عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 07:35 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {القيّوم}: القائم وهو الدائم الذي لا يزول، وهو فيعول.
{سنةٌ} السّنة: النّعاس، والوسنة: النّعاس أيضاً. قال عدي بن الرّقاع:
وسنان أقصده النّعاس فرنّقت... في عينه سنةٌ وليس بنائم
{ولا يئوده}: ولا يثقله، تقول: لقد آداني هذا الأمر، وما أداك فهو لي آئدٌ، قال الكميت:
علينا كالنّهاء مضاعفات... من الماذيّ لم تؤد المتونا
تقول: ما أثقلك فهو لي مثقل). [مجاز القرآن: 1/78-79]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت:215هـ): ({اللّه لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم لا تأخذه سنةٌ ولا نومٌ لّه ما في السّماوات وما في الأرض من ذا الّذي يشفع عنده إلاّ بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيءٍ مّن علمه إلاّ بما شاء وسع كرسيّه السّماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العليّ العظيم}
قال: {لا تأخذه سنةٌ ولا نومٌ} تقول "وسن" يوسن" "سنّة" و"وسناً"
وقال: {ولا يؤوده حفظهما} لأنه من "آده" "يؤوده" "أوداً" وتفسيره: لا يثقله). [معاني القرآن: 1/148]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله جل ثناؤه {الحي القيوم} فهو القيم، والقيوم بعينه، والقيام على قراءة عمر "الحي القيام"؛ فيعال من قمت؛ كأن الأصل: قيوام، فأدغموا، وكذلك القيوم: فيعول من قمت؛ فالأصل قيووم فأدغم مثل: ما بها ديار؛ فيعال من دار يدور، فأدغم؛ وقلب إلى الياء لخفة الياء وثقل الواو.
وقال ابن عباس رحمه الله: القيوم القائم على كل نفس، وقال الحسن: القيوم القائم على كل نفس يكلؤها ويحفظها.
و{دينا قيما} فعيلاً من قام يقوم، مثل: سيد من ساد يسود، وميت من مات يموت.
وأما {لا تأخذه سنة ولا نوم} فإنهم يقولون في الفعل: وسن يوسن وسنا، وكري كرا يا هذا، وراب يروب؛ إذا تبلغ فيه النعاس.
وأما قوله عز وجل {يعلم ما بين أيديهم} فإنه في التفسير عن الثقة {يعلم ما بين أيديهم} ما بقي من الآخرة {وما خلفهم} ما ذهب من الدنيا.
[معاني القرآن لقطرب: 373]
وأما قوله عز وجل {وسع كرسيه السماوات والأرض} فإنهم يقولون: هذا كرسي، وكرسي جميعًا.
قال لبيد:
تحف بهم بيض الوجوه وعصبة = كراسي بالأحداث حين تنوب
قالوا: الكراسي العلماء؛ فيجوز أن يكون {وسع كرسيه} أي وسع علمه السماوات والأرض؛ وكان ابن عباس رحمه الله يقول {وسع كرسيه السماوات والأرض} أي ملأ السماوات، فكأنه يرجع إلى: ملأ علمه السماوات والأرض؛ والكرس أيضًا: الأصل.
وقال العجاج:
في معدن الملك القديم الكرس = ليس بمقلوع ولا منحس
ومن هذا اللفظ أيضًا الكرس: موضع أبوال الإبل وأبعارها.
وقال العجاج:
يا صاح هل تعرف رسما مكرسا = ..........
وأما قوله عز وجل {ولا يئوده حفظهما} فالفعل: آدني الأمر، يؤودني أودا وإيادا؛ أي أثقلني.
[معاني القرآن لقطرب: 374]
وقال الشاعر:
وحامل الثقل بالأعباء قد علموا = إذا يؤود رجالاً بعض ما حملوا
وقال الآخر:
إني وما نحروا غداة مني = عند الجمار تؤودها العقل
أي تثقلها أن تنهض.
وقال ابن الرقاع:
ويولي الحصا ذوات نسور = مجمرات يؤدن ضم الرضيم
وأما آد يئيد أيدًا وآدًا، فذلك في القوة إذا كان قويًا؛ أيدًا: شديدًا؛ ويكون قول الله عز وجل من ذلك {بأييد وإنا لموسوعون}؛ ويجوز أن يكون المعنى: بقوة {وأيدناه بروح القدس} فعلناه من آد يئيد.
وقال القطامي:
فلا يطيقون حلمي إن هجوتهم = وإن مدحتهم لم يبلغوا آدي
وقال حسان بن ثابت:
ومثلي أطاق ولكنني = أطلف نفسي الذي آدها
وإنما ذكرنا آد مع يؤوده لقرب اللفظين.
وقال الآخر:
فوددت ذو خلق السماء بأيده = من غير ذمك أنه لم يخلق
ذو في معنى: الذي خلق السماء). [معاني القرآن لقطرب: 375]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت:237هـ): ({القيوم}: القائم وهو الدائم.
{سنة}:السنة النعاس والوسنان من ذلك.
{يؤده}: يثقله، أدني الشيء يؤودني أودا). [غريب القرآن وتفسيره: 96]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ):(السّنة): النّعاس من غير نوم.
قال ابن الرّقاع:

وسنان أقصده النّعاس فرنقت في عينه سنة وليس بنائم
فأعلمك أنه وسنان، أي: ناعس، وهو غير نائم. وفرق اللّه سبحانه بين السّنة والنوم، يدلّك على ذلك.
{ولا يؤده حفظهما} أي لا يثقله. يقال: آده الشيء يؤوده وآده يئيده، والوأد: الثّقل). [تفسير غريب القرآن: 93]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {اللّه لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السّماوات وما في الأرض من ذا الّذي يشفع عنده إلّا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلّا بما شاء وسع كرسيّه السّماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العليّ العظيم}
يروى عن ابن عباس رحمة الله عليه أنّه قال: أشرف آية في القرآن آية الكرسي.
وإعراب {لا إله إلا هو} النصب بغير تنوين في {إله} المعنى: لا إله لكل مخلوق إلا هو، وهو محمول على موضع الابتداء المعنى ما إله للخلق إلا هو، وإن قلت في الكلام لا إله إلا الله جاز،
أما القرآن فلا يقرأ فيه إلا بما قد قرأت القراء به، وثبتت به الرواية الصحيحة، ولو قيل في الكلام لا رجل عندك إلا زيدا جاز، ولا إله إلا اللّه جاز ولكن الأجود ما في القرآن، وهو أجود أيضا في الكلام.

قال اللّه عزّ وجلّ: {إنّهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلّا اللّه يستكبرون} فإذا نصبت بعد إلا فإنما نصبت على الاستثناء.
وقوله عزّ وجلّ: {الحيّ القيّوم}
معنى {الحيّ}: الدائم البقاء،
ومعنى {القيّوم}: القائم بتدبير سائر أمر خلقه
ويجوز القائم، ومعناهما واحد.
فهو الله عزّ وجلّ قائم بتدبير أمر الخلق في إنشائهم ورزقهم وعلمه بأمكنتهم وهو قوله عزّ وجلّ: {وما من دابّة في الأرض إلّا على اللّه رزقها ويعلم مستقرّها ومستودعها}.
ومعنى: {لا تأخذه سنة} أي: لا يأخذه نعاس.
{ولا نوم} وتأويله أنه لا يغفل عن تدبير أمر الخلق.
ومعنى {من ذا الّذي يشفع عنده إلّا بإذنه} أي: لا يشفع عنده إلا بما أمر به من دعاء بعض المسلمين لبعض ومن تعظيم المسلمين أمر الأنبياء والدعاء لهم، وما علمنا من شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما كان المشركون يزعمون أنّ الأصنام تشفع لهم، والدليل على ذلك قولهم: {ما نعبدهم إلّا ليقرّبونا إلى اللّه زلفى} وذلك قولهم: {ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند اللّه}، فأنبأ اللّه عزّ وجلّ أن الشفاعة ليست إلا ما أعلم من شفاعة بعض المؤمنين لبعض في الدعاء وشفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ومعنى {يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم}أي: يعلم الغيب الذي تقدمهم والغيب الذي يأتي من بعدهم.
ومعنى {ولا يحيطون بشيء من علمه إلّا بما شاء} أي: لا يعلمون الغيب لا مما تقدمهم ولا مما يكون من بعدهم.
ومعنى {إلّا بما شاء}: إلا بما أنبأ به ليكون دليلا على تثبيت نبوتهم.
وقوله عزّ وجلّ: {وسع كرسيّه السّماوات والأرض} قيل فيه غير قول:
1-قال ابن عباس: كرسيه علمه
ويروى عن عطاء أنه
قال: ما السّماوات والأرض في الكرسي إلا حلقة في فلاة، وهذا القول بين لأن الذي نعرفه من الكرسي في اللغة: الشيء الذي يعتمد عليه ويجلس عليه.
فهذا يدل أن الكرسي عظيم، عليه السّماوات والأرضون، والكرسيّ في اللغة والكراسة إنما هو الشيء الذي ثبت ولزم بعضه بعضا، والكرسي ما تلبّد بعضه على بعض في آذان الغنم ومعاطن الإبل.
2- وقال قوم: {كرسيّه} قدرته التي بها يمسك السّماوات والأرض.
قالوا: وهذا قولك اجعل لهذا الحائط كرسيا، أي اجعل له ما يعمده ويمسكه، وهذا قريب من قول ابن عباس رحمه اللّه لأن علمه الذي وسع السموات والأرض لا يخرج من هذا.
واللّه أعلم بحقيقة الكرسي، إلا أن جملته أنه أمر عظيم من أمره - جلّ وعزّ.
ومعنى {ولا يئوده حفظهما}أي: لا يثقله، فجائز أن تكون الهاء للّه عزّ وجلّ، وجائز أن تكون للكرسي، وإذا كانت للكرسي فهو من أمر اللّه). [معاني القرآن: 1/336-338]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله جل وعز: {الله لا إله إلا هو}أي: لا إله للخلق إلا هو.
{الحي القيوم} أي: القائم بخلقه المدبر لهم.
وروي عن ابن عباس القيوم الذي لا يزول.
وقرأ عمر بن الخطاب رحمة الله عليه (القيام).
وقرأ علقمة (الحي القيم).
قال ابن كيسان: القيوم فيعول من القيام وليس بفعول لأنه ليس في الكلام فعول من ذوات الواو ولو كان ذلك لقيل قووم، والقيام فيعال أصله القيوام، وأصل القيوم القيووم وأصل القيم في قول البصرين القيوم.
وقال الكوفيون الأصل القويم.
قال ابن كيسان: ولو كان كذا في الأصل لم يجز فيه التغير كما لا يجوز في طويل وسويق.
وقوله جل وعز: {لا تأخذه سنة ولا نوم}
قال الحسن وقتادة: نعسة.
وأنشد أهل اللغة:
وسنان اقصده النعاس فرنقت = في عينه سنة وليس بنائم
والمعنى: لا يفصل عن تدبير أمر الخلق.
قال تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} لما قالوا الأصنام شفعاؤنا عند الله فأعلم الله أن المؤمنين إنما يصلون على الأنبياء ويدعون للمؤمنين كما أمروا وأذن لهم
ثم قال تعالى: {يعلم ما بين أيديهم} أي: ما تقدمهم من الغيب {وما خلفهم} ما يكون بعدهم
{ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} لا يعلمون من ذلك شيئا إلا ما أراد أن يطلعهم عليه أو يبلغه أنبياؤه تثبيتا لنبوتهم
ثم قال تعالى: {وسع كرسيه السموات والأرض}
وحكى يعقوب الحضرمي وسع كرسيه السموات والأرض ابتداء وخبر
وروى سفيان وهشيم عن مطرف عن جعفر عن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {وسع كرسيه السموات والأرض} قال: علمه ألا ترى إلى قوله: {ولا يؤوده حفظهما}
وقد استشهد لهذا القول ببيت لا يعرف وهو ولا يكرسيء علم الله مخلوق
أي: لا يعلم علم الله مخلوق وهو أيضا لحن لأن الكرسي غير مهموز
وقيل كرسيه قدرته التي يمسك بها السموات والأرض كما تقول اجعل لهذا الحائط كرسيا أي ما يعمده وهذا قريب من قول ابن عباس.
وقال أبو هريرة: الكرسي بين يدي العرش.
وفي الحديث ((ما السموات والأرض في جوف الكرسي إلا كحلقة في أرض فلاة))
والله جل وعز أعلم بما أراد غير أن الكرسي في اللغة: الشيء الذي يعتمد عليه وقد ثبت ولزم بعضه بعضا ومنه الكراسة والكرسي ما تلبد بعضه على بعض
وقال الحسن: الكرسي هو العرش.
ومال محمد ابن جرير إلى قول ابن عباس وزعم أنه يدل على صحته ظاهر القرآن وذلك قوله عز وجل: {ولا يؤوده حفظهما}
وقال جل وعز إخبارا: {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما} فأخبر أن علمه وسع كل شيء وكذا وسع كرسيه السموات والأرض والضمير الذي في حفظهما للسموات والأرض
ثم قال تعالى: {ولا يؤوده حفظهما}
قال الحسن وقتادة: لا يثقل عليه.
قال أبو إسحاق:
فجائز أن تكون: الهاء لله عز وجل
وجائز أن تكون: للكرسي وإذا كانت للكرسي هو من أمر الله).
[معاني القرآن: 1/259-266]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ((السنة) النعاس من غير نوم، (وسنة) أصله (وسنة)، والوسنة من الوسن، يريد الغفوة التي تلبس المرء قبل النوم، نقلت حركة الواو على السين، تقول، ضربني الوسن، تريد الغفوة.
{يؤوده} يثقله. والأود: الثقل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 42]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({الْقَيُّومُ}: الدائم.
{سِنَةٌ}
: نعاس.
{لاَ يَؤُودُهُ}: لا يثقله). [العمدة في غريب القرآن: 92]


رد مع اقتباس