عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 21 صفر 1440هـ/31-10-2018م, 08:57 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وما خلقنا السّموات والأرض وما بينهما لاعبين (38) ما خلقناهما إلا بالحقّ ولكنّ أكثرهم لا يعلمون (39) إنّ يوم الفصل ميقاتهم أجمعين (40) يوم لا يغني مولًى عن مولًى شيئًا ولا هم ينصرون (41) إلا من رحم اللّه إنّه هو العزيز الرّحيم (42)}
يقول تعالى مخبرًا عن عدله وتنزيهه نفسه عن اللّعب والعبث والباطل، كقوله: {وما خلقنا السّماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظنّ الّذين كفروا فويلٌ للّذين كفروا من النّار} [ص: 27]، وقال {أفحسبتم أنّما خلقناكم عبثًا وأنّكم إلينا لا ترجعون فتعالى اللّه الملك الحقّ لا إله إلا هو ربّ العرش الكريم} [المؤمنون: 115، 116]). [تفسير ابن كثير: 7/ 259]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {إنّ يوم الفصل} وهو يوم القيامة، يفصل اللّه فيه بين الخلائق، فيعذّب الكافرين ويثيب المؤمنين.
وقوله: {ميقاتهم أجمعين} أي: يجمعهم كلّهم أوّلهم وآخرهم). [تفسير ابن كثير: 7/ 259]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({يوم لا يغني مولًى عن مولًى شيئًا} أي: لا ينفع قريبٌ قريبًا، كقوله: {فإذا نفخ في الصّور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون} [المؤمنون: 101]، وكقوله {ولا يسأل حميمٌ حميمًا. يبصّرونهم} [المعارج: 10، 11] أي: لا يسأل أخًا له عن حاله وهو يراه عيانًا.
وقوله: {ولا هم ينصرون} أي: لا ينصر القريب قريبه، ولا يأتيه نصره من خارجٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 259]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {إلا من رحم اللّه} أي: لا ينفع يومئذٍ إلّا من رحمه اللّه، عزّ وجلّ، لخلقه {إنّه هو العزيز الرّحيم} أي: هو عزيزٌ ذو رحمةٍ واسعةٍ). [تفسير ابن كثير: 7/ 259]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ شجرة الزّقّوم (43) طعام الأثيم (44) كالمهل يغلي في البطون (45) كغلي الحميم (46) خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم (47) ثمّ صبّوا فوق رأسه من عذاب الحميم (48) ذق إنّك أنت العزيز الكريم (49) إنّ هذا ما كنتم به تمترون (50)}
يقول تعالى مخبرًا عمّا يعذّب به [عباده] الكافرين الجاحدين للقائه: {إنّ شجرة الزّقّوم طعام الأثيم} والأثيم أي: في قوله وفعله، وهو الكافر. وذكر غير واحدٍ أنّه أبو جهلٍ، ولا شكّ في دخوله في هذه الآية، ولكن ليست خاصّةً به.
قال ابن جريرٍ: حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا عبد الرّحمن، حدّثنا سفيان عن الأعمش، عن إبراهيم عن همّام بن الحارث، أن أبا الدّرداء كان يقرئ رجلًا {إنّ شجرة الزّقّوم طعام الأثيم} فقال: طعام اليتيم فقال أبو الدّرداء قل: إنّ شجرة الزّقّوم طعام الفاجر. أي: ليس له طعامٌ غيرها.
قال مجاهدٌ: ولو وقعت منها قطرةٌ في الأرض لأفسدت على أهل الأرض معايشهم. وقد تقدّم نحوه مرفوعًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 259-260]

تفسير قوله تعالى: {كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {كالمهل} قالوا: كعكر الزّيت {يغلي في البطون. كغلي الحميم} أي: من حرارتها ورداءتها). [تفسير ابن كثير: 7/ 260]

تفسير قوله تعالى: {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {خذوه فاعتلوه} أي: [خذوا] الكافر، وقد ورد أنّه تعالى إذا قال للزّبانية {خذوه} ابتدره سبعون ألفًا منهم.
{فاعتلوه} أي: سوقوه سحبًا ودفعًا في ظهره.
قال مجاهدٌ: {خذوه فاعتلوه} أي: خذوه فادفعوه.
وقال الفرزدق:
ليس الكرام بناحليك أباهم = حتّى تردّ إلى عطيّة تعتل
{إلى سواء الجحيم} أي: وسطها). [تفسير ابن كثير: 7/ 260]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ صبّوا فوق رأسه من عذاب الحميم} كقوله {يصبّ من فوق رءوسهم الحميم. يصهر به ما في بطونهم والجلود} [الحجّ: 19، 20].
وقد تقدّم أنّ الملك يضربه بمقمعةٍ من حديدٍ، تفتح دماغه، ثمّ يصبّ الحميم على رأسه فينزل في بدنه، فيسلت ما في بطنه من أمعائه، حتّى تمرق من كعبيه -أعاذنا اللّه تعالى من ذلك). [تفسير ابن كثير: 7/ 260]

تفسير قوله تعالى: {ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {ذق إنّك أنت العزيز الكريم} أي: قولوا له ذلك على وجه التّهكّم والتّوبيخ.
وقال الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ: أي لست بعزيزٍ ولا كريمٍ.
وقد قال الأمويّ في مغازيه: حدّثنا أسباطٌ، حدّثنا أبو بكرٍ الهذليّ، عن عكرمة قال: لقي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أبا جهلٍ -لعنه اللّه- فقال: "إنّ اللّه تعالى أمرني أن أقول لك: {أولى لك فأولى. ثمّ أولى لك فأولى} [القيامة: 34، 35] قال: فنزع ثوبه من يده وقال: ما تستطيع لي أنت ولا صاحبك من شيءٍ. ولقد علمت أنّي أمنع أهل البطحاء، وأنا العزيز الكريم. قال: فقتله اللّه تعالى يوم بدرٍ وأذلّه وعيّره بكلمته، وأنزل: {ذق إنّك أنت العزيز الكريم}).[تفسير ابن كثير: 7/ 260]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّ هذا ما كنتم به تمترون}، كقوله {يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا. هذه النّار الّتي كنتم بها تكذّبون أفسحرٌ هذا أم أنتم لا تبصرون} [الطور: 13 -15]، ولهذا قال هاهنا: {إنّ هذا ما كنتم به تمترون}). [تفسير ابن كثير: 7/ 260-261]

رد مع اقتباس