عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 12:45 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (- أخبرنا المبارك بن فضالة، عن الحسن، أنه كان إذا تلا هذه الآية: {فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور} [سورة فاطر: 5] قال: من قال ذا؟ من خلقها وهو أعلم بها.
قال: وقال الحسن: إياكم وما شغل من الدنيا، فإن الدنيا كثيرة الأشغال، لا يفتح الرجل على نفسه باب شغل إلا أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب). [الزهد لابن المبارك: 2/343]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ولا يغرنكم بالله الغرور قال الغرور الشيطان). [تفسير عبد الرزاق: 2/134]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يا أيّها النّاس إنّ وعد اللّه حقٌّ} يقول تعالى ذكره لمشركي قريشٍ، المكذّبي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يا أيّها النّاس إنّ وعد اللّه إيّاكم بأسه على إصراركم على الكفر به، وتكذيب رسوله محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم، وتحذيركم نزول سطوته بكم على ذلك حقٌّ، فأيقنوا بذلك، وبادروا حلول عقوبتكم بالتّوبة والإنابة إلى طاعة اللّه والإيمان به وبرسوله {فلا تغرّنّكم الحياة الدّنيا} يقول: فلا يغرّنّكم ما أنتم فيه من العيش في هذه الدّنيا ورياستكم الّتي تترأّسون بها في ضعفائكم فيها عن اتّباع محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم والإيمان به {ولا يغرّنّكم باللّه الغرور} يقول: ولا يخدعنّكم باللّه الشّيطان، فيمنّيكم الأمانيّ، ويعدكم من اللّه العدات الكاذبة، ويحملكم على الإصرار على كفركم باللّه.
- كما حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {ولا يغرّنّكم باللّه الغرور} يقول: الشّيطان). [جامع البيان: 19/330-331]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 5 - 7.
أخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: الغرة في الحياة الدنيا أن يغتر بها وتشغله عن الآخرة، أن يمهد لها ويعمل لها كقول العبد إذا أفضى إلى الآخرة (يا ليتني قدمت لحياتي) (الفجر 24) والغرة بالله: أن يكون العبد في معصية الله ويتمنى على الله المغفرة). [الدر المنثور: 12/254]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الشّيطان لكم عدوٌّ فاتّخذوه عدوًّا إنّما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السّعير}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: {إنّ الشّيطان} الّذي نهيتكم أيّها النّاس أن تغترّوا بغروره إيّاكم باللّه {لكم عدوٌّ فاتّخذوه عدوًّا} يقول: فأنزلوه من أنفسكم منزل العدوّ منكم، واحذروه بطاعة اللّه واستغشاشكم إيّاه، حذّركم من عدوّكم الّذي تخافون غائلته على أنفسكم، فلا تطيعوه ولا تتّبعوا خطواته، فإنّه إنّما يدعو حزبه، يعني شيعته، ومن أطاعه إلى طاعته والقبول منه، والكفر باللّه {ليكونوا من أصحاب السّعير} يقول: ليكونوا من المخلّدين في نار جهنّم الّتي تتوقّد على أهلها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {إنّ الشّيطان لكم عدوٌّ فاتّخذوه عدوًّا} فإنّه يحقّ على كلّ مسلمٍ عداوته، وعداوته أن يعاديه بطاعة اللّه {إنّما يدعو حزبه} وحزبه: أولياؤه {ليكونوا من أصحاب السّعير} أي ليسوقهم إلى النّار، فهذه عداوته.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السّعير}. قال: يقول: يدعو حزبه إلى معاصي الله، وأهل معاصي الله أصحاب السّعير، وقال: هؤلاء حزبه من الإنس، يقول: أولئك حزب الشّيطان، قال: والحزب: ولاته الّذين يتولاّهم ويتولّونه وقرأ: {إنّ وليّي اللّه الّذي نزّل الكتاب وهو يتولّى الصّالحين} ). [جامع البيان: 19/331-332]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا} قال: عادوه فإنه يحق على كل مسلم عداوته وعداوته أن يعاديه بطاعة الله، وفي قوله {إنما يدعو حزبه} قال: أولياءه {ليكونوا من أصحاب السعير} أي ليسوقهم إلى النار فهذه عداوته). [الدر المنثور: 12/254-255]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {إنما يدعو حزبه} الآية، قال يدعو حزبه إلى معاصي الله وأصحاب معاصي الله أصحاب السعير وهؤلاء حزبه من الأنس ألا تراه يقول: (أولئك حزب الشيطان) (المجادلة 19) قال: والحزب ولاية الذين يتولاهم ويتولونه). [الدر المنثور: 12/255]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذين كفروا لهم عذابٌ شديدٌ والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لهم مغفرةٌ وأجرٌ كبيرٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: {الّذين كفروا} باللّه ورسوله {لهم عذابٌ} من اللّه {شديدٌ}، وذلك عذاب النّار.
وقوله: {والّذين آمنوا} يقول: والّذين صدّقوا اللّه ورسوله، وعملوا بما أمرهم اللّه، وانتهوا عمّا نهاهم عنه {لهم مغفرةٌ} من اللّه لذنوبهم {وأجرٌ كبيرٌ} وذلك الجنّة.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {لهم مغفرةٌ وأجرٌ كبيرٌ} وهي الجنّةٌ). [جامع البيان: 19/332-333]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {لهم مغفرة وأجر كبير} قال: كل شيء في القرآن {لهم مغفرة وأجر كبير} ورزق كريم فهو الجنة). [الدر المنثور: 12/255]

تفسير قوله تعالى: (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفمن زيّن له سوء عمله فرآه حسنًا فإنّ اللّه يضلّ من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ إنّ اللّه عليمٌ بما يصنعون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: أفمن حسّن له الشّيطان أعماله السّيّئة من معاصي اللّه والكفر به، وعبادة ما دونه من الآلهة والأوثان، فرآه حسنًا، فحسب سيّئ ذلك حسنًا، وظنّ أنّ قبيحه جميلٌ، لتزيين، الشّيطان ذلك له، ذهبت نفسك عليهم حسراتٍ؟! وحذف من الكلام: ذهبت نفسك عليهم حسراتٍ، اكتفاءً بدلالة قوله: {فلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ} عليه منه.
وقوله: {فإنّ اللّه يضلّ من يشاء ويهدي من يشاء} يقول: فإنّ اللّه يخذل من يشاء عن الإيمان به واتّباعك وتصديقك، فيضلّه عن الرّشاد إلى الحقّ في ذلك، {ويهدي من يشاء} يقول: ويوفّق من يشاء للإيمان به واتّباعك، والقبول منك، فيهديه إلى سبيل الرّشاد {فلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ} يقول: فلا تهلك نفسك حزنًا على ضلالتهم وكفرهم باللّه، وتكذيبهم لك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أفمن زيّن له سوء عمله فرآه حسنًا فإنّ اللّه يضلّ من يشاء ويهدي من يشاء} قال قتادة والحسن: الشّيطان زيّن لهم {فلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ} لا يحزنك ذلك عليهم، فإنّ اللّه يضلّ من يشاء، ويهدي من يشاء.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قول اللّه: {فلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ} قال: الحسرات: الحزن، وقرأ قول اللّه: {يا حسرةً على العباد} قال: يقول: نالتهم حسرةٌ، وقرأ قول اللّه: {يا حسرتا على ما فرّطت في جنب اللّه}.
ووقع قوله: {فإنّ اللّه يضلّ من يشاء ويهدي من يشاء} موقع الجوّاب، وإنّما هو متّبع الجواب، لأنّ الجواب هو المتروك الّذي ذكرت، ف‍اكتفى به من الجواب لدلالته على الجوّاب ومعنى الكلام.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {فلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ} فقرأته قرّاء الأمصار سوى أبي جعفرٍ المدنيّ {فلا تذهب نفسك} بفتح التّاء من {تذهب}، ونفسك برفعها وقرأ ذلك أبو جعفرٍ: (فلا تذهب) بضمّ التّاء من {تذهب}، ونفسك بنصبها، بمعنى: لا تذهب أنت يا محمّد نفسك.
والصّواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قرّاء الأمصار، لإجماع الحجّة من القرّاء عليه.
وقوله: {إنّ اللّه عليمٌ بما يصنعون} يقول تعالى ذكره: إنّ اللّه يا محمّد ذو علمٍ بما يصنع هؤلاء الّذين زيّن لهم الشّيطان سوء أعمالهم، وهو محصيه عليهم، ومجازيهم به جزاءهم). [جامع البيان: 19/333-335]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 8
أخرج ابن أبي حاتم عن أبي قلابة أنه سئل عن هذه الآية {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا} أهم عمالنا هؤلاء الذين يصنعون قال: ليس هم، إن هؤلاء ليس أحدهم يأتي شيئا مما لا يحل له إلا قد عرف إن ذلك حرام عليه، إن أتى الزنا فهو حرام أو قتل النفس فهو حرام إنما أولئك أهل الملل، اليهود والنصارى والمجوس وأظن الخزارج منهم لأن الخارجي يخرج بسيفه على جميع أهل البصرة وقد عرف أنه ليس ينال حاجته منهم وأنهم سوف يقتلونه ولولا أنه من دينه ما فعل ذلك). [الدر المنثور: 12/255-256]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة والحسن في قوله {أفمن زين له سوء عمله} قال: الشيطان زين لهم - والله - الضلالات {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات} أي لا تحزن عليهم). [الدر المنثور: 12/256]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا} قال: هذا المشرك {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات} كقوله (لعلك باخع نفسك) (الكهف 6) ). [الدر المنثور: 12/256]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير من طريق جويبر عن الضحاك رضي الله عنه قال: أنزلت هذه الآية {أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا} حيث قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: اللهم أعز دينك بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام فهدى الله عمر رضي الله عنه وأضل أبا جهل، ففيهما أنزلت). [الدر المنثور: 12/256-257]

تفسير قوله تعالى: (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واللّه الّذي أرسل الرّياح فتثير سحابًا فسقناه إلى بلدٍ ميّتٍ فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النّشور}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: {واللّه الّذي أرسل الرّياح فتثير سحابًا} يقول: فتنشئ سحابًا للحيا والغيث {فسقناه إلى بلدٍ ميّتٍ}. يقول: فسقناه إلى بلدٍ مجدبة الأرض مخلى الأهل، داثرٍ لا نبت فيه ولا زرع {فأحيينا به الأرض بعد موتها}. يقول: فأخصبنا بغيث ذلك السّحاب الأرض الّتي سقناه إليها بعد جدوبها، وأنبتنا فيها الزّرع بعد المحل {كذلك النّشور} يقول تعالى ذكره: هكذا ينشر اللّه الموتى بعد بلائهم في قبورهم، فيحييهم بعد فنائهم، كما أحيينا هذه الأرض بالغيث بعد مماتها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، قال: حدّثنا أبو الزّعراء، عن عبد اللّه، قال: يكون بين النّفختين ما شاء اللّه أن يكون، فليس من بني آدم خلقٌ إلاّ وفي الأرض منه شيءٌ قال: فيرسل اللّه ماءً من تحت العرش منيًّا كمنيّ الرّجل، فتنبت أجسادهم ولحمانهم من ذلك، كما تنبت الأرض من الثّرى، ثمّ قرأ: {واللّه الّذي أرسل الرّياح فتثير سحابًا فسقناه إلى بلدٍ ميّتٍ} إلى قوله: {كذلك النّشور} قال: ثمّ يقوم ملكٌ الصّور بين السّماء والأرض، فينفخ فيه، فتنطلق كلّ نفسٍ إلى جسدها، فتدخل فيه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {واللّه الّذي أرسل الرّياح فتثير سحابًا} قال: يرسل الرّياح فتسوق السّحاب، فأحيا اللّه به هذه الأرض الميتة بهذا الماء، فكذلك يبعثه يوم القيامة). [جامع البيان: 19/335-336]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 9.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور} قال: أحيا الله هذه الأرض الميتة بهذا الماء كذلك يبعث الناس يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/257]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فلا يبقى خلق لله في السموات والأرض (إلا ما شاء الله) (الأعلى الآية 7) ثم يرسل الله من تحت العرش منيا كمني الرجال فتنبت أجسامهم ولحمانهم من ذلك الماء كما تنبت الأرض من الثرى ثم قرأ عبد الله رضي الله عنه (الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور) ويكون بين النفختين ما شاء الله ثم يقوم ملك فينفخ فيه فتنطلق كل نفس إلى جسدها). [الدر المنثور: 12/257]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطيالسي وأحمد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي رزين العقيلي رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله كيف يحيى الله الموتى قال: أما مررت بأرض مجدبة ثم مررت بها مخصبة تهتز خضراء قال: بلى، قال: كذلك يحيي الله الموتى وكذلك النشور). [الدر المنثور: 12/257-258]


رد مع اقتباس