عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 3 جمادى الأولى 1435هـ/4-03-2014م, 04:56 PM
أروى المطيري أروى المطيري غير متواجد حالياً
فريق تنسيق النصوص
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 405
افتراضي


القراءة في الماء

حديث ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري
قالَ أَبُو دَاودَ سُلَيمَانُ بنُ الأشْعَثِ السِّجِسْتانِيُّ (ت:275هـ):(حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ وابْنُ السَّرْحِ، قَالَ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، وقَالَ ابْنُ السَّرْحِ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمْروِ بْنِ يَحْيَى عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَقَالَ ابْنُ صَالِحٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ أَحْمَدُ: وَهُوَ مَرِيضٌ؛ فَقَالَ: (( اكْشِفِ البَأْسَ رَبَّ النَّاسِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ)) ثُمَّ أَخَذَ تُرَابًا مِنْ بَطْحَانَ فَجَعَلَهُ فِي قَدَحٍ ثُمَّ نَفَثَ عَلَيْهِ بِمَاءٍ وَصَبَّهُ عَلَيْهِ.
قَالَ أَبُو دَاوُد: قَالَ ابْنُ السَّرْحِ: يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَهُوَ الصَّوَابُ). [سنن أبي داود: ]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وَأَخْرَجَ ابْنُ سَعْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، أَنَّ ثَابِتَ بْنَ قَيْسٍ اشْتَكَى فَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَرَقَاهُ بالمُعَوِّذَاتِ وَنَفَثَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: ((اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، اكْشِفِالبَاسَ عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ)). ثُمَّ أَخَذَ تُرَابًا مِنْ وَادِيهِمْ ذَلِكَ - يَعْنِي بُطحَانَ - فَأَلْقَاهُ فِي مَاءٍ فَسَقَاهُ). [الدر المنثور: 15/789-790]
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (الحديث رواه البخاري في التاريخ الكبير، وأبو داود في سننه، والنسائي في السنن الكبرى وعمل اليوم والليلة، والفسوي في المعرفة، وابن حبان في صحيحه، والطبراني في المعجم الكبير وكتاب الدعاء، والبيهقي في الدعوات، وابن عساكر في تاريخ دمشق، كلهم من طرق عن عمرو بن يحيى المازني عن يوسف بن محمد به، من غير ذكر المعوذات ومن غير ذكر السقي وإنما صبه عليه كما في رواية أبي داود، وإنما ورد السقي عند البخاري في التاريخ على الشك، ولم أقف على رواية ابن سعد.
ويوسف بن محمد مجهول الحال، والحديث ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة ثم قال: واعلم (أننا إنما أوردنا هذا الحديث لما في آخره من جعل البطحان (وهو الحصا الصغار) في القدح إلخ، فإنه غريب منكر، وأما الدعاء (اكشف الباس رب الناس)، فهو ثابت من حديث عائشة رضي الله عنها بلفظ: كان يعود بعض أهله، يمسح بيده اليمنى ويقول: ((اللهم رب الناس، أذهب الباس، واشفه أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما)) أخرجه الشيخان وغيرهما، وله فيهما وفي " المسند " طرق) ا.هـ.
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (بطحان) اسم وادٍ معروف في المدينة،وهو الذي ورد ذكره في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه الذي في الصحيحين، وفيه أنه قال: كنت أنا وأصحابي الذين قدموا معي في السفينة نزولاً في بقيع بطحان.
وفي مسند الإمام أحمد وغيره من حديث أبي حدرد الأسلمي رضي الله عنه مرفوعًا: (( لو كنتم تغرفون من بطحان ما زدتم )) .
وحديث ثابت بن قيس احتج به ابن حبان وغيره، وله شاهد موقوف على عائشة في القراءة في الماء رواه ابن أبي شيبة، وأما ذكر التربة فيشهد له ما في الصحيحين من حديث عائشة في الرقية مرفوعًا: ((تربة أرضنا بريقة بعضنا...)) الحديث).

أثر عائشة رضي الله عنها
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدٍ ابنُ أبِي شَيْبَةَ العَبْسِيُّ (ت:235هـ): (حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّهَا كَانَتْ لا تَرَى بَأْسًا أَنْ يُعَوَّذَ فِي المَاءِ، ثُمَّ يُصَبَّ عَلَى المَرِيضِ). [مصنف ابن أبي شيبة:7/387]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ الشَّيْبَانِيُّ (ت:290هـ): (رَأيتُ أَبي يَكتبُ التَّعَاويذَ للَّذِي يَفزَع وللحمَّى لأَهْلِهِ وقرَابَاتِهِ، وَيكتبُ للمَرْأَةِ إذَا عَسُرَ عَليهَا الوِلادَةُ فِي جَامٍ أَو شَيْءٍ نَظِيفٍ، وَيَكْتُبُ حَدِيثَ ابنِ عبَّاسٍ، إِلا أنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ عِندَ وُقُوعِ البَلاءِ، وَلَمْ أَرَهُ يَفْعَلُ هذَا قَبْلَ وُقُوعِ البَلاءِ، وَرَأَيْتُهُ يُعَوِّذُ فِي الماءِ وَيَشْرَبُهُ المرِيضُ، وَيُصَبُّ عَلَى رَأَسِهِ مِنْهِ.
وَرَأَيْتُ أَبي يَأْخُذُ شَعْرَةً مِن شَعْرِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَضَعُهَا عَلَى فِيهِ يُقَبِّلُهَا، وَأَحْسَبُ أَنِّي قَدْ رَأَيتُهُ يَضَعُهَا عَلَى رَأْسِهِ أَوْ عَينِهِ فَغَمَسَهَا فِي المَاءِ ثُمَّ شَرِبَهُ يَسْتَشْفِي بهِ.
وَرَأَيْتُهُ قَدْ أَخَذَ قَصْعَةَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بهَا إِلَيْهِ أَبُو يَعْقُوبَ بنُ سُلَيْمَانَ بنِ جَعْفَرٍ فَغَسَلَهَا فِي جُبِّ مَاءٍ ثُمَّ شَرِبَ فِيهَا.
وَرَأَيْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ يَشْرَبُ مِن مَاءِ زَمْزَمَ يَسْتَشْفِي بهِ وَيَمْسَحُ بهِ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ). [مسائل عبد الله بن الإمام أحمد: ]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ): (وَرُوِيَ عَن عَائِشَةَ أنَّهَا كَانت لا تَرى بأسًا أَن يُعَوَّذَ فِي المَاءِ، ثُمَّ يُعَالَجُ بهِ المريضُ.
وَقالَ مُجَاهِدٌ: لا بَأْسَ أَنْ يَكْتُبَ القُرْآنَ وَيغسِلَهُ، وَيَسْقِيَهُ المرِيضَ، وَمِثْلُهُ عَن أَبي قِلابَةَ.
وَكَرِهَهُ النَّخَعِيُّ وابنُ سِيرينَ.
وَرُوِيَ عَنِ ابنِ عبَّاسٍ أنَّهُ أَمَرَ أَنْ يَكْتُبَ لامرَأَةٍ تعسَّرَ عَلَيْهَا وِلادَتُها آيتينِ منَ القُرآنِ وَكَلماتٍ، ثُمَّ يُغسلَ وَتسقَى.
وَقالَ أيُّوبُ: رَأيتُ أبَا قِلابَةَ كَتَبَ كِتَابًا مِنَ القُرآنِ ثُمَّ غَسَلَهُ بماءٍ وَسَقَاهُ رَجُلاً كَانَ بهِ وَجَعٌ، يَعْنِي الجُنُونَ). [شرح السنة:12/166]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ مُفْلِحِ بنِ مُحَمَّدٍ الحَنْبَلِيُّ (ت:763هـ): (قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَة مُهَنَّا فِي الرَّجُلِ يَكْتُبُ القُرْآنَ فِي إنَاءٍ ثُمَّ يَسْقِيهِ لِلْمَرِيضِ، قَالَ: لا بَأْسَ.
قَالَ مُهَنَّا: قُلْتُ لَهُ: فَيَغْتَسِلُ بِهِ؟
قَالَ: مَا سَمِعْتُ فِيهِ بِشَيْءٍ.
قَالَ الخَلَّالُ: إنَّمَا كُرِهَ الغُسْلُ بِهِ لأَنَّ العَادَةَ أَنَّ مَاءَ الغُسْلِ يَجْرِي فِي البَلالِيعِ وَالحُشُوشِ؛ فَوَجَبَ أَنْ يُنَزَّهَ مَاءُ القُرْآنِ مِنْ ذَلِكَ، وَلا يُكْرَهُ شُرْبُهُ لِمَا فِيهِ مِنَ الاسْتِشْفَاءِ.
وَقَالَ صَالِحٌ: رُبَّمَا اعْتَلَلْتُ فَيَأْخُذُ أَبِي قَدَحًا فِيهِ مَاءٌ فَيَقْرَأُ عَلَيْهِ، وَيَقُولُ لِي: اشْرَبْ مِنْهُ، وَاغْسِلْ وَجْهَكَ وَيَدَيْكَ.
وَنَقَلَ عَبْدُ اللهِ أَنَّهُ رَأَى أَبَاهُ يُعَوِّذُ فِي المَاءِ وَيَقْرَأُ عَلَيْهِ وَيَشْرَبُهُ وَيَصُبُّ عَلَى نَفْسِهِ مِنْهُ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ: وَرَأَيْتُهُ قَدْ أَخَذَ قَصْعَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَغَسَلَهَا فِي جُبِّ المَاءِ ثُمَّ شَرِبَ فِيهَا، وَرَأَيْتُهُ غَيْرَ مَرَّةٍ يَشْرَبُ مَاءَ زَمْزَمَ فَيَسْتَشْفِي بِهِ وَيَمْسَحُ بِهِ يَدَيْهِ وَوَجْهَهُ.
وَقَالَ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى: إنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ كَانَ يُؤْتَى بِالكُوزِ وَنَحْنُ بِالمَسْجِدِ فَيَقْرَأُ عَلَيْهِ وَيُعَوِّذُ). [الآداب الشرعية:3/]
قالَ عَبْدُ العَزِيزِ بنُ عَبْدِ اللهِ ابنُ بَازٍ (ت:1420هـ): (وَلا حَرَجَ فِي القراءةِ في الماءِ وَالزَّيتِ فِي عِلاجِ المريضِ وَالمسحُورِ والمجنونِ, وَلَكِنَّ القِرَاءَةَ على المريضِ بالنَّفثِ عَلَيهِ أَولَى وَأَفضلُ وأكملُ, وقَد خرَّج أبو داودَ رَحِمَهُ اللهُ بإسنادٍ حَسَنٍ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ لِثَابتِ بنِ قَيسِ بنِ شَمَّاسٍ فِي مَاءٍ وَصَبَّهُ عَلَيْهِ.
وَقد قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: « لا بَأسَ بالرُّقَى مَا لَمْ تَكُن شِرْكًا » وَهَذَا الحديثُ الصَّحيحُ يَعُمُّ الرُّقيةَ للمريضِ علَى نفسِهِ وَفِي الماءِ وَالزَّيتِ وَنحوِهِمَا, وَاللهُ وَلِيُّ التَّوفِيقِ).
[مجموع فتاوى ابن باز:9/409]


رد مع اقتباس