عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 11:14 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129) يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130) ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131)}

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {يا معشر الجنّ قد استكثرتم...}
يقول: قد أضللتم كثيرا.
وقوله: {وقال أوليآؤهم مّن الإنس ربّنا استمتع بعضنا ببعضٍ} فالاستمتاع من الإنس بالجنّ أن الرجل كان إذا فارق فاستوحش أو قتل صيدا من صيدهم فخاف قال: أعوذ بسيّد هذا الوادي، فيبيت آمنا في نفسه. وأما استمتاع الجنّ بالإنس فما نالوا بهم من تعظيم الإنس إيّاهم، فكان الجنّ يقولون: سدنا الجنّ والإنس). [معاني القرآن: 1/ 355]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يا معشر الجنّ قد استكثرتم من الإنس} أي أضللتم كثيرا منهم.
{وقال أولياؤهم من الإنس ربّنا استمتع بعضنا ببعضٍ} أي أخذ كل من كل نصيبا.
{بلغنا أجلنا} أي الموت). [تفسير غريب القرآن: 160]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجنّ قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربّنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الّذي أجّلت لنا قال النّار مثواكم خالدين فيها إلّا ما شاء اللّه إنّ ربّك حكيم عليم}
المعنى - واللّه أعلم - فيقال لهم: {يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس}.
المعنى قد استكثرتم ممن أضللتموهم من الإنس.
{وقال أولياؤهم من الإنس ربّنا استمتع بعضنا ببعض}
جاء في التفسير أن استمتاع الإنس بالجن أن الرجل كان إذا سافر سفرا فخاف أو أصاب صيدا، قال أعوذ بربّ هذا الوادي، وبصاحب هذا الوادي يعني به الجنّ، واستمتاع الجنّ بالإنس أنّ الإنسي قد اعترف له بأنّه يقدر أن يدفع عنه.
والذي يدل عليه اللفظ -واللّه أعلم- هو قبول الإنس من الجن ما كانوا يغوونهم به لقوله: {استكثرتم من الإنس}.
فأما من كان يقول هذا أعني يستعيذ بالجنّ فقليل.
{قال النّار مثواكم} المثوى المقام.
{خالدين فيها} منصوب على الحال، المعنى: النار مقامكم في حال خلود دائم.
وقوله: {إلّا ما شاء اللّه} معنى الاستثناء عندي ههنا - واللّه أعلم - إنّما هو من يوم القيامة، لأن قوله: (ويوم يحشرهم جميعا) هو يوم القيامة، فقال خالدين فيها مذ يبعثون إلّا ما شاء ربّك من مقدار حشرهم من قبورهم، ومقدار مدّتهم في محاسبتهم، وجائز أن يكون إلا ما شاء الله أن يعذبهم به من أصناف العذاب، كما قال جلّ وعزّ: {لهم فيها زفير وشهيق} خالدين فيها ما دامت السّماوات والأرض إلّا ما شاء ربّك).
فيجوز واللّه أعلم إلا ما شاء ربك من مقدار حشرهم ومحاسبتهم ويجوز أن يكون إلا ما شاء ربك مما يزيدهم من العذاب.
وقوله: {إنّ ربّك حكيم عليم} أي هو حكيم فيما جعله من جزائهم، وحكيم في غيره). [معاني القرآن: 2/ 291-292]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس} المعنى فيما يقال لهم يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس أي كثر من أغويتم). [معاني القرآن: 2/ 489]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض} ففي هذا قولان: أحدهما: أن الجن أغوت الإنس وقبلت الإنس منهم
والقول الآخر: أن الرجل كان إذا سافر في الجاهلية فخاف قال أعوذ بصاحب هذا الوادي من شر ما أحذر فهذا استمتاع الإنس بالجن واستمتاع الجن بالإنس أنهم يعترفون أن الجن يقدرون أن يدفعوا عنهم ما يجدون.
والقول الأول أحسن ويدل عليه {يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس}). [معاني القرآن: 2/ 490]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {قال النار مثواكم} المثوى المقام). [معاني القرآن: 2/ 490]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {خالدين فيها إلا ما شاء الله} في هذا قولان:

- أحدهما: أنه استثناء ليس من الأول والمعنى على هذا إلا ما شاء الله من الزيادة في عذابهم.
وسيبويه يمثل هذا بمعنى "لكن"، والفراء يمثله بمعنى "سوى" كما تقول "لأسكننك هذه الدار حولا إلا ما شئت" أي سوى ما شئت من الزيادة ومثله {خالدين فيه ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك} أي سوى ما شاء ربك من الزيادة.

قال أبو جعفر وقال أبو إسحاق: معنى الاستثناء عندي ههنا -والله أعلم- إنما هو من يوم القيامة؛ أي إلا ما شاء ربك من مقدار محشرهم ومحاسبتهم ويدل على هذا الجواب ويوم يحشرهم جميعا لأن هذا يراد به يوم القيامة.
ويجوز أن يكون معنى ما شاء الله عز وجل أن يعذبهم من أصناف العذاب). [معاني القرآن: 2/ 490-491]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الإِنسِ} أي أضللتم كثيرا منهم.
{اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ} أي أخذ كل منا من كل نصيبا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 79]

تفسير قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129)}

تفسير قوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {يا معشر الجنّ والإنس ألم يأتكم رسلٌ مّنكم...}
فيقول القائل: إنما الرسل من الإنس خاصّة، فكيف قال للجنّ والإنس (منكم)؟ قيل: هذا كقوله: {مرج البحرين يلتقيان}. ثم قال: {يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان} وإنما يخرج اللؤلؤ والمرجان من الملح دون العذب. فكأنك قلت: يخرج من بعضهما، ومن أحدهما). [معاني القرآن: 1/ 355]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم} والرسل من الإنس خاصة، فخلطهم بهم؛ فيجوز ذلك على وجهين:
أحدهما: أن يرجع إلى الإنس؛ فتكون الكاف والميم لهم، ويكون الجن قد دخلوا في النداء معهم؛ لأنك تقول: يا زيد وعمرو لا تقم، وأنت تريد زيدًا وحده، وصيرت الآخر منادًا، وقد يدخل معه في المعنى.
[معاني القرآن لقطرب: 556]
ووجه آخر: لما جمعهما فقال: {منكم} جاز ذلك كما قال {خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه} فجعل "من" لغير الآدميين لما خلطهم بهم، وإن كانت "من" قد جاءت لغير الآدميين؛ وقد ذكرناه في صدر الكتاب.
ومثل ذلك في الخلق قوله {وما يستوي البحران هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج ومن كل تأكلون لحما طريقا وتستخرجون حلية تلبسونها} وإنما الحلية من المالح خاصة، وهذا كله قول الحسن بن أبي الحسن.
وقوله {ألم يأتكم رسل منكم} قال الحسن: لم يبعث الله من الجن رسولا ولا من النساء.
وكذلك قول الحسن في قوله {وتستخرجون حلية تلبسونها} قال: الحلية من المالح خاصة، والحلية اللؤلؤ في قول الحسن؛ واللحم الطري يكون منهما جميعًا.
وكأن قوله {مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان} ثم قال {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} وإنما يخرج من أحدهما، من المالح مخرجه خاصة.
[معاني القرآن لقطرب: 557]
وكذلك {وجعل القمر فيهن نورا} وإنما هو نور في سماء الدنيا، ولكن لما كانت السماوات كلها حيزًا واحدًا على حياله جاز ذلك؛ كما أنك تقول إذا رأيت شرًا أو سمعت صوتًا من دار مع دور في حيز واحد، قلت: إن في هذه الدور لشرا، وإني لأسمع فيها صوتًا، وإن كان في واحدة دون سائرها لما ذكرها.
وشبيه بذلك أنك تقول: أكلت خبزًا ولبنًا، لما خلطتهما جميعها اسم الأكل، وإذا قلت: أكلت لبنًا، كان الكلام شربت لبنًا.
وقوله في هذه الآية {ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار} وهو شبيه به {لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله} فالسكون في الليل، والابتغاء للفضل بالنهار؛ ففصل لكل واحد خبرًا؛ فهذا أسهل من الأول؛ وكل حسن). [معاني القرآن لقطرب: 558]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يجتمع شيئان ولأحدهما فعل فيجعل الفعل لهما:
كقوله سبحانه: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا}.
روي في التفسير: أن النّاسي كان يوشع بن نون ويدلّك قوله لموسى، صلّى الله عليه وسلم: {فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ}.
وقوله: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ} والرسل من الإنس دون الجن). [تأويل مشكل القرآن: 286-287](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {يا معشر الجنّ والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصّون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرّتهم الحياة الدّنيا وشهدوا على أنفسهم أنّهم كانوا كافرين}
فقال: {رسل منكم} وإنما المرسل من الإنس دون الجن، فإنما جاز ذلك لأن الجماعة تعقل وتخاطب، فالرسل: هم بعض من يعقل.
وهذا كقوله: عزّ وجلّ: {يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان}.
وإنّما يخرج ذلك من الملح، أي البحر الذي ليس بعذب، فقال منهما لأن ذكرهما قد جمع.
فهذا جائز في اللغة، في كل ما اتّفق في أصله كما اتفقت الجن مع الإنس في باب التمييز). [معاني القرآن: 2/ 292]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم} والرسل من الإنس ففي هذا جوابان أحدهما أنه روي عن ابن عباس أنه قال: رسل الجن الذين لقوا قومهم فبلغوهم يعني ابن عباس الذين قالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا وهم بمنزلة الرسل إلى قومهم لأنهم قد بلغوهم وكذلك قال مجاهد الرسل في الإنس والنذارة في الجن والقول الآخر أنه لما كانت الإنس والجن ممن يخاطب ويعقل قيل ألم يأتكم رسل منكم وإن كانت الرسل من الإنس خاصة). [معاني القرآن: 2/ 492]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله:{ذلك أن لّم يكن رّبّك...}
إن شئت جعلت (ذلك) في موضع نصب، وجعلت (أن) مما يصلح فيه الخافض فإذا حذفته كانت نصبا. يريد: فعل ذلك أن لم يكن مهلك القرى. وإن شئت جعلت (ذلك) رفعا على الاستئناف إن لم يظهر الفعل. ومثله: {ذلك بما قدّمت يداك} و{ذلك بما قدّمت أيديكم}.
ومثله: {ذلك ليعلم أنّي لم أخنه بالغيب}، و {ذلكم وأنّ اللّه موهن كيد الكافرين} الرفع والنصب فيه كله جائز.
وقوله: {مهلك القرى بظلمٍ وأهلها غافلون} يقول: لم يكن ليهلكهم بظلمهم وهم غافلون لمّا يأتهم رسول ولا حجّة. وقوله في هود: {وما كان ربّك ليهلك القرى بظلمٍ وأهلها مصلحون}يقول: لم يكن ليهلكهم بظلمهم، يقول: بشركهم {وأهلها مصلحون} يتعاطون الحقّ فيما بينهم. هكذا جاء التفسير. وفيها وجه -وهو أحبّ إليّ من ذا؛ لأن الشرك أعظم الذنوب- والمعنى والله أعلم: لم يكن ليهلكهم بظلم منه وهم مصلحون). [معاني القرآن: 1/ 356]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ذلك أن لم يكن ربّك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون}
زعم سيبويه أنّ موضع ذلك رفع.
المعنى: الأمر ذلك لأنه {لم يكن ربّك مهلك القرى بظلم}.
وقال بعضهم: يجوز أن يكون موضعها نصبا.
المعنى: قيل ذلك لأنه لم يكن ربّك مهلك القرى بظلم، والمعنى يخرج على جميع القولين لأن المعنى يدل على أمر الإرسال، فكأنه -واللّه أعلم- ذلك الذي قصصنا عليك من أمر الرسل أمر عذاب من كذّب بها لأنه لم يكن مهلك القرى بظلم، أي لا يهلكهم حتى يبعث إليهم رسولا.
كما قال عزّ وجلّ: {وما كنّا معذّبين حتّى نبعث رسولا}). [معاني القرآن: 2/ 292-293]


رد مع اقتباس