الموضوع: سورة التوبة
عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 24 محرم 1434هـ/7-12-2012م, 01:19 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي

قال تعالى: {لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (44)}

قال الوليد بن محمد الموقّري الأموي (ت:182هـ): قال محمد بن مسلم بن عبد الله بن شِهَاب الزهري (ت: 124هـ): (وقال تعالى: {لا يستئذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر}.... إلى قوله: {يترددون}.
نسخها قوله تعالى: {فإذا استئذنوك لبعض شأنهم}.... إلى قوله: {غفورٌ رحيمٌ}. *) . [الناسخ والمنسوخ لقتادة: 1/43]

قالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحَّاسُ (ت: 338 هـ): (باب ذكر الآية السّادسة من هذه السّورةقال أبو جعفرٍ حدّثنا عليل بن أحمد، قال: حدّثنا محمّد بن هشامٍ، قال: حدّثنا عاصم بن سليمان، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ،: {عفا اللّه عنك لم أذنت لهم حتّى يتبيّن لك الّذين صدقوا وتعلم الكاذبين لا يستأذنك الّذين يؤمنون باللّه واليوم الأخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم واللّه عليمٌ بالمتّقين إنّما يستأذنك الّذين لا يؤمنون باللّه واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يتردّدون}: " نسخ هذه الآيات الثّلاث {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم} [النور: 62]
«قال الحسن، وعكرمة» {لا يستأذنك الّذين يؤمنون باللّه واليوم الآخر} [التوبة: 44] نسخت الآية الّتي في سورة النّور {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم} [النور: 62] "
قال أبو جعفرٍ وحدّثني جعفر بن مجاشعٍ، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدّثنا عبيد اللّه، قال: حدّثنا يزيد، عن سعيدٍ، عن قتادة: {لا يستأذنك الّذين يؤمنون باللّه واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم} [التوبة: 44] " ثمّ نزل في النّور {فأذن لمن شئت منهم} [النور: 62] " ومن العلماء من يقول: هذه الآيات كلّها محكماتٌ قال
كما حدّثنا بكر بن سهلٍ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، قال: وقوله {إنّما يستأذنك الّذين لا يؤمنون باللّه واليوم الآخر} [التوبة: 45] " فهذا تعييرٌ للمنافقين حين استأذنوا في القعود عن الجهاد بغير عذرٍ وعذر اللّه تعالى المؤمنين فقال: {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم} [النور: 62] "
قال أبو جعفرٍ: وهذا من أحسن ما قيل في الآيات لأنّ قوله تعالى: {إنّما يستأذنك الّذين لا يؤمنون باللّه واليوم الآخر} [التوبة: 45] صفات المنافقين لأنّهم لا يؤمنون بوحدانيّة اللّه ولا بعقابه أهل معصيته ولا بثوابه أهل طاعته ثمّ قال تعالى: {وارتابت قلوبهم} [التوبة: 45] أي شكّكوا لأنّهم على غير بصيرةٍ من دينهم فهم في ريبهم
يتردّدون متحيّرين لا يعملون على حقيقةٍ
وقد أدخلت الآية السّابعة في النّاسخ والمنسوخ) [الناسخ والمنسوخ للنحاس: 2/396-469]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : (قوله تعالى: {عفا الله عنك لم أذنت لهم} الآيات الثلاث:
قال ابن عباس: نسخ هذه الآيات الثلاث قوله تعالى: {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم} [النور: 62].
وقال الحسن وعكرمة: إنّ قوله: {لا يستأذنك الّذين يؤمنون بالله واليوم الآخر} [التوبة: 44]. نسخه قوله: {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم} [النور: 62].
وعن ابن عباس أنه قال: الثّلاث الآيات محكمات، وإنما هو تعييرٌ وتوبيخ للمنافقين حين استأذنوا النبي عليه السلام في القعود عن الجهاد بغير عذر، وعذر الله المؤمنين فقال: {فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم}.
قال أبو محمد: وهذا قولٌ حسنٌ، فلا ينسخ جواز الاستئذان للمؤمنين منع الاستئذان للمنافقين، لأن استئذان المنافقين لغير عذر كان،
واستئذان المؤمنين لعذر، فهما استئذانان مختلفان، لا ينسخ أحدهما الآخر، وهو الصّواب إن شاء الله.
وأيضًا، فإن استئذان المنافقين، إنما كان في أن يتخلفوا عن الخروج مع رسول الله إلى الجهاد، واستئذان المؤمنين إنما هو في أمر يعرض لهم في حال قتالهم والمكافحة للمشركين، وقد روي أن المؤمنين إنّما استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم لبعض حوائج يقضونها ويرجعون، وهم يحفرون الخندق حول المدينة). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه:307 - 322]
قالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنِ الْجَوْزِيِّ (ت:597هـ): (ذكر الآية السّابعة: قوله تعالى: {لا يستأذنك الّذين يؤمنون بالله}.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: بنا عمر بن عبيد اللّه، قال: بنا ابن بشران، قال: بنا إسحاق بن أحمد، قال بنا عبد اللّه بن أحمد، قال: حدثني أبي، قال: بنا حجّاجٌ عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما {لا يستأذنك الّذين يؤمنون بالله واليوم الآخر} نسختها {إنّما المؤمنون الّذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمرٍ جامعٍ لم يذهبوا حتّى يستأذنوه}.
أخبرنا ابن ناصرٍ، قال: أبنا ابن أيّوب، قال: أبنا ابن شاذان، قال: أبنا أبو بكرٍ النّجّاد، قال: أبنا أبو داود السجستاني، قال: بنا محمد بن أحمد = قال=: بنا عليّ بن الحسين عن أبيه عن يزيد النحوي، عن عكرمة عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما {لا يستأذنك الّذين يؤمنون بالله} نسختها: {إنّما المؤمنون الّذين آمنوا بالله ورسوله}.
قلت: فالصّحيح أنّه ليس للنّسخ ها هنا مدخلٌ، لإمكان العمل بالآيتين وذلك أنّه إنّما عاب على المنافقين أن يستأذنوه في القعود على الجهاد من غير عذرٍ، وأجاز للمؤمنين الاستئذان لما يعرض لهم من حاجةٍ وكان المنافقون إذا كانوا معه، فعرضت لهم حاجةٌ، ذهبوا من غير استئذانه. وإلى نحو هذا، ذهب أبو جعفر بن جريرٍ وأبو سليمان الدمشقي).[نواسخ القرآن: 357-370]

روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس