عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 12 ذو القعدة 1432هـ/9-10-2011م, 08:29 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي الفصل بالأجنبي يمنع العمل في الظرف أيضًا

الفصل بالأجنبي يمنع العمل في الظرف أيضًا
1- {أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم} [2: 76]
{عند}: متعلق بليحاجوكم، ولا يصح تعلقه بفتح لما يلزم عليه من الفصل بالأجنبي، لأن ليحاجوكم متعلق بقوله {أتحدثونهم}، وعند ربكم متعلق بما فتح الله عليكم، فتكون قد فصلت بين قوله {عند ربكم} وبين العامل فيه الذي هو {فتح الله عليكم} بقوله {ليحاجوكم} وهو أجنبي منهما، إذ هو متعلق بقوله {أتحدثونهم} على الأظهر، ويبعد أن يجيء هذا التركيب هكذا في فصيح الكلام، فكيف تجيء في كلام الله الذي هو أفصح الكلام. [البحر: 1/ 274].
2- {كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. أياما معدودات} [2: 183 184]
نصب أياما على تقدير فعل، أي صوموا، وقيل: بالصيام، وهو خطأ لأن معمول المصدر من صلته، وقد فصل بينهما بأجنبي، وأجازوا أيضًا انتصاب أياما على الظرف، والعامل فيه كتب وأن يكون مفعولاً على السعة وكلا القولين خطأ، أما النصب على الظرف فإنه محل للفعل، والكتابة ليست واقعة في الأيام لكن متعلقها هو الواقع في الأيام.
وأما النصب على الاتساع فإن ذلك مبني على جواز وقوعه ظرفا لكتب.
[البحر: 2/ 31].
3- {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا} [3: 30]
في [معاني القرآن: 1/ 399]: «ونصب {يوم تجد} بقوله {ويحذركم الله نفسه} كأنه قال ويحذركم الله نفسه في ذلك اليوم، ويجوز أن يكون نصب على قوله. {وإلى الله المصير} يوم تجد والقول الأول أجود».
وانظر [البحر: 2/ 426 427].
4- {وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان} [8: 41]
{يوم الفرقان}: ظرف لقول {وما أنزلنا} وقال الزجاج: يحتمل أن ينتصب بغنمتم. قال ابن عطية: وهذا تأويل حسن في المعنى، ويعترض فيه الفصل بين الظرف وما تعلق به بهذه الجمل الكثيرة من الكلام.
ولا يجوز ما قاله الزجاج لأنه إن كانت {ما} شرطية لزم فيه الفصل بين فعل الشرط ومعموله بجملة الجزاء ومتعلقاتها. وإن كانت موصولة فلا يجوز الفصل بين فعل الصلة ومعموله بخبر {إن}. [البحر: 4/ 499]، [العكبري: 2/ 4].
5- {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض} [9: 36]
{عند الله}: متعلق بعدة، وقال الحوفي: في كتاب الله متعلق بعدة.
{يوم خلق السموات والأرض}: متعلق بعدة أيضًا.
قال أبو علي: لا يجوز أن يتعلق {في كتاب الله} بعدة، لأنه يقتضي الفصل بين الصلة والموصول بالخبر الذي هو اثنا عشر، ولأنه لا يجوز، وهو كلام صحيح.
وقال أبو البقاء: عدة: مصدر مثل العدد، وفي كتاب الله صفة لاثنا عشر ويوم معمول لكتاب، على أن يكون مصدر الأجنة، ويجوز أن يكون جنة ويكون العامل في يوم معنى الاستقرار.
وقيل: انتصب يوم بفعل محذوف، أي كتب ذلك يوم خلق السموات والأرض. [البحر: 5/ 38]، [العكبري: 2/ 8].
6- {إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين} [16: 27]
في عامل الظرف وجهان:
أحدهما: الخزي، وهو مصدر فيه الألف واللام.
والثاني: هو معمول الخبر {على الكافرين} وفصل بينهما بالمعطوف لاتساعهما في الظروف. [العكبري: 2/ 43].
7- {وما أنا بظلام للعبيد. يوم نقول لجهنم هل امتلأت} [50: 29 30]
{يوم}: منصوب بظلام، أو باذكر أو بأنذر. قال الزمخشري: ويجوز أن ينتصب بنفخ. كأنه قيل: ونفخ في الصور يوم نقول.
وهذا بعيد قد فصل على هذا القول بين العامل والمعمول بجمل كثيرة، فلا يناسب هذا القول فصاحة القرآن وبلاغته. [البحر: 8/ 127]، [الكشاف: 4/ 288].
8- {وما أدراك ما القارعة. يوم يكون الناس كالفراش} [101: 3 4]
{يوم}: ظرف، قال ابن عطية: العامل فيه القارعة. فإن عنى بالقارعة اللفظ الأول فلا يجوز للفصل بين العامل وهو في صلة {أل} والمعمول بالخبر، وكذا لو صار القارعة علما للقيامة، وإن عنى اللفظ الثاني أو الثالث فلا يلتئم معنى الظرف معه.
وقال الزمخشري: الظرف نصب بمضمر دل عليه القارعة، أي تقرع يوم يكون الناس، وقال الحوفي: تأتي يوم تكون، وقيل: اذكر يوم.
[البحر: 8/ 506]، [الكشاف: 4/ 789].


رد مع اقتباس