عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 11:11 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18)
وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20) وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21) وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22) وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23) وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24) وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16)}

قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولقد جعلنا في السّماء بروجاً} أي منازل للشمس والقمر). [مجاز القرآن: 1/348]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {في السماء بروجًا}: منازل للشمس والقمر). [غريب القرآن وتفسيره: 199]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {جعلنا في السّماء بروجاً} يقال: هي اثنا عشر برجا. وأصل البرج: القصر والحصن). [تفسير غريب القرآن: 236]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد جعلنا في السّماء بروجا وزيّنّاها للنّاظرين }
جاء في التفسير نجوما وكواكب، وقيل منازل الشمس والقمر.
وهذه البروج التي يسمّيها الحسّاب: الجمل، والثور، وما أشبهها، هي كواكب أيضا، صورها على صور أسماء أصحابها.
فالبروج نجوم كما جاء في التفسير). [معاني القرآن: 3/175]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين} قال مجاهد يعني الكواكب قال أبو جعفر ومن قال أنها اثنا عشر برجا فقوله يرجع إلى هذا لأنها كواكب عظام ومعروف في اللغة أن يقال برج يبرج إذا ظهر وارتفع فقيل لهذا الكواكب بروج لظهروها وثباتها وارتفاعها والبرج كبر العين). [معاني القرآن: 4/15]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بروجا} وهي الاثنا عشر برجا، وأصل البرج: القصر والحصن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 126]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بُرُوجاً}: منازل). [العمدة في غريب القرآن: 172]

تفسير قوله تعالى: {وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {من كلّ شيطانٍ رجيمٍ} أي مرجوم بالنجوم، خرج مخرج قتيل في موضع مقتول). [مجاز القرآن: 1/348]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {رجيم}: مرجوم بالنجوم). [غريب القرآن وتفسيره: 200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وحفظناها من كلّ شيطانٍ رجيمٍ إلّا من استرق السّمع} يقول: حفظناها من أن يصل إليها شيطان، أو يعلم من أمرها شيئا إلّا استراقا، ثم يتبعه {شهابٌ مبينٌ}
أي كوكب مضيء). [تفسير غريب القرآن: 236] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وحفظناها من كلّ شيطان}
معنى رجيم قيل ملعون، وجائز أن يكون رجم مرجوما بالكواكب، كما قال عزّ وجلّ: {ولقد زيّنّا السّماء الدّنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشّياطين} ). [معاني القرآن: 3/176-175]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {وحفظناها من كل شيطان رجيم} أي لا يصل إليها ولا يسمع شيئا من الوحي إلا مسارقة وكان هذا من علامة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ولا نعلم أحدا من الشعراء شبه شيئا بسرعة الكواكب إلا في الإسلام ولو كان هذا قبله لشبهوا به قال ابن جريج الرجيم الملعون قال الكسائي كل رجيم في القرآن فهو بمعنى الشتيم قيل رجيم بمعنى مرجوم أي يرجم بالكواكب). [معاني القرآن: 4/16]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {رَجيمٍ}: مرجوم). [العمدة في غريب القرآن: 172]

تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأتبعه شهابٌ مّبينٌ...}
يقول: لا يخطفه، إمّا قتله وإمّا خبّله). [معاني القرآن: 2/86]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {إلاّ من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مّبينٌ}
وقال: {إلاّ من استرق السّمع} استثناء خارج كما قال "ما أشتكي إلاّ خيراً" يريد "أذكر خيراً"). [معاني القرآن: 2/62]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وحفظناها من كلّ شيطانٍ رجيمٍ إلّا من استرق السّمع} يقول: حفظناها من أن يصل إليها شيطان، أو يعلم من أمرها شيئا إلّا استراقا، ثم يتبعه {شهابٌ مبينٌ}
أي كوكب مضيء). [تفسير غريب القرآن: 236]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {إلّا من استرق السّمع فأتبعه شهاب مبين}
موضع " من " نصب، بمعنى لكن من استرق السمع، وجائز أن يكون في موضع خفض، على معنى {إلّا من استرق السّمع فأتبعه شهاب مبين}.
والشهب الكواكب المنقضة من آيات اللّه للنبي عليه السلام، والدليل على أنها كانت انقضّت بعد مولد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن شعراء العرب الذين كانوا يمثلون في السرعة بالبرق وبالسيل وبالأشياء المسرعة لم يوجد في أشعارها بيت واحد فيه ذكر الكواكب المنقضّة، فلما حدثت بعد مولد النبي عليه السلام استعملت الشعراء ذكرها
قال ذو الرمة.
كأنّه كوكب في إثر عفرية= مسوّم في سواد الليل منقضب).
[معاني القرآن: 3/176]



تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والأرض مددناها...}
أي دحوناها وهو البسط {وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها} أي في الجبال
{من كلّ شيءٍ مّوزونٍ} يقول: من الذهب والفضّة والرّصاص والنحاس والحديد فذلك الموزون). [معاني القرآن: 2/86]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وألقينا فيها رواسي} أي جعلنا وأرسينا، ورست هي أي ثبتت.
{من كلّ شيءٍ موزونٍ} بقدر). [مجاز القرآن: 1/348]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : ( {من كل شيء موزون} كان ابن عباس يقول: الحديد والصفر والكحل والمرتك والزرنيخ، وشبه ذلك فيما يوزن). [معاني القرآن لقطرب: 794]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {موزون}: مقدر). [غريب القرآن وتفسيره: 200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {موزونٍ}: مقدّر. كأنه وزن). [تفسير غريب القرآن: 236]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كلّ شيء موزون}
كانت الأرض طينة فمدت، وقيل مدّت من تحت البيت الحرام، والرواسي الجبال الثوابت.
ومعنى {من كلّ شيء موزون} أي من كل شيء مقدور جرى على وزن من قدر اللّه عزّ وجلّ لا يجاوز ما قدره الله عليه، لا يستطيع خلق زيادة فيه ولا نقصانا.
وقيل (من كلّ شيء موزون)، أي من كل شيء يوزن نحو الحديد والرصاص والنحاس والزرنيخ). [معاني القرآن: 3/176]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وأنبتنا فيها من كل شيء موزون} روى معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وأنبتنا فيها من كل شيء موزون قال أي معلوم
وكذلك روى علي بن الحكم عن الضحاك وقال أبو صالح وعكرمة أي مقدور وقال مجاهد أي مقدر بقدر ومعناه مقدر لا يزيد على قدر الله ولا ينقص فكأنه موزون وقيل أراد بموزون ما يوزن من الذهب والفضة والحديد والرصاص وشبهه والمعنى على هذا وأنبتنا في الجبال من كل شيء موزون). [معاني القرآن: 4/18-17]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَوْزونٍ}: مقدَّر). [العمدة في غريب القرآن: 172]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وجعلنا لكم فيها معايش...}
أراد الأرض {ومن لّستم له برازقين} فمن في موضع نصب يقول: جعلنا لكم فيها المعايش والعبيد والإماء.
قد جاء أنهم الوحوش والبهائم و(من) لا يفرد بها البهائم ولا ما سوى الناس. فإن يكن ذلك على ما روى فنرى أنهم أدخل فيهم المماليك، على أنا ملّكناكم العبيد والإبل والغنم
وما أشبه ذلك. فجاز ذلك.
وقد يقال: إن (من) في موضع خفض يراد: جعلنا لكم فيها معايش ولمن. وما أقلّ ما ترد العرب مخفوضاً على مخفوض قد كني عنه.
وقد قال الشاعر:
تعلّق في مثل السواري سيوفنا =وما بينها والكعب غوط نفانف
فردّ الكعب على (بينها) وقال آخر:
هلاّ سألت بذي الجماجم عنهم= وأبي نعيم ذي اللّواء المحرق
فردّ (أبي نعيم) على الهاء في (عنهم) ). [معاني القرآن: 2/87-86]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين} مثل الوحش والطير والسباع. وأشباه ذلك: مما لا يرزقه ابن آدم).
[تفسير غريب القرآن: 236]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين}
موضع " من " نصب من جهتين إحداهما العطف على معايش، المعنى وجعلناكم من لستم له برازقين، وجائز أن يكون عطفا على تأويل لكم.
المعنى {في جعلنا لكم فيها معايش} أعشناكم ومن لستم له برازقين.
وفي التفسير أن من لستم له برازقين الدوابّ والأنعام. وقيل في بعض التفسير الوحوش.
والنحويون يذهبون إلى أن " من " لا يكاد أن يكون لغير ما يعقل، وقد قال عزّ وجلّ: (فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع)،
فجاءت " من " لغير الناس إذ وصف غير الناس بصفاتهم، كما جاءت الواو لغير الناس في قوله: {وكلّ في فلك يسبحون}.
والأجود واللّه أعلم أن يكون " من " ههنا أعني {ومن لستم له برازقين}
يراد بها العبيد والأنعام والدواب فيكون المعنى جعلناكم فيها معايش وجعلنا لكم العبيد والدواب والأنعام وكفيتم مؤونة أرزاقها). [معاني القرآن: 3/177]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {وجعلنا لكم فيها معايش} أي في الأرض). [معاني القرآن: 4/18]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {ومن لستم له برازقين} قال مجاهد يعني الدواب والأنعام وقال غيره يعني المماليك والدواب
قال أبو جعفر وهذا أولى؛ لأن من لا تكون لما لا يعقل إلا أن يختلط معه من يعقل، والمعنى وجعلنا لكم المماليك والدواب والأنعام
ويجوز أن يكون المعنى أعشناكم وأعشنا من لستم له برازقين).[معاني القرآن: 4/18]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله تعالى: {وإن من شيء إلا عندنا خزائنه} أخبر أن خزائن الأشياء بيده، أي أنه جل وعز حافظها والمتولي تدبيرها). [معاني القرآن: 4/19]

تفسير قوله تعالى: {وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ (22)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأرسلنا الرّياح لواقح...}
وتقرأ (الريح) قرأها حمزة. فمن قال الرّيح لواقح فجمع اللواقح والريح واحدة لأن الريح في معنى جمع؛ ألا ترى أنك تقول: جاءت الريح من كلّ مكان، فقيل: لواقح لذلك.
كما قيل: تركته في أرضٍ أغفال وسباسب (... أغفال: لا علم فيها) ومهارق وثوب أخلاق.
ومنه قول الشاعر:
جاء الشتاء وقميصي أخلاق = شراذمٌ يضحك منه التّواق
وأمّا من قال (الرياح لواقح) فهو بيّن. ولكن يقال: إنما الريح ملقحة تلقح الشجر.
فكيف قيل: لواقح؟ ففي ذلك معنيان أحدهما أن تجعل الريح هي التي تلقح بمرورها على التراب والماء فيكون فيها اللّقاح، فيقال: ريح لاقح. كما يقال: ناقه لاقح.
ويشهد على ذلك أنّه وصف ريح العذاب فقال: {عليهم الريح العقيم} فجعلها عقيماً إذ لم تلقح. والوجه الآخر أن يكون وصفها باللّقح وإن كانت تلقح كما قيل: ليل نائم والنوم فيه، وسرّ كاتم وكما قيل:
* الناطق المبروز والمختوم *
فجعله مبروزا على غير فعل، أي إن ذلك من صفاته فجاز مفعول لمفعل، كما جاز فاعل لمفعول إذ لم يردّ البناء على الفعل). [معاني القرآن: 2/88-87]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وأرسلنا الرّياح لواقح} مجازها مجاز ملاقحن لأن الريح ملقحة للسحاب، والعرب قد تفعل هذا فتلقي الميم لأنها تعيده إلى أصل الكلام،
كقول نهشل بن حرىّ يرثى أخاه:
ليبك يزيد بائسٌ لضراعةٍ= وأشعث ممن طوّحته الطّوائح
فحذف الميم لأنها المطاوح،
وقال رؤبة:
يخرجن من أجوازٍ ليل غاض
أي مغضى،
وقال العجّاج:
تكشف عن جماته دلو الدّال
{ماء فأسقيناكموه} وكل ماء كان من السماء، ففيه لغتان: أسقاه الله وسقاه الله قال الصّقر بن حكيم الرّبعيّ

يا بن رقيعٍ هل لها من غبقٍ= ما شربت بعد طوىّ العرق
من قطرةٍ غير النّجاء الدّفق= هل أنت ساقيها سقاك المسقى
فجعله باللغتين جميعاً.
وقال لبيد:
سقى قومي بني مجد وأسقى= نميراً والقبائل من هلال
فجاء باللغتين، ويقال: سقيت الرجل ماء وشراباً من لبن وغير ذلك وليس فيه إلا لغة واحدة بغير ألف إذا كان في الشفة. وإذا جعلت له شرباً فهو أسقيته وأسقيت أرضه وإبله، لا يكون غير هذا، وكذلك استسقيت له كقول ذي الرمة:

وقفت على رسمٍ لميّة ناقتي= فما زلت أبكي عنده وأخاطبه
وأسقيه حتى كاد مما أبتّه= تكلّمني أحجاره وملاعبه
وإذا وهبت له إهاباً ليجعله سقاء فقد أسقيته إيّاه). [مجاز القرآن: 1/350-348]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وأرسلنا الرّياح لواقح فأنزلنا من السّماء ماءً فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين}
[وقال] {وأرسلنا الرّياح لواقح} فجعلها على "لاقح" كأن الرياح لقحت لأن فيها خيرا فقد لقحت بخير. وقال بعضهم "الرّياح تلقح السّحاب" فقد يدل على ذلك المعنى لأنها إذا أنشأته وفيها خير وصل ذلك إليه). [معاني القرآن: 2/62]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أهل مكة وعبد الله ابن كثير وابن محيصن يقرؤون في كتاب الله خمسة أحرف "الرياح" على الجمع، وسائر ما في القرآن "الريح"؛ من الخمسة: في البقرة {وتصريف الرياح}، وفي الجاثية {وتصريف الرياح}، وفي الحجر {الرياح}، وفي الكهف {تذروه الرياح}، وفي الروم {الرياح مبشرات}.
وأصحاب عبد الله يقرؤون "الرياح" بالجمع في ثلاثة مواضع وسائر ذلك "الريح" واحد؛ منها في قراءة زيد حرفان وهما: {وهو الذي يرسل الرياح نشرا}.
[وروى محمد].
{نشرا}.
والثاني في الروم {الرياح مبشرات}.
[معاني القرآن لقطرب: 786]
والثالث ليس في قراءة زيد؛ وهو في النحل "الرياح مسخرات"). [معاني القرآن لقطرب: 787]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أما قول الله عز وجل {وأرسلنا الرياح لواقح} فقال ابن عباس: لواقح؛ تلقح الشجر.
وكأن المعنى: عندنا "ملقحات"؛ لأنه يريد: ألقحت الشجر، فقالوا: لواقح.
وقالوا: لقحت تلقح لقحًا؛ ومثل فاعل في معنى مفعل قول الله عز وجل {في عيشة راضية}، يكون ذلك على وجهين: على مرضية لأهلها، وعلى مرضية؛ وقد فسرنا فاعل في معنى مفعول في سورة البقرة.
ومثل ذلك من فاعل في معنى مفعل قولهم: لمح بصر، في معنى مبصر؛ وسنة قاوية؛ أي مقوية؛ لأن الفعل أقوت.
ومثل ذلك قول النابغة:
كليني لهم يا أميمة ناصب = ................
فالمعنى: منصب عندنا.
وقالوا: نصب ناصب، وغدر غادر، وموت مائت؛ كأنهم قالوا مميت.
وقال الآخر:
ليبك يزيد ضارع لخصومة = ومختبط مما تطيح الطوائح
مثل اللواقح؛ يريد: الملقحات، والطوائح يريد: المطيحات.
وقال إياس بن حصين الطهوي:
فدعها فقد حال الشواغل دونها = وأصلتها لؤ أن ذلك ناجح
[معاني القرآن لقطرب: 800]
يريد: منجح.
وقال زهير:
له خلج تهوي به متلئية = إلى منهل قاو جديب المعرج
ومثله قول العرب قال أبو علي أخبرنا به الثقة -: باقل؛ وإنما يقولون أبقلت الأرض، ولم نسمع بقلت؛ وقالوا أيضًا: نبت وارس، وقد أورست الأرض: اصفرت؛ وقالوا: سمعت الرانة، وقد أرنت المرأة وقل ما يستعملون رنت؛ وقد سمعناها لغة.
وقال العجاج:
يكشف عن جماته دلو الدال = .................
والمعنى: مدلي؛ لأنهم يقولون: أدلى دلوه؛ قال أبو علي: وقد حكيت دلا يدلو.
وقالوا أيضًا: بلد عاشب؛ ولا يقولون إلا: أعشبت الأرض؛ وقالوا: بلد ماحل، ولا يقولون إلا: أمحل.
وقال أوس:
وبالإدم تحدى عليها الرحال = وبالشوك في العلق العاشب
وقال رؤبة:
يخرجن من أجواز ليل غاض = ................
يريد: مغضي.
.............. = عنكم كرام بالفضاء الفاضي
يريد: المفضي.
................. = برق سرى في عارض نهاض
[معاني القرآن لقطرب: 801]
غر الذرى ضواحك الإيماض = ..............
وقال النابغة الجعدي:
تعلقت منهم هوى غاويًا = وما غزل الرجل الأشيب
كأنه قال: مغويًا.
وقال أبو النجم:
والبيض في أطلال عيش غافل = برج العيون رخصة الأنامل
فيجوز أن يكون أراد: مغفل لأهله؛ ويجوز أن يكون على مفعول فيه؛ فيصير فاعل في معنى مفعول، الذي فسرناه في صدر الكتاب.
[وزاد محمد في روايته]:
قال أبو علي: أخبرنا الثقة عن عبد الله بن عمرو قال: الرياح ثمان: أربع رحمة، وأربع عذاب؛ فأما الرحمة: فالمبشرات والمرسلات والناشرات والذاريات؛ وأما العذاب: فالصرصر والعقيم والعاصم والقاصف وهما في البحر.
وقرأ عبيد بن عمير وحمزة الزيات {الريح لواقح}.
قال عبيد بن عمير: تبعث المبشرة فتقم الأرض، ثم تبعث المثيرة فتثير السحاب، ثم تبعث المؤلفة فتؤلفه، ثم تبعث اللواقح فتلقح السحاب.
ولا أعلم أحدًا من القراء قرأ {الريح لواقح} غيرهما؛ فوحدا الريح ونعتها جميع، فأرادا أن الريح تأتي مختلفة من كل وجه، بمنزلة رياح لواقح؛ كما تقول: في بلد سباسب،
[معاني القرآن لقطرب: 802]
وفي بلد مهارق، وبثوب أخلاق، وبنعل أخلاق وأسمال؛ إذا كان؛ الواحد يتسع فيه الشيء ويتفرق، جاز فيه ذلك؛ في أرض غفل وأغفال؛ وفي أرض جدب وجدوب؛ وبرمة أعشار.
وأنشد يونس:
جاء الشتاء وقميصي أخلاق
شراذم يضحك منه النواق
قال يونس: وإنما قال {لواقح} لأنها تحمل فيها الماء والتراب؛ فهي وإن لقحت فهي حاملة لذلك؛ ومنه أرض أغفال، والأرض واحدة والنعت جميع؛ يقال: ذلك في كل شيء اتسع وصارت له نواح؛ ومنه قول الله عز وجل {ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات} فقال: {سواهن} وإنما ذكر واحدة.
[إلى هاهنا زيادة محمد] ). [معاني القرآن لقطرب: 803]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الرياح لواقح}: أي ملقحة: التي تلقح السحاب). [غريب القرآن وتفسيره: 200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأرسلنا الرّياح لواقح} قال أبو عبيدة: «لواقح» إنما هي ملاقح، جمع ملقحة. يريد أنها تلقح الشجر وتلقح السحاب. كأنها تنتجه. ولست أدري ما اضطره إلى هذا التفسير بهذا الاستكراه. وهو يجد العرب تسمي الرياح لواقح، والريح لاقحا. قال الطّرمّاح وذكر بردا مدّه على أصحابه في الشمس يستظلون به:
قلق لأفنان الرياح للاقح منها وحائل
فاللاقح: الجنوب. والحائل: الشمال. ويسمون الشمال أيضا:
عقيما. والعقيم التي لا تحمل. كما سموا الجنوب لاقحا. قال كثير:
ومرّ بسفساف التراب عقيمها يعني الشمال. وإنما جعلوا الريح لاقحا - أي حاملا - لأنها تحمل السحاب وتقلبه وتصرّفه، ثم تحمله فينزل. [فهي] على هذا الحامل.
وقال أبو وجزة يذكر حميرا وردت [ماء]:
حتى رعين الشّوى منهن في مسك من نسل جوّبة الآفاق مهداج
ويروى: «سلكن الشوى»، أي أدخلن قوائمهن في الماء حتى صار الماء لها كالمسك. وهي الأسورة. ثم ذكر أن الماء من نسل ريح تجوب البلاد. فجعل الماء للريح كالولد: لأنها حملته وهو سحاب وحلّته. ومما يوضح هذا قوله تعالى: {وهو الّذي يرسل الرّياح بشراً بين يدي رحمته حتّى إذا أقلّت سحاباً ثقالًا} أي حملت). [تفسير غريب القرآن: 237-236]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وأرسلنا الرّياح لواقح فأنزلنا من السّماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين}
{لواقح} تأتي بالسحاب، ولواقح تلقح السحاب وتلقح الشجر، وجاز أن يقال للريح لقحت إذا أتت بالخير، كما قيل لها عقيم إذا لم تأت بخير، وأتت بعذاب، كما -
قال عزّ وجلّ: {وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الرّيح العقيم}
ويجوز أن يقال لها لواقح وإن لقحت غيرها لأن معناها النسب). [معاني القرآن: 3/177]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وأرسلنا الرياح لواقح} قال عبد الله بن مسعود تحمل الرياح الماء فتلقح السحاب وتمريه فيدر كما تدر اللقحة ثم يمطر
وقال ابن عباس تلقح الرياح الشجر والسحاب وتمرية
وقال أبو رجاء قلت للحسن وأرسلنا الرياح لواقح فقال تلقح الشجر قلت والسحاب قال والسحاب
وقال أبو عبيدة لواقح أي ملاقح يذهب إلى أنه جمع ملقحة وملقح ثم حذفت منه الزوائد
قال أبو جعفر وهذا بعيد وإنما يجوز حذف الزوائد من مثل هذا في الشعر ولكنه جمع لاقحة ولاقح على الحقيقة بلا حذف هو على أحد معنيين يجوز أن يقال لها لاقح على النسب أي ذات اللقاح كأنها تلقح السحاب والشجر كما جاء في التفسير وهو قول أبي عمرو
ويجوز أن يقال لها لاقح أي حامل والعرب تقول للجنوب لاقح وحامل وللشمال حائل وعقيم وقال الله عز وجل: {حتى إذا أقلت سحابا ثقالا} فأقلت وحملت واحد).[معاني القرآن: 4/20-19]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لواقح} أي تلقح الشجر والسحاب، وقيل: {لواقح} أي حوامل، أي تحمل السحاب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 126]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَوَاقِحَ}: تلقح السحاب). [العمدة في غريب القرآن: 173]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ (23)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين...}
وذلك أن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: إن الله وملائكته يصلّون على الصفوف الأول في الصّلاة، فابتدرها الناس وأراد بعض المسلمين أن يبيع داره النائية ليدنو من المسجد فيدرك الصف الأوّل؛ فأنزل الله - عزّ وجلّ -
{ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} فإنّا نجزيهم على نيّاتهم فقرّ الناس). [معاني القرآن: 2/88]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين }
قيل فيها غير قول، قيل المستقدمين ممن خلق والمستأخرين ممن يحدث من الخلق إلى يوم القيامة). [معاني القرآن: 3/178-177]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال (المستقدمون) القرون الأولى و(المستأخرون) أمة محمد صلى الله عليه وسلم وروى سفيان عن أبيه عن عكرمة قال المستقدمون كل من خرج والمستأخرون كل من كان أصلاب الرجال
وروى علي بن الحكم عن الضحاك قال المستقدمون من مات والمستأخرون الأحياء وروى سفيان عن أبان بن أبي عياش عن أبي الجوزاء عن ابن عباس ولقد علمنا المستقدمين منكم الصف الأول ولقد علمنا المستأخرين الصف الأخر
حدثنا محمد بن إدريس قال نا إبراهيم بن مرزوق قال نا مسلم بن إبراهيم قال نا نوح بن قيس قال نا عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء عن ابن عباس في قول الله تبارك وتعالى:
{ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} قال كانت امرأة جميله تصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان رجال يتقدمون حتى لا يروها وكان رجال يتأخرون فإذا ركع النبي صلى الله عليه وسلم وضع أحدهم يده على ركبته ونظر اليها من تحت ضبعه فأنزل الله: {ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد علمنا المستأخرين} ). [معاني القرآن: 4/22-20]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم قال: {وإنّ ربّك هو يحشرهم إنّه حكيم عليم }
أي الذي أنشأهم وعلّمهم هو يحشرهم مبعوثين كما بدأهم أول خلق: {إنّه حكيم عليم}.
أي تدبيره يجري بحكمة وعلم، وقيل: ولقد علمنا المستقدمين منكم في طاعة الله والمستأخرين فيها، وقيل إنه كانت امرأة حسناء تصلي خلف رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - فيمن يصلّي من النساء، وكان بعض من يصلي يتأخر في آخر الصفوف، فإذا سجد اطلع إليها من تحت إبطه، والذين لا يقصدون هذا المقصد إنّما يطلبون التقدم في الصفوف لما فيه من الفضل). [معاني القرآن: 3/178]


رد مع اقتباس