عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 19 ذو القعدة 1431هـ/26-10-2010م, 07:05 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 45 إلى آخر السورة]

{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45) مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46) إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48) لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (49) وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50) وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربّك لقضي بينهم وإنّهم لفي شكّ منه مريب (45)}
{ولولا كلمة سبقت من ربّك} : الكلمة : وعدهم الساعة، قال عزّ وجلّ: {بل السّاعة موعدهم} ). [معاني القرآن: 4/390]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ومعنى قوله جل وعز: {ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم} : أنهم قد أخروا إلى مدة يعلمها الله , وأنه لا يعالجهم بالهلاك.).[معاني القرآن: 6/281-282]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربّك بظلّام للعبيد (46)}
{ومن أساء فعليها}: أي: على نفسه.
ويدل على أن الكلمة ههنا الساعة قوله:
{إليه يرد علم السّاعة} ). [معاني القرآن: 4/390]

تفسير قوله تعالى: {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما تخرج من ثمرةٍ مّن أكمامها...}.
قشر الكفرّاة كم، وقرأها أهل الحجاز:
{وما تخرج من ثمراتٍ}.
وقوله:
{قالوا آذنّاك...}: هذا من قول الآلهة التي كانوا يعبدونها في الدنيا, قالوا: أعلمناك ما منا من شهيد بما قالوا). [معاني القرآن: 3/20]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ من أكمامها }:أي: أوعيتها واحدها كمّة وهو ما كانت فيه وكمٌ وكمّة واحد وجمعها أمام وأكمّة). [مجاز القرآن: 2/198]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({من أكمامها}: أوعيتها، واحدها كمة). [غريب القرآن وتفسيره: 329]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وما تخرج من ثمراتٍ من أكمامها}: أي: من المواضع التي كانت فيها مستترة, وغلاف كل شيء: كمته. وإنما قيل: كم القميص، من هذا.
{قالوا آذنّاك}: أعلمناك, هذا من قول الآلهة التي كانوا يعبدون في الدنيا, {ما منّا من شهيدٍ} : لهم بما قالوا وادعوه فينا.). [تفسير غريب القرآن: 390]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ : {وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلّا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذنّاك ما منّا من شهيد (47)}
{وما تخرج من ثمرات من أكمامها} : نحو خروج الطلع من قشره.
{ويوم يناديهم أين شركائي} : المعنى أين قولكم أن لي شركاء، واللّه - جل وعلا - واحد لا شريك له.
وقد بين ذلك في قوله: {أين شركائي قالوا آذنّاك ما منّا من شهيد}

{آذناك}: أعلمناك ما منا من شهيد لهم.). [معاني القرآن: 4/390-391]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها}
روى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال : (حين تطلع) .
وقال غيره : هي الطلعة تخرج من قشرها.
قال أبو جعفر : القول الأول أعم , أي : وما تخرج من ثمرة من غلافها الذي كانت فيه , وذلك أول ما تطلع , وغلاف كل شيء كمه , وقوله جل وعز:
{ويوم يناديهم أين شركائي} , أي: على زعمكم , {قالوا آذناك}:و هذا من قول الآلهة, أي: أعلمناك , يقال: آذنته , فأذن, أي: أعلمته فعلم , والأصل في هذا من الأذن , أي : أوقعته في أذنه ومنه:
=آذنتنا ببينها أسماء
ومنه قوله جل وعز: {ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن} : : اعملوا ما شئتم ثم اعتذروا منه , فإنه يعذركم , ويقبل ما تعلمونه به , ومنه الأذان , إنما هو إعلام بالصلاة , ثم قال تعالى: {ما منا من شهيد} : أي : ما منا من شهد أن لك شريكا , ثم قال جل وعز: {وظنوا ما لهم من محيص} : وظنوا , أي: وأيقنوا.). [معاني القرآن: 6/282-283]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {من أكمامها}:أي: من أغطيتها, {قَالُوا آذَنَّك}: أي: أعلمناك.). [ياقوتة الصراط: 455]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مِّنْ أَكْمَامِهَا}: أي: من المواضع التي كانت فيه مستترة , وغلاف كل شيء: كمه.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 218]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَكْمَامِهَا}: أوعيتها.). [العمدة في غريب القرآن: 265]

تفسير قوله تعالى: {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ من مّحيصٍ }: يقال: حاص عنه : حاد عنه.). [مجاز القرآن: 2/198]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وضلّ عنهم مّا كانوا يدعون من قبل وظنّوا ما لهم مّن مّحيصٍ}
وقال:
{وظنّوا ما لهم مّن مّحيصٍ} , أي: فاستيقنوا، لأن ماههنا حرف , وليس باسم , والفعل لا يعمل في مثل هذا ؛ فلذلك جعل الفعل ملغى.). [معاني القرآن: 4/10]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({من محيص}: يقال حاص عنه أي حاد عنه).[غريب القرآن وتفسيره: 329]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({وضلّ عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنّوا ما لهم من محيص (48)}ْ
{وظنّوا ما لهم من محيص} : أي: أيقنوا.). [معاني القرآن: 4/391]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّحِيصٍ}: مهرب، ملجأ). [العمدة في غريب القرآن: 265]

تفسير قوله تعالى: {لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (49)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لاّ يسأم الإنسان من دعاء الخير...}., وفي قراءة عبد الله: {من دعاء بالخير} ). [معاني القرآن: 3/20]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ يئوسٌ } : فعول: من يئست, {قنوطٌ } : فعول من قنط , ومجازهما واحد.). [مجاز القرآن: 2/198]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسّه الشّرّ فيئوس قنوط (49)} : لا يمل الخير الذي يصيبه، وإذا اختبر بشيء من الشر يئس وقنط). [معاني القرآن: 4/391]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز:
{لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيؤوس قنوط} :أي: لا يمل من أن يصيبه الخير , وفي قراءة عبد الله :{من دعاء بالخير
وإن مسه الشر}: أي : إن مسه شيء يسير من الشر يئس ,وقنط.). [معاني القرآن: 6/284]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَسْأَمُ}: يمل.). [العمدة في غريب القرآن: 265]

تفسير قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (50)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولئن أذقناه رحمة منّا من بعد ضرّاء مسّته ليقولنّ هذا لي وما أظنّ السّاعة قائمة ولئن رجعت إلى ربّي إنّ لي عنده للحسنى فلننبّئنّ الّذين كفروا بما عملوا ولنذيقنّهم من عذاب غليظ (50)}
{ولئن أذقناه رحمة منّا من بعد ضرّاء مسّته ليقولنّ هذا لي} : أي: هذا واجب لي، بعملي استحققته، وهذا يعني به الكافرون، ودليل ذلك قوله:{وما أظنّ السّاعة قائمة ولئن رجعت إلى ربّي إنّ لي عنده للحسنى}
يقول: إني لست أوقن بالبعث وقيام الساعة، فإن كان الأمر على ذلك إن لي عنده للحسنى).
[معاني القرآن: 4/391]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة}
قال مجاهد :أي بعملي , وأنا حقيق بهذا , وهذا يراد به الكافر , ألا ترى أن بعده
{وما أظن الساعة قائمة}.
وقوله تعالى:
{ولئن رجعت إلى ربي} :أي: على قولك.).[معاني القرآن: 6/284]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (51)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فذو دعاء عريضٍ...}: يقول: ذو دعاء كثير : إن وصفته بالطول , والعرض فصواب). [معاني القرآن: 3/20]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أعرض ونأى بجانبيه }: أي: تباعد عني.). [مجاز القرآن: 2/198]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فذو دعاءٍ عريضٍ} :أي كثير, إن وصفته بالطول , أو بالعرض، جاز في الكلام).[تفسير غريب القرآن: 390]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسّه الشّرّ فذو دعاء عريض (51)}
ويقرأ (ناء) , والمعنى متقارب، يقول: إذا كان في نعمة تباعد عن ذكر اللّه , ودعائه.
{وإذا مسّه الشّرّ فذو دعاء عريض} : وعريض ههنا كبير, وكذلك لو كان ذو دعاء طويل , كان معناه : كبير.). [معاني القرآن: 4/390-391]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه}
أي: تباعد , ولم يدعن.ا
وقرأ أبو جعفر يزيد بن القعقاع:
{ أعرض وناء بجانبه } الألف قبل الهمزة
فيجوز : أن يكون معناه : من ناء إذا نهض , ويجوز أن يكون على قلب الهمز بمعنى الأول .
وقوله جل وعز:
{وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض} أي: كبير.
يقال له : دعاء عريض , وطويل , بمعنى واحد.).
[معاني القرآن: 6/285]

تفسير قوله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أولم يكف بربّك...}.: أنه إن شئت جعلت أنّ في موضع خفض على التكرير: أو لم يكف بربك بأنه على كل شيء شهيد، وإن شئت جعلته رفعا على قولك: أو لم يكف بربك شهادته على كل شيء، والرفع أحبّ إليّ). [معاني القرآن: 3/21]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {سنريهم آياتنا في الآفاق} : قال مجاهد: فتح القرى، {وفي أنفسهم}: فتح مكة.). [تفسير غريب القرآن: 390]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنّه الحقّ أولم يكف بربّك أنّه على كلّ شيء شهيد (53)}
أي : سنريهم الأعلام التي تدل على التوحيد في الآفاق، وواحدها أفق.
يقول: سنريهم آثار من مضى قبلهم ممن كذب الرسل من الأمم , وآثر خلق اللّه في كل البلاد ,
{وفي أنفسهم}: من أنهم كانوا نطفا , ثم علقا , ثم مضغا , ثم عظاما كسيت لحما، ثم نقلوا إلى التمييز والعقل، , وذلك كله دليل على أن الذي فعله واحد , ليس كمثله شيء.
{أولم يكف بربّك أنّه على كلّ شيء شهيد} : ويجوز " إنّه "، والقراءة " أنّه " بالفتح, وموضع {بربّك} في المعنى رفع,
المعنى : أولم يكف ربك
وموضع
{أنه} نصب، وإن شئت كان رفعا.
المعنى في النصب : أو لم يكف ربك بأنه على كل شيء شهيد.
ومن رفع فعلى البدل، المعنى أولم يكف أن ربّك على كل شيء شهيد، أي أولم يكفهم شهادة ربّك.
, ومعنى الكفاية ههنا أنه قد بين لهم ما فيه كفاية في الدلالة على توحيده , وبينت رسله.).
[معاني القرآن: 4/392]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}
أي: في آفاق الدنيا , وتقلب أحوالها , وفي أنفسهم مثل ذلك.
قال مجاهد :
{في الآفاق }: فتح القرى , {وفي أنفسهم }: فتح مكة.
وقوله جل وعز:
{أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد}
المعنى: أو لم يكفهم بربك , أي: أو لم يكفهم ربك بما دلهم به على توحيد الله جل وعز مما فيه كفاية لهم ؛ لأنه على كل شيء شهيد .
ويجوز أن يكون المعنى أنه له على كل شيء شاهد بأنه محدث , وإذا شهده جازى عليه.).
[معاني القرآن:6/285-287]

تفسير قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ مريةً }: ومرية , أي: امتراء.). [مجاز القرآن: 2/198]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ألا إنّهم في مريةٍ} :أي: في شك.). [تفسير غريب القرآن: 390]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ألا إنّهم في مرية من لقاء ربّهم ألا إنّه بكلّ شيء محيط (54)}: في شك.
(ألا) كلمة يبتدأ بها ينبّه بها المخاطب توكيدا يدلّ على صحة ما بعدها.
{ألا إنّه بكلّ شيء محيط}: أي : عالم بكل شيء علما يحيط بما ظهر , وخفي).[معاني القرآن: 4/392]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم} :أي: في شك , وقرأ الحسن: في مرية .
{ألا إنه بكل شيء محيط }:أي: قد أحاط بعلم الغيب , والشهادة جل وعز.). [معاني القرآن: 6/287]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({في مرية}: أي: في شك.). [ياقوتة الصراط: 456]


رد مع اقتباس