عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 11:21 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (12) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (وبعثنا منهم اثنى عشر نقيباً (12) أي ضامناً ينقب عليهم وهو الأمين والكفيل على القوم.
(وعزّرتموهم) (12): نصرتموهم وأعنتموهم ووقّرتموهم وأيّدتموهم، كقوله:
وكم من ماجدٍ لهم كريمٍ=ومن ليثٍ يعزّر في النّدىّ
وقال يونس: أثنيتم عليهم.
قال الأثرم: والتعزير في موضع آخر: أن يضرب الرجل دون الحدّ.
(سواء السّبيل) (12): أي وسط الطريق وقال حسان:
يا ويح أنصار النبي ونسله=بعد المغيّب في سواء الملحد). [مجاز القرآن: 1/156-157]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ولقد أخذ اللّه ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً وقال اللّه إنّي معكم لئن أقمتم الصّلاة وآتيتم الزّكاة وآمنتم برسلي وعزّرتموهم وأقرضتم اللّه قرضاً حسناً لأكفّرنّ عنكم سيّئاتكم ولأدخلنّكم جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضلّ سواء السّبيل}
[وقال] {وقال اللّه إنّي معكم لئن أقمتم الصّلاة وآتيتم الزّكاة وآمنتم برسلي} {لأكفّرنّ عنكم سيّئاتكم} فاللام الأولى على معنى القسم والثانية على قسم آخر). [معاني القرآن: 1/221]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {وبعثنا منهما اثنى عشر نقيبا} فالنقيب من قولهم: نقب عن الأمر تنقيبًا؛ وقالوا: نقبنا الرجل تنقيبًا؛ أي جعلناه نقيبًا؛ وقالوا: عرف الرجل القوم، يعرفهم عرافة؛ والنقيب أيضًا: الكلب ينقب حلقه لئلا ينبح؛ إذا خافوا أن يسمع صوته فيغار
[معاني القرآن لقطرب: 492]
عليهم؛ وقد حكي في قولهم: "لئيم راضع"، أن أحدهم كان يلقم خلف الناقة بفيه، ثم يشر بحتىي روى؛ كراهة أن يحتلب في إناء فيسمع صوت الشخص فيعتر به المعتر، فيطلب من ذلك.
وأما قوله عز وجل {فقد ضل سواء السبيل} وقوله {فاطلع فرآه في سواء الجحيم} فسواء الشيء: وسطه.
وقال الشاعر:
ومشجج أما سواء قذاله = فبدا وغير ساره المعزاء
ساره، سائره؛ وقالوا: أدماء سارها أي سائرها؛ والمعزاء من الأرض فيها حصى.
وأما قوله {وعزرتموهم} وكذلك {وتعزروه وتوقروه} فالعرب تقول: عزرت الرجل تعزيرًا، إذا دللته وعضدته وأعنته.
قال القطامي:
ألا بكرت مي بغير سفاهة = تعاتب والمودود ينفعه العزر
فقالوا فيه: اللائمة، والنهي عن الشيء والعذل.
ومما يؤكد ذلك في قوله عز وجل {وتعزروه}، قوله {وشاورهم في الأمر} فكأنه يقول: تشيرون عليه وتدلونه). [معاني القرآن لقطرب: 493]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({النقباء}: الأمناء على قومهم.
12- {وعزرتموهم}: وقرتموهم وعظمتوهم).[غريب القرآن وتفسيره: 129]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ((النّقيب): الكفيل على القوم. والنّقابة والنّكابة شبيه بالعرافة.
{وعزّرتموهم} أي عظمتموهم. والتعزيز: التعظيم. ويقال: نصرتموهم.
{وسواء السّبيل} أي قصد الطريق ووسطه). [تفسير غريب القرآن: 141]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (ولقد أخذ اللّه ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا وقال اللّه إنّي معكم لئن أقمتم الصّلاة وآتيتم الزّكاة وآمنتم برسلي وعزّرتموهم وأقرضتم اللّه قرضا حسنا لأكفّرنّ عنكم سيّئاتكم ولأدخلنّكم جنّات تجري من تحتها الأنهار فمن كفر بعد ذلك منكم فقد ضلّ سواء السّبيل (12)
أي أخذ الله منهم الميثاق على توحيده والإيمان برسله.
(وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا).
النقيب في اللغة كالأمير، والكفيل، ونحن نبين حقيقته واشتقاقه إن شاء اللّه.
يقال: نقب الرجل على القوم ينقب إذا صار نقيبا عليهم، وما كان الرجل نقيبا، ولقد نقب، وصناعته النقابة وكذلك عرف عليهم إذا صار عريفا،
ولقد عرف، ويقال لأول ما يبدو من الجرب النّقبة، ويجمع: النّقب.
قال الشاعر:
متبذّلا تبدو محاسنه=يضع الهناء مواضع النّقب
والنّقبة: وجمعها نقب سراويل تلبسه المرأة بلا رجلين.
ويقال: فلانة حسنة النّقبة والنّقاب، ويقال: في فلان مناقب جميلة، وهو حسن النقيبة، أي حسن الخليقة، ويقال: كلب نقيب، وهو أن تنقب حنجرة الكلب لئلا يرتفع صوته في نباحه، وإنما يفعل ذلك البخلاء من العرب لئلا يطرقهم ضيف بسماع نباح الكلاب.
وهذا الباب كله يجمعه التأثير الذي له عمق ودخول، فمن ذلك نقبت الحائط، أي بلغت في الثقب آخره، ومن ذلك النقبة من الجرب لأنه داء شديد الدخول، والدليل على ذلك أن البعير يطلى بالهناء فيوجد طعم القطران في لحمه، والنّقبة هذه السراويل التي لا رجلين لها، قد بولغ في فتحها ونقبها، ونقاب المرأة: وهو ما ظهر من تلثّمها من العينين والمحاجر، والنّقب والنّقب الطريق في الجبل، وإنما قيل: نقيب لأنه يعلم دخيلة أمر القوم ويعرف مناقبهم، وهو الطريق إلى معرفة أمورهم.
وقوله عزّ وجلّ: (وعزّرتموهم).
قال أبو عبيدة: (عزّرتموهم) عظمتموهم. قال غيره: عزرتموهم:
نصرتموهم. وهذا هو الحق - واللّه أعلم - وذلك أن العزر في اللغة الرّدّ.
وتأويل عزّرت فلانا - أي أدّبته - فعلت به ما يردعه عن القبيح كما أن نكّلت به، فعلت به ما يجب أن ينكل معه عن المعاودة، فتأويل (عزّرتموهم) نصرتوهم بأن تردوا عنهم أعداءهم.
وقال الله عزّ وجلّ (وتعزّروه وتوقّروه)
فلو كان التعزير هو التوقير لكان الأجود في اللغة الاستعانة والنصرة إذا وجبت، فالتعظيم داخل فيها؛ لأن نصرة الأنبياء هي المدافعة عنهم والذبّ عن دمهم وتعظيمهم وتوقيرهم.
وقوله عزّ وجلّ: (فقد ضلّ سواء السّبيل).
أي فقد ضل قصد السبيل). [معاني القرآن: 2/157-159]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا} النقيب في اللغة الأمين الذي يعرف مداخل القوم كأنه يعرف ما ينقب عليه من أمرهم.
وروى سعيد عن قتادة قال {وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا}: من كل سبط رجلا شاهدا على سبطه {وقال الله إني معكم لئن أقمتم الصلاة} إلى آخر القصة.
وقوله جل وعز: {وآمنتم برسلي وعزرتموهم} قال أبو عبيد عزرتموهم عظمتموهم وقال يونس أثنيتم عليها وأحسن من هذين القولين قول ابن أبي نجيح عن مجاهد أن معنى عزرتموهم نصرتموهم والتعظيم داخل في النصرة
والدليل على هذا، قوله تعالى: {وتعزروه وتوقروه} وأصل التعزير في اللغة المنع ومنه عزرت فلانا أي أنزلت به ما يمتنع من أجله من المعاودة، كما تقول: نكلت به أي أنزلت به ما ينكل به عن العودة.
وروي عن سعد أنه قال: لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا الحبلة والسمر، ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام أي تؤدبني وهو يرجع إلى ما تقدم أي يمنعونني عما أنا عليه). [معاني القرآن: 2/279-280]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : (و(عزرتموهم) أي: نصرتموهم، والتعزير - في كلام العرب: التوقير، والتعزير - أيضا النصر باللسان، والتقرير - أيضا: النصر بالسيف، والتعزير - أيضا التوقيف على الفرائض والأحكام، والتعزير: دون الحد، ولو بسوط واحد). [ياقوتة الصراط: 208]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((والنقيب) الكفيل على القوم.
{وَعَزَّرْتُمُوهُمْ} أي عظمتموهم.
{سَوَاء السَّبِيلِ} قصده ووسطه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 68-69]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({النقباء}: الأمناء على قومهم.
12- {سَوَاء}: قصد
12- {السَّبِيلِ}: الطريق
12- {عَزَّرْتُمُوهُمْ}: عظمتموهم). [العمدة في غريب القرآن: 120-121]

تفسير قوله تعالى: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (13) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (فبما نقضهم ميثاقهم) (13): فبنقضهم، والعرب تستعمل (ما) في كلامها توكيداً وإن كان الذي قبلها بجرّ جررت الاسم الذي بعدها، وإن كان مرفوعاً رفعت الاسم، وإن كان منصوباً نصبت الاسم كقولهم: ليت من العشب خوصة.
(قلوبهم قاسيةً) (13) أي يابسة صلبة من الخير وقال:
=وقد قسوت وقسا لدّتى
ولدّتى ولداتى واحد، وكذلك عسا وعتا سواء.
(يحرّفون الكلم) (13) يزيلون.
(ونسوا حظّاً ممّا ذكروا به) (13) أي نصيبهم من الدين.
(على خائنةٍ منهم) (13) أي على خائن منهم، والعرب تزيد الهاء في المذكرّ كقولهم: هو راوية للشعر، ورجل علاّمة.
وقال الكلابيّ:
حدّثت نفسك بالوفاء ولم تكن=للغدر خائنةً مغلّ الإصبع
وقد قال قوم: بل (خائنةٍ منهم) ها هنا الخيانة، والعرب قد تضع لفظ (فاعلة) في موضع المصدر كقولهم للخوان مائدة، وإنما المائدة التي تميدهم على الخوان؛ يميده ويميحه واحد، وقال:
=إلى أمير المؤمنين الممتاد
أي الممتاح). [مجاز القرآن: 1/157-159]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة القراء كلهم {وجعلنا قلوبهم قاسية}.
ابن عباس وابن مسعود {قسية} على فعيلة من قسا يقسوا). [معاني القرآن لقطرب: 477]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله عز وجل {على خائنة منهم} فقال بعضهم: على خيانة، يريد المصدر؛ وقد يجوز أن يكون المعنى فيه: على طائفة خائنة أو جماعة، كقولك: هذه ثبة مقبلة ولمة ذاهبة، للجميع.
[وزاد محمد بن صالح]
[معاني القرآن لقطرب: 493]
{ويعلم خائنة الأعين} ما تخون العين بنظرها، وهو المسارقة؛ قال: الخائنة مصدر، مثل {لا تسمع فيها لاغية} قالوا: لغوا، و{من باقية} أي بقية؛ وذلك قليل.
وقال ابن عباس {على خائنة} قالوا: لغوا، و{من باقية} أي بقية؛ وذلك قليل.
وقال ابن عباس {على خائنة} على معصية؛ وقالوا للخائن: خائنة، كقول الناس: راوية، وصرورة.
وقال ابن عباس رحمه الله: {فأهلكوا بالطاغية} بطغيانهم، وذلك مصدر، وقالوا {بالخاطئة}: بالشرك.
وقال الأسود:
راها الذي حئن الرجال فزانها = فلما اصطفاها حسن دل وخالق
يريد "وخلق".
[إلى هاهنا زيادة محمد]). [معاني القرآن لقطرب: 494]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({على خائنة}: على خيانة).[غريب القرآن وتفسيره: 129]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ((القاسية) والهاتية والعاسية واحد، وهي اليابسة.
{ونسوا حظًّا ممّا ذكّروا به} أي تركوا نصيبا مما أمروا به.
و(الخائنة): الخيانة. ويجوز أن يكون صفة للخائن، كما يقال: رجل طاغية وراوية للحديث). [تفسير غريب القرآن: 142]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الخيانة: أن يؤتمن الرجل على شيء، فلا يؤدي الأمانة فيه.
يقال لكل خائن: سارق، وليس كل سارق خائنا.
والقطع يجب على السارق، ولا يجب على الخائن، لأنه مؤتمن.
قال النّمر بن تولب:
وإنَّ بني ربيعةَ بعد وَهْبٍ = كراعي البيتِ يحفظُه فَخَانَا
ويقال: لناقض العهد: خائن، لأنه أمن بالعهد وسكن إليه، فغدر ونكث.
قال الله تعالى: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً}.
أي: نقضا للعهد.
وكذلك قوله: {وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ} أي غدر ونكث). [تأويل مشكل القرآن: 477-478] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: (فبما نقضهم ميثاقهم لعنّاهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرّفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظّا ممّا ذكّروا به ولا تزال تطّلع على خائنة منهم إلّا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح إنّ اللّه يحبّ المحسنين (13)
(فبما نقضهم)
" ما " لغو، المعنى: فبنقضهم ميثاقهم، ومعنى " ما " الملغاة في العمل توكيد القصة.
(لعنّاهم) أي باعدناهم من الرّحمة، وجعلنا قلوبهم قاسية أي يابسة، يقال للرجل الرحيم: لين القلب، وللرجل غير الرحيم: قاسي القلب ويابس القلب، والقاسي في اللغة، والقاسح - بالحاء -: الشديد الصلابة.
وقوله: (يحرفون الكلم عن مواضعه).
الكلم جمع كلمة، وتأويل يحرفون؛ يغيرونه على غير ما أنزل.
وقوله عزّ وجلّ: (ونسوا حظّا ممّا ذكّروا به).
معنى نسوا: تركوا نصيبا مما ذكروا به.
وقوله: (ولا تزال تطّلع على خائنة منهم).
خائنة في معنى خيانة، المعنى: لا تزال تطلع على خيانة منهم، وفاعلة في أسماء المصادر كثيرة، نحو عافاه اللّه عافية، وقوله: (فأهلكوا بالطّاغية)، وقد يقال رجل خائنة.
قال الشاعر:
حدّثت نفسك بالوفاء ولم تكن=للغدر خائنة مغلّ الإصبع
قال: خائنة على المبالغة لأنه يخاطب رجلا، يقول: لا تحملن فتغلل إصبعك في المتاع فتدخلها للخيانة، (ومغل يدك من خائنة) ويجوز أن يكون - واللّه أعلم - على خائنة أن على فرقة خائنة.
وقوله: (إلا قليلا منهم).
منصوب بالاستثناء). [معاني القرآن: 2/159-161]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية}
وتقرأ (قسية) والقاسية كما تقول علية وعالية وعلي وعال بمعنى واحد والقول الآخر معنى قسية ليست بخالصة الإيمان أي فيها نفاق
قال أبو جعفر: وهذا قول حسن لأنه يقال درهم قسي إذا كان مغشوشا بنحاس أو غيره.
قال أبو جعفر: وأولى ما فيه أن تكون قسية بمعنى قاسية مثل زكية وزاكية إلا أن فعيلة أبلغ من فاعلة فالمعنى جعلنا قلوبهم غليظة نابية عن الإيمان والتوفيق لطاعتي لأن القوم لم يوصفوا بشيء من الإيمان فتكون قلوبهم موصوفة فإن إيمانها خالطه كفر كالدراهم القسية التي خالطها غش). [معاني القرآن: 2/280-281]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {يحرفون الكلم عن مواضعه}
يجوز أن يكون معناه يبدلون حروفه ويجوز أن يكون معناه يتناولونه على غير معناه). [معاني القرآن: 2/281-282]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولا تزال تطلع على خائنة منهم}
فيه قولان:
أحدهما قاله قتادة، قال: على خيانة وهذا جائز في اللغة ويكون مثل قولهم: قائلة بمعنى قيلولة.
والقول الآخر قاله ابن أبي نجيح عن مجاهد وهو أن هذا يراد به اليهود الذين هموا بقتل النبي صلى الله عليه وسلم فيكون التقدير على هذا القول على فرقة خائنة ثم أقام الصفة مقام الموصوف). [معاني القرآن: 2/282]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فنسوا حظا مما ذكروا به} أي تركوا ومنه {نسوا الله فنسيهم} أي تركهم). [معاني القرآن: 2/283]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((والقاسية والقسية) اليابسة
{وَنَسُواْ حَظًّا} أي تركوا نصيبا مما أمروا به.
(والخائنة) الخيانة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 69]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({خَائِنَةٍ}: خيانة). [العمدة في غريب القرآن: 121]

تفسير قوله تعالى: (وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (14) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( (فأغرينا بينهم العداوة) (14): والإغراء: التهييج والإفساد). [مجاز القرآن: 1/159]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ومن الّذين قالوا إنّا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظّاً مّمّا ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبّئهم اللّه بما كانوا يصنعون}
وقال: {ومن الّذين قالوا إنّا نصارى أخذنا ميثاقهم} كما تقول: "من عبد الله أخذت درهمه"). [معاني القرآن: 1/221]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فأغرينا بينهم}: التسليط والإفساد). [غريب القرآن وتفسيره: 129]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (ومن الّذين قالوا إنّا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظّا ممّا ذكّروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبّئهم اللّه بما كانوا يصنعون (14)
(فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة)
يعنى به النصارى، ويعني قوله: أغرينا ألصقنا بهم ذلك، يقال: غريت بالرجل غرى - مقصور - إذا لصقت به، وهذا قول الأصمعي
وقال غير الأصمعي: غريت به غراء، وهو الغراء الذي يغرّى إنما تلصق به الأشياء، وتأويل (أغرينا بينهم العداوة والبغضاء) أنّهم صاروا فرقا يكفّر بعضهم بعضا، منهم النسطورية، واليعقوبية والملكانيّة، وهم الروم، فكل فرقة منهم تعادي الأخرى). [معاني القرآن: 2/161]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة} ومعنى أغرينا في اللغة ألصقنا، ومنه قيل: الغراء للذي يغرى به
قال ابن أبي نجيح: يعني اليهود والنصارى.
وقال الربيع بن أنس: يعني به النصارى خاصة أغريت بينهم العداوة والبغضاء أي مجازاة على كفرهم فافترقوا فرقا منهم النسطورية واليعقوبية والملكية وكل فرقة تعادي الأخرى). [معاني القرآن: 2/283]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( (فأغرينا بينهم) أي: ألقينا). [ياقوتة الصراط: 208]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَأَغْرَيْنَا}: سلطنا). [العمدة في غريب القرآن: 121]


رد مع اقتباس