عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2 محرم 1432هـ/8-12-2010م, 09:57 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 22 إلى 40]

(إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31) وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34) وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (38) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40) )

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) )
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {إنّ شرّ الدّوابّ عند اللّه} يعني شر الناس عند اللّه {الصّمّ} عما بعث رسوله صلّى اللّه عليه وسلم من الدين {البكم} يعني الذين لا يتكلمون بخير ولا يفعلونه. والبكم: الخرس). [تفسير غريب القرآن: 178]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّ شرّ الدّوابّ عند اللّه الصّمّ البكم الّذين لا يعقلون}
[معاني القرآن: 2/408]
يعني به هؤلاء الذين يسمعون ويفهمون فيكونون في ترك القبول بمنزلة
من لم يسمع ولم يعقل). [معاني القرآن: 2/409]

تفسير قوله تعالى: (وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولو علم اللّه فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولّوا وهم معرضون}
أي لو علم اللّه فيهم خيرا لأسمعهم جواب كل ما يسألون عنه.
ثم قال جلّ وعزّ:
{ولو أسمعهم لتولّوا وهم معرضون}.
أي لو بيّن لهم كل ما يعتلج في نفوسهم لتولّوا - وهم معرضون - لمعاندتهم). [معاني القرآن: 2/409]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم} [آية: 23]
أي لأسمعهم جواب كل ما يسألون عنه
25 - ثم قال جل وعز: {ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون} [آية: 23] أي لو أخبرهم بكل ما يسألون عنه لأعرضوا وكفروا معاندة وحسدا). [معاني القرآن: 3/143]

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {استجيبوا لله} مجازه: أجيبوا الله؛ ويقال استجبت له واستجبته، وقال كعب بن سعد الغنويّ:

وداعٍ دعا يا من يجيب إلى النّدى.=.. فلم يتجبع عند ذاك مجيب
). [مجاز القرآن: 1/245]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إذا دعاكم لما يحييكم} مجازه: للذي يهديكم ويصلحكم وينجيكم من الكفر والعذاب). [مجاز القرآن: 1/245]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يحول بين المرء وقلبه} بين المؤمن والمعصية، وبين الكافر والطاعة. ويكون: يحول بين الرجل وهواه). [تفسير غريب القرآن: 178]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال تعالى: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]، أي إلى الجهاد الذي يحيي دينكم ويعليكم). [تأويل مشكل القرآن: 151]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{يا أيّها الّذين آمنوا استجيبوا للّه وللرّسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه وأنّه إليه تحشرون}
أي لما يكون سببا للحياة وهو العلم. وجائز أن يكون لما يكون سببا للحياة الدائمة، في نعيم الآخرة.
ومعنى استجيبوا في معنى أجيبوا.
قال الشاعر:
وداع دعا يا من يجيب إلى الندا..=. فلم يستجبه عند ذاك مجيب
أي فلم يجبه.
وقوله: {واعلموا أنّ اللّه يحول بين المرء وقلبه}.
قيل فيه ثلاثة أقوال، قال بعضهم يحول بين المؤمن والكفر، ويحول بين الكافر والإيمان بالموت، أي يحول بين الإنسان وما يسوف به نفسه بالموت، وقيل: {يحول بين المرء وقلبه} معناه: واعلموا أن الله مع المرء في القرب بهذه المنزلة.
كما قال: جلّ وعزّ: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}
وقيل إنهم كانوا يفكرون في كثرة عدوهم وقلّة عددهم فيدخل في
[معاني القرآن: 2/409]
قلوبهم الخوف، فأعلم اللّه جلّ ثناؤه أنه يحول بين المرء وقلبه بأن يبدله بالخوف الأمن، ويبدّل عدوّهم - بظنهم أنهم قادرون عليه - الجبن والخور). [معاني القرآن: 2/410]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول} [آية: 24]
أبو عبيدة يذهب إلى أن معنى استجيبوا أجيبوا وأنشد:
[معاني القرآن: 3/143]
وداع دعا يا من يجيب إلى الندى = فلم يستجبه عند ذاك مجيب
27- ثم قال جل وعز: {إذا دعاكم لما يحييكم} [آية: 24]
أي لما تصيرون به إلى الحياة الدائمة في الآخرة
28 - ثم قال جل وعز: {واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه} [آية: 24]
قال سعيد بن جبير يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان
وقال الضحاك يحول بين المؤمن والمعصية وبين الكافر والطاعة
قال أبو جعفر وأول هذا القول بعض أهل اللغة أن
[معاني القرآن: 3/144]
معناه يحول بينهما وبين ذنبك بالموت
وقيل هو تمثيل أي هو قريب كما قال جل وعز: {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد}
وقيل كانوا ربما خافوا من عدوهم فأعلمهم الله جل وعز أنه يحول بين المرء وقلبه فيبدلهم من الخوف أمنا ويبدل عدوهم من الأمن خوفا). [معاني القرآن: 3/145]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} أي بين المؤمن والمعصية، وبين الكافرين وبين الطاعة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 92]

تفسير قوله تعالى: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {واتّقوا فتنةً لاّ تصيبنّ...}
أمرهم ثم نهاهم، وفيه طرف من الجزاء وإن كان نهيا. ومثله قوله: {يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنّكم} أمرهم ثم نهاهم، وفيه تأويل الجزاء). [معاني القرآن: 1/407]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {واتّقوا فتنةً لاّ تصيبنّ الّذين ظلموا منكم خاصّةً واعلموا أنّ اللّه شديد العقاب}
[معاني القرآن: 2/25]
وقال: {واتّقوا فتنةً لاّ تصيبنّ الّذين ظلموا منكم خاصّةً} فليس قوله - والله أعلم - {تصيبنّ} بجواب ولكنه نهيٌ بعد أمر، ولو كان جوابا ما دخلت النون). [معاني القرآن: 2/26]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {واتّقوا فتنةً لا تصيبنّ الّذين ظلموا منكم خاصّةً} يقول: لا تصيبن الظالمين خاصة، ولكنها تعم فتصيب الظالم وغيره). [تفسير غريب القرآن: 178]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {واتّقوا فتنة لا تصيبنّ الّذين ظلموا منكم خاصّة واعلموا أنّ اللّه شديد العقاب}
أي اتقوا أن يبدل الظالمون بنقمة من اللّه، يعنى بهذا مردة المنافقين الذين كانوا يصدّون عن الإيمان باللّه.
وزعم بعض النحويين أنّ الكلام جزاء فيه طرف من النهي، فإذا قلت: أنزل عن الدابة لا تطرحك ولا تطرحنك، فهذا جواب الأمر بلفظ النهي، فالمعنى: إن تنزل عنها لا تطرحك فإذا أتيت بالنون الخفيفة أو الثقيلة كان أوكد للكلام.
ومثله: {يا أيّها النّمل ادخلوا مساكنكم}
إنها أمرت بالدخول ثم نهتهم أن يحطمهم سليمان فقالت: {لا يحطمنكم سليمان وجنوده}. فلفظ النهي لسليمان، ومعناه للنمل، كما تقول:
لا أرينك ههنا، فلفظ النهي لنفسك ومعناه: " لا تكونن ههنا فإني أراك "). [معاني القرآن: 2/410]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} [آية: 25]
قيل إنها تعم الظالم وغيره
وروى ابن أبي طلحة عن ابن عباس واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة قال أمر الله المؤمنين أن لا يقروا المنكر
[معاني القرآن: 3/145]
بين أظهرهم فيعمهم الله بالعذاب
وقال الضحاك هي في أصحاب محمد خاصة
وروي عن الزبير أنه قال يوم الجمل لما لقي ما توهمت أن هذه الآية نزلت فينا أصحاب محمد إلا اليوم {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}
وقول آخر وهو قول أبي العباس محمد بن يزيد أنه نهي بعد أمر نهي الفتنة والمعنى في النهي للظالمين أي لا تقربن الظلم وحكى سيبويه لا أرينك ههنا أي لا تكن ههنا فإنه من كان ههنا رأيته
وأبو إسحاق يذهب إلى أن معناه الخبر وجاز دخول النون في الخبر لأن فيه قوة الجزاء
قال أبو جعفر ورأيت علي بن سليمان يذهب إلى أنه
[معاني القرآن: 3/146]
دعاء). [معاني القرآن: 3/147]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}قال: تصيب الظالمين والمؤمنين، فالظالمون معذبون، والمؤمنين ممتحنون ممحصون). [ياقوتة الصراط: 237]

تفسير قوله تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {واذكروا إذ أنتم قليلٌ مّستضعفون...}
نزلت في المهاجرين خاصّة.
وقوله: {فآواكم} يعني إلى المدينة، {وأيّدكم بنصره} أي قوّاكم). [معاني القرآن: 1/407]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس} [آية: 26]
قال وهب بن منبه يعني بالناس فارس
وقال عكرمة كفار قريش
قال السدي فآواكم إلى المدينة). [معاني القرآن: 3/147]

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا تخونوا اللّه والرّسول وتخونوا أماناتكم...}
إن شئت جعلتها جزما على النهى، وإن شئت جعلتها صرفا ونصبتها؛ قال:
لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثله =عار عليك إذا فعلت عظيم
وفي إحدى القراءتين {ولا تخونوا أماناتكم}فقد يكون أيضا هنا جزما ونصبا). [معاني القرآن: 1/408]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ويقال لعاصي المسلمين: خائن، لأنّه مؤتمن على دينه.
قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ} [الأنفال: 27]. يريد المعاصي). [تأويل مشكل القرآن: 478]

تفسير قوله تعالى: (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28) )

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إن تتّقوا اللّه يجعل لّكم فرقاناً...}
يقول: فتحا ونصرا. وكذلك قوله: {يوم الفرقان يوم التقى الجمعان} يوم الفتح والنصر). [معاني القرآن: 1/408]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {يجعل لكم فرقانا}: مخرجا). [غريب القرآن وتفسيره: 158]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يجعل لكم فرقاناً} أي مخرجا). [تفسير غريب القرآن: 178]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا} [آية: 29] قال مجاهد وعطاء والضحاك أي مخرجا
قال مجاهد في قوله: {يوم الفرقان} قال يوم بدر فرق الله فيه بين الحق والباطل
قال أبو جعفر والفرقان في اللغة بمعنى الفرق يقال فرقت بين الشيئين فرقا وفرقانا). [معاني القرآن: 3/147]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فُرْقَاناً}: مخرجاً). [العمدة في غريب القرآن: 143]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإذ يمكر بك الّذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك...}
اجتمع نفر من قريش فقالوا: ما ترون في محمد (صلى الله عليه وسلم) ويدخل إبليس عليهم في صورة رجل من أهل نجد، فقال عمرو بن هشام: أرى أن تحبسوه في بيت وتطيّنوه عليه وتفتحوا له كوّة وتضيّقوا عليه حتى يموت. فأبى ذلك إبليس وقال: بئس الرأي رأيك، وقال أبو البختري بن هشام: أرى أن يحمل على بعير ثم يطرد به حتى يهلك أو يكفيكموه بعض العرب، فقال إبليس: بئس الرأي! أتخرجون عنكم رجلا قد أفسد عامّتكم فيقع إلى غيركم! فعلّه يغزوكم بهم. قال الفاسق أبو جهل: أرى أن نمشي إليه برجل من كل فخذ من قريش فنضربه بأسيافنا، فقال إبليس: الرأي ما رأى هذا الفتى، وأتى جبريل عليه السلام إلى
[معاني القرآن: 1/408]
النبي صلى الله عليه وسلم بالخبر، فخرج من مكّة هو وأبو بكر. فقوله {ليثبتوك}: ليحبسوك في البيت. {أو يخرجوك} على البعير {أو يقتلوك} ). [معاني القرآن: 1/409]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإذ يمكر بك الّذين كفروا ليثبتوك} أي يحبسوك. ومنه يقال: فلان مثبت وجعا: إذا لم يقدر على الحركة وكانوا أرادوا أن يحبسوه في بيت ويسدوا عليه بابه، ويجعلوا له خرقا يدخل عليه منه طعامه وشرابه. أو يقتلوه بأجمعهم قتلة رجل واحد. أو ينفوه.
و(المكاء): الصّفير. يقال: مكا يمكو. ومنه قيل للطائر: مكاء لأنه يمكو. أي يصفر.
و(التّصدية) : التصفيق. يقال: صدي إذا صفق بيده، قال الراجز:
ضنّت بخدّ وثنت بخدّ وإنّي من غرو والهوى أصدّي الغرو: العجب. يقال: لا غرو ممن كذا وكذا: أي لا عجب منه). [تفسير غريب القرآن: 179]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذ يمكر بك الّذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر اللّه واللّه خير الماكرين}
المعنى: واذكر إذ يمكر بك الذين كفروا. فأذكره اللّه جل ثناؤه نعمة ما أنعم عليه من النّصر والظفر يوم بدر ذلك فقال {وإذ يمكر بك الّذين كفروا} أي اذكر تلك الخلال.
{ويمكرون ويمكر اللّه واللّه خير الماكرين}
لأن مكر الله إنما هو مجازاة ونصر للمؤمنين، فاللّه خير الماكرين). [معاني القرآن: 2/410]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك} [آية: 30]
يقال أثبته إذا حبسته
قال مجاهد أراد الكفار أن يفعلوا هذا بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل خروجه من مكة
وقال غيره اجتمعوا فقالوا نحبسه في بيت ونطعمه ونسقيه فيه أو نقتله جميعا قتل رجل واحد أو نخرجه فتكون بليته على غيرنا فعصمه الله عز وجل منهم
[معاني القرآن: 3/148]
وفي رواية ابن أبي طلحة عن ابن عباس ليثبتوك هي ليوثقوك ح). [معاني القرآن: 3/149]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لِيُثْبِتُوكَ} أي يحبسوك). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 92]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلّا أساطير الأوّلين}
وقد دعوا بأن يأتوا بسورة واحدة من مثل القرآن فلم يأتوا.
وقوله: {إن هذا إلّا أساطير الأوّلين}.
واحدتها أسطورة، يعنون ما سطّرة الأولون من الأكاذيب.
ثم قالوا:
{اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم (32) }). [معاني القرآن: 2/411]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قالوا اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك...}
في {الحق} النصب والرفع؛ إن جعلت {هو} اسما رفعت الحق بهو. وإن جعلتها عمادا بمنزلة الصلة نصبت الحق. وكذلك فافعل في أخوات كان، وأظنّ وأخواتها؛ كما قال الله تبارك وتعالى: {ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق} تنصب الحق لأن {رأيت} من أخوات ظننت. وكل موضع صلحت فيه يفعل أو فعل مكان الفعل المنصوب ففيه العماد ونصب الفعل. وفيه رفعه بهو على أن تجعلها اسما، ولا بدّ من الألف واللام إذا وجدت إليهما السبيل. فإذا قلت: وجدت عبد الله هو خيرا منك وشرا منك أو أفضل منك، ففيما أشبه هذا الفعل النصب والرفع. النصب على أن ينوى الألف واللام، وإن لم يكن إدخالهما. والرفع على أن تجعل {هو} اسما؛ فتقول: ظننت أخاك هو أصغر منك وهو أصغر منك. وإذا جئت إلى الأسماء الموضوعة مثل عمرو، ومحمد، أو المضافة مثل أبيك، وأخيك رفعتها، فقلت: أظنّ زيدا هو أخوك، وأظنّ أخاك هو زيد، فرفعت؛ إذا لم تأت بعلامة المردود، وأتيت بهو التي هي علامة الاسم، وعلامة المردود أن يرجع كل فعل لم تكن فيه ألف ولام بألف ولام ويرجع على الاسم فيكون {هو}
[معاني القرآن: 1/409]
عمادا للاسم و(الألف واللام) عماد للفعل. فلمّا لم يقدر على الألف واللام ولم يصلح أن تنويا في زيد لأنه فلان، ولا في الأخ لأنه مضاف، آثروا الرفع؛ وصلح في (أفضل منك) لأنك تلقى (من) فتقول: رأيتك أنت الأفضل، ولا يصلح ذلك في (زيد) ولا في (الأخ) أن تنوى فيهما ألفا ولاما. وكان الكسائيّ يجيز ذلك فيقول: رأيت أخاك هو زيدا، ورأيت زيدا هو أخاك. وهو جائز كما جاز في (أفضل) للنية نية الألف واللام. وكذلك جاز في زيد، وأخيك. وإذا أمكنتك الألف واللام ثم لم تأت بهما فارفع؛ فتقول: رأيت زيدا هو قائم ورأيت عمرا هو جالس. وقال الشاعر:
أجدّك لن تزال نجي همّ =تبيت الليل أنت له ضجيع
ويجوز النصب في (ليت) بالعماد، والرفع لمن قال: ليتك قائما. أنشدني الكسائيّ:
ليت الشباب هو الرجيع على الفتى =والشيب كان هو البدئ الأوّل
ونصب في (ليت) على العماد ورفع في كان على الاسم. والمعرفة والنكرة في هذا سواء). [معاني القرآن: 1/410]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فأمطر علينا حجارةً من السّماء} مجازه أن كل شيء من العذاب فهو أمطرت بالألف وإن كان من الرحمة فهو مطرت.
[مجاز القرآن: 1/245]
{مكاءً وتصديةً}المكاء الصفير قال رجل يعني امرأته:
ومكابها فكأنما يمكو بأعصم عاقل
{وتصديهً} أي تصفيق بالأكف، قال: تصدية بالكف أي تصفيق، التصفيق والتصفيح والتصدية شئ واحد). [مجاز القرآن: 1/246]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وإذ قالوا اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً مّن السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ}
وقال: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك} فنصب {الحقّ} لأن {هو} - والله أعلم - جعلت ههنا صلة في الكلام زائدة توكيدا كزيادة {ما}. ولا تزاد إلا في كل فعل لا يستغنى عن خبر، وليست {هو} بصفة لـ{هذا} لأنك لو قلت: "رأيت هذا هو" لم يكن كلاما ولا تكون هذه المضمرة من صفة الظاهرة ولكنها تكون من صفة المضمرة في نحو قوله: {ولكن كانوا هم الظّالمين} و{تجدوه عند اللّه هو خيراً وأعظم أجراً} لأنك تقول "وجدته هو" و"أتاني هو" فتكون صفة، وقد تكون في هذا المعنى أيضاً غير صفة ولكنها تكون زائدة كما كان في الأول. وقد تجري في جميع هذا مجرى الاسم فيرفع ما بعده إن كان ما قبله ظاهرا أو مضمرا في لغة لبني تميم في قوله: {إن كان هذا هو الحقّ} و{ولكن كانوا هم الظّالمون} و{تجدوه عند الله هو خيرٌ وأعظم أجرا} كما تقول "كانوا آباؤهم الظالمون" وإنما جعلوا هذا المضمر نحو قولهم "هو" و"هما" و"أنت" زائدا في هذا المكان ولم يجعل في مواضع الصفة لأنه فصل أراد أن يبين به أنه ليس بصفة ما بعده لما قبله ولم يحتج إلى هذا في الموضع الذي لا يكون له خبر). [معاني القرآن: 2/26]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم}
القراءة على نصب {الحقّ} على خبر " كان " ودخلت " هو " للفصل.
وقد شرحنا هذا فيما سلف من الكتاب.
واعلم أن {هو} لا موضع لها في قولنا، وأنها بمنزلة " ما " المؤكدة.
ودخلت ليعلم أن الحق ليس بصفة لهذا أو أنه خبر، ويجوز هو الحق من عندك ولا أعلم أحدا قرأ بها.
ولا اختلاف بين النحويين في إجازتها ولكن القراءة سنّة لا يقرأ فيها إلا بقراءة مروية.
وقوله: {فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم}.
المعنى: واذكر إذ قالوا هذا القول، وقالوا على وجه الدفع له وقالوه والنبي - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرهم. فأعلم الله إنّه لم يكن ليعذبهم ورسوله بين أظهرهم.
فقال:
({وما كان اللّه ليعذّبهم وأنت فيهم وما كان اللّه معذّبهم وهم يستغفرون (33) }). [معاني القرآن: 2/411- 412]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} [آية: 32]
قال مجاهد الذي قال هذا النضر بن الحارث بن كلدة
ويروى أن هذا قيل بمكة ويدل على هذا قوله تعالى: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم}
قيل في هذه الآية أقوال"
روي عن ابن عباس أن النضر بن الحارث قال هذا يريد أهلكنا ومحمدا ومن معه عامة فأنزل الله: {وما كان ليعذبهم وأنت فيهم} إلى: {وهم يستغفرون} أي ومنهم قوم يستغفرون يعني المسلمين وما لهم ألا يعذبهم الله خاصة فعذبهم بالسيف بعد خروج النبي صلى الله عليه وسلم عنهم وفي ذلك نزلت {سأل سائل بعذاب واقع}
[معاني القرآن: 3/149]
وروى الزهري عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير أن المستفتح يوم بدر أبو جهل وأنه قال اللهم اخز أقطعنا للرحم فهذا استفتاحه
وقال عطية في قوله جل وعز: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} يعني المشركين حتى يخرجه عنهم {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} يعني المؤمنين قال ثم رجع إلى الكفار فقال وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام
قال أبو جعفر وهذا قول حسن ومعناه وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله وأنت بين أظهرهم
[معاني القرآن: 3/150]
وكذلك سنته في الأمم). [معاني القرآن: 3/151]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما كان اللّه ليعذّبهم وأنت فيهم وما كان اللّه معذّبهم وهم يستغفرون})
أي: وما كان اللّه ليعذبهم ومنهم من يؤول أمره إلى الإسلام). [معاني القرآن: 2/411-412 ]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون} [آية: 33]
وعاد الضمير على من آمن منهم ح). [معاني القرآن: 3/151]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (34) )
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وما لهم ألاّ يعذّبهم اللّه وهم يصدّون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلاّ المتّقون ولكنّ أكثرهم لا يعلمون}
[معاني القرآن: 2/26]
وقال: {وما لهم ألاّ يعذّبهم اللّه} فـ{أن} ههنا زائدة - والله أعلم - وقد عملت وقد جاء في الشعر:
لو لم تكن غطفان لا ذنوب لها = إليّ لامت ذوو أحسابها عمرا
). [معاني القرآن: 2/27]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قال: ({وما لهم ألّا يعذّبهم اللّه وهم يصدّون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلّا المتّقون ولكنّ أكثرهم لا يعلمون})
المعنى: أي شيء لهم في ترك العذاب، أي في دفعه عنهم.
{وهم يصدّون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه}).
المعنى: وهم يصدّون عن المسجد الحرام أولياءه وما كانوا أولياءه.
{إن أولياؤه إلّا المتّقون}.
المعنى: ما أولياؤه إلا المتقون.
فأعلم الله النبي - صلى الله عليه وسلم - أنّه لم يكن ليعذبهم بالعذاب الذي وقع بهم من القتل والسبي وهو بين أظهرهم، ولا ليوقع ذلك العذاب بمن يؤول أمره إلى الإسلام منهم، وأعلمه إنّه لا يدفع العذاب عن جملتهم الذي أوقعه بهم، ثم أعلم أنهم ما كانوا مع صدّهم أولياء المسجد الحرام وأولياء اللّه، إنهم إنما كان تقربهم إلى الله جلّ وعزّ بالصفير والتصفيق فقال جلّ وعزّ: ( {وما كان صلاتهم عند البيت إلّا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون})
ف{المكاء}: الصفير، و{التصدية}: التصفيق). [معاني القرآن: 2/412]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وما لهم ألا يعذبهم الله} [آية: 34]
أي إذا خرجت من بين أظهرهم
ويجوز أن يكون معناه وما لهم ألا يعذبهم الله في القيامة
وقيل معناه وما كان الله معذبهم لو استغفروه على غير إيجاب لهم كما تقول لا أغضب عليك أبدا وأنت تطيعني أي لو أطعتني لم أغضب عليك على غير إيجاب منك لطاعته
وقال مجاهد معناه وما كان الله عذبهم وهم مسلمون
قال أبو جعفر ومعنى هذا وما كان الله معذبهم ومنهم من يؤول أمره إلى الإسلام
وروي عنه وفي أصلابهم من يستغفر). [معاني القرآن: 3/151]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فذوقوا} مجازه: فجرّبوا وليس من ذوق الفم). [مجاز القرآن: 1/246]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وما كان صلاتهم عند البيت إلاّ مكاء وتصديةً فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون}
وقال: {وما كان صلاتهم عند البيت إلاّ مكاء وتصديةً} نصب على خبر {كان} ). [معاني القرآن: 2/27]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {مكاء وتصدية}: {المكاء}: فيما ذكروا الصفير و{التصدية}: التصفيق). [غريب القرآن وتفسيره: 158]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما كان صلاتهم عند البيت إلّا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون}
فالمكاء الصفير، والتصدية التصفيق). [معاني القرآن: 2/412]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية} [آية: 35]
روى عطية عن ابن عمر أنه قال المكاء الصفير والتصدية التصفيق
قال ابن شهاب يستهزئون بالمؤمنين
وروى ابن أبي جريج وابن أبي نجيح أنه قال المكاء إدخالهم أصابعهم في أفواهم والتصدية الصفير يريدون أن يشغلوا بذلك محمدا عن الصلاة
قال أبو جعفر والمعروف في اللغة ما روي عن ابن عمر
حكى أبو عبيدة وغيره انه يقال مكا يمكو ومكاء إذا صفر وصدى يصدي تصدية إذا صفق
[معاني القرآن: 3/152]
قال أبو جعفر ويبعد قول ابن زيد التصدية صدهم عن دين الله لأن الفعل من هذا صددت إلا أن تقلب إحدى داليه ياء مثل تظنيت من ظننت وكذا ما روي عن سعيد بن جبير التصدية صدهم عن بيت الله). [معاني القرآن: 3/153]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إلا مكاء وتصدية}قال: المكاء: الصفير، والتصدية: التصفيق). [ياقوتة الصراط: 237]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {المُكاء} الصفير، والمُكَاء: طائر.
و{التصديَة} التصفيق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 92]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {المُكَاء}: الصفير
{التَصْدِيَة}: التصفيق). [العمدة في غريب القرآن: 143]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) )
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله} [آية: 36]
قال مجاهد يعني أبا سفيان وما أنفق على أصحابه يوم أحد). [معاني القرآن: 3/153]

تفسير قوله تعالى: (لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فيركمه جميعاً} مجازه: فيجمعه بعضه فوق بعض أجمع). [مجاز القرآن: 1/246]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ليميز اللّه الخبيث من الطّيّب ويجعل الخبيث بعضه على بعضٍ فيركمه جميعاً فيجعله في جهنّم أولئك هم الخاسرون}
وقال: {ليميّز اللّه الخبيث من الطّيّب} جعله من "ميّز" مثقلة وخففها بعضهم فقال: {ليميز} من "ماز" "يميز" وبها نقرأ). [معاني القرآن: 2/27]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فيركمه جميعا}: من الركام، يجعل بعضه على بعض). [غريب القرآن وتفسيره: 158]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فيركمه جميعاً} أي يجعله ركاما بعضه فوق بعض). [تفسير غريب القرآن: 179]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ليميز اللّه الخبيث من الطّيّب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنّم أولئك هم الخاسرون}
أي ليميز ما أنفقه المؤمنون في طاعة الله مما أنفقه المشركون في معصية اللّه، {ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا}.
[معاني القرآن: 2/412]
والركم أن يجعل بعض الشيء على بعض، ويقال ركمت الشيء أركمه ركما، والرّكام الاسم.
{فيجعله في جهنّم}.
أي يجعل بعض ما أنفقه المشركون على بعض، ويجعل عليهم في النار، فيكون مما يعذبون به، كما قال جلّ وعزّ: ( {فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم} ). [معاني القرآن: 2/413]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا} [آية: 37]
يقال ركمت الشيء إذا جعلت بعضه فوق بعض
[معاني القرآن: 3/153]
39 - وقوله جل وعز: {فيجعله في جهنم} [آية: 37]
أي الخبيث ليعذبوا به
ويعني بالخبيث الكفار كذا قال ابن عباس ميز أهل السعادة من أهل الشقاء أي بأن أسكن هؤلاء الجنة وهؤلاء النار
أي فيجعل الكفار بعضهم فوق بعض فيجعلهم ركاما أي يجمع بعضهم إلى بعض حتى يكثروا، أولئك رده إلى الكافرين، ورد فيجعله إلى الخبيث على لفظه ليعذبوا به كما قال تعالى:
{فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم} ). [معاني القرآن: 3/154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَيَرْكُمَهُ}: يجعل بعضه على بعض). [العمدة في غريب القرآن: 143]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (38) )
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين} [آية: 38]
قال مجاهد يوم بدر للأمم قبل ذلك فقد فرق الله جل وعز بين الحق والباطل). [معاني القرآن: 3/154]

تفسير قوله تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقاتلوهم حتّى لا تكون فتنة ويكون الدّين كلّه للّه فإن انتهوا فإنّ اللّه بما يعملون بصير}
أي حتى لا يفتن الناس فتنة كفر.
ويدلّ على معنى فتنة كفر قوله عز وجلّ: {ويكون الدّين كلّه للّه} ). [معاني القرآن: 2/413]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} [آية: 39]
[معاني القرآن: 3/154]
المعنى حتى لا تكون فتنة كفر ودل على هذا الحذف قوله تعالى: {ويكون الدين كله لله} ). [معاني القرآن: 3/155]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإن تولّوا فاعلموا أنّ اللّه مولاكم نعم المولى ونعم النّصير}
المعنى: فإن أقاموا على كفرهم وعداوتهم فاعلموا أن الله مولاكم، أي هو المولى لكم، فلا تضركم معاداتهم). [معاني القرآن: 2/413]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير} [آية: 40]
أي وإن عادوا إلى الكفر وعداوتكم فاعلموا أن الله مولاكم أي وليكم وناصركم فلا تضركم عداوتهم). [معاني القرآن: 3/155]


رد مع اقتباس