عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19 ذو القعدة 1431هـ/26-10-2010م, 06:55 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 19 إلى 29]

{وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (24) وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (27) ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (29) }

تفسير قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فهم يوزعون...}.
فهي من وزعت، ومعنى وزعته: حبسته وكففته، وجاء في التفسير: يحبس أولهم على آخرهم حتى يدخلوا النار.
قال: وسمعت بعض العرب يقول: لأبعثن عليكم من يزعكم , ويحكمكم من الحكمة التي للدابة.
قال: وأنشدني أبو ثروان العكلي:
فإنكما إن تحكماني وترسلا =عليّ غواة الناس إيبا وتضلعاً
فهذا من ذلك، إيب: من أبيت وآبي).
[معاني القرآن: 3/15-16]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ يوزعون } : يدفعون مجازها يفعلون من وزعت). [مجاز القرآن: 2/197]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({يوزعون}: يحبس أولهم عل آخرهم). [غريب القرآن وتفسيره: 329]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ({ويوم يحشر أعداء اللّه إلى النّار فهم يوزعون (19)}
يقرأ إلى النار - بفتح النون والتفخيم - , وقراءة أبي عمرو - إلى النار - على الإمالة إلى الكسر - , وإنّما يختار ذلك مع الراء - يعني الكسر - لأنها حرف فيه تكرير، فلذلك آثر أبو عمر الكسر.
{فهم يوزعون} : جاء في التفسير يحبس أوّلهم على آخرهم، وأصله من وزعته إذا كففته، وقال الحسن البصري حين ولي القضاء: لا بدّ للناس من وزعة.
أي: لا بد لهم من أعوان يكفّون الناس عن التعدّي).
[معاني القرآن: 4/383]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون}
قال أبو الأحوص , وأبو رزين , ومجاهد , وقتادة , أي: يحبس أولهم على آخرهم .
قال أبو الأحوص : فإذا تكاملت العدة , بدئ بالأكابر , فالأكابر جرما
قال أبو جعفر يقال: وزعه, يزعه , ويزعه إذا كفه , ومنه لما يزع السلطان أكثر مما يزع القرآن , ومنه لا بد للناس من وزعة.).
[معاني القرآن: 6/256-257]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يُوزَعُونَ}: أولهم على آخرهم). [العمدة في غريب القرآن: 264]

تفسير قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {سمعهم وأبصارهم وجلودهم...}.
الجلد ها هنا - والله أعلم - الذّكر، وهو ما كنى عنه كما قال:
{ولكن لا تواعدوهنّ سرًّا} : يريد: النكاح, وكما قال: {أو جاء أحدٌ منكم من الغائط} : والغائط: الصحراء، والمراد من ذلك: أو قضى أحد منكم حاجةً). [معاني القرآن: 3/16]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وجلودهم} : كناية عن الفروج). [تفسير غريب القرآن: 389]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({حتّى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون (20)}
جاء في التفسير :
{جلودهم}: كناية عن الفرج، المعنى شهدت فروجهم بمعاصيهم.). [معاني القرآن: 4/384]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون}
قال الفراء الجلد ههنا والله أعلم الذكر كني عنه كما قال تعالى:
{أو جاء أحد منكم من الغائط} , والغائط : الصحراء.
قال أبو جعفر , وقال غيره : هو الجلد بعينه .
وروى أبو الأحوص ,عن عبد الله بن مسعود قال :
(يجادل المنافق عند الميزان , ويدفع الحق , ويدعي الباطل , فيختم على فيه , ثم تستنطق جوارحه فتشهد عليه , ثم يطلق عنه , فيقول بعدا لكن , وسحقا , إنما كنت أجادل عنكن). ). [معاني القرآن: 6/257-258]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({والجلود} : كناية عن الفروج). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 217]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وقالوا لجلودهم لم شهدتّم علينا قالوا أنطقنا اللّه الّذي أنطق كلّ شيءٍ وهو خلقكم أول مرّةٍ وإليه ترجعون}
وقال:
{قالوا أنطقنا اللّه الّذي أنطق كلّ شيءٍ} : فجاء اللفظ بهم مثل اللفظ في الإنس لما خبّر عنهم بالنطق والفعل كما قال: {يا أيّها النّمل ادخلوا مساكنكم} لما عقلن , وتكلمن صرن بمنزلة الإنس في لفظهم, وقال الشاعر:
فصبّحت والطّير لم تكلّم = جابيةً طمّت بسيلٍ مفعم).
[معاني القرآن: 4/7]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (
{وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا اللّه الّذي أنطق كلّ شيء وهو خلقكم أوّل مرّة وإليه ترجعون (21)}:أي: جعلنا اللّه شهودا.). [معاني القرآن: 4/384]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء} : هذا تمام الكلام , ثم قال: {وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون} .).[معاني القرآن: 6/258]

تفسير قوله تعالى:{ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما كنتم تستترون...}.
يقول: لم تكونوا تخافون أن تشهد عليكم جوارحكم فتستتروا منها، ولم تكونوا لتقدروا على الاستتار، , ويكون على التعبير: أي لم تكونوا تستترون منها.
وقوله:
{ولكن ظننتم...}.
في قراءة عبد الله : مكان
{ولكن ظننتم}، ولكن زعمتم، والزعم، والظن في المعنى واحد، وقد يختلفان). [معاني القرآن: 3/16]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وروى ابن أبي نجيح , عن مجاهد في قوله تعالى: {وما كنتم تستترون} :قال: تتقون
قال أبو جعفر : المعنى وما كنتم تستترون من أن يشهد عليكم سمعكم.
قال عبد الله بن مسعود:
(كنت مستترا بأستار الكعبة , فجاء ثقفي , وقرشيان , كثير شحم بطونهم , قليل فقه قلوبهم , فتحدثوا بينهم بحديث ,فقال أحدهم : أترى الله يسمع ما نقول ؟.
فقال الآخران: يسمعنا إذا جهرنا , ولا يسمعنا إذا خافتنا.
وقال الآخر: إن كان يسمعنا إذا جهرنا , فهو يسمعنا إذا خافتنا.فأنزل الله جل وعز: {وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم إلى قوله وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين})
وروى بهز بن حكيم, عن أبيه , عن جده , عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:
{أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم}: قال: ((تدعون يوم القيامة مفدمة أفواهكم بفدام , فأول ما يبين عن الإنسان فخذه, وكفه)).). [معاني القرآن: 6/259-260]

تفسير قوله تعالى: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):وقوله: {وذلكم ظنّكم الّذي ظننتم بربّكم...}.
"ذلكم" في موضع رفع بالظن، وجعلت "أرداكم" في موضع نصب، كأنك قلت: ذلكم ظنكم مردياً لكم.
وقد يجوز أن تجعل الإرداء هو الرافع في قول من قال: هذا عبد الله قائم , يريد: عبد الله هذا قائم، وهو مستكره، ويكون أرداكم مستأنفا لو ظهر اسما لكان رفعا , مثل قوله في لقمان:
{الم، تلك آيات الكتاب الحكيم، هدًى ورحمةٌ}، قد قرأها حمزة كذلك، وفي قراءة عبد الله: {أألد وأنا عجوزٌ وهذا بعلي شيخٌ} ، وفي ق: {هذا ما لديّ عتيدٌ} : كل هذا على الاستئناف؛ ولو نويت الوصل كان نصبا، قال: وأنشدني بعضهم:
من يك ذا بتٍّ فهذا بتّي
=
مقيّظٌ مصيّف مشتّي
=
جمعته من نعجات ست)
[معاني القرآن: 3/17]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {وأرداكم}: أهلككم.). [تفسير غريب القرآن: 389]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وذلكم ظنّكم الّذي ظننتم بربّكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين (23)}
{وذلكم ظنّكم} : مرفوع بخبر الابتداء، و {أرداكم}: خبر ثان.
ويجوز أن يكون :
{ظنّكم} , بدلا من (ذلكم), ويكون المعنى : وظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم, ومعنى {أرداكم} : أهلككم.). [معاني القرآن: 4/384]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين} : أي, حين ظننتم أنه لا يسمعكم
وفي الحديث , عن النبي صلى الله عليه وسلم :(( قال الله : أنا عند ظن عبدي بي )).
ومعنى :
{أرداكم} : أهلككم.). [معاني القرآن: 6/260]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَرْدَاكُمْ}: أي, أهلككم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 217]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ (24)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين} : والنار مثوى لهم , صبروا أو لم يصبروا , ففي هذا جوابان.
أحدهما : أن المعنى فإن يصبروا في الدنيا على أعمال أهل النار , كما قال سبحانه:
{فما أصبرهم على النار} , {فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا في النار}
وقيل : وإن يستعتبوا في الدنيا , وهم مقيمون على كفرهم.
والجواب الآخر : فإن يصبروا في النار , أو يجزعوا, فالنار مثوى لهم , ويكون
قوله: {وإن يستعتبوا} : يدل على الجزع , لأن المستعتب جزع). [معاني القرآن: 6/260-261]

تفسير قوله تعالى: {وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ (25)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وقيّضنا لهم قرناء فزيّنوا لهم مّا بين أيديهم وما خلفهم...}.: من أمر الآخرة، فقالوا: لا جنة، ولا نار، ولا بعث، ولا حساب، وما خلفهم من أمر الدنيا فزينوا لهم اللذات، وجمع الأموال، وترك النفقات فيه وجوه البر، فهذا ما خلفهم.
وبذلك جاء التفسي: وقد يكون ما بين أيديهم ما هم فيه من أمر الدنيا، وما خلفهم من أمر الآخرة).
[معاني القرآن: 3/17]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقيّضنا لهم قرناء فزيّنوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحقّ عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجنّ والإنس إنّهم كانوا خاسرين (25)}
{وقيّضنا} :وسببنا من حيث لا يحتسبون.
{لهم قرناء}.. الآية: يقول زينوا لهم أعمالهم التي يعملونها ويشاهدونها.
{وما خلفهم} : وما يعزمون أن يعملوه). [معاني القرآن: 4/384]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم}
قال مجاهد يعني الشياطين
قال أبو جعفر معنى قيضت له كذا سببته له من حيث لا يحتسب
ثم قال جل وعز: {فزينوا لهم ما بين أيديهم}
أي ما يعملونه من المعاصي وما خلفهم وما عزموا على أن يعملوه). [معاني القرآن: 6/261-262]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {وقيضنا لهم}:أي: مثلنا لهم). [ياقوتة الصراط: 454]

تفسير قوله تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ (26) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والغوا فيه...}.
قاله كفّار قريش، قال لهم أبو جهل: إذا تلا محمد صلى الله عليه القرآن فالغوا فيه الغطوا، لعله يبدّل , أو ينسى فتغلبوه).
[معاني القرآن: 3/17]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وقال الّذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون}
وقال:
{لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه}:أي: لا تطيعوه. كما تقول "سمعت لك",وهو - والله أعلم - على وجه "لا تسمعوا القرآن".
وقال:
{والغوا فيه}:لأنها من "لغوت","يلغا",مثل "محوت" "يمحا",وقال بعضهم:{والغوا فيه},وقال:"لغوت" "تلغو",مثل "محوت","تمحو",وبعض العرب يقول: "لغي","يلغى":وهي قبيحة قليلة,ولكن "لغي بكذا وكذا":أي: أغري به,فهو يقوله,ونصنعه). [معاني القرآن: 4/7-8]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {والغوا فيه}: الغطوا فيه.)[تفسير غريب القرآن: 389]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وقال الّذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون (26)}
أي: عارضوه بكلام لا يفهم,يكون ذلك الكلام لغوا، يقال: لغا يلغو لغوا، ويقال:لغي يلغى لغوا,إذا تكلم باللغو، وهو الكلام الذي لا يحصّل,ولا تفهم حقيقته).
[معاني القرآن: 4/384]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه}
وقرأ عيسى, وابن أبي إسحاق:
والغوا بضم الغين
حكى الكسائي: لغا يلغو,وعلى هذا:
والغوا فيه , وحكى:لغا يلغى,ولغي يلغى,والمصدر على هذا مقصور
روى داود بن الحصين,عن عكرمة,عن ابن عباس قال: (
كان النبي صلى الله عليه وسلم بمكة إذا قرأ رفع صوته, فتطرد قريش عنه الناس, ويقولون:{ لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون } , وإذا خافت بقراءته, لم يسمع من يريد, فأنزل الله جل وعز: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا}).
وروى ابن أبي نجيح, عن مجاهد في قوله:
{والغوا فيه}, قال: بالمكاء , والتصفيق , والتخليط على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ , كانت قريش تفعله .
قال أبو جعف: ر اللغو في اللغة ما لا يعرف له حقيقة , ولا يحصل معناه , فمعنى :{ والغوا فيه }: أي : عارضوه باللغو.).
[معاني القرآن: 6/262-263]

تفسير قوله تعالى: {ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ذلك جزاء أعداء اللّه النّار}، ثم قال: {لهم فيها دار الخلد...}.
وهي النار بعينها، وذلك صواب لو قلت: لأهل الكوفة منها دار صالحة، والدار هي الكوفة، وحسن حين قلت : بالدار, والكوفة هي والدار , فاختلف لفظاهما، وهي في قراءة عبد الله:
{ذلك جزاء أعداء الله النار دار الخلد}: فهذا بيّن لا شيء فيه، لأن الدار هي النار). [معاني القرآن: 3/17]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : {ذلك جزاء أعداء اللّه النّار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون}, {ذلك جزاء أعداء اللّه النّار} : رفع على الابتداء , كأنه تفسيرا للجزاء.). [معاني القرآن: 4/8]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ذلك جزاء أعداء اللّه النّار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون (28)}
{ذلك جزاء أعداء اللّه النّار} : : هذا يدل على رفعه.
قوله:
{فلنذيقنّ الّذين كفروا عذابا شديدا}: المعنى ذلك العذاب الشديد , جزاء أعداء اللّه.
{النّار} : رفع بدل من: {جزاء أعداء اللّه} , وإن شئت رفعت {النّار} على التفسير، كأنّه قيل : ما هو؟, فقيل هي النار.
{لهم فيها دار الخلد}: أي لهم في النار دار الخلد، والنار هي الدار، كما تقول: لك في هذه الدار : دار السرور، وأنت تعني الدار بعينها, كما قال الشاعر:
أخو رغائب يعطيها ويسألها = يأبى الظّلامة منه النّوفل الزّفر)
[معاني القرآن: 4/384-385]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد}
المعنى ذلك العذاب الشديد جزاء أعداء الله ثم بين الجزاء فقال النار لهم فيها دار الخلد
والنار هي دار الخلد والعرب تفعل هذا على التوكيد كما قال:
أخو رغائب بعطيها ويسألها = يأبى الظلامة منه النوفل الزفر
وهو هو كما يقال لك : في هذا المنزل دار واسعة , وهو الدار .
ولا يجوز عند الكوفيين حتى يخالف لفظ الثاني لفظ الأول , تقول على قولهم في هذا: المنزل منزل حسن , على أن الثاني الأول , وهو عند البصريين كله جيد.
وفي قراءة عبد الله بن مسعود:
{ ذلك جزاء أعداء الله النار دار الخلد} ). [معاني القرآن: 6/263-264]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ (29) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ربّنا أرنا الّذين أضلاّنا من الجنّ والإنس...}.
يقال: إن الذي أضلهم من الجن إبليس ,و من الإنس قابيل الذي قتل أخاه يقول: هو أول من سنّ الضلالة من الإنس.).
[معاني القرآن: 3/17-18]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ربّنا أرنا الّذين أضلّانا من الجنّ والإنس نجعلهما تحت أقدامنا}, يقال: إبليس , وابن آدم الذي قتل أخاه، فسن القتل.). [تفسير غريب القرآن: 389]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {وقال الّذين كفروا ربّنا أرنا اللّذين أضلّانا من الجنّ والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين (29)}
(أرنا): بكسر الراء وبإسكانها - لثقل الكسرة كما قالوا في فخذ فخذ، ومن كسر فعلى الأصل، والكسر أجود لأنه في الأصل أرئنا - فحذفت الهمزة وبقيت الكسرة دليلا عليها , والكسر أجود.
ومعنى الآية فيما جاء من التفسير: أنه يعني بهما ابن آدم قابيل الذي قتل أخاه، وإبليس، فقابيل من الإنس وإبليس من الجنّ.
ومعنى:
{نجعلهما تحت أقدامنا}: أي:يكونان - في الدّرك الأسفل). [معاني القرآن: 4/385]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وقال الذين كفروا ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا}
قال حبة العرني,وعقبة الفزاري:سئل علي بن أبي طالب عليه السلام عن قوله جل وعز:
{أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس}.
فقال: (
هما: إبليس الأبالسة, وابن آدم الذي قتل أخاه). و كذلك روي عن ابن مسعود وابن عباس). [معاني القرآن: 6/265]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {أَرِنَا الَّلذَيْنِ أَضَلَّانَا}: قيل:هما إبليس,وابن آدم الذي قتل أخاه). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 217]


رد مع اقتباس