عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10 رمضان 1438هـ/4-06-2017م, 06:09 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

ذو الفضل العظيم

- أدلة هذا الاسم:
{مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)} [البقرة: 105]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واللّه يختصّ برحمته من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم}.
يعني بقوله -جلّ ثناؤه-:
{واللّه يختصّ برحمته من يشاء} واللّه يختصّ من يشاء بنبوّته ورسالته فيرسله إلى من يشاء من خلقه، ويتفضّل بالإيمان به على من أحبّ فيهديه له. واختصاصه إيّاهم بها إفرادهم بها دون غيرهم من خلقه. وإنّما جعل اللّه رسالته إلى من أرسل إليه من خلقه وهدايته من هدى من عباده رحمةً منه له ليصيّره بها إلى رضاه ومحبّته وفوزه بها بالجنّة واستحقاقه بها ثناءه؛ وكلّ ذلك رحمةً من اللّه له.
وأمّا قوله:
{واللّه ذو الفضل العظيم} فإنّه خبرٌ من اللّه -جلّ ثناؤه- عن أنّ كلّ خيرٍ ناله عباده في دينهم ودنياهم فإنّه من عنده ابتداءً وتفضّلاً منه عليهم من غير استحقاقٍ منهم ذلك عليه.
وفي قوله:
{واللّه يختصّ برحمته من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم} تعريضٌ من اللّه -تعالى ذكره- بأهل الكتاب أنّ الّذي آتى نبيّه محمّدًا -صلّى اللّه عليه وسلّم- والمؤمنين به من الهداية تفضّل منه، وأنّ نعمه لا تدرك بالأمانيّ ولكنّها مواهب منه يختصّ بها من يشاء من خلقه). [جامع البيان: 2/ 387-388]

{فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآَتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (251)} [البقرة: 251]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولولا دفع اللّه النّاس بعضهم ببعضٍ لفسدت الأرض ولكنّ اللّه ذو فضلٍ على العالمين}.
يعني تعالى ذكره بذلك: ولولا أنّ اللّه يدفع ببعض النّاس، وهم أهل الطّاعة له والإيمان به، بعضًا وهم أهل المعصية للّه، والشّرك به، كما دفع عن المتخلّفين عن طالوت يوم جالوت من أهل الكفر باللّه والمعصية له وقد أعطاهم ما سألوا ربّهم ابتداءً من بعثة ملكٍ عليهم ليجاهدوا معه في سبيله بمن جاهد معه من أهل الإيمان باللّه واليقين والصّبر، جالوت وجنوده، لفسدت الأرض، يعني لهلك أهلها بعقوبة اللّه إيّاهم، ففسدت بذلك الأرض، ولكنّ اللّه ذو منٍّ على خلقه، وتطوّلٍ عليهم بدفعه بالبرّ من خلقه عن الفاجر، وبالمطيع عن العاصي منهم، وبالمؤمن عن الكافر.
وهذه الآية إعلامٌ من اللّه تعالى ذكره أهل النّفاق الّذين كانوا على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المتخلّفين عن مشاهده والجهاد معه للشّك الّذي في نفوسهم ومرض قلوبهم والمشركين وأهل الكفر منهم، وأنّه إنّما يدفع عنهم معاجلتهم العقوبة، على كفرهم ونفاقهم بإيمان المؤمنين به وبرسوله، الّذين هم أهل البصائر والجدّ في أمر اللّه، وذوو اليقين بإنجاز اللّه إيّاهم وعده على جهاد أعدائه، وأعداء رسوله من النّصر في العاجل، والفوز بجنّانه في الآخرة).
[جامع البيان: 4/514-515]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله ولكنّ اللّه ذو فضلٍ على العالمين
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ ثنا زنيجٌ محمّد بن عمرٍو ثنا سلمة، قال بن إسحاق ولكنّ اللّه ذو فضلٍ على العالمين أي: منٍّ).
[تفسير القرآن العظيم: 1/481]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد لفسدت الأرض يقول لهلك أهلها). [تفسير مجاهد: 114]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ولكنّ اللّه ذو فضلٍ على العالمين} أي: منٌّ عليهم ورحمةٌ بهم، يدفع عنهم ببعضهم بعضًا وله الحكم والحكمة والحجّة على خلقه في جميع أفعاله وأقواله). [تفسير ابن كثير: 1/ 670]

{يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (74)} [آل عمران: 74]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يختصّ برحمته من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم}
...
{واللّه ذو الفضل العظيم} يقول: ذو فضلٍ يتفضّل به على من أحبّ وشاء من خلقه، ثمّ وصف فضله بالعظم، فقال: فضله عظيمٌ؛ لأنّه غير مشبهٍ في عظم موقعه ممّن أفضله عليه أفضال خلقه، ولا يقاربه في جلالة خطره ولا يدانيه). [جامع البيان: 5/507]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يختصّ برحمته من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم (74)
...
قوله تعالى: واللّه ذو الفضل العظيم
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، حدّثني عبد اللّه ابن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ قوله: العظيم يعني: وافرٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/683]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير {ذو الفضل العظيم} يعني الوافر). [الدر المنثور: 3/628]

{فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)} [آل عمران: 174]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فانقلبوا بنعمةٍ من اللّه وفضلٍ لم يمسسهم سوءٌ واتّبعوا رضوان اللّه واللّه ذو فضلٍ عظيمٍ}
...
{واللّه ذو فضلٍ عظيمٍ} يعني: واللّه ذو إحسانٍ وطولٍ عليهم بصرف عدوّهم الّذي كانوا قد همّوا بالكرّة إليهم، وغير ذلك من أياديه عندهم، وعلى غيرهم بنعمةٍ، عظيمٌ عند من أنعم به عليه من خلقه). [جامع البيان: 6/253]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فانقلبوا بنعمةٍ من اللّه وفضلٍ لم يمسسهم سوءٌ واتّبعوا رضوان اللّه واللّه ذو فضلٍ عظيمٍ (174)
......
قوله تعالى: واللّه ذو فضلٍ عظيمٍ
- حدّثنا أبي ثنا الحسن بن الرّبيع، ثنا ابن إدريس، قال محمّد بن إسحاق:
قوله: واللّه ذو فضلٍ عظيمٍ لما صرف عنهم من لقاء عدوّهم).
[تفسير القرآن العظيم: 2/820]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)} [الأنفال: 29]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {والله ذو الفضل العظيم} يقول: واللّه الّذي يفعل ذلك بكم، له الفضل العظيم عليكم وعلى غيركم من خلقه بفعله ذلك وفعل أمثاله، وإنّ فعله جزاءٌ منه لعبده على طاعته إيّاه؛ لأنّه الموفّق عبده لطاعته الّتي اكتسبها حتّى استحقّ من ربه الجزاء الّذي وعده عليها). [جامع البيان: 11/129-130]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يا أيّها الّذين آمنوا إن تتّقوا اللّه يجعل لكم فرقانًا ويكفّر عنكم سيّئاتكم ويغفر لكم واللّه ذو الفضل العظيم (29)
قوله تعالى: واللّه ذو الفضل العظيم
- حدّثنا أبي ثنا عبد اللّه بن صالح بن مسلمٍ أنبأ فضيل بن مرزوقٍ عن عطيّة حدّثني ابن عبّاسٍ قال: إذا قال اللّه للشّيء عظيمٍ فهو عظيمٌ.
- حدّثنا أبو زرعة ثنا ابن بكيرٍ ثنا ابن لهيعة ثنا عطاء بن دينارٍ عن سعيد بن جبيرٍ قوله: العظيم يعني: وافرًا).
[تفسير القرآن العظيم: 5/1686]

{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)} [الحديد: 21]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {سابقوا إلى مغفرةٍ من ربّكم وجنّةٍ عرضها كعرض السّماء والأرض أعدّت للّذين آمنوا باللّه ورسله ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم}.
وقوله: {ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء}. يقول جلّ ثناؤه: هذه الجنّة الّتي عرضها كعرض السّماء والأرض الّتي أعدّها اللّه للّذين آمنوا باللّه ورسله، فضل اللّه تفضّل به على المؤمنين، واللّه يؤتي فضله من يشاء من خلقه، وهو ذو الفضل العظيم عليهم، بما بسط لهم من الرّزق في الدّنيا، ووهب لهم من النّعم، وعرّفهم موضع الشّكر، ثمّ جزاهم في الآخرة على الطّاعة ما وصف أنّه أعدّه لهم).
[جامع البيان: 22/417-418]

{لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)} [الحديد: 29]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {لئلاّ يعلم أهل الكتاب ألاّ يقدرون على شيءٍ من فضل اللّه وأنّ الفضل بيد اللّه يؤتيه من يشاء واللّه ذو الفضل العظيم}.
....
وقوله: {وأنّ الفضل بيد اللّه}. يقول تعالى ذكره: وليعلموا أنّ الفضل بيد اللّه دونهم، ودون غيرهم من الخلق {يؤتيه من يشاء}. يقول: يعطي فضله ذلك من يشاء من خلقه، ليس ذلك إلى أحدٍ سواه {واللّه ذو الفضل العظيم}. يقول تعالى ذكره: واللّه ذو الفضل على خلقه، العظيم فضله).
[جامع البيان: 22/445]

{فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (4)} [الجمعة: 4]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({واللّه ذو الفضل العظيم}. يقول: اللّه ذو الفضل على عباده، المحسن منهم والمسيء، والّذين بعث فيهم الرّسول منهم وغيرهم، {العظيم} الّذي يقلّ فضل كلّ ذي فضلٍ عنده). [جامع البيان: 22/632]


قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (وذو الطول [وذو الفضل]: معناه أهل الطول والفضل. وذو: حرف النسبة. كقوله تعالى: {ذو الجلال والإكرام} [الرحمن: 27] ).[شأن الدعاء: 104-105] (م)

قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق ابن مَنْدَهْ العَبْدي (ت: 395هـ): (ومن أسماء الله عزّ وجلّ: المضافة إلى صفاته وأفعاله
...
ذو الفضل العظيم.

361 - أخبرنا أبو عمرٍو المدينيّ، قال: حدثنا أبو أميّة، محمّد بن إبراهيم، قال: حدّثنا عبد الصّمد بن حسّان المروزيّ، قال: حدثنا إبراهيم بن طهمان، عن محمّد بن زيادٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينجّي أحدكم عمله قالوا: ولا أنت؟ قال: ولا أنا إلاّ أن يتغمّدني الله بفضلٍ منه ورحمةٍ). [التوحيد: 2/203]


رد مع اقتباس