عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2 محرم 1433هـ/27-11-2011م, 10:23 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

تفسير قوله تعالى: {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8) }

تفسير قوله تعالى: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَأُولَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (10) }
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وتقول ما أجود هذا الوقود للحطب قال الله عز وجل: {وأولئك هم وقود النار} وقال أيضا: {النار ذات الوقود} وقرئ (الوُقُود) فالوقود بالضم الاتقاد وتقول وقدت النار تقد وقودا ووقدانا ووقدا وقدة وقال: {فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة} والوقود: الحطب). [إصلاح المنطق: 332]

تفسير قوله تعالى: {كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11) }
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (وقال شعبة بن قمير:
...

يخادعنا ويوعدنا رويدا = كدأب الذئب يأدو للغزال
...
قوله كدأب الذئب يأدو: أي كفعل الذئب). [النوادر في اللغة: 414]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "ودؤوب"، يقول: وإلحاح عليه، تقول: دأبت على الشيء، قال الشاعر:

دأبت إلى أن ينبت الظل بعدما = تقاصر حتى كاد في الآل يمصح
وقوله عز وجل: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ} يقول: كعادتهم وسنتهم، ومثله الدين والديدن، وقد مر هذا). [الكامل: 1/483]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (12) }

تفسير قوله تعالى: {قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (ومما جاء في الشعر فيه الاسم وفرّق النعت وصار مجروراً قوله وهو رجل من باهلة:

بكيت وما بكا رجلٍ حليمٍ = على ربعين مسلوبٍ وبالٍ
كذا سمعنا العرب تنشده والقوافي مجرورةٌ.
ومنه أيضاً مررت بثلاثة نفرٍ رجلين مسلمين ورجلٍ كافرٍ جمعت الاسم وفصّلت العدّة ثم نعتّه وفسّرته. وإن شئت أجريته مجرى الأوّل في الابتداء فترفعه وفى البدل فتجرّه. قال الراجز وهو العجاج:

خوّى على مستوياتٍ خمس = كركرةٍ وثفناتٍ ملس
وهذا يكون على وجهين على البدل وعلى الصفة. ومثال ما يجئ في هذا الباب على الابتداء وعلى الصف والبدل قوله عزّ وجلّ: {قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة}. ومن الناس من يجرّ والجرّ على وجهين على الصفة وعلى البدل). [الكتاب: 1/431-432]
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (العين أنثى تحقيرها: عُيينة، وتجمعها: ثلاث أعين). [المذكور والمؤنث: 64]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وتقول: مررت برجلين: مسلم وكافر، ومسلم وكافر، كلاهما جيد بالغ.

وكذلك مررت برجلين: رجل مسلم، ورجل كافر، وإن شئت قلت: رجل مسلم ورجل كافر.
أما الخفض فعلى النعت، ورددت الاسم توكيداً.
وأما الرفع فعلى التبعيض، وتقديره: أحدهما مسلم، والآخر كافر. والآية تقرأ على وجهين، وهو قول الله عز وجل: {قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة} بالرفع والخفض). [المقتضب: 4/290]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ومثْل حرف من الأضداد، يقال: (مثل) للمشبه
للشيء والمعادل له، ويقال: (مثل) للضعف، فيكون واقعا على المثلين؛ زعم الفراء أنه يقال: رأيتكم مثلكم، يراد به رأيتكم ضعفكم، ورأيتكم مثليكم، يراد به رأيتكم ضعفيكم؛ من هذا قول الله عز وجل: {يرونهم مثليهم رأي العين}، معناه يرى المسلمون المشركين ضعفيهم، أي ثلاثة أمثالهم؛ لأن المسلمين كانوا يوم بدر ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا، وكان المشركون تسعمائة وخمسين رجلا، فكان المسلمون يرون المشركين على عددهم ثلاثة أمثالهم.
فإن قال قائل: كيف كان هذا في هذه الآية تكثيرا وفي سورة الأنفال تقليلا حين يقول جل وعز: {وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم}.
قيل له: هذه آية للمسلمين أخبرهم بها، وتلك آية للمشركين؛ مع أنك قائل في الكلام: إني لأرى كثيركم قليلا، أي قد هون علي، فأنا أرى الثلاثة اثنين.
قال أبو بكر: هذا قول الفراء؛ وقد طعن عليه فيه
بعض البصريين، فقال: محال أن يكون المسلمون رأوا المشركين يوم بدر على كمال عددهم تسعمائة وخمسين، لأنه لو كان الأمر كذا بطلت الآية؛ ولم يكن في هذا أعجوبة ينبه الله عليها خلقه، وإنما معنى الآية: يرى المسلمون المشركين مثليهم ستمائة ونيفا وعشرين، لتصح الأعجوبة، بأن يروهم أقل من عددهم.
قال أبو بكر: لا حجة على الفراء في هذا؛ لأن الأعجوبة لم تكن في العدد، وإنما كانت في الجزع الذي أوقعه الله جل وعز في قلوب المشركين، على كثرة عددهم، وقلة عدد المسلمين، وللشجاعة التي أوقعها الله في قلوب المسلمين فهان المشركون عليهم وهو يتبينون كثرة عددهم، وصار احتقار المسلمين إياهم على كمال العدد أعجب من احتقارهم إياهم على نقصان العدد. وقد أجاز الفراء القول الآخر، واختار الأول، وقال: الدليل على أن المثل يقع على المثلين، أن الرجل يقول وعنده عبد: أحتاج إلى مثلي عبدي، فمعناه أحتاج إلى ثلاثة؛ لأنه غير مستغن عن عبده، ويقول: أحتاج إلى مثل هذا الألف، يريد: أحتاج إلى ألفين.
ومن قرأ: (ترونهم مثليهم) جعل الفعل لليهود، أي
يا معاشر اليهود، ترون المشركين مثلي المسلمين.
وقال أبو عمرو بن العلاء: من قرأ: (ترونهم) بالتاء لزمه، أن يقول: (مثليكم)، فرد هذا القول على أبي عمرو، وقيل: المخاطبون اليهود، والهاء والميم المتصلتان بـ«مثل» للمسلمين.
وقال الفراء: يجوز أن يكون {يرونهم} بالياء لليهود، وإن كان قد تقدم خطابهم في قوله عز وجل: {قد كان لكم آية}، لأن العرب ترجع من الخطاب إلى الغيبة، ومن الغيبة إلى الخطاب، كقوله عز وجل: {حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم}، أراد (بكم). وقال عز وجل في موضع آخر: {وسقاهم ربهم شرابا طهورا * إن هذا كان لكم جزاء}، معناه كان لهم جزاء، فرجع من الغيبة إلى الخطاب، وقال الأعشى:

عنده البر والتقى وأسى الصد = ع وحمل لمضلع الأثقال
ووفاء إذا أجرت فما غر = ت حبال وصلتها بحبال
أريحي صلت يطل له القو = م ركودا قيامهم للهلال
...
وقال أبو عبيد: معنى قوله تبارك وتعالى: {يرونهم مثليهم} يرى المشركون المسلمين مثليهم. ويروى عن ابن عباس {يرونهم مثليهم}، أي يُرِي الله المشركين المسلمين مثليهم. ويروى عن أبي عبد الرحمن (ترونهم مثليهم) على مثل معنى قراءة ابن عباس. والدليل على أن الضعف يكون بمعنى المثلين قول الشاعر – يعني عبد الله بن عامر:

وأضعف عبد الله إذ غاب حظه = على حظ لهفان من الحرص فاغر
أراد أعطاه مثلي جائزة اللهفان). [كتاب الأضداد: 131-136]

تفسير قوله تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ (14) }
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (و«الذهب» أنثى؛ يقال: هي الذهب الحمراء، وربما ذكّر). [المذكور والمؤنث: 74]
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (اه سما برجال تغلب من بعيد = يقودون المسومة العرابا
المسومة المعلمة). [نقائض جرير والفرزدق: 475]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث عمرو بن العاص أن ابن الصعبة ترك مائة بهار في كل بهار ثلاثة قناطير ذهب وفضة.
...
والقناطير: واحدها
قنطار وقد اختلف الناس في القنطار، فيروى عن معاذ أنه قال: ألف ومائتا أوقية، وعن غيره أنه قال: سبعون ألف دينار، وبعضهم يقول: ملء مسك ثور ذهبا). [غريب الحديث: 5/185-186]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قال أبو العباس: قوله: "سيما الخسف"، قال: هكذا حدثوناه، وأظنه"سيم الخسف" يا هذا، من قول الله عز وجل: {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} ومعنى قوله: سيما الخسف تأويله علامة، هذا أصل ذا، قال الله عز وجل: {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ}، وقال عز وجل: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ}

وقال أبو عبيدة في قوله عز وجل: {مُسَوِّمِينَ} " قال: معلمين واشتقاقه من السيما التي ذكرنا. ومن قال: {مُسَوَّمِينَ}، فإنما أراد مرسلين: من الإبل السائمة: أي المرسلة في مراعيها، وإنما أخذ هذا من التفسير. قال المفسرون في قوله تعالى: " {وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ}، القولين جميعًا، مع العلامة والإرسال، وأما في قوله عز وجل: {حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ، مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ} فلم يقولوا فيه إلا قولاً واحدًا، قالوا: "معلمة"، وكان عليها أمثال الخواتيم، ومن قال: "سيما" قصر. ويقال في هذا المعنى: سيمياء، ممدود، قال الشاعر:
غلام رماه الله بالحسن يافعًا... له سيمياء لا تشق على البصر). [الكامل: 1/31-33] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (
ثمت قمنا إلى جرد مسومة = أعرافهن لأيدينا مناديل
...
وقوله: "مسومة" تكون على ضربين: أحدهما أن تكون معلمة، والثني أن تكون قد أسميت في المرعى، وهي ههنا معلمة، وقد مضى هذا التفسير). [الكامل: 2/676]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
ثمت قمنا إلى جرد مسومة = أعرافهن لأيدينا مناديل
الجرد: الخيل القصار الشعرة وذلك مدح لها، والمسومة: المعلمة وقوله لأيدينا مناديل كما قال امرؤ القيس:
نمش بأعراف الجياد أكفنا = إذا نحن قمنا عن شواء مضهب
ويقال: امشش إناءك، أي امسحه فألق فيه ترابًا، والمضهب والمعرص والملهوج سواء، وأنشد:

ومعرص تغلي المراجل تحته = عجلت طبخته لرهط جوع
غيره: المسومة والسومة العلامة). [شرح المفضليات: 285]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (والنعم: الإبل خاصة، فإن اختلط بها غنمٌ جاز أن يقال: نعم، ولا يجوز أن يقال للغنم: وحدها: نعم، وجمع نعم: أنعام). [الأمالي: 2/133] (م)

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) }

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) }

تفسير قوله تعالى: {الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17) }

تفسير قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكتب رجلٌ من الكتّاب إلى نصراني قد أسلم يهنئه: الحمد للّه الذي أرشد أمرك، وخصّ بالتوفيق عزمك، وأوضح فضيلة عقلك ورجاحة رأيك؛ فما كانت الآداب التي حويتها والمعرفة التي أويتها؛ لتدوم بك على غوايةٍ وديانةٍ شائنةٍ لا تليق بلبك ولا يبرح ذوو الحجا من موجبي حقّك ينكرون إبطاءك وتركك البدار إلى الدّين القيّم الذي لا يقبل اللّه غيره ولا يثيب إلا به، فقال: {ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه}، وقال: {إنّ الدّين عند اللّه الإسلام}. والحمد للّه الذي جعلك في سابق علمه ممن هداه لدينه، وجعله من أهل ولايته، وشرّفه بولاء خليفته. وهنأك اللّه نعمته، وأعانك على شكره؛ فقد أصبحت لنا أخًا ندين بمودّته وموالاته بعد التأثّم من خلطتك ومخالفة الحقّ بمشايعتك؛ فإنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: {لا تجد قومًا يؤمنون باللّه واليوم الآخر يوادّون من حادّ اللّه ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم} ). [عيون الأخبار: 7/70] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (20) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (21) }
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (
على إبلي ولو ألاقيه وسطها = لأحذيته فيها شباة سنان
...
والشباة: الحد يريد جعلت مكان الهبة له أن طعنته كما قال تعالى: {فبشرهم بعذاب أليم}. والعذاب ليس ببشرى، ولكنه جعل يقوم مقامها. ومن كلام العرب السائر: «عتابه السيف» أي الذي يقوم له مقام العتاب السيف، كما قال عمرو بن معدي كرب:

وخيل قد دلفت لها بخيل = تحية بينهم ضرب وجيع
وهو فاش في كلام العرب فإذا ورد عليك منه شيء فهذا مجازه). [النوادر في اللغة: 428]

تفسير قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (22) }

تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) }

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) }

تفسير قوله تعالى: {فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (25) }

تفسير قوله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) }

تفسير قوله تعالى: {تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27) }
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
ولجن ولوج الباقر العين بادرت = سموم الضحى أعياص دهم ظلائل
(ولجن) دخلن). [شرح أشعار الهذليين: 3/1022]


رد مع اقتباس