البيان: 24/ 172]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: نا آدم قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {لمن شاء منكم}؛ أن يستقيم يعني أن يتبع الحق). [تفسير مجاهد: 2/ 735]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ, عَنْ مُجَاهِدٍ: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}؛ قَالَ: أنْ يَتَّبِعَ الحَقَّ). [الدر المنثور: 15/ 278]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ, عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}؛ قَالُوا: الأَمْرُ إلينا, إنْ شِئْنا اسْتَقَمْنا، وإنْ شِئْنَا لَمْ نَسْتَقِمْ. فهَبَطَ جِبْرِيلُ علَى رسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ- فقَالَ: كَذَبُوا يا مُحَمَّدُ، {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أنْ يَشَاءُ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ}؛ ففَرِحَ بذلك رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ). [الدر المنثور: 15/ 279]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ سَعْدٍ والبَيْهَقِيُّ في الأسماءِ والصفاتِ, عن وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: قرَأتُ اثْنَيْنِ وتِسْعينَ كِتَاباً، كُلُّها أُنْزِلَتْ مِن السماءِ, وجَدْتُ في كُلِّهَا أَنَّ مَن أَضَافَ إِلَى نَفْسِه شَيْئاً مِن المَشِيئَةِ فَقَدْ كَفَرَ). [الدر المنثور: 15/ 279]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عن سُلَيْمَانَ بنِ موسَى قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}، قَالَ أبو جَهْلٍ: جُعِلَ الأَمْرُ إِلَيْنَا إِنْ شِئْنَا اسْتَقَمْنَا وإِنْ شِئْنَا لَمْ نَسْتَقِمْ؛ فأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ} ). [الدر المنثور: 15/ 279]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وابنُ المُنْذِرِ, عن القاسمِ بنِ مُخَيْمِرَةَ قَالَ: لمَّا نزَلتْ: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}، قَالَ أبو جَهْلٍ: أَرَى الأَمْرَ إِلَيْنَا؛ فنَزَلَتْ: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ} ). [الدر المنثور: 15/ 279]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن المبارك، عن الأوزاعي، عن سليمان بن موسى، عن القاسم بن مخيمرة، قال: لما نزلت: لمن شاء منكم أن يستقيم قال: قال أبو جهل: أرى الأمر إلينا. قال: فنزلت {وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين}). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 353] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ}، يقولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَمَا تَشَاؤُونَ أَيُّهَا النَّاسُ الاسْتِقَامَةَ على الحقِّ، إلاَّ أنْ يشاءَ اللَّهُ ذلكَ لَكُمْ.
وذَكَرَ أنَّ السببَ الذي مِنْ أجْلِهِ نَزَلَتْ هذهِ الآيَةُ ما حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ قالَ: ثَنَا مِهْرانُ، عنْ سُفْيَانَ، عنْ سعيدِ بنِ عبدِ العزيزِ، عنْ سليمانَ بنِ موسَى، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}، قالَ أبو جهْلٍ: ذلكَ إِلَيْنَا، إِنْ شِئْنَا اسْتَقَمْنَا. فنَزَلَتْ: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}.
- حَدَّثَنَا ابنُ بَشَّارٍ قالَ: ثَنَا عبدُ الرحمنِ قالَ: ثَنَا سُفيانُ، عنْ سعيدِ بنِ عبدِ العزيزِ، عنْ سليمانَ بنِ موسَى قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هذهِ الآيَةُ {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}، قالَ أبو جَهْلٍ: الأَمْرُ إِلَيْنَا، إِنْ شِئْنَا اسْتَقَمْنَا، وإِنْ شِئْنَا لَمْ نَسْتَقِمْ. فأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ}.
- حَدَّثَنِي ابنُ الْبَرْقِيِّ قالَ: ثَنَا عَمْرُو بنُ أَبِي سَلَمَةَ، عنْ سعيدٍ، عنْ سليمانَ بنِ موسى قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هذهِ الآيَةُ {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}، قالَ أبو جَهْلٍ: ذلكَ إِلَيْنَا، إِنْ شِئْنَا اسْتَقَمْنَا، وَإِنْ شِئْنَا لَمْ نَسْتَقِمْ، فأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}). [جامع البيان: 24/ 172-173]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ, عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}. قَالُوا: الأَمْرُ إلينا، إنْ شِئْنا اسْتَقَمْنا، وإنْ شِئْنَا لَمْ نَسْتَقِمْ. فهَبَطَ جِبْرِيلُ علَى رسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ- فقَالَ: كَذَبُوا يا مُحَمَّدُ، {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أنْ يَشَاءُ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ}؛ ففَرِحَ بذلك رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ). [الدر المنثور: 15/ 279] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ سَعْدٍ والبَيْهَقِيُّ في الأسماءِ والصفاتِ, عن وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: قرَأتُ اثْنَيْنِ وتِسْعينَ كِتَاباً, كُلُّها أُنْزِلَتْ مِن السماءِ, وجَدْتُ في كُلِّهَا أَنَّ مَن أَضَافَ إِلَى نَفْسِه شَيْئاً مِن المَشِيئَةِ فَقَدْ كَفَرَ). [الدر المنثور: 15/ 279] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ, عن سُلَيْمَانَ بنِ موسَى قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}؛ قَالَ أبو جَهْلٍ: جُعِلَ الأَمْرُ إِلَيْنَا إِنْ شِئْنَا اسْتَقَمْنَا وإِنْ شِئْنَا لَمْ نَسْتَقِمْ؛ فأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ} ). [الدر المنثور: 15/ 279] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وابنُ المُنْذِرِ, عن القاسمِ بنِ مُخَيْمِرَةَ قَالَ: لمَّا نزَلتْ: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}؛ قَالَ أبو جَهْلٍ: أَرَى الأَمْرَ إِلَيْنَا؛ فنَزَلَتْ: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ} ). [الدر المنثور: 15/ 279] (م)


رد مع اقتباس