عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 23 جمادى الأولى 1434هـ/3-04-2013م, 10:31 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (45) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أفأمن الّذين مكروا السّيّئات أن يخسف اللّه بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون}.
يقول تعالى ذكره: أفأمن الّذين ظلموا المؤمنين من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فراموا أن يفتنوهم عن دينهم من مشركي قريشٍ الّذين قال: إذ قيل لهم ماذا أنزل ربّكم: قال: أساطير الأوّلين، صدًّا منهم لمن أراد الإيمان باللّه عن قصد السّبيل، أن يخسف اللّه بهم الأرض على كفرهم وشركهم، أو يأتيهم عذاب اللّه من مكانٍ لا يشعر به ولا يدري من أين يأتيه؟ وكان مجاهدٌ يقول: عنى بذلك نمرود بن كنعان
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {أفأمن الّذين مكروا السّيّئات أن يخسف اللّه بهم الأرض} إلى قوله: {أو يأخذهم على تخوّفٍ} قال: " هو نمرود بن كنعان وقومه ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
وإنّما اخترنا القول الّذي قلناه في تأويل ذلك، لأنّ ذلك تهديدٌ من اللّه أهل الشّرك به، وهو عقيب قوله: {وما أرسلنا من قبلك إلاّ رجالاً نوحي إليهم، فاسألوا أهل الذّكر إن كنتم لا تعلمون} فكان تهديد من لم يقرّ بحجّة اللّه الّذي جرى الكلام بخطابه قبل ذلك أحرى من الخبر عمّن انقطع ذكره عنه.
وكان قتادة يقول في معنى السّيّئات في هذا الموضع، ما؛
- حدّثنا به بشر بن معاذٍ قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: " {أفأمن الّذين مكروا السّيّئات} أي الشّرك "). [جامع البيان: 14/232-233]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {أفأمن الذين مكروا السيئات} قال: نمرود بن كنعان وقومه). [الدر المنثور: 9/53-54]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {أفأمن الذين مكروا السيئات} أي الشرك). [الدر المنثور: 9/54]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {أفأمن الذين مكروا السيئات} قال: تكذيبهم الرسل وأعمالهم بالمعاصي). [الدر المنثور: 9/54]

تفسير قوله تعالى: (أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ (46) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى أو يأخذهم في تقلبهم قال في أسفارهم). [تفسير عبد الرزاق: 1/356]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {في تقلّبهم} [النحل: 46] : «اختلافهم»). [صحيح البخاري: 6/82]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاسٍ في تقلّبهم في اختلافهم وصله الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عنه مثله ومن طريق سعيدٍ عن قتادة في تقلّبهم يقول في أسفارهم). [فتح الباري: 8/384]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله
وقال ابن عبّاس {في تقلبهم} اختلافهم قال أبو جعفر الطّبريّ ثنا المثنى ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله النّحل {أو يأخذهم في تقلبهم} قال على اختلافهم). [تغليق التعليق: 4/235]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وقال ابن عبّاس في تقلبهم: اختلافهم) .
أي: قال ابن عبّاس في تفسير قوله تعالى: {أو يأخذهم في تقلبهم} في اختلافهم {فما هم بمعجزين} بسابقي الله تعالى، وروى ذلك الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة، عنه ورواه محمّد بن جرير عن المثنى، وعلي بن داود حدثنا أبو صالح حدثني معاوية عن عليّ بن أبي طلحة عنه. وقال الثّعلبيّ: معناه يأخذهم العذاب في تصرفهم في الأسفار باللّيل والنّهار). [عمدة القاري: 19/15]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس): فيما وصله الطبري ({في تقلبهم}) أي (اختلافهم) وقال غيره في أسفارهم وقال ابن جريج في إقبالهم وإدبارهم). [إرشاد الساري: 7/196]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أو يأخذهم في تقلّبهم فما هم بمعجزين (46) أو يأخذهم على تخوّفٍ فإنّ ربّكم لرءوفٌ رّحيمٌ}.
يعني تعالى ذكره بقوله: {أو يأخذهم في تقلّبهم} أو يهلكهم في تصرّفهم في البلاد وتردّدهم في أسفارهم {فما هم بمعجزين} يقول جلّ ثناؤه: فإنّهم لا يعجزون اللّه من ذلك إن أراد أخذهم كذلك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، وعليّ بن داود، قالا: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " {أو يأخذهم في تقلّبهم} يقول: في اختلافهم "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أو يأخذهم في تقلّبهم فما هم بمعجزين} قال: " إن شئت أخذته في سفرٍ "
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: " {أو يأخذهم في تقلّبهم} في أسفارهم ".
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، مثله.
وقال ابن جريجٍ في ذلك ما؛
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {أو يأخذهم في تقلّبهم} قال: " التّقلّب: أن يأخذهم باللّيل والنّهار "). [جامع البيان: 14/233-234]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {أو يأخذهم في تقلبهم} قال: في اختلافهم). [الدر المنثور: 9/54]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {أو يأخذهم في تقلبهم} قال: إن شئت أخذته في سفره، وفي قوله: {أو يأخذهم على تخوف} يقول: إن شئت أخذته على أثر موت صاحبه، وتخوف بذلك). [الدر المنثور: 9/54]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {أو يأخذهم في تقلبهم} قال: في أسفارهم). [الدر المنثور: 9/54]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {أو يأخذهم في تقلبهم} يعني على أي حال كانوا بالليل والنهار {أو يأخذهم على تخوف} يعني أن يأخذ بعضا بالعذاب ويترك بعضا وذلك أنه كان يعذب القرية فيهلكها ويترك الأخرى). [الدر المنثور: 9/54-55]

تفسير قوله تعالى: (أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (47) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وسمعته يقول في قول الله: {أو يأخذهم على تخوفٍ}، فقال: وسمعته أنه على عجلٍ). [الجامع في علوم القرآن: 2/154]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الكلبي في قوله على تخوف قال على تنقص يقول يصابون في أطراف قراهم بالشيء حتى يأتي ذلك عليهم). [تفسير عبد الرزاق: 1/356]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن جويبرٍ عن الضّحّاك في قوله: {أو يأخذهم على خوف} قال: يأخذ هذه القرية ويدع هذه يخيفهم بذلك [الآية: 47]). [تفسير الثوري: 165]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({على تخوّفٍ} [النحل: 47] : «تنقّصٍ»). [صحيح البخاري: 6/82]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله تخوّف تنقص وصله الطّبريّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله أو يأخذهم على تخوف قال على تنقّصٍ وروي بإسنادٍ فيه مجهولٌ عن عمر أنّه سأل عن ذلك فلم يجب فقال عمر ما أرى إلّا أنّه على ما ينتقصون من معاصي اللّه قال فخرج رجلٌ فلقي أعرابيًّا فقال ما فعل فلانٌ قال تخوّفته أي تنقّصته فرجع فأخبر عمر فأعجبه وفي شعر أبي كثير الهذليّ ما يشهد له وروى بن أبي حاتم من طريق الضّحّاك عن بن عبّاس على تخوف قال على تنقّصٍ من أعمالهم وقيل التّخوّف تفعّلٌ من الخوف). [فتح الباري: 8/385-386]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (على تخوّفٍ تنقّصٍ
أشار به إلى قوله تعالى: {على تخوف} (النّحل: 47) وفسره بقوله: (تنقص) وكذا روي عن مجاهد، رواه الطّبريّ من طريق ابن أبي نجيح عنه، وروى ابن أبي حاتم من طريق الضّحّاك عن ابن عبّاس: على تخوف، قال: على تنقص من أعمالكم، وقيل: هو تفعل من الخوف). [عمدة القاري: 19/16]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({على تخوف}) أي (تنقص) شيئًا بعد شيء في أنفسهم وأموالهم حتى يهلكوا من تخوّفته إذا تنقصته.
وروي بإسناد فيه مجهول عن عمر أنه قال على المنبر: ما تقولون فيها؟ فسكتوا. فقام شيخ من هذيل فقال: هذه لغتنا التخوّف التنقص. فقال: هل تعرف العرب ذلك في أشعارها؟ قال: نعم. قال شاعرنا أبو كبير يصف ناقته:
تخوّف الرحل منها تامكًا قردًّا = كما تخوّف عود النبعة السفن
فقال عمر: أيها الناس عليكم بديوانكم لا تضلوا قالوا وما ديواننا؟ قال: شعر الجاهلية فإن فيه تفسير كتابكم). [إرشاد الساري: 7/196]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (تنقص) تفسير لتخوّف، أي: تنقص شيئاً بعد شيء في أنفسهم، وأموالهم حتى يهلكوا من تخوفته إذا تنقصته اهـ قسطلاني). [حاشية السندي على البخاري: 3/56]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وأمّا قوله: {أو يأخذهم على تخوّفٍ} فإنّه يعني: أو يهلكهم بتخوّفٍ، وذلك بنقصٍ من أطرافهم ونواحيهم الشّيء بعد الشّيء حتّى يهلك جميعهم، يقال منه: تخوّف مال فلانٍ الإنفاق: إذا انتقصه، ونحو تخوّفه من التّخوّف بمعنى التّنقّص، قول الشّاعر:
تخوّف السّير منها تامكًا قردًا = كما تخوّف عود النّبعة السّفن
يعني بقوله: تخوّف السّير: تنقص سنامها وقد ذكرنا عن الهيثم بن عديٍّ أنّه كان يقول: هي لغةٌ لأزد شنوءة معروفةٌ لهم.
ومنه قول الآخر:
تخوّف غدوهم مالي وأهدى = سلاسل في الحلوق لها صليل
وكان الفرّاء يقول: العرب تقول: تحوّفته: أي تنقّصته، تحوّفًا
أي أخذته من حافاته وأطرافه، قال: فهذا الّذي سمعته. وقد أتى التّفسير بالخاء وهو بمعنى، قال: ومثله ما قرئ بوجهين قوله: {إنّ لك في النّهار سبحًا}، و" سبخًا ".
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن المسعوديّ، عن إبراهيم بن عامر بن مسعودٍ، عن رجلٍ، عن عمر، أنّه سألهم عن هذه الآية: {أو يأخذهم في تقلّبهم فما هم بمعجزين. أو يأخذهم على تخوّفٍ} فقالوا: ما نرى إلاّ أنّه عند تنقّص ما يردّده من الآيات، فقال عمر: " ما أرى إلاّ أنّه على ما تنتقصون من معاصي اللّه " قال: فخرج رجلٌ ممّن كان عند عمر، فلقي أعرابيًّا، فقال: يا فلان، ما فعل ربّك؟ قال: قد تخيّفته، يعني تنقّصته، قال: فرجع إلى عمر فأخبره، فقال: قدّر اللّه ذلك "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {أو يأخذهم على تخوّفٍ} يقول: " إن شئت أخذته على أثر موت صاحبه ونخوّفٌ بذلك "
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ: {على تخوّفٍ} قال: " التّنقّص، والتّقريع "
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: " {أو يأخذهم على تخوّفٍ} على تنقّصٍ "
- حدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، وحدّثني المثنّى قال: أخبرنا إسحاق قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {على تخوّفٍ} قال: " تنقّصٍ ".
- حدّثني المثنّى قال: حدّثنا أبو حذيفة قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: " {أو يأخذهم على تخوّفٍ} فيعاقب أو يتجاوز "
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أو يأخذهم على تخوّفٍ} قال: " كان يقال: التّخوّف: التّنقّص، ينتقصهم من البلدان من الأطراف "
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {أو يأخذهم على تخوّفٍ} يعني: " يأخذ العذاب طائفةٌ ويترك أخرى، ويعذّب القرية ويهلكها، ويترك أخرى إلى جنبها "
وقوله: {فإنّ ربّكم لرءوفٌ رحيمٌ} يقول: فإنّ ربّكم إن لم يأخذ هؤلاء الّذين مكروا السّيّئات بعذابٍ معجّلٍ لهم، وأخذهم بموتٍ وتنقّص بعضهم في أثر بعضٍ، لرءوفٌ بخلقه، رحيمٌ بهم، ومن رأفته ورحمته بهم لم يخسف بهم الأرض، ولم يعجّل لهم العذاب، ولكن يخوّفهم وينقصهم بموتٍ). [جامع البيان: 14/235-238]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أو يأخذهم على تخوف قال يأخذهم بنقص النعم نقص من عاهدهم من هذا وهو نمروذ بن كنعان وقومه). [تفسير مجاهد: 347]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {أو يأخذهم في تقلبهم} يعني على أي حال كانوا بالليل والنهار {أو يأخذهم على تخوف} يعني أن يأخذ بعضا بالعذاب ويترك بعضا وذلك أنه كان يعذب القرية فيهلكها ويترك الأخرى). [الدر المنثور: 9/54-55] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {أو يأخذهم على تخوف} قال: ينقص من أعمالهم). [الدر المنثور: 9/55]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير من طريق عطاء الخراساني عن ابن عباس في قوله: {أو يأخذهم على تخوف} قالوا: ما نرى إلا أنه عند تنقص ما نردده من الآيات فقال عمر: ما أرى إلا أنه على ما تنتقصون من معاصي الله، فخرج رجل ممن كان عند عمر فلقي أعرابيا فقال: يا فلان ما فعل ربك، فقال: قد تخيفته، يعني تنقصه، فرجع إلى عمر فأخبره فقال: قدر الله ذلك). [الدر المنثور: 9/55]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في قوله: {أو يأخذهم على تخوف} قال: يأخذهم بنقص بعضهم بعضا). [الدر المنثور: 9/55]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {أو يأخذهم على تخوف} قال: كان يقال: التخوف هو التنقص، تنقصهم من البلد والأطراف). [الدر المنثور: 9/56]

تفسير قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى يتفيأ ظلاله قال ظل كل شيء فيئه قال وظل كل شيء سجوده عن اليمين والشمائل فاليمين أول النهار والشمائل آخر النهار). [تفسير عبد الرزاق: 1/356]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى داخرون قال صاغرون). [تفسير عبد الرزاق: 1/356]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (قال ابن عبّاسٍ: (تتفيّأ ظلاله) : «تتهيّأ»). [صحيح البخاري: 6/82]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله قال ابن عبّاسٍ تتفيّأ ظلاله تتهيّأ كذا فيه والصّواب تتميّل وقد تقدّم بيانه في كتاب الصّلاة). [فتح الباري: 8/385]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس {يتفيأ ظلاله} {سبل ربك ذللا} لا يتوعر عليها مكان سلكته
قال أبو جعفر الطّبريّ ثنا محمّد بن عمرو ثنا أبو عاصم ثنا عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 48 النّحل {يتفيأ ظلاله} قال تتميل {فاسلكي سبل ربك ذللا} 69 النّحل قال لا يتوعر عليها مكان سلكته وتقدم تفسير يتفيؤ في كتاب الصّلاة). [تغليق التعليق: 4/235]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (قال ابن عباس) رضي الله تعالى عنهما في قوله تعالى: ({يتفيّأ ظلاله}) [النحل: 48] أي (تتهيأ) كذا نقل والصواب تتميل). [إرشاد الساري: 7/195]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا عليّ بن عاصمٍ، عن يحيى البكّاء قال: حدّثني عبد الله بن عمر، قال: سمعت عمر بن الخطّاب، يقول: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: أربعٌ قبل الظّهر بعد الزّوال تحسب بمثلهنّ في صلاة السّحر، قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: وليس من شيءٍ إلاّ وهو يسبّح اللّه تلك السّاعة، ثمّ قرأ {يتفيّأ ظلاله عن اليمين والشّمائل سجّدًا للّه} الآية كلّها.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلاّ من حديث عليّ بن عاصمٍ). [سنن الترمذي: 5/150]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أولم يروا إلى ما خلق اللّه من شيءٍ يتفيّؤ ظلاله عن اليمين والشّمائل سجّدًا للّه وهم داخرون}.
اختلفت القرّاء في قراءة: {أولم يروا} بالياء على الخبر عن الّذين مكروا السّيّئات وقرأ ذلك بعض قرّاء الكوفيّين ( أولم تروا ) بالتّاء على الخطاب.
وأولى القراءتين عندي بالصّواب قراءة من قرأ بالياء على وجه الخير عن الّذين مكروا السّيّئات، لأنّ ذلك في سياق قصصهم والخبر عنهم، ثمّ عقّب ذلك الخبر عن ذهابهم عن حجّة اللّه عليهم وتركهم النّظر في أدلّته والاعتبار بها.
فتأويل الكلام إذن: أولم ير هؤلاء الّذين مكروا السّيّئات إلى ما خلق اللّه من جسمٍ قائمٍ، شجرٍ، أو جبلٍ، أو غير ذلك {يتفيّؤ ظلاله عن اليمين والشّمائل} يقول: يرجع من موضعٍ إلى موضعٍ، فهو في أوّل النّهار على حالٍ، ثمّ يتقلّص، ثمّ يعود إلى حالٍ أخرى في آخر النّهار.
وكان جماعةٌ من أهل التّأويل يقولون في اليمين والشّمائل ما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أولم يروا إلى ما خلق اللّه من شيءٍ يتفيّؤ ظلاله عن اليمين والشّمائل سجّدًا للّه} " أمّا اليمين فأوّل النّهار، وأمّا الشّمال فآخر النّهار ".
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، بنحوه
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ: {يتفيّؤ ظلاله عن اليمين والشّمائل،} قال: " الغدوّ والآصال، إذا فاءت الظّلال، ظلال كلّ شيءٍ، بالغدوّ سجدت للّه، وإذا فاءت بالعشيّ سجدت للّه "
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {يتفيّؤ ظلاله عن اليمين والشّمائل} يعني: " بالغدوّ والآصال، " تسجد الظّلال للّه غدوةً إلى أن يفئ الظّلّ، ثمّ تسجد للّه إلى اللّيل، يعني ظلّ كلّ شيءٍ ".
وكان ابن عبّاسٍ يقوله في قوله {يتفيّؤ ظلاله} ما؛
- حدّثنا المثنّى، قال: أخبرنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: " {يتفيّؤ ظلاله} يقول: تتميّل ".
واختلف في معنى قوله: {سجّدًا للّه} فقال بعضهم: ظلّ كلّ شيءٍ سجوده
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {يتفيّؤ ظلاله} قال: " ظلّ كلّ شيءٍ سجوده "
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا إسحاق الرّازيّ، عن أبي سنانٍ، عن ثابتٍ، عن الضّحّاك: {يتفيّؤ ظلاله} قال: " سجد ظلّ المؤمن طوعًا، وظلّ الكافر كرهًا ".
وقال آخرون: بل عنى بقوله {يتفيّؤ ظلاله} كلًّا عن اليمين والشّمائل في حال سجودها، قالوا: وسجود الأشياء غير ظلالها
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا ابن حميدٍ، وحدّثني نصر بن عبد الرّحمن الأوديّ، قالا: حدّثنا حكّامٌ، عن أبي سنانٍ، عن ثابتٍ، عن الضّحّاك، في قول اللّه: {أولم يروا إلى ما خلق اللّه من شيءٍ يتفيّأ ظلاله} قال: " إذا فاء الفيء توجّه كلّ شيءٍ ساجدًا قبل القبلة من نبتٍ أو شجرٍ، قال: فكانوا يستحبّون الصّلاة عند ذلك "
- حدّثني المثنّى، قال: أخبرنا الحمّانيّ، قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ، قال: حدّثنا شريكٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {يتفيّؤ ظلاله} قال: " إذا زالت الشّمس سجد كلّ شيءٍ للّه.
وقال آخرون: بل الّذي وصف اللّه بالسّجود في هذه الآية ظلال الأشياء، فإنّما يسجد ظلالها دون الّتي لها الظّلال
ذكر من قال ذلك
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {أولم يروا إلى ما خلق اللّه من شيءٍ يتفيّؤ ظلاله} قال: " هو سجود الظّلال، ظلال كلّ شيءٍ ما في السّماوات وما في الأرض من دابّةٍ، قال: سجود ظلال الدّوابّ، وظلال كلّ شيءٍ "
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أولم يروا إلى ما خلق اللّه من شيءٍ يتفيّأ ظلاله} " ما خلق من كلّ شيءٍ عن يمينه وشمائله، فلفظ " ما " لفظٌ عن اليمين والشّمائل، قال: ألم تر أنّك إذا صلّيت الفجر كان ما بين مطلع الشّمس إلى مغربها ظلًّا؟ ثمّ بعث اللّه عليه الشّمس دليلاً، وقبض اللّه الظّلّ ".
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب أن يقال: إنّ اللّه أخبر في هذه الآية أنّ ظلال الأشياء هي الّتي تسجد، وسجودها: ميلانها ودورانها من جانبٍ إلى جانبٍ، وناحيةٍ إلى ناحيةٍ، كما قال ابن عبّاسٍ، يقال من ذلك: سجدت النّخلة إذا مالت، وسجد البعير وأسجد: إذا ميل للرّكوب، وقد بيّنّا معنى السّجود في غير هذا الموضع بما أغنى عن إعادته
وقوله: {وهم داخرون} يعني: وهم صاغرون يقال منه: دخر فلانٌ للّه يدخر دخرًا ودخورًا: إذا ذلّ له وخضع، ومنه قول ذي الرّمّة:
فلم يبق إلاّ داخرٌ في مخيّسٍ = ومنجحرٌ في غير أرضك في جحر
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: " {وهم داخرون} صاغرون ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ مثله
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: " {وهم داخرون} أي صاغرون ".
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، مثله.
وأمّا توحيد اليمين في قوله: {عن اليمين والشّمائل} فجمعها، فإنّ ذلك إنّما جاء كذلك، لأنّ معنى الكلام: أولم يروا إلى ما خلق اللّه من شيءٍ يتفيّأ ظلال ما خلق من شيءٍ عن يمينه: أي ما خلق، وشمائله، فلفظ " ما " لفظٌ واحدٌ، ومعناه معنى الجمع، فقال: " عن اليمين " بمعنى: عن يمين ما خلق، ثمّ رجع إلى معناه في الشّمائل.
وكان بعض أهل العربيّة يقول: إنّما تفعل العرب ذلك؛ لأنّ أكثر الكلام مواجهة الواحد الواحد، فيقال للرّجل: خذ عن يمينك، قال: فكأنّه إذا وحّد ذهب إلى واحدٍ من القوم، وإذا جمع فهو الّذي لا مسألة فيه، واستشهد لفعل العرب ذلك بقول الشّاعر:
بفي الشّامتين الصّخر إن كان هدّني = رزيّة شبلى مخدرٍ في الضّراغم
فقال: " بفيّ الشّامتين "، ولم يقل: " بأفواه
وقول الآخر:
الواردون وتيمٌ في ذرا سبإٍ = قد عضّ أعناقهم جلد الجواميس
ولم يقل: جلود). [جامع البيان: 14/239-244]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله} قال: ظل كل شيء فيه وظل كل شيء سجوده، {اليمين} أول النهار {والشمائل} آخر النهار). [الدر المنثور: 9/56]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله} قال: إذا فاء الفيء توجه كل شيء ساجدا لله قبل القبلة من بيت أو شجر، قال: فكانوا يستحبون الصلاة عند ذلك). [الدر المنثور: 9/56]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن الضحاك في الآية قال: إذا فاء الفيء لم يبق شيء من دابة ولا طائر إلا خر لله ساجدا). [الدر المنثور: 9/56]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد والترمذي، وابن المنذر وأبو الشيخ عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله: أربع قبل الظهر بعد الزوال تحسب بمثلين من صلاة السحر، قال رسول الله: وليس من شيء إلا وهو يسبح الله تلك الساعة ثم قرأ {يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله} الآية كلها). [الدر المنثور: 9/57]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن سعد بن إبراهيم قال: صلوا صلاة الآصال حتى يفيء الفيء قبل النداء بالظهر من صلاها فكأنما تهجد بالليل). [الدر المنثور: 9/57]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال: فيء كل شيء ظله وسجود كل شيء فيه سجود الخيال فيها). [الدر المنثور: 9/57]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد في الآية قال: إذا زالت الشمس سجد كل شيء لله). [الدر المنثور: 9/57]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد في الآية في قوله: {يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل} قال: الغدو والآصال إذا فاء ظل كل شيء، أما الظل بالغداة فعن اليمين وأما بالعشي فعن الشمائل، إذا كان بالغداة سجدت لله وإذا كان بالعشي سجدت له). [الدر المنثور: 9/57-58]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن ابي حاتم عن أبي غالب الشيباني قال: أمواج البحر صلاته). [الدر المنثور: 9/58]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {داخرون} قال: صاغرون). [الدر المنثور: 9/58]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة في قوله {وهم داخرون} قال: صاغرون). [الدر المنثور: 9/58]

تفسير قوله تعالى: (وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (49) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وللّه يسجد ما في السّموات وما في الأرض من دابّةٍ والملائكة وهم لا يستكبرون}.
يقول تعالى ذكره: وللّه يخضع ويخشع ويستسلم لأمره ما في السّماوات وما في الأرض من دابّةٍ يدبّ عليها، والملائكة الّتي في السّماوات، وهم لا يستكبرون عن التّذلّل له بالطّاعة {فالّذين لا يؤمنون بالآخرة قلوبهم منكرةٌ وهم مستكبرون} وظلالهم تتفيّأ عن اليمين، والشّمائل سجّدًا للّه وهم داخرون.
وكان بعض نحويّي البصرة يقول: اجتزئ بذكر الواحد من الدّوابّ عن ذكر الجميع، وإنّما معنى الكلام: وللّه يسجد ما في السّماوات وما في الأرض من الدّوابّ والملائكة، كما يقال: ما أتاني من رجلٍ، بمعنى: ما أتاني من الرّجال.
وكان بعض نحويّي الكوفة يقول: إنّما قيل: من دابّةٍ؛ لأنّ " ما " وإن كانت قد تكون على مذهب الّذي، فإنّها غير مؤقّتةٍ، فإذا أبهمت غير مؤقّتةٍ أشبهت الجزاء، والجزاء يدخل من فيما جاء من اسمٍ بعده من النّكرة، فيقال: من ضربه من رجلٍ فاضربوه، ولا تسقط " من " من هذا الموضع كراهية أن تشبه أن تكون حالاً لـ " من " و" ما "، فجعلوه بمن ليدلّ على أنّه تفسيرٌ لما ومن؛ لأنّهما غير مؤقّتتين، فكان دخول من فيما بعدهما تفسيرًا لمعناهما، وكان دخول من أدلّ على ما لم يوقّت من " من وما "، فلذلك لم تلقيا). [جامع البيان: 14/245]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 49 - 56.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة} قال: لم يدع شيئا من خلقه إلا عبده له طائعا أو كارها). [الدر المنثور: 9/58]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في الآية قال: يسجد من في السموات طوعا ومن في الأرض طوعا وكرها). [الدر المنثور: 9/58]

تفسير قوله تعالى: (يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يخافون ربّهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون}.
يقول تعالى ذكره: يخاف هؤلاء الملائكة الّتي في السّماوات وما في الأرض من دابّةٍ ربّهم من فوقهم أن يعذّبهم إن عصوا أمره {ويفعلون ما يؤمرون}. يقول: ويفعلون ما أمرهم اللّه به، فيؤدّون حقوقه، ويجتنبون سخطه). [جامع البيان: 14/246]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في تاريخه عن ابن عباس في قوله: {يخافون ربهم من فوقهم} قال: مخافة الإجلال). [الدر المنثور: 9/58]


رد مع اقتباس